باسيل يدعو المسيحيين «ليوحدوا موقفهم» في مستهل تحركه الرئاسي

تعهد بالتواصل مع الجميع لطرح ورقة بأفكار محددة

الراعي مستقبلاً باسيل في بكركي (المركزية)
الراعي مستقبلاً باسيل في بكركي (المركزية)
TT

باسيل يدعو المسيحيين «ليوحدوا موقفهم» في مستهل تحركه الرئاسي

الراعي مستقبلاً باسيل في بكركي (المركزية)
الراعي مستقبلاً باسيل في بكركي (المركزية)

استهل رئيس «التيار الوطني الحر» النائب اللبناني جبران باسيل تحركه للوصول إلى حل ينهي الشغور في سدة رئاسة الجمهورية، من مقر البطريركية المارونية حيث التقى البطريرك بشارة الراعي، وتعهد بالتواصل مع الجميع لطرح ورقة بأفكار محددة، موجهاً دعوة جديدة للقوى المعنية وفي مقدمتها المسيحيون لـ«يوحدوا موقفهم».

ويعاني لبنان من شغور رئاسة الجمهورية منذ انتهاء ولاية الرئيس اللبناني السابق ميشال عون في 31 أكتوبر (تشرين الأول) 2022، وفشلت المبادرات الداخلية في التوصل إلى توافق على دعم شخصية يمكن أن تُنتخب بأكثرية ثلثي أعضاء البرلمان في الدورة الأولى، أو تضمن حضور الثلثين في الدورة الثانية التي تحتاج إلى اقتراح أكثرية النصف زائداً واحداً.

وقال باسيل بعد لقائه الراعي: «قد يخرج البعض ويقولون باسيل يستنجد ويطلب موعداً ولن نعطيه... القصة ليست هنا... نحن سنتواصل مع الجميع لطرح ورقة بأفكار محددة إذا التزمنا بها فستكون لدينا فرصة جدية لجلسات انتخاب فعلية». وتابع: «الخوف ليس من الأعراف الجديدة لأننا نسقطها بعدم عَدِّهَا عُرفاً، فالعرف الأخطر هو استسهال الفراغ الرئاسي. وبكل الأحوال التنافس الديمقراطي يبقى أفضل من الفراغ، ويجب فصل ملف الرئاسة عن أي معطى آخر خارجي أو داخلي».

لقاء بين باسيل والراعي في بكركي (الوكالة الوطنية)

ويتهم فرقاء مسيحيون رئيس البرلمان نبيه بري و«حزب الله» بفرض أعراف جديدة، تتمثل في الحوار أو التشاور قبل انتخاب الرئيس. ويقول بري إن الحوار يسهّل انتخاب الرئيس بعد فشل البرلمان 12 مرة في انتخابه، بينما يدافع «حزب الله» عن الحوار المسبق، ويرى أن الرئيسين السابقين (ميشال سليمان وميشال عون) انتخبا بعد حوار أسهم في إيصالهما، وذلك بعد فشل البرلمان عدة مرات بانتخاب رئيس.

وقال باسيل من بكركي: «فلنضع الشكليات جانباً، إذا كانت هناك نتيجة مضمونة من موضوع الجلسات والدورات المتتالية فيجب أن نسهل لا أن نصعب». وأضاف: «هناك فريقان يعطلان، ويجب سحب الذرائع». ووجّه دعوة جديدة إلى «القوى المعنية وعلى رأسها المسيحيون ليوحدوا موقفهم».

ولفت باسيل إلى أنه «بعد 7 تشرين (اندلاع حرب غزة) قمنا بتحرك، ورأينا في هذه المرحلة أن هناك مبادرات جديدة؛ لذلك نقوم بجهد للتوافق على رئيس توافقي بناءً على شرطين: بناء الدولة وحماية لبنان... وهؤلاء الأشخاص موجودون إذا كنا فعلاً نريد انتخاب رئيس».

وأضاف: «نبدأ تحركنا من الصرح البطريركي، وهذا أمر بديهي وطبيعي، وكنا قد استبقنا الفراغ من الديمان قبل سنتين، وأبلغنا البطريرك الراعي بأننا غير مرشحين للتسهيل، وطلبتُ منه أن يجمعنا بوصفنا مسيحيين لنكون مبادرين لا أن نقوم بردة فعل، لكن الفرقاء الباقين لم يستجيبوا».

وأشار باسيل إلى أنه عند ترشيح جهاد أزعور الذي حاز تأييد «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية» وقوى أخرى في المعارضة، «أبلغت البطريرك الراعي أنه يجب أن تكون لدينا خطة لليوم التالي إذا عطلوا النصاب، واستمر الفراغ».

الراعي وعودة

وكان الراعي قد استبق اللقاء بتأكيد أنّ «شعبنا يصلّي لله من أجل خلاص لبنان من الحرب، ومن أجل انتخاب رئيس للجمهوريّة يكون الضامن الوحيد دستورياً لوحدة الشعب اللبنانيّ، وهو وحده يعيد للمجلس النيابي سلطته التشريعيّة المفقودة، وإلى السلطة الإجرائيّة المستقيلة سلطتها التنفيذية في الإدارة والتعيينات وغيرهما».

وشدد الراعي، في عظته خلال قداس الأحد، على أن «غياب لبنان هو من دون شكّ أحد أكبر وخز ضمير للعالم». وقال: «لا يمكن التلاعب بلبنان أياً تكن الأسباب الخفيّة وراء عدم انتخاب رئيس له بعد عمر تجاوز 100 سنة. وعدم انتخابه يضرب ميثاقيّة العيش المشترك على مستوى مجلس النواب والحكومة وشرعيّة ممارستهما مع غياب أو تغييب الرئيس المسيحيّ». وأضاف: «يا ليت المسؤولين السياسيّين عندنا يفقهون كلّ هذا، فيضعوا قضيّة لبنان فوق كلّ حساب».

من جهته، قال متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران إلياس عودة: «يبدو أن المسؤولين لا يسمعون أنين الشعب، ولا يرون بؤس الحالة التي وصل إليها معظم أبناء هذا البلد. سنوات مرت على انتفاضة المواطنين وعلى تفجير العاصمة وعلى انهيار البلد. انتهت ولاية مجلس النواب السابق والرئيس السابق، وانتخب نواب آخرون فلا هم قاموا بواجبهم الدستوري ولا الحكومة طبقت برنامجاً إنقاذياً».

وسأل: «ماذا ينتظرون؟ ألا يعرفون أن الجسم دون رأس يموت؟ ألا يدركون جميعهم، نواباً وحكومة وزعماء، أن البلد إذا زال فلن يبقى ما يحكمونه أو من يمثلونهم أو يتزعمون عليهم؟ ولن تبقى مراكز يتسابقون إليها وكراسي يتنافسون عليها؟»


مقالات ذات صلة

مقتل لبنانيين في غارة إسرائيلية على الناقورة

المشرق العربي عناصر من الدفاع المدني أمام السيارة المستهدفة بالغارة الإسرائيلية على طريق الناقورة التي أدت إلى مقتل مدنيين لبنانيين اثنين (إ.ب.أ)

مقتل لبنانيين في غارة إسرائيلية على الناقورة

قتل مدنيان بغارة إسرائيلية استهدفت سيارتهما في بلدة الناقورة بجنوب لبنان.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي عدد من النواب في زيارة لهم إلى مطار القليعات أو ما يعرف بـ«مطار رينيه معوض» (صورة أرشيفية)

النقابات السياحية في لبنان تطالب بتشغيل مطار القليعات ومرفأ جونية

تستمر المطالبات في لبنان بتشغيل مطار القليعات ومرفأ جونية مع الانعكاسات السلبية التي تتركها الحرب الدائرة في الجنوب على الاقتصاد وحركة السياحة في لبنان.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي المفتي دريان مستقبلاً وفد «القوات اللبنانية» في دار الفتوى (الوكالة الوطنية)

تشدد بري وجعجع رئاسياً يعيد الكرة إلى «الملعب الخارجي»

أكدت المواقف التي أطلقها رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، أن الهوة بين الطرفين واسعة يصعب ردمها من دون تدخل خارجي مباشر.

بولا أسطيح (بيروت)
المشرق العربي رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في احتفال «ذكرى شهداء المقاومة اللبنانية» (القوات اللبنانية)

جعجع: «محور الممانعة» يزجّ بلبنان في حرب عبثيّة لا أفق لها

أكد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، أن «اليوم التالي للحرب يجب أن يكون يوماً لإعادة النظر في كلّ شيء ما عدا حدود لبنان ووحدته».

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي نزلاء سجن رومية ينتظرون قانون العفو العام (الوكالة الوطنية للإعلام)

وفاة سجين في «رومية» تحيي قضية «الموقوفين الإسلاميين»

عادت قضية «الموقوفين الإسلاميين» إلى الواجهة مع وفاة سجين السبت جرّاء أزمة قلبية والتأخر في تقديم الإسعافات له ما دفع برفاقه إلى التحرّك داخل سجن رومية المركزي.

يوسف دياب (بيروت)

الخارجية الفلسطينية: نتنياهو يعرقل اتفاق الهدنة لإطالة حرب الإبادة والتهجير

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (د.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (د.ب.أ)
TT

الخارجية الفلسطينية: نتنياهو يعرقل اتفاق الهدنة لإطالة حرب الإبادة والتهجير

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (د.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (د.ب.أ)

أفادت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، الاثنين، بأن «رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يخترع العقبات أمام اتفاق الهدنة؛ بهدف إطالة حرب الإبادة والتهجير».

قالت الوزارة، في بيان، الاثنين، أوردته وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) إن «عجز المجتمع الدولي عن تحقيق وفرض الوقف الفوري لإطلاق النار، يعطي نتنياهو وائتلافه اليمني الحاكم الفرصة لكسب المزيد من الوقت، لإطالة أمد الحرب، وأمد بقائه في الحكم».

وأشارت إلى أنه «بات واضحاً أن نتنياهو يواصل فرض وقائع جديدة على الأرض في قطاع غزة، وقام بتعيين مسؤولين عسكريين لإدارة شؤونه المدنية، ويكرّس احتلال القطاع، والسيطرة على حدوده؛ بحجج وذرائع واهية، ويقوم بتعطيل وتخريب مفاوضات الهدنة، وتستنجد حكومته بدوامة العنف، وإشعال الحرائق في ساحة الصراع، وتسعى إلى توسيع دوائرها لتشمل الضفة الغربية المحتلة والإقليم لتحقيق الأهداف ذاتها».

وأكدت أن «الشروط التي يروّج لها نتنياهو لليوم التالي للحرب ورفضه عودة قطاع غزة إلى الشرعية الفلسطينية تندرج في إطار سياسته القائمة على استمرار الفصل بين الضفة والقطاع؛ لضرب فرصة تجسيد دولة الشعب الفلسطيني».

وحذّرت الوزارة من «مخاطر تعايش المجتمع الدولي مع هذه السياسة الاستعمارية التوسعية»، وطالبت بـ«فضحها واتخاذ ما يلزم من إجراءاتها العملية لرفضها، ولتحقيق الوقف الفوري لإطلاق النار كمناخ أكثر إيجابية لاستمرار المفاوضات بشأن اتفاق الهدنة والتبادل، بما يحمي شعبنا من ويلات حرب الإبادة والتهجير المتصاعدة، ويؤدي إلى الانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة، وأرض دولة فلسطين، باعتبار ذلك المدخل الصحيح، لتحقيق أمن المنطقة واستقرارها وازدهارها، ودولها وشعوبها».