إسرائيل تستأنف قصف جنوب لبنان بعد «هدنة مؤقتة»

«حزب الله» يستبق زيارة هوكستين برفض «المنطقة العازلة»

أقارب لمقاتلين من «حزب الله» قُتلوا في الحرب يزورون مقبرة في الناقورة صباح عيد الأضحى (أ.ف.ب)
أقارب لمقاتلين من «حزب الله» قُتلوا في الحرب يزورون مقبرة في الناقورة صباح عيد الأضحى (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تستأنف قصف جنوب لبنان بعد «هدنة مؤقتة»

أقارب لمقاتلين من «حزب الله» قُتلوا في الحرب يزورون مقبرة في الناقورة صباح عيد الأضحى (أ.ف.ب)
أقارب لمقاتلين من «حزب الله» قُتلوا في الحرب يزورون مقبرة في الناقورة صباح عيد الأضحى (أ.ف.ب)

استأنف الجيش الإسرائيلي الاثنين، القصف على جنوب لبنان، بعد يومين على تهدئة غير معلنة ظهرت معالمها بتوقف «حزب الله» عن تنفيذ أي عملية عسكرية منذ ليل السبت، دفعت السكان الذين يتحدرون من الجنوب إلى قراهم في المنطقة الحدودية صباح الأحد والاثنين، قبل أن تنتهي بقصف إسرائيلي بعد مغادرة الأهالي، تخللها استهداف مسيّرة إسرائيلية عنصراً في «حزب الله»؛ ما أدى إلى مقتله.

وتجدد التصعيد عشية وصول مبعوث الرئيس الأميركي الخاص لشؤون أمن الطاقة، آموس هوكستين، إلى بيروت، في محطته الثانية في المنطقة التي استهلها الاثنين بزيارة إلى تل أبيب، حيث أجرى محادثات مع مسؤولين إسرائيليين. ويلتقي هوكستين في بيروت رئيس البرلمان نبيه بري، ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي.

واستبق «حزب الله» زيارة هوكستين برفض فكرة «المنطقة العازلة»، والتأكيد بأن «حزب الله» لن يوقف الحرب، قبل وقف حرب غزة. وقال النائب عن الحزب حسن فضل الله، خلال مشاركته في الصلاة في بنت جبيل صباح الاثنين: «فكرة المنطقة العازلة، هي أوهام تراود قادة العدو، وليست موضوعاً للنقاش؛ لأن المقاومة موجودة في أرضها وتدافع عنها، بينما العدو هو من يحتل أرض الشعب الفلسطيني والسوري واللبناني، وعليه أن يخرج منها»، مشيراً إلى أن «الطرح الوحيد القابل للحياة هو وقف العدوان وفق ما تقبل به المقاومة في فلسطين لتقف جبهة لبنان، وبعدها لبنان يقرر ما يتخذه من خطوات لحماية شعبه وسيادته، والعدو ليس في موقع يسمح له فرض شروطه».

جندي إسرائيلي يتفقد الأضرار في منزل أُصيب بصاروخ أطلقه «حزب الله» على كريات شمونة (أ.ف.ب)

هدنة مؤقتة

وشهدت المنطقة الحدودية في الجنوب صباح الاثنين هدنة مؤقتة وغير معلنة، تشبه تهدئة عيد الفطر، سمحت للسكان بزيارة المقابر وارتياد المساجد وتفقّد المنازل بين الساعتين الثامنة والعاشرة صباحاً. وتناقلت منصات محلية في الجنوب مقاطع فيديو لعلماء دين يئمون المصلين في أكثر من مسجد في الجنوب، بينها بنت جبيل والخيام وكفركلا والناقورة، كما شارك ممثلون عن كتلتي «حزب الله» و«حركة أمل» البرلمانيتين في الصلاة.

