الجيش الإسرائيلي يحاول السيطرة على كل رفح... في محاولة لإنهاء الحرب بشكلها الحالي

نتنياهو يرفض ويتحدث عن نزع سلاح دائم وحكم مدني يحارب «التطرف» في المدارس والمساجد

حفرة أحدثتها غارة إسرائيلية في خان يونس جنوب قطاع غزة اليوم الجمعة (أ.ب)
حفرة أحدثتها غارة إسرائيلية في خان يونس جنوب قطاع غزة اليوم الجمعة (أ.ب)
TT

الجيش الإسرائيلي يحاول السيطرة على كل رفح... في محاولة لإنهاء الحرب بشكلها الحالي

حفرة أحدثتها غارة إسرائيلية في خان يونس جنوب قطاع غزة اليوم الجمعة (أ.ب)
حفرة أحدثتها غارة إسرائيلية في خان يونس جنوب قطاع غزة اليوم الجمعة (أ.ب)

وسّع الجيش الإسرائيلي عمليته في رفح، في محاولة للسيطرة على كامل المدينة، بعد أكثر من 6 أسابيع على بدء هجوم في المدينة الحدودية، التي تعد اليوم آخر معاقل حركة «حماس».

وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي إن قوات الفرقة 162 تواصل القتال بمنطقة رفح في اشتباكات وجهاً لوجه، فيما تداهم قوات لواءي غفعاتي والناحل أنفاقاً وأبنية، وتنفذ عمليات «دقيقة مبنية على معلومات استخبارية» في المنطقة.

وأكدت مصادر ميدانية وسكان في رفح، لـ«الشرق الأوسط»، أن جيش الاحتلال فرض بالفعل سيطرته على وسط المدينة بعد قتال استمر أسابيع في الوسط والشرق والجنوب، ويتعمق حالياً غرباً وشمالاً. وأضافت المصادر أن توسيع إسرائيل عملياتها أدى إلى اندلاع اشتباكات عنيفة وسط هجمات متبادلة، وموجة أخرى من النزوح.

وأكد تقرير لـ«رويترز» أن قوات الجيش تحاول فرض سيطرتها على كل رفح.

وقال سكان في المنطقة إن الإسرائيليين يحاولون على ما يبدو استكمال سيطرتهم على رفح، وأفادوا بأن وتيرة الغارة الإسرائيلية تسارعت في اليومين الماضيين.

وبحسب «رويترز»، تشقّ الدبابات طريقها إلى الأجزاء الغربية والشمالية من المدينة، بعد أن استولت بالفعل على شرق المدينة وجنوبها ووسطها، فيما أطلقت القوات الإسرائيلية النار من طائرات ودبابات وسفن قبالة الساحل، ما أدى إلى موجة نزوح جديدة من المدينة، التي كانت تؤوي أكثر من مليون نازح، اضطر معظمهم إلى الفرار مرة أخرى.

وقال أحمد الصوفي، رئيس بلدية رفح، في بيان، إن مدينة رفح بأكملها هي منطقة عمليات عسكرية إسرائيلية. وأضاف أن «المدينة تعيش كارثة إنسانية، ويموت الناس داخل خيامهم بسبب القصف الإسرائيلي».

وأشار إلى أن المدينة خالية من المرافق الطبية، موضحاً أن السكان المتبقين وأفراد الأسر النازحة يفتقرون إلى الحد الأدنى من احتياجاتهم اليومية من الغذاء والماء.

فلسطينيون يشاركون في مدينة غزة اليوم الجمعة بتشييع قتلى سقطوا بغارة إسرائيلية (رويترز)

وذكر «الهلال الأحمر الفلسطيني»، الجمعة، أن 18 قتلوا و35 جرحوا جراء استهداف القوات الإسرائيلية خيام النازحين بالمواصي في جنوب القطاع. كما أعلن مسؤولون بقطاع الصحة مقتل ما لا يقل عن 32 فلسطينياً في هجمات إسرائيلية منفصلة في غزة اليوم.

وتوسيع الجيش عمليته في رفح يأتي في محاولة لإنهاء المهمة هناك بأسرع وقت، ضمن خطته لإنهاء القتال بشكله الحالي في قطاع غزة، وهي خطوة يرفضها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وذكرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، الجمعة، أن الجيش الإسرائيلي يرغب في الإعلان عن انتهاء الحرب بعد عملية رفح، بهدف التركيز على الحرب المتصاعدة في الشمال، لكن نتنياهو يرفض ذلك.

وبحسب المحلل العسكري في «هآرتس»، عاموس هارئيل، فإن الجيش في إطار خطته لتغيير شكل الحرب على غزة، سيطلب من نتنياهو الوصول إلى «وضوح استراتيجي» يتطلب الانتقال إلى عمليات مركزة في غزة، بما يمنح الفرصة لخطوات أخرى، مثل إعادة تحريك المفاوضات حول وقف إطلاق نار وصفقة تبادل.

ويريد الجيش أيضاً إنعاش قواته والاستعداد لحرب شاملة محتملة في لبنان، إذا لم تنجح الوساطات السياسية، وهذا سيعني حرباً متعددة الجبهات.

لكن هذه الخطة لا تعجب نتنياهو الذي يفكر بطريقة أخرى، ويريد للحرب أن تستمر.

ويهدف نتنياهو إلى إطالة أمد الحرب سعياً لبقائه في الحكم، ويأمل أثناء ذلك أن يأتي دونالد ترمب إلى البيت الأبيض في الانتخابات التي ستجري بعد 5 أشهر.

ويعتقد نتنياهو أن إنهاء الحرب الآن سيعني فشلاً في تحقيق الأهداف التي طالما رفعها، وبالتالي تفكيك حكومته.

والخلاف بين نتنياهو الجيش حول الحرب وأهدافها، واليوم التالي ليست جديدة.

ومن بين أشياء أخرى، يخطط الجيش لعرض إنجازاته في غزة على الجمهور الإسرائيلي، في محاولة لإقناعه بأنه نجح في هزيمة «حماس»، ويمكن وقف الحرب.

دمار في خان يونس اليوم الجمعة (أ.ف.ب)

ويريد الجيش الضغط على نتنياهو بشأن وضع خطة «اليوم التالي»، حتى لا تتآكل «إنجازاته» في القطاع، لكن نتنياهو لم يضع خطة، ويتحدث عن أفكار عامة.

وتحدث نتنياهو عن رؤيته لليوم التالي، الذي يجب أن يأتي بعد انتهاء المهمة ضد «حماس». ونقلت عنه صحيفة «يديعوت أحرونوت» أنه يجب أن يكون هناك نزع سلاح دائم لقطاع غزة، ويجب أن يتشكل حكم مدني دائم بمساعدة دول عربية، ويجب أن تبدأ في غزة عملية لمكافحة التطرف، بما في ذلك في المدارس والمساجد، ومن ثم إعادة البناء الذي يجب أن يقوم به المجتمع الدولي.

وقبل يومين، صرّح الناطق باسم الجيش الاسرائيلي أنه لا يمكن القضاء على «حماس»، وأن ذلك مجرد ذرّ للرماد في العيون لأن «حماس» فكرة، وهو تصريح أغضب نتنياهو، الذي ردّ بأن الجيش ملتزم بقرار المجلس الأمني تدمير قدرات «حماس» المدنية والعسكرية.


مقالات ذات صلة

مقتل موظفة بمنظمة خيرية في غزة

المشرق العربي مدرسة مدمَّرة في خان يونس بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

مقتل موظفة بمنظمة خيرية في غزة

قتل مسلَّحون فلسطينيون في قطاع غزة عاملة إغاثة من منظمة خيرية مقرها الولايات المتحدة، بعدما أطلقوا النار على سيارتها «خطأ»، وفق ما قالت حركة «حماس».

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي جنود إسرائيليون خلال العملية البرية داخل قطاع غزة (رويترز)

الجيش الإسرائيلي: «حماس» هُزمت عسكرياً في كل قطاع غزة

قدّر الجيش الإسرائيلي أن حركة «حماس» الفلسطينية هُزمت عسكرياً في قطاع غزة بأكمله، وأنها الآن تُعد «جماعة إرهابية سيستغرق تفكيكها بعض الوقت».

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي فلسطينيون نازحون داخلياً يسيرون في أحد شوارع خان يونس جنوب قطاع غزة (إ.ب.أ)

«حماس» تنفي الاتفاق مع «فتح» على قيام السلطة الفلسطينية بإدارة غزة «مدنياً»

نفى قيادي في حركة «حماس» الفلسطينية، اليوم (الخميس)، الأنباء التي ترددت عن توافق حركتي «حماس» و«فتح» على قيام السلطة الفلسطينية بإدارة قطاع غزة «مدنياً».

«الشرق الأوسط» (غزة)
الخليج وزراء خارجية الخليج وأميركا خلال الاجتماع الوزاري المشترك في نيويورك (واس)

دعم خليجي - أميركي لإقامة دولة فلسطينية مستقلة

أعرب وزراء خارجية الخليج وأميركا عن دعمهم لإقامة دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة تعيش جنباً إلى جنب في سلام وأمن مع إسرائيل على حدود 1967.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الولايات المتحدة​ تصاعد أعمدة الدخان من موقع غارة جوية إسرائيلية استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت 26 سبتمبر 2024 (أ.ف.ب)

 الإدارة الأميركية تتهم السنوار بالرغبة في حرب إقليمية

قال مسؤول رفيع المستوى بالإدارة الأميركية للصحافيين: «إن الرئيس بايدن ومستشارين كباراً يتواصلون مع أطراف الصراع على طول الخط الأزرق بين إسرائيل ولبنان.


«يونيسف» تندد بمقتل أطفال «بمعدل مخيف» في القصف الإسرائيلي على لبنان

حيدر حجازي (5 سنوات) خلال تلقيه العلاج بمستشفى بمدينة صيدا بعد إصابته في قصف إسرائيلي على جنوب لبنان (أ.ف.ب)
حيدر حجازي (5 سنوات) خلال تلقيه العلاج بمستشفى بمدينة صيدا بعد إصابته في قصف إسرائيلي على جنوب لبنان (أ.ف.ب)
TT

«يونيسف» تندد بمقتل أطفال «بمعدل مخيف» في القصف الإسرائيلي على لبنان

حيدر حجازي (5 سنوات) خلال تلقيه العلاج بمستشفى بمدينة صيدا بعد إصابته في قصف إسرائيلي على جنوب لبنان (أ.ف.ب)
حيدر حجازي (5 سنوات) خلال تلقيه العلاج بمستشفى بمدينة صيدا بعد إصابته في قصف إسرائيلي على جنوب لبنان (أ.ف.ب)

ندَّدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف»، الجمعة، بتصاعد حدة المواجهات، هذا الأسبوع، بين إسرائيل و«حزب الله»، مؤكدة أن الغارات على لبنان تتسبب بمقتل أطفال «بمعدل مخيف».

وقال ممثل الوكالة الأممية في لبنان، إدوارد بيجبيدر، في بيان، إن «الهجمات على لبنان تُوقع الأطفال بين قتلى وجرحى، بمعدل مخيف»، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

ومنذ الاثنين، كثّفت إسرائيل وتيرة ضرباتها على «حزب الله» في مناطق مختلفة من لبنان، ما استدعى ردوداً من الحزب، في تصعيد غير مسبوق منذ بدء تبادل إطلاق النار بين الطرفين، غداة اندلاع الحرب في قطاع غزة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتسببت الغارات، التي يقول الجيش الإسرائيلي إنها تستهدف مواقع لـ«حزب الله»، الاثنين فقط، بمقتل 558 قتيلاً، معظمهم مدنيون، وبينهم 50 طفلاً، وفق وزارة الصحة اللبنانية.

وأوضحت اليونيسف أن «المتوسط اليومي لعدد الأطفال الذين قُتلوا في لبنان بلغ، هذا الأسبوع، أكثر من ضِعف عدد الأطفال الذين قُتلوا يومياً خلال نزاع عام 2006 المدمِّر».

وخاض «حزب الله» وإسرائيل حرباً مدمّرة، صيف 2006، استمرت 33 يوماً، وأسفرت عن مقتل 1200 لبناني، معظمهم مدنيون، و160 قتيلاً في الجانب الإسرائيلي معظمهم من الجنود.

وقال بيجبيدر: «انتقل الوضع في لبنان، الذي يتأرجح بالفعل على حافة الهاوية، من أزمة إلى كارثة»، مشدداً على أنه «يجب أن تتوقف معاناة الأطفال».

وترفض إسرائيل الاتهامات الموجهة إليها باستهداف أعداد كبيرة من المدنيين، متهمة «حزب الله» باستخدام هؤلاء دروعاً بشرية.