فصائل مدعومة من إيران تلوّح باستعدادها للقتال في جنوب لبنان

«حزب الله» يطلق مسيّرات باتجاه شمال إسرائيل

فصائل عراقية مقربة من إيران تسير في مسيرة بشوارع العراق عام 2018 (أ.ب)
فصائل عراقية مقربة من إيران تسير في مسيرة بشوارع العراق عام 2018 (أ.ب)
TT

فصائل مدعومة من إيران تلوّح باستعدادها للقتال في جنوب لبنان

فصائل عراقية مقربة من إيران تسير في مسيرة بشوارع العراق عام 2018 (أ.ب)
فصائل عراقية مقربة من إيران تسير في مسيرة بشوارع العراق عام 2018 (أ.ب)

لوّحت فصائل عسكرية مدعومة من إيران، باستعدادها للمشاركة في المعركة الدائرة في جنوب لبنان بين «حزب الله» والجيش الإسرائيلي، وسط تصعيد في الجنوب، ومسيّرات انقضاضية أطلقها الحزب باتجاه موقع عسكري في صفد، رداً على اغتيال قيادي في «الجماعة الإسلامية».

وقال مسؤولون من فصائل مدعومة من إيران ومحللون لـ«أ.ب» إن آلاف المقاتلين من الجماعات المدعومة من إيران في الشرق الأوسط على استعداد للقدوم إلى لبنان للانضمام إلى «حزب الله» في معركته ضد إسرائيل إذا تصاعد الصراع المحتدم إلى حرب شاملة.

وينتشر بالفعل الآلاف من هؤلاء المقاتلين في سوريا، ويمكنهم التسلل بسهولة عبر الحدود التي يسهل اختراقها، وفق ما أفادت به الوكالة. ونقلت عن مسؤول في جماعة عراقية مدعومة من إيران في بغداد: «سنقاتل جنباً إلى جنب مع (حزب الله)» إذا اندلعت حرب شاملة. وقال المسؤول، إلى جانب مسؤول آخر من العراق: «إن بعض المستشارين العراقيين موجودون بالفعل في لبنان».

وفي السياق ذاته، قال مسؤول في جماعة لبنانية مدعومة من إيران: «إن مقاتلين من ميليشيا (الحشد الشعبي) العراقية، و(لواء فاطميون) الأفغاني، و(لواء زينبيون) الباكستاني، و(جماعة الحوثي)، يمكن أن يأتوا إلى لبنان للمشاركة في الحرب».

«إلى من يهمه الأمر»

وجاء التقرير بعد ساعات على بثّ الحزب في وقت متأخر، السبت، شريط فيديو حمل عنوان «إلى من يهمه الأمر»، ويتضمن تحديد مواقع عدة في إسرائيل، مورداً إحداثياتها من دون تسميتها. ويظهر فيه مقتطف من الخطاب الأخير لأمين عام الحزب وهو يقول «إذا فُرضت الحرب على لبنان، فإن المقاومة ستقاتل بلا ضوابط ولا قواعد».

وتبنّى «حزب الله»، الأحد، إطلاق دفعتين من المسيّرات المفخخة باتجاه إسرائيل. وأعلن الجيش الإسرائيلي عن اعتراضه «هدفاً جوياً مشبوهاً في الجليل الأسفل»، بعدما دوّت صافرات الإنذار في مسغاف؛ إذ يوجد مجمع للصناعات العسكرية (رفائيل).

وقال الحزب في بيان: «إننا نفذنا هجوماً جوياً بمسيرة انقضاضية على مقر قيادة (كتيبة السهل) في ثكنة (بيت هلل)، ‏مستهدفة أماكن تموضع واستقرار ضباطها وجنودها، وأصابتها إصابة مباشرة، وأوقعتهم بين قتيل ‏وجريح»، وذلك «رداً على ‏الاغتيال الذي نفذه العدو الإسرائيلي في بلدة الخيارة»، في إشارة إلى اغتيال قيادي في «الجماعة الإسلامية»، السبت في شرق لبنان.

الدخان يتصاعد من بلدة إسرائيلية إثر انفجار مسيّرة مفخخة أطلقها «حزب الله» الأحد (أ.ف.ب)

وبعد الظهر، تحدث تقرير إسرائيلي عن انفجار مسيّرة في أييلت هشاحر بالجليل. وقالت سلطة الإطفاء في الشمال إنها: «تعاملت مع 3 مواقع اندلعت فيها النيران عقب دوي صافرات الإنذار»، قبل أن يعلن الجيش الإسرائيلي عن «إصابة جندي بجراح خطيرة إثر انفجار طائرة مسيّرة في الشمال».

وقال الحزب في بيان، إن مقاتليه «شنوا هجوماً جوياً ‏بِسرب من المسيرات الانقضاضية على مقر قيادة تابع للفرقة (91) في أييلت هشاحر (شمال شرق صفد)، ‏مُستهدفة أماكن تموضع واستقرار ضباطها وجنودها، وأصابتها إصابة مباشرة وأوقعتهم بين قتيلٍ وجريح»، رداً على اغتيال القيادي في «الجماعة الإسلامية».

ويبعد مقر القيادة 10 كيلومترات عن الحدود اللبنانية، وهو موقع مستحدث، جرى الانتقال إليه بعدما تعرضت ثكنة «برانيت» التي كانت المقر الرئيسي لقيادة «فرقة الجليل 91»، لهجمات بصواريخ «البركان» في وقت سابق.

في المقابل، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، أن الجيش الإسرائيلي «هاجم مسلحي (حزب الله) وبنى تحتية له». وقال إن طائرات حربية أغارت، ليل السبت، على مبنى عسكري لـ«حزب الله» في كفركلا وموقع استطلاع آخر للحزب. كما استهدفت خلية مسلحين في منطقة الطيبة.

وأضاف: «متابعة للإنذارات خشية تسلل قطعة جوية معادية شمال البلاد، فقد اخترقت مسيرة من لبنان، وسقطت في منطقة بيت هيلل دون وقوع إصابات. وخلال الحادث أطلق صاروخ اعتراض نحو المسيرة، وجرى تفعيل الإنذارات خشية سقوط شظايا عملية الاعتراض».

في غضون ذلك، أعلن رئيس بلدة «المطلة» لإذاعة الجيش الإسرائيلي أن 3 منازل تضررت، السبت، وأُحرق شارع كامل، جراء صواريخ «حزب الله»، مشيراً إلى أنه «خلال الأشهر الثمانية الماضية لحقت أضرار بـ40 في المائة من المنازل، واحترق ما يقرب 200».

الدخان يتصاعد من المطلة مساء السبت عقب صواريخ أطلقها «حزب الله» (أ.ب)


مقالات ذات صلة

مقتل شخص في قصف إسرائيلي على سيارة بجنوب لبنان

المشرق العربي أشخاص يُخمدون نيران سيارة تضررت بغارة إسرائيلية على جنوب لبنان (أ.ف.ب) play-circle

مقتل شخص في قصف إسرائيلي على سيارة بجنوب لبنان

قُتل شخص في ضربة إسرائيلية استهدفت سيارة في جنوب لبنان، في وقت مبكر الأحد، على ما أعلنت وزارة الصحة، رغم سريان وقف لإطلاق النار بين «حزب الله» وإسرائيل.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
الولايات المتحدة​ دونالد ترمب وبنيامين نتنياهو في واشنطن 4 فبراير الماضي (أ.ف.ب) play-circle

تقرير: نتنياهو يضغط على ترمب للسماح بعملية مشتركة ضد إيران

أفادت صحيفة «نيويورك تايمز» بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يضغط على الرئيس الأميركي دونالد ترمب للسماح بعملية مشتركة ضد إيران.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي فلسطينيون يتجمعون لتناول وجبة الإفطار في بيت لاهيا ويظهر خلفهم منازل ومسجد مدمر (إ.ب.أ)

غارات إسرائيلية على غزة تزيد من هشاشة الهدنة السارية في القطاع

أعلن الدفاع المدني ووزارة الصحة التابعة في غزة مقتل تسعة فلسطينيين، بينهم إعلاميون، في غارة جوية إسرائيلية على بلدة بيت لاهيا في شمال غزة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي طريق مغلق خلال عملية عسكرية إسرائيلية في مدينة جنين بالضفة الغربية (إ.ب.أ) play-circle

تشريد 40 ألف فلسطيني جراء هدم منازل بمخيمات شمال الضفة

أفادت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، اليوم السبت، بتشريد ما يزيد على 40 ألف مواطن فلسطيني جراء جرائم هدم المنازل واسعة النطاق.

«الشرق الأوسط» (الضفة الغربية)
المشرق العربي فلسطينيون يسيرون وسط أنقاض المنازل والمباني المدمرة في جباليا بشمال قطاع غزة (أ.ب)

غزة: بلدية رفح توقف تزويد الآبار بالوقود... وتحذر من كارثة وشيكة

أعلنت بلدية رفح بجنوب قطاع غزة اليوم (السبت) توقفها قسرياً عن تزويد جميع آبار المياه بالمدينة بالوقود جراء استمرار الحصار الإسرائيلي.

«الشرق الأوسط» (غزة)

مقتل شخص في قصف إسرائيلي على سيارة بجنوب لبنان

أشخاص يُخمدون نيران سيارة تضررت بغارة إسرائيلية على جنوب لبنان (أ.ف.ب)
أشخاص يُخمدون نيران سيارة تضررت بغارة إسرائيلية على جنوب لبنان (أ.ف.ب)
TT

مقتل شخص في قصف إسرائيلي على سيارة بجنوب لبنان

أشخاص يُخمدون نيران سيارة تضررت بغارة إسرائيلية على جنوب لبنان (أ.ف.ب)
أشخاص يُخمدون نيران سيارة تضررت بغارة إسرائيلية على جنوب لبنان (أ.ف.ب)

قُتل شخص في ضربة إسرائيلية استهدفت سيارة في جنوب لبنان، في وقت مبكر الأحد، على ما أعلنت وزارة الصحة، رغم سريان وقف لإطلاق النار بين «حزب الله» وإسرائيل.

وأعلنت الوزارة، في بيان نقلته الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية، أن «غارة العدو الإسرائيلي على سيارة في بلدة ياطر أدت إلى استشهاد مواطن وجرح آخر».

وأوضحت الوكالة أن الضربة نفذتها «مسيّرة قرابة الثانية» فجراً (00:00 بتوقيت غرينيتش) على «سيارة رباعية الدفع (...) على طريق بلدة ياطر في قضاء بنت جبيل».

بدوره، قال أفيخاي أدرعي، الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، إن الجيش شن هجوماً في وقت سابق اليوم، وتمكن من قتل اثنين من عناصر «حزب الله».

وأضاف في حسابه على منصة «إكس» أن العنصرين «كانا يهمان في أعمال استطلاع وتوجيه عمليات.. في منطقتي ياطر وميس الجبل جنوب لبنان». وتابع أن نشاط هذيْن العنصرين يشكل انتهاكاً للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان.

ويأتي ذلك غداة مقتل شخص في غارة إسرائيلية استهدفت سيارة في جنوب لبنان، بحسب وزارة الصحة، بينما قال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف «إرهابياً من (حزب الله) كان يشارك في أنشطة إرهابية بمنطقة كفركلا في جنوب لبنان».

ورغم سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بين «حزب الله» وإسرائيل في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) بوساطة أميركية، عقب مواجهة استمرت لأكثر من عام، لا تزال إسرائيل تشن غارات على مناطق عدة في جنوب لبنان وشرقه.

وتقول الدولة العبرية إنها تستهدف عناصر ومنشآت للحزب، وإنها لن تسمح له بإعادة بناء قدراته بعد الحرب.

ورغم انتهاء المهلة لسحب إسرائيل قواتها من جنوب لبنان بموجب اتفاق وقف إطلاق النار في 18 فبراير (شباط)، فإنها أبقت على وجودها في 5 نقاط استراتيجية بجنوب لبنان على امتداد الحدود، ما يتيح لها الإشراف على بلدات حدودية لبنانية والمناطق المقابلة في الجانب الإسرائيلي، للتأكد «من عدم وجود تهديد فوري»، وفق قول تل أبيب.

ووضع اتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرم بوساطة أميركية، حداً للأعمال القتالية بين «حزب الله» وإسرائيل. وهو نصّ على سحب الدولة العبرية قواتها من جنوب لبنان وانسحاب «حزب الله» إلى شمال نهر الليطاني، أي على بعد نحو 30 كيلومتراً من الحدود، مقابل تعزيز انتشار الجيش اللبناني وقوات الأمم المتحدة (يونيفيل) في المنطقة.

وأعلنت نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس، الثلاثاء، عن العمل دبلوماسياً مع لبنان وإسرائيل من خلال 3 مجموعات عمل لحل الملفات العالقة بين البلدين، من بينها الانسحاب من النقاط الخمس.