«هدنة رفح التكتيكية» تشعل خلافات إسرائيلية

اتهامات وتحقيقات بعد مقتل 8 جنود في كمين «مركبة النمر»

 صبي بجوار ملابس معروضة للبيع وسط المباني المدمرة بمدينة غزة قبل عطلة عيد الأضحى (أ.ف.ب)
صبي بجوار ملابس معروضة للبيع وسط المباني المدمرة بمدينة غزة قبل عطلة عيد الأضحى (أ.ف.ب)
TT

«هدنة رفح التكتيكية» تشعل خلافات إسرائيلية

 صبي بجوار ملابس معروضة للبيع وسط المباني المدمرة بمدينة غزة قبل عطلة عيد الأضحى (أ.ف.ب)
صبي بجوار ملابس معروضة للبيع وسط المباني المدمرة بمدينة غزة قبل عطلة عيد الأضحى (أ.ف.ب)

أشعلت «الهدنة التكتيكية» التي أعلنها الجيش الإسرائيلي لمدة 11 ساعة في رفح، أمس، خلافات واسعة كشفت عن حجم التباين بين القيادتين العسكرية والسياسية، قبل أن يُضطر الجيش للتراجع عنها تحت وطأة هجوم من الحكومة، مؤكداً في بيان متسرع أن القتال مستمر في رفح كالمعتاد.

وقال الجيش إنه اتخذ قرار الهدنة بعد مناقشات جرت مع الأمم المتحدة لإدخال مساعدات، لكن سرعان ما هبت عاصفة في الحكومة، فاتصل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بسكرتيره العسكري قائلاً: «هذا القرار غير مقبول»، مضيفاً بغضب: «لدينا دولة لها جيش وليس لدينا جيش له دولة».

كما قال وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، إن «مَن اتخذ قرار هذه الهدنة أحمق ولا ينبغي أن يبقى في منصبه»، موضحاً أنه «لم يجرِ عرض هذه الخطوة على مجلس الوزراء، وهي تتعارض مع قراراته».

من جهة أخرى، واجه الجيش الإسرائيلي اتهامات بالتقصير، وبدأ تحقيقاً في مقتل 8 من جنوده أول من أمس، في كمين «مركبة النمر» الذي نفذته «حماس». وقال لواء الاحتياط المتقاعد إسحاق بريك، إن «ما يجري في رفح عار، ونحن أمام هزيمة استراتيجية لم نشهدها منذ تأسيس البلاد».


مقالات ذات صلة

لبنان على وقع التحذيرات الدولية من «الحرب الموسعة»

المشرق العربي 
السفيرة الأميركية لدى لبنان ليزا جونسون متحدثة بمناسبة الذكرى الـ248 لعيد الاستقلال الأميركي (السفارة الأميركية)

لبنان على وقع التحذيرات الدولية من «الحرب الموسعة»

يعيش لبنان على وقع التحذيرات الدولية من الحرب الموسعة المترافقة مع تصعيد التهديدات الإسرائيلية، وآخرها التي صدرت على لسان وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي 
طفل فلسطيني أمام مبان مدمرة بفعل غارات جوية إسرائيلية في حي الصبرة وسط مدينة غزة أمس (د.ب.أ)

إسرائيل تكثف هجومها في غزة ونزوح جديد للآلاف

شن الجيش الإسرائيلي، أمس، هجوماً مفاجئاً في شمال قطاع غزة بالمدفعية والمروحيات، بالتزامن مع هجوم آخر في مدينة رفح جنوباً، ما تسبب في موجة جديدة وكبيرة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي 
صورة نشرتها منصات مقربة من الحشد الشعبي يظهر فيها «أبو زينب اللامي» إلى يسار الفياض

«تغييرات» تهز قيادة «الحشد» في العراق

أفيد في العاصمة العراقية بغداد، أمس، بأن تغييرات هزت قيادة هيئة «الحشد الشعبي»، إثر قرار اتخذته الهيئة بإزاحة رئيس جهازها الأمني، أبو زينب اللامي، من منصبه.

فاضل النشمي (بغداد)
أوروبا 
مناظرة محتدمة بين ترمب وبايدن (أ.ب)

أول مناظرة بين بايدن وترمب... والرهان على الناخبين المترددين

اتّجهت أنظار الأميركيين والعالم، فجر اليوم (الجمعة)، إلى أتلانتا، حيث انعقدت المناظرة الرئاسية الأولى لانتخابات عام 2024، التي شهدت المواجهة المباشرة الأولى.

هبة القدسي (واشنطن)
الخليج قضت محكمة التمييز في حكم نهائي بحبس المتهمين بين 7 و10 سنوات وإلزامهم بردّ مليار دولار وتغريمهم نصف مليار دولار

الكويت: إسدال الستار على أكبر قضية غسل أموال

أسدلت محكمة التمييز الكويتية، أمس (الخميس)، الستار على أكبر قضية غسل أموال شهدتها البلاد، والمعروفة بقضية «الصندوق الماليزي»، إذ قضت المحكمة برئاسة المستشار.

ميرزا الخويلدي (الكويت)

الأمم المتحدة: الفلسطينيون في غزة يعيشون ظروفاً «لا تطاق»

نازحون فلسطينيون يجمعون أغراضهم لإخلاء منطقة المواصي جنوب غربي خان يونس (أ.ف.ب)
نازحون فلسطينيون يجمعون أغراضهم لإخلاء منطقة المواصي جنوب غربي خان يونس (أ.ف.ب)
TT

الأمم المتحدة: الفلسطينيون في غزة يعيشون ظروفاً «لا تطاق»

نازحون فلسطينيون يجمعون أغراضهم لإخلاء منطقة المواصي جنوب غربي خان يونس (أ.ف.ب)
نازحون فلسطينيون يجمعون أغراضهم لإخلاء منطقة المواصي جنوب غربي خان يونس (أ.ف.ب)

قالت متحدثة باسم الأمم المتحدة، الجمعة، إن المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة أُجبروا على العيش في مبانٍ أو مخيمات دمرها القصف بجوار أكوام ضخمة من القمامة، ونددت بظروف «لا تطاق» في القطاع.

وعرضت لويز ووتريدج من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) الظروف المعيشية «القاسية للغاية» في قطاع غزة. وقالت للصحافيين في جنيف عبر تقنية الاتصال المرئي من وسط غزة: «الأمر لا يطاق حقاً».

وعادت ووتريدج، الأربعاء، بعد قضائها 4 أسابيع خارج القطاع، مشيرة إلى أن الوضع في تلك الفترة «تدهور بشكل كبير».

وأضافت: «اليوم، لا بد أن يكون الأسوأ على الإطلاق. ولا أشك في أن الغد سيكون الأسوأ على الإطلاق مرة أخرى».

وبعد نحو 9 أشهر من بدء الحرب بين إسرائيل و«حماس»، قالت ووتريدج إن قطاع غزة «دُمر»، موضحة أنها «صُدمت» لدى عودتها إلى خان يونس جنوب قطاع غزة.

ولفتت النظر إلى أنه مع عدم وجود حمامات (دورات مياه)، «يقضي الناس حاجتهم في أي مكان يمكنهم قضاء حاجتهم فيه».

بؤس

اندلعت الحرب في غزة إثر شنّ «حماس» هجوماً غير مسبوق داخل إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، أسفر عن مقتل 1195 شخصاً، حسب حصيلة لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» تستند إلى أرقام رسميّة إسرائيليّة.

شاب فلسطيني يقف وسط الحطام وأمام خيمة في منطقة دير البلح (أ.ف.ب)

واحتجز المهاجمون 251 رهينة، ما زال 116 منهم في غزة، بينهم 42 يقول الجيش إنّهم لقوا حتفهم.

وتردّ إسرائيل بحملة عنيفة من القصف والغارات والهجمات البرّية أدّت إلى مقتل ما لا يقلّ عن 37765 شخصاً في قطاع غزة، حسب وزارة الصحّة في غزة.

تحدثت ووتريدج عن صعوبة جلب الوقود إلى غزة وتوزيعه بأمان، الأمر الذي يؤثر في القدرة على إيصال المساعدات.

وحذرت من أنه «من دون الوقود، ستتوقف الاستجابة الإنسانية بالفعل». وتحدثت ووتريدج من دار ضيافة حيث لا يمكن الخروج لمهام تفقدية بسبب عدم وجود وقود. وعلى مسافة 150 متراً، وصفت تكدس نحو 100 ألف طن من النفايات مع نصب خيم مؤقتة حولها.

وشددت على أن «السكان يعيشون وسط ذلك»، محذرة من أنه «مع ارتفاع درجات الحرارة، فإن ذلك يزيد بؤس الظروف المعيشية».

وذكَّرت ووتريدج بالوضع قبل الحرب، عندما كانت سيارات جمع النفايات تقوم بمهمتها، وتنقل القمامة إلى مكب مخصص لذلك،

وأشارت إلى أن المناشدات الموجهة إلى السلطات الإسرائيلية للوصول إلى مكبات النفايات تُرفض في كثير من الأحيان.

وتطرقت أيضاً إلى انعدام الأمن الغذائي في القطاع، مشيرة إلى تأثيره الواضح في الفلسطينيين، وأوردت: «عندما أرى زملائي وأصدقائي هنا، لا يمكن التعرف عليهم بشكل واضح، لأنه بعد عدم الحصول على الغذاء فترة طويلة تبدأ التقدم في السن، وتبدو في وضع غير صحي، ويتغير لون بشرتك».

انتظار الموت

شهد، الخميس، عبور مرضى بالسرطان من قطاع غزة المنكوب إلى مصر عبر معبر كرم أبو سالم، في أول عملية إجلاء من غزة منذ إغلاق معبر رفح الحدودي أوائل مايو (أيار) عندما سيطر الجيش الإسرائيلي على الجانب الفلسطيني منه.

وتقول منظمة الصحة العالمية إن هناك 10 آلاف مريض في قطاع غزة بحاجة إلى الإجلاء لتلقي العلاج.

ووفق ووتريدج، فإن أحد زملائها في «الأونروا»، ويدعى عبد الله، بحاجة إلى إجلاء طبي، وهو ينتظر ذلك منذ إصابته في إحدى الغارات، علماً أن ساقيه بُترتا أواخر فبراير (شباط) الماضي.

ومنذ ذلك الوقت، أمضى أسابيع في مستشفى «الشفاء» الذي كان الأكبر في القطاع، عندما كان يحاصره الجيش الإسرائيلي.

وقضى شهرين أيضاً في خيمة طبية ينتظر الإجلاء، و«كان في بعض الأيام ينتظر الموت».

وأوضحت ووتريدج أنها زارته في أواخر أبريل (نيسان) مع زميلة «تبرعت على الفور بدمها له لإبقائه على قيد الحياة». وأضافت: «من غير المقبول أن يعاني الناس كل ذلك، وأن يعاملوا بهذه الطريقة».