جهود عربية وإسلامية لوقف العدوان الإسرائيلي

وزير الخارجية السعودي يؤكد من مدريد أن السلام سيتحقق بدولة فلسطينية مستقلة

رئيس الوزراء الإسباني ووزير خارجيته مع أعضاء اللجنة الوزارية المشتركة العربية - الإسلامية بشأن غزة في مدريد الأربعاء (رويترز)
رئيس الوزراء الإسباني ووزير خارجيته مع أعضاء اللجنة الوزارية المشتركة العربية - الإسلامية بشأن غزة في مدريد الأربعاء (رويترز)
TT

جهود عربية وإسلامية لوقف العدوان الإسرائيلي

رئيس الوزراء الإسباني ووزير خارجيته مع أعضاء اللجنة الوزارية المشتركة العربية - الإسلامية بشأن غزة في مدريد الأربعاء (رويترز)
رئيس الوزراء الإسباني ووزير خارجيته مع أعضاء اللجنة الوزارية المشتركة العربية - الإسلامية بشأن غزة في مدريد الأربعاء (رويترز)

عدّ وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، في مؤتمر صحافي في العاصمة الإسبانية مدريد، أن إسبانيا والدول التي اعترفت بدولة فلسطين «وقفت على الجانب الصحيح من التاريخ»، مؤكداً أن الوقت حان لحل الدولتين.

ورأى أن الأمن سيتحقق في ظل «وجود دولة فلسطينية»، لافتاً النظر إلى ضرورة وقف النار في غزة وإدخال المساعدات بشكل فوري.

ووجه وزير الخارجية السعودي الشكر لإسبانيا والدول الأوروبية التي أعلنت اعترافها بدولة فلسطين، مشيراً إلى أنها «تقف على الجانب الصحيح من العدالة»، معرباً عن أمله في أن يقتدي الآخرون بها للمضي قدماً باتجاه السلام وحل الدولتين ووجود دولة فلسطينية تعيش بسلام ووئام.

من جانبه، وصف وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، في المؤتمر الصحافي، اعتراف إسبانيا بدولة فلسطينية بـ«التاريخي». مشيراً إلى أن «الاعتراف بالدولة الفلسطينية يعبّر عن عزم إسبانيا على حماية القانون الدولي وتحقيق السلام».

وثمن في الوقت نفسه اعتراف عدد من الدول الأوروبية بدولة فلسطين، وحث جميع الشركاء الآخرين على الاعتراف بالدولة الفلسطينية. وقال إن مستقبل المنطقة «لا يمكن ويجب ألا يكون رهينة لحكومة إسرائيلية متطرفة تستمر باعتداءاتها الصارخة ضد الشعب الفلسطيني بعدم اكتراث كامل للقانون الدولي وإرادة المجتمع الدولي وفي انتهاك لأحكام محكمة العدل الدولية وقيمنا الإنسانية المشتركة».

كما أعرب عن التضامن مع إسبانيا في مواجهة تهديدات إسرائيل، مشدداً على ضرورة إنهاء الحرب في غزة، ومؤكداً أن السلام سيتحقق فقط بإقامة دولة فلسطينية.

وزير الخارجية السعودي في المؤتمر الصحافي بمدريد (واس)

وبحث أعضاء اللجنة الوزارية المكلفة من القمة العربية - الإسلامية الاستثنائية المشتركة بشأن غزة برئاسة الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، مع رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، ووزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، الأربعاء، الجهود المبذولة لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ومدينة رفح ومحيطهما، وأهمية الوقف الفوري لإطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية الكافية والمستدامة لجميع أنحاء القطاع.

واستقبل رئيس الوزراء الإسباني في العاصمة مدريد، أعضاء اللجنة برئاسة الأمير فيصل بن فرحان بحضور الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير خارجية قطر، والدكتور محمد مصطفى رئيس وزراء فلسطين وزير الخارجية، وأيمن الصفدي نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني، وهاكان فيدان وزير الخارجية التركي، وحسين طه الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي.

وناقش الاجتماع، آليات معالجة الكارثة الإنسانية التي يواجهها قطاع غزة، ووقف جميع الإجراءات الإسرائيلية الأحادية اللاقانونية واللاشرعية في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، بما يحقق السلام العادل والشامل ويحفظ حقوق الشعب الفلسطيني ويحقق الأمن في المنطقة.

وثمن أعضاء اللجنة الوزارية اعتراف مملكة إسبانيا بدولة فلسطين، والتزامهم باستمرار تقديم جميع سبل الدعم لتفعيل الاعتراف بالدولة الفلسطينية بما يكفل تلبية استحقاقات الشعب الفلسطيني ويخدم الأمن والسلم في المنطقة والعالم في مواجهة التطرف وتفشي العنف واستمرار الانتهاكات للقانون الدولي.

وزير الخارجية الإسباني يستقبل وزير الخارجية السعودي (واس)

واستعرض الاجتماع جهود اللجنة الوزارية الداعمة لمسألة الاعتراف بالدولة الفلسطينية، والحاجة الماسة لاتخاذ الخطوات اللازمة لتنفيذ حل الدولتين بإقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وذلك في ضوء مبادرة السلام العربية، والمبادرات الدولية ذات الصلة.

كما ثمن أعضاء اللجنة الوزارية في جلسة مباحثات رسمية عقدتها مع وزير الخارجية الإسباني، اعتراف إسبانيا بالدولة الفلسطينية، كما بحثت جلسة المباحثات جهود اللجنة الوزارية الداعمة لمسألة الاعتراف بدولة فلسطين.

وأكدت اللجنة الوزارية أهمية وقف جميع الإجراءات الإسرائيلية الأحادية اللاقانونية واللاشرعية في الضفة الغربية، وأهمية تطبيق القانون الدولي والقانون الإنساني ومحاسبة الاحتلال الإسرائيلي على الجرائم التي