واغتنمت عائلات، الاثنين، هدوءاً موقتاً صبيحة عيد الأضحى لزيارة قبور أبنائها في بلدة الناقورة الساحلية في جنوب لبنان. وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أنه في المقبرة المستحدثة المطلّة على البحر والتي تضم قرابة ثلاثين قبراً، كانت نساء اتشحن بالسواد يبكين أمام قبور مزينة بباقات من الورود الملونة، وضعِت خلفها صور عملاقة لقتلى، غالبيتهم من مقاتلي «حزب الله». وكانت العائلات التي اجتمع عدد منها لأول مرة منذ أشهر عند المقبرة، تواسي بعضها بعضاً بعناق أو عبارات مقتضبة، مستغلة ساعتين من الهدوء نسقتهما بلدية الناقورة مع الجيش اللبناني.

سكان بلدة الناقورة في جنوب لبنان استفادوا من الهدنة المؤقتة لزيارة المقابر صباح عيد الأضحى (أ.ف.ب)

وحدّدت البلدية نطاق المنطقة التي يمكن للأهالي التحرك ضمنها داخل البلدة بين الساعتين الثامنة والعاشرة صباحاً. وقد اقتصرت على زيارة المقبرة الواقعة على بعد عشرات الأمتار من المقر العام لقوة الأمم المتحدة الموقتة العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل)، والمشاركة في صلاة العيد في المسجد.

وواكب الجيش اللبناني، السكان أثناء دخولهم البلدة، بعد التنسيق مع قوة «يونيفيل» التي تتولى الاتصال مع الجانب الإسرائيلي لضمان بعض الهدوء في المنطقة.

وشارك النائب عن «حزب الله» حسن عز الدين في الصلاة، وقال: «اليوم هو تعبير عن أن هذه البيئة الحاضنة، أصحاب هذه الأرض، يرسلون رسالة بأننا لن نتخلى عن أرضنا ونتشبّث بها (...) وندعم المقاومة لأنها هي التي تحمينا وتدافع عنا».

كذلك، شارك النائب عن «حركة أمل» أشرف بيضون في الصلاة في بنت جبيل. وقال خلال تفقده أوضاع المقيمين من أبناء مدينة بنت جبيل إن «فتح المحال التجارية في بنت جبيل تُمثل عنصراً من عناصر الصمود والمقاومة الاجتماعية في وجه الاعتداءات الصهيونية».

استئناف القصف

لكن التهدئة التي جرى تنسيقها بين البلديات والجيش اللبناني و«يونيفيل» و«حزب الله»، سرعان ما انتهت في الساعة 11 صباحاً إثر قصف إسرائيلي استهدف سهل مرجعيون، وبلدة كفركلا، وأطراف بلدتي كفرحمام وراشيا الفخار، وبلدة الخيام. كما استهدفت غارة إسرائيلية بصاروخين الأحياء الجنوبية لبلدة ميس الجبل قضاء مرجعيون في القطاع الشرقي. أما في القطاع الغربي، فأطلق الجيش الإسرائيلي النار فوق رؤوس الأهالي الذين وصلوها صباحاً لتفقد منازلهم، كما خرقت الطائرات الإسرائيلية جدار الصوت في فضاء مدينة صيدا ومعظم القرى الجنوبية.

وقبل الظهر أيضاً، استهدفت مسيرة إسرائيلية سيارة عند أطراف بلدة الشهابية لناحية بلدة سلعا في قضاء صور، أدت إلى مقتل عنصر في «حزب الله». ولاحقاً، نعى الحزب في بيان العنصر محمد مصطفى أيوب «جلال» مواليد عام 1979 من بلدة سلعا في جنوب لبنان.


مقالات ذات صلة

بين أنقرة ودمشق… مساع أردنية لإعادة بناء قدرات «سوريا الجديدة»

المشرق العربي قائد الجيش الأردني اللواء يوسف الحنيطي مستقبلاً وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة (التلفزيون الأردني)

بين أنقرة ودمشق… مساع أردنية لإعادة بناء قدرات «سوريا الجديدة»

هناك رأي داخل مركز القرار الأردني ينادي بدور عربي وإقليمي لتخفيف العقوبات على الشعب السوري و«دعم وإسناد المرحلة الجديدة والانتقالية».

محمد خير الرواشدة (عمّان)
المشرق العربي عبد الرحمن القرضاوي (إكس)

لبنان يقرر تسليم القرضاوي للإمارات ويكلّف الأمن العام بالتنفيذ

يتصدّر ملف الناشط المصري عبد الرحمن القرضاوي، نجل الداعية الراحل يوسف القرضاوي، اهتمام القضاء اللبناني.

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي الموفد الأميركي آموس هوكستين مع نواب من المعارضة في دارة النائب فؤاد مخزومي (صفحة مخزومي على «إكس»)

زخم خارجي… وحراك داخلي لإنقاذ جلسة انتخاب الرئيس اللبناني الخميس

رغم تكثيف اللقاءات والمشاورات، بين الأفرقاء اللبنانيين فيما بينهم ومع الموفدين الدوليين، قبل ساعات حاسمة على جلسة انتخاب رئيس لبناني، لا تزال الأجواء ضبابية.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي (د.ب.أ)

ميقاتي يعتزم زيارة دمشق قريباً

يعتزم رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي زيارة دمشق في وقت قريب.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي الدستور اللبناني لا يفرض على المرشحين لرئاسة الجمهورية تقديم ترشيح رسمي (رويترز) play-circle 02:13

بعد أكثر من عامين على الشغور... جلسة برلمانية الخميس لانتخاب رئيس لبناني

يجتمع مجلس النواب اللبناني الخميس لاختيار رئيس جديد للجمهورية بعد أكثر من عامين على شغور المنصب وحرب مدمّرة أضعفت لاعبا أساسيا هو «حزب الله».

«الشرق الأوسط» (بيروت)

ترمب يهدد «حماس» بـ«جحيم» إذا رفضت إطلاق الرهائن

 فلسطينيون ينتظرون دورهم لتعبئة الماء بمخيم للنازحين في دير البلح وسط قطاع غزة أمس (د.ب.أ)
فلسطينيون ينتظرون دورهم لتعبئة الماء بمخيم للنازحين في دير البلح وسط قطاع غزة أمس (د.ب.أ)
TT

ترمب يهدد «حماس» بـ«جحيم» إذا رفضت إطلاق الرهائن

 فلسطينيون ينتظرون دورهم لتعبئة الماء بمخيم للنازحين في دير البلح وسط قطاع غزة أمس (د.ب.أ)
فلسطينيون ينتظرون دورهم لتعبئة الماء بمخيم للنازحين في دير البلح وسط قطاع غزة أمس (د.ب.أ)

جدد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب تهديداته لـ«حماس» بفتح أبواب «الجحيم» إذا لم تفرج عن الرهائن المحتجزين لديها. ويجري إبرام صفقة لوقف إطلاق النار مع إسرائيل قبل تسلمه السلطة في 20 من الشهر الحالي. وقال ترمب في مؤتمر صحافي بمنتجع مارالاغو بولاية فلوريدا، أمس: «إذا لم يطلقوا سراحهم (الرهائن) بحلول الوقت الذي أتولى فيه منصبي فسوف يندلع الجحيم في الشرق الأوسط ولن يكون ذلك جيداً لـ(حماس) أو لأي شخص». ورفض ترمب الإفصاح عن ماهية الخطوات وشكل الجحيم الذي يهدد به.

في غضون ذلك، صعّد الجيش الإسرائيلي عملياته في الضفة الغربية، وقتل 3 فلسطينيين، أمس، بينما كان يواصل حملة مطاردة ضد منفذي هجوم قرب قلقيلية، وقع صباح الاثنين، وأدى إلى مقتل 3 إسرائيليين بينهم ضابط شرطة. وجاء هذا التصعيد بعد ساعات من إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، المصادقة على زيادة العمليات الدفاعية والهجومية في الضفة الغربية، رداً على عملية قلقيلية.