إسرائيل تحوّل فلسطينياً مريضاً بالسرطان للاعتقال 6 أشهر

رغم صدور قرار من محكمة عسكرية إسرائيلية بالإفراج عنه

المعتقل محمد زايد خضيرات (هيئة شؤون الأسرى والمحررين التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية)
المعتقل محمد زايد خضيرات (هيئة شؤون الأسرى والمحررين التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية)
TT

إسرائيل تحوّل فلسطينياً مريضاً بالسرطان للاعتقال 6 أشهر

المعتقل محمد زايد خضيرات (هيئة شؤون الأسرى والمحررين التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية)
المعتقل محمد زايد خضيرات (هيئة شؤون الأسرى والمحررين التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية)

قالت مؤسستان فلسطينيتان، اليوم الأحد، إن إسرائيل حوّلت شاباً فلسطينياً مريضاً بالسرطان إلى الاعتقال بعد صدور قرار من محكمة عسكرية إسرائيلية بالإفراج عنه، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وأضافت هيئة شؤون الأسرى والمحررين التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية ونادي الأسير، في بيان مشترك، أن «مخابرات الاحتلال الإسرائيلي حولت المعتقل المصاب بالسرطان محمد زايد خضيرات (21 عاماً) من بلدة الظاهرية في محافظة الخليل إلى الاعتقال الإداري، لمدة تبدأ من تاريخ اليوم حتى 30 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024».

وأوضح البيان أن عائلة خضيرات كانت تستعد لاستقباله اليوم «إلا أنها تفاجأت بأمر اعتقاله الإداري».

ولم يصدر بيان من السلطات الإسرائيلية المعنية بشأن عدم الإفراج عن خضيرات المعتقل منذ الأول من يونيو (حزيران) الجاري من منزله وتحويله إلى الاعتقال الإداري.

وتطبق إسرائيل قانوناً بريطانياً قديماً يتيح لها اعتقال الفلسطينيين من دون محاكمة لمدة تتراوح بين ثلاثة وستة أشهر قابلة للتجديد بدعوى وجود ملف أمني سري للمعتقل.

واستعرض البيان الوضع الصحي لخضيرات، مشيراً إلى أنه «عانى منذ طفولته من ورم في الغدد اللمفاوية وخضع لعلاج طويل على إثره تمت السيطرة على الورم، إلا أن ظهور الورم تجدد منذ نحو عام، وهو لا يزال يخضع للعلاج».

وأضاف البيان: «تقرر قبل اعتقاله بفترة وجيزة أن يتم تزويده بجرعات علاج بيولوجي، وفقاً لبروتوكول العلاج المُقرر له من مستشفى النجاح الوطني، وقد خضع لجرعتين قبل اعتقاله من أصل 14 جرعة».

وجاء في البيان أنه منذ اعتقال خضيرات «لم يخضع لأي علاج، ولم يُسمح له بأخذ أدويته المقررة له، رغم أن العائلة كانت قد أصرت على إعطاء الأدوية للقوة التي قامت باعتقاله، حيث نقله الاحتلال بداية اعتقاله إلى معتقل (عتصيون) ثم إلى سجن (الرملة)».

وأضاف في البيان: «في جلسة المحكمة التي عقدت له يوم الخميس الماضي قال محمد لوالده الذي تواصل معه عبر تقنية الفيديو كونفرانس (أنا يابا بموت)».

وتشير إحصائيات فلسطينية رسمية إلى أن إسرائيل تعتقل في سجونها أكثر من 9300 فلسطيني، منهم 3400 إداري، ومن بين المعتقلين إدارياً 40 طفلاً و23 معتقلة.

وذكر البيان أن إسرائيل خلال الفترة الماضية انتهجت «سياسة الاعتقال الإداري بشكل غير مسبوق تاريخياً بحق الآلاف من المواطنين، ومنهم مرضى، وجرحى، ومسنون، وأطفال، ونساء». وأضاف البيان: «كما انتهجت سياسة الاعتقال على خلفية ما يسمى بالتحريض الذي يشكّل في جوهره وجهاً آخر للاعتقال الإداري، خاصّة أنّ كل من لم يتمكّن الاحتلال من تقديم لائحة (اتهام) بحقّه على خلفية التّحريض جرى تحويله إلى الاعتقال الإداري».

وجددت «الهيئة» و«النادي» في بيانهما المشترك: «مطالبتهما للمؤسسات الحقوقية الدّولية وعلى رأسها الأمم المتحدة بتحمل مسؤولياتها اللازمة، وإنهاء حالة العجز المرعبة التي سيطرت على دورها أمام حرب الإبادة المتواصلة في غزة، والعدوان الشامل في أنحاء فلسطين كافة، ومنها الجرائم بحقّ الأسرى والمعتقلين، التي تعتبر وجهاً من أوجه الإبادة المستمرة».


مقالات ذات صلة

مصر تشدد على وقف إطلاق النار في غزة ولبنان لتفادي «الحرب المفتوحة»

شؤون إقليمية طفل فلسطيني يسير أمام أنقاض المباني في مدينة غزة (أ.ف.ب)

مصر تشدد على وقف إطلاق النار في غزة ولبنان لتفادي «الحرب المفتوحة»

ندد وزير الخارجية والهجرة المصري، بدر عبد العاطي بـ«إمعان إسرائيل في توسيع رقعة الصراع»، مجدداً مطالبة تل أبيب بالانسحاب من معبر رفح و«محور فيلادلفيا».

فتحية الدخاخني (القاهرة)
شمال افريقيا اجتماع بشأن فلسطين في الأمم المتحدة (الجامعة العربية)

هل تُسهم التحركات العربية في الضغط لتنفيذ «حل الدولتين»؟

شهدت فعاليات الدورة 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة حالياً في نيويورك، تحركات ومساعي عربية من أجل تنفيذ «حل الدولتين».

فتحية الدخاخني (القاهرة )
المشرق العربي دمار جرّاء الغارات الإسرائيلية على السكسكية بجنوب لبنان (رويترز)

شعبية نتنياهو ترتفع بفضل الحرب ضد «حزب الله»

أظهر استطلاعان للرأي العام في إسرائيل أن حزب «الليكود»، برئاسة بنيامين نتنياهو، سيفوز بـ25 مقعداً في «الكنيست» إذا أُجريت الانتخابات اليوم.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي عمال فلسطينيون يعبرون من شمال غزة للعمل في إسرائيل (أ.ف.ب)

نقابات ترفع شكوى لمنظمة العمل الدولية بشأن معاملة إسرائيل لعمال فلسطينيين

رفعت عشر نقابات عمالية عالمية شكوى، الجمعة، لمنظمة العمل الدولية تتهم فيها إسرائيل بأن معاملتها للعمال الفلسطينيين منذ بدء حرب غزة تنتهك معاهدة عالمية.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
تحليل إخباري رد فعل امرأة فلسطينية على مقتل أقاربها عقب غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين في جباليا شمال قطاع غزة (رويترز)

تحليل إخباري كيف أثرت حرب لبنان على جهود التهدئة في غزة؟

بينما تراوح مفاوضات الهدنة في غزة مكانها منذ عدة أسابيع، تزداد وتيرة الحرب المشتعلة في لبنان، وتتسارع نداءات إطفائها عبر مقترح أميركي - عربي - أوروبي بوقفها.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

صدمة اغتيال نصر الله تعمّ الشارع الشيعي... ومخاوف من مآلاته

امرأة تبكي في أحد شوارع بيروت بعد تلقّيها خبر اغتيال نصر الله (أ.ب)
امرأة تبكي في أحد شوارع بيروت بعد تلقّيها خبر اغتيال نصر الله (أ.ب)
TT

صدمة اغتيال نصر الله تعمّ الشارع الشيعي... ومخاوف من مآلاته

امرأة تبكي في أحد شوارع بيروت بعد تلقّيها خبر اغتيال نصر الله (أ.ب)
امرأة تبكي في أحد شوارع بيروت بعد تلقّيها خبر اغتيال نصر الله (أ.ب)

انطلقت زخّات الرصاص في شوارع بيروت وضاحيتها الجنوبية، بعد إعلان «حزب الله» رسمياً عن اغتيال أمينه العام حسن نصر الله، وعبّر مناصرو الحزب عن صدمتهم بتفريغ الرصاص في الهواء، فيما عمّت الصدمة وجوههم، «هل صحيح أن السيد استشهد؟»، يسأل أحد مناصريه، فيما يقول آخر إن الحزب «قد يكون أخفى ذلك لأسباب أمنية، ويستحيل أن يكون السيد فَقَدَ الحماية»!

والتقدير الأخير يعبر عن حجم الصدمة التي يعيشها مناصرو «حزب الله»، يسأل أحدهم في الشارع كيف يُسمح له بارتياد اجتماع بعد كل الضربات الإسرائيلية لاجتماعات الحزب وقياديّيه في الضاحية؟ ويضيف: «مستحيل... ثمة شيء خاطئ»!

صورة نصر الله مرفوعة في احتفالات عمّت الضاحية الجنوبية بعد حرب تموز 2006 (أ.ف.ب)

جيل ما بعد الـ2000

ثمة جيل جديد من مناصري «حزب الله» لم يعايش مراحل الحزب الخطرة خلال الصراع مع إسرائيل؛ كونه وُلد بعد تحرير جنوب لبنان عام 2000، فالحزب في عام 1992 تلقّى ضربة باغتيال أمينه العام السابق عباس الموسوي، لكن منذ ذلك اليوم تسلّم نصر الله الأمانة العامة للحزب، ولم يطرأ أي تغيير عليها طوال 32 عاماً، وبالتالي بات إعلان اغتيال نصر الله أصعب للتصديق بالنسبة للجيل الجديد.

وتعكس مَشاهد الناس في الشارع حجم الإحباط والخيبة والغضب، ففي أحد شوارع بيروت الغربية حزن وبكاء، ويسأل الشاب العشريني حسن: و«من سيقود المعركة الآن؟ وكيف نواجه مصيرنا بغياب السيد؟».

وكان الناس الذين خرجوا من منازلهم منذ مطلع الأسبوع ينتظرون خطاباً لنصر الله يشرح فيه مآلات الحرب، أسوةً بما كان يجري في حرب تموز 2006، لكن عملية اغتياله مساء الجمعة، عمّقت حالة الإرباك في الشارع بين صفوف المناصرين. ويقول أحدهم: «خسارة كبيرة... لننتظر الردّ».

امرأة تبكي في أحد شوارع بيروت بعد تلقّيها خبر اغتيال نصر الله (أ.ب)

غياب عن تأبين قادة

ولم يظهر نصر الله على الشاشة منذ نحو 10 أيام، حيث تحدّث بعد الاستهداف الإسرائيلي لمئات من عناصر الحزب، فيما عُرف بـ«عملية البيجر»، وكان لافتاً غيابه عن تأبين القيادي في الحزب إبراهيم عقيل الذي اغتالته إسرائيل يوم الجمعة الماضي في ضاحية بيروت الجنوبية، باستهداف اجتماع لقيادة «وحدة الرضوان» قرب مسجد القائم، وتولَّى نائبه الشيخ نعيم قاسم المشاركة في التشييع والتأبين، وقال إن الحزب لن يُوقف معركة إسناد غزة، وإنه بات هناك حساب مفتوح مع إسرائيل.

جيل الثمانينات

لا ينظر الجيل الأكبر إلى ذلك الغياب بوصفه أمراً لافتاً، ويربطه بدواعٍ أمنية، فالجيل الأكبر هو من المناصرين الذين تتراوح أعمارهم بين الأربعينات والخمسينات، وهم من مواليد السبعينات والثمانينات، أولئك الذين عايشوا مرحلة اغتيال الموسوي، و4 حروب على الأقل ضد إسرائيل، وما تضمنته من اغتيالات بحقّ قياديين في «المقاومة» في ذلك الوقت.

ينظر بعض هذا الجيل إلى الأمر بواقعية، ويَعُدّون اغتياله «جزءاً من مسار اختاره طوال حياته، قضاه مهدَّداً ومتوارياً عن الأنظار».

لا ينفي أبناء هذا الجيل «الخسارة» بعد تلقّيهم الإعلان الإسرائيلي عن اغتياله، قبل إعلان «حزب الله» رسمياً، يقول محمد.ع، الذي كان يعبُر في شارع النويري ببيروت: «إذا صح الأمر، فإنه خسارة، ويستدعي الحزن، لكن خط القتال ضد إسرائيل هو مسيرة مستمرة فيها النجاحات والخيبات والتضحيات، يذهب قائد أو مقاتل، ويأتي آخر».

أرشيفية تجمع نصر الله والقيادي في «حزب الله» وسام الطويل الذي اغتالته إسرائيل أواخر العام الماضي بجنوب لبنان (أ.ف.ب)

احتفالات في طرابلس

وبينما غرق جمهور «حزب الله» بالصدمة، كان آخَرون في طرابلس بشمال لبنان يحتفلون باغتيال نصر الله، وظهرت مقاطع فيديو للبنانيين وسوريين يوزّعون الحلوى في الشارع، أو يطلقون النار ابتهاجاً، وهو مشهد ممتدّ للاحتفالات التي عمّت محافظة إدلب بشمال غرب سوريا الخاضعة لسيطرة قوى المعارضة، حيث أظهرت مقاطع فيديو احتفالات هؤلاء باغتيال نصر الله.