إسرائيل تُبلغ أميركا بـ«مرحلة جديدة» في غزة

غالانت يباحث هوكستين... وقتال عنيف في رفح... و«أونروا» تحذر من جوع «كارثي»

وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت خلال لقائه بكبير مستشاري الرئيس الأميركي آموس هوكستين (د.ب.أ)
وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت خلال لقائه بكبير مستشاري الرئيس الأميركي آموس هوكستين (د.ب.أ)
TT

إسرائيل تُبلغ أميركا بـ«مرحلة جديدة» في غزة

وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت خلال لقائه بكبير مستشاري الرئيس الأميركي آموس هوكستين (د.ب.أ)
وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت خلال لقائه بكبير مستشاري الرئيس الأميركي آموس هوكستين (د.ب.أ)

أبلغ وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، المبعوث الأميركي الخاص آموس هوكستين، (الاثنين) بأن الانتقال إلى «مرحلة جديدة» في حرب غزة سيؤثر على جميع الجبهات، وأن تل أبيب «مستعدة عسكرياً وسياسياً» للخطوة.

وتشير «المرحلة الجديدة» التي تستهدفها إسرائيل، وتسميها أيضاً «المرحلة الثالثة (ج)» إلى قتال أقل حدة وعمليات دقيقة لتصفية قيادات «حماس» في القطاع، بموازاة مساع إسرائيلية لإيجاد بديل لحكم الحركة في القطاع.

وتتواكب إفادات غالانت بشأن اعتزام بدء عمليات أكثر دقة في غزة، مع تحشيد وتهديد إسرائيلي بشن هجوم على «حزب الله» اللبناني. وسعى هوكستين قبل أيام إلى تخفيض حدة التصعيد بين الطرفين، لكنه لم يُعلن عن تحقيق اختراق إيجابي بمسار التهدئة على الجبهة اللبنانية - الإسرائيلية.

والتقى غالانت بهوكستين خلال زيارته إلى واشنطن العاصمة، فيما أفادت وزارة الدفاع الإسرائيلية بأن الثنائي ناقشا «الإجراءات المطلوبة لتحقيق إطار عمل يتيح العودة الآمنة للمجتمعات الإسرائيلية إلى منازلها في الشمال الإسرائيلي».

وأضاف مكتب غالانت أنه أخبر هوكستين بأن «الانتقال إلى (المرحلة ج) في الحرب في غزة سيؤثر على التطورات على جميع الجبهات، وأن إسرائيل تستعد لكل سيناريو عسكرياً ودبلوماسياً».

وبالإضافة إلى اجتماعه مع هوكستين، من المخطط أن يلتقي وزير الدفاع الإسرائيلي ونظيره الأميركي لويد أوستن، ووزير الخارجية أنتوني بلينكن، ورئيس وكالة المخابرات المركزية ويليام بيرنز.

قتال في رفح

وجاءت تصريحات غالانت بشأن مرحلة جديدة من القتال بعد أن أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأحد، أن المعارك العنيفة التي يخوضها الجيش الإسرائيلي ضد «حماس» في مدينة رفح في جنوب قطاع غزة على وشك الانتهاء، قائلاً إن «المرحلة العنيفة من المعارك على وشك الانتهاء».

وبحسب الخطة الإسرائيلية، فإنه مع انتهاء العمليات العسكرية في رفح، سينتقل الجيش بتنفيذ عمليات استهداف مركزة داخل قطاع غزة بطريقة مختلفة.

لكن رغم ذلك، تواصل القتال العنيف في أجزاء من رفح يوم الاثنين، وقالت مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط» إن «قتالاً عنيفاً يدور في المناطق الغربية والشمالية في رفح التي تحاول القوات الإسرائيلية فرض سيطرة عليها».

دبابة إسرائيلية تتحرك في مدينة رفح جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

وكان الجيش الإسرائيلي سيطر على مناطق شرق وجنوب رفح ووسط المدينة منذ بدء عمليته هناك بداية الشهر الماضي.

وأبلغ سكان في رفح «رويترز» بأن دبابات إسرائيلية توغلت أكثر غرب رفح، وتقدمت إلى أطراف منطقة المواصي، التي تضم خياماً للنازحين شمال غربي مدينة رفح، مما أجبر عدداً من الأُسر على النزوح شمالاً إلى خان يونس ودير البلح في وسط غزة.

ومع مواصلة القتال في رفح، واصلت الطائرات الإسرائيلية شن هجمات في مناطق أخرى. وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه قتل قيادياً في «حماس» يدعى محمد صلاح، وقال إنه أحد أهم مطوري الأسلحة في «حماس»، لكن وزارة الصحة في غزة قالت إن الهجوم قتل هاني الجعفراوي، مدير الإسعاف والطوارئ.

وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي، الاثنين، إنه قصف غزة بـ50 ألف قنبلة منذ بداية الحرب، 5 في المائة منها لم تنفجر، وهو ما يعني أن نحو ألفين إلى 3 آلاف قنبلة ستستطيع «حماس» استخدامها كمواد خام. وقالت الإذاعة إن الجيش الإسرائيلي يدرك أن «حماس» تعيد إنشاء ورش لإنتاج الأسلحة.

تجويع «كارثي»

من جهة أخرى، قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن «الاحتلال يمارس سياسة التجويع الممنهج ويمنع المدنيين من العلاج»، وحذر المكتب من أن «المجاعة والأمراض تتزايد بين سكان القطاع وخاصة بين الأطفال».

وأفاد بأن السكان يأكلون معلبات منتهية الصلاحية ما يتسبب في تسمم أعداد كبيرة منهم. في وقت أكد مفوض وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني أن «جيلاً كاملاً في غزة محكوم عليه بالفقر، وأن مستويات الجوع كارثية في أنحاء قطاع غزة وهي من صنع الإنسان».

أطفال فلسطينيون يعانون من سوء التغذية أو أمراض مزمنة مثل السرطان ينتظرون في مستشفى بخان يونس جنوب غزة (أ.ف.ب)

ولا توجد إحصائية دقيقة لعدد الضحايا في غزة مع استمرار القتال ووجود جثامين في الشوارع وتحت الأنقاض.

وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي إلى 37 ألفاً و626 فلسطينياً، و86 ألفاً و98 مصاباً.

وبحسب إحصائية صادرة عن وزارة الدولة لشؤون الإغاثة في الحكومة الفلسطينية، فإنه يوجد إضافة إلى عدد الضحايا الكبير، نحو 10 آلاف شخص مفقود تحت الأنقاض، وأكثر من 5000 معتقل فلسطيني من غزة.

وجاء في التقرير الذي صدر الاثنين أن هناك «499 شهيداً من عُمَّال مجال الصحة، و70 من الدفاع المدني و152 صحافياً، وما لا يقل عن 273 من عُمَّال الإغاثة 7 منهم أجانب». وأفاد كذلك بأن الحرب خلفت 17 ألف طفل يتيم.

وفيما يتعلق بالقطاع الصحي، أشار التقرير إلى وجود 17 مستشفى تعمل بشكل جزئي (3 في شمال غزة، و7 في غزة، و3 في دير البلح، و4 في خان يونس)، و19 مستشفى خارج الخدمة، وأن 71 في المائة من المراكز الصحية التابعة بـ«أونروا» لا تعمل.

كما رصد أن 31 طفلاً توفوا بسبب سوء التغذية والجفاف، و31 في المائة من الأطفال دون سن الثانية في شمال غزة يعانون سوء التغذية الحاد، و10 في المائة من الأطفال دون سن الثانية في رفح يعانون سوء التغذية الحاد.

كما تطرق التقرير إلى تدمير أكثر من 60 في المائة من المباني السكنية، وأكثر من 80 في المائة من المرافق التجارية، و155 منشأة صحية، و187 منشأة تابعة لـ«الأونروا»، 130 سيارة إسعاف.


مقالات ذات صلة

سكان غزة يشعرون بالخوف بعد ظهور احتمال التوصل لاتفاق بين إسرائيل و«حزب الله»

المشرق العربي فلسطينيون يتجمعون في موقع غارة إسرائيلية على منزل في قطاع غزة (رويترز)

سكان غزة يشعرون بالخوف بعد ظهور احتمال التوصل لاتفاق بين إسرائيل و«حزب الله»

يشعر الفلسطينيون في غزة بالخوف من أن تصب إسرائيل كامل قوتها العسكرية على القطاع، بعد ظهور احتمال التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله».

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي أفراد من القوات المسلحة الأردنية يسقطون مساعدات جوية على غزة 9 أبريل 2024 (رويترز)

طائرات عسكرية أردنية تسقط مساعدات على شمال قطاع غزة

قال مصدر رسمي إن طائرات عسكرية أردنية أسقطت، الثلاثاء، مساعدات على شمال غزة لأول مرة في خمسة أشهر للمساعدة في تخفيف وطأة الوضع الإنساني المتردي في القطاع.

«الشرق الأوسط» (عمّان)
المشرق العربي صبي جريح يجلس في مستشفى شهداء الأقصى عقب تعرضه للإصابة في غارة جوية إسرائيلية في مخيم البريج وسط غزة (إ.ب.أ)

حرب غزة: أكثر من 7 آلاف مجزرة إسرائيلية... و1400 عائلة مُحيت من السجلات

أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة أن «قوات الاحتلال ارتكبت 7160 مجزرة بحق العائلات الفلسطينية في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر».

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي نازحون فلسطينيون يسيرون في شارع غرب مدينة غزة الاثنين (أ.ف.ب)

الأمم المتحدة تدعو إلى وقف دائم لإطلاق النار في لبنان وإسرائيل وغزة

دعت الأمم المتحدة، اليوم (الثلاثاء)، من جديد إلى «وقف دائم لإطلاق النار» في لبنان وإسرائيل وغزة، في حين يتوقع إعلان هدنة بين إسرائيل و«حزب الله».

«الشرق الأوسط» (جنيف)
المشرق العربي فلسطينيات يستخدمن طريقاً جافاً لنقل المياه إلى خيمتهن بعد هطول أمطار غزيرة بدير البلح وسط قطاع غزة الأحد (أ.ف.ب)

الغزيون يكابدون الأمطار والبرد

تسبب الانخفاض الجوي الذي تشهده غزة، هذه الأيام، في زيادة معاناة سكان القطاع الذين يعانون أصلاً ويلات الحرب منذ 14 شهراً.

«الشرق الأوسط» (غزة)

الجيش الإسرائيلي يعلن وصوله إلى نهر الليطاني قبل اتفاق وشيك لوقف النار

TT

الجيش الإسرائيلي يعلن وصوله إلى نهر الليطاني قبل اتفاق وشيك لوقف النار

تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت اليوم (رويترز)
تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت اليوم (رويترز)

أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم الثلاثاء، أن قواته وصلت إلى نهر الليطاني في جنوب لبنان، وهي المنطقة التي تريد الدولة العبرية من «حزب الله» أن يتراجع إلى حدودها في حال أبرم اتفاق لوقف إطلاق النار.

ونشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي صورا لجنود إسرائيليين عند نهر الليطاني.

ولاحقاً، أعلن الجيش الإسرائيلي تنفيذ غارات في منطقة نهر الليطاني. وقال الجيش في بيان إن قواته «هاجمت أهدافا إرهابية عدة، واشتبكوا مع الإرهابيين عن قرب وعثروا على عشرات المنصات وآلاف الصواريخ والمقذوفات ومخازن الأسلحة المخبأة في سفح جبل ودمروها».

إلى ذلك، تجددت الغارات الإسرائيلية العنيفة على ضاحية بيروت الجنوبية، عقب إنذارات وجّهها الجيش الإسرائيلي للسكان بإخلاء 6 مواقع.

ووجَّه المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إنذار إخلاء مرفقاً بخرائط إلى سكان مناطقتي برج البراجنة تحويطة الغدير.

وقال: «أنتم توجدون بالقرب من منشآت ومصالح تابعة لـ(حزب الله)»، محذّراً من ضربات وشيكة على منطقة الغبيري.

وتأتي الغارة وسط ترقب لاتفاق وشيك لوقف إطلاق النار في لبنان. وقال مسؤول إسرائيلي كبير لـ«رويترز» إن إسرائيل تبدو مستعدة للموافقة على خطة أميركية لوقف إطلاق النار الثلاثاء مما يمهد الطريق لإنهاء الحرب التي أسفرت عن مقتل آلاف المدنيين منذ اندلاعها بسبب الحرب الدائرة في قطاع غزة منذ 14 شهرا.

وأضاف المسؤول أن من المتوقع أن يعقد مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي اجتماعا برئاسة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في وقت لاحق اليوم الثلاثاء لمناقشة النص والموافقة عليه على الأرجح.

وأعلن في الولايات المتحدة وفرنسا أمس (الاثنين) أن المفاوضات تسير في الاتجاه الصحيح وأن الدولتين توشكان على إصدار بيان مشترك تعلنان فيه وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله».

وفيما تضاربت التصريحات ومعلومات المصادر حول موعد إعلان البيان، علمت «الشرق الأوسط» من مصادر واسعة الاطلاع في واشنطن، أن الجانبين الأميركي والفرنسي يستعدان لإعلان هدنة بين لبنان وإسرائيل لمدة 60 يوماً تتضمن بدءاً فورياً بإجلاء عناصر «حزب الله» وأسلحتهم من المنطقة الواقعة بين الخط الأزرق ونهر الليطاني «بشكل يمكن التحقق منه»، مقابل انسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق التي احتلتها منذ بدء الغزو البري المحدود للأراضي اللبنانية. وسيستند الإعلان المرتقب إلى القرار 1701 وسيتضمن إنشاء «آلية مراقبة».

مقتل قيادي عسكري في «حزب الله»

وأعلن الجيش الإسرائيلي، في وقت لاحق، أنه يواصل استهداف القيادات الميدانية في «حزب الله»، مؤكداً «القضاء على قائد العمليات في قطاع الساحل لـ(حزب الله)».

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي: «أغارت طائرات حربية لسلاح الجو على منطقة صور وقضت على الإرهابي المدعو أحمد صبحي هزيمة قائد العمليات في قطاع الساحل لدى حزب الله».

وبحسب أدرعي كان هزيمة «يشرف على مخططات اقتحام الحدود وعمليات إطلاق قذائف مضادة للدروع نحو بلدات إسرائيلة انطلاقًا من القطاع الغربي قبل عملية سهام الشمال». وتابع: «المدعو هزيمة يشغل منصبه خلفًا للقائد السابق الذي تم القضاء عليه في 17 من نوفمبر (تشرين الثاني) 2024. ولفت إلى أن «هذا الاستهداف ضربة اخرى لقدرات (حزب الله) في تنفيذ عمليات إرهابية من جنوب لبنان نحو الجبهة الداخلية الإسرائيلية على الحدود الشمالية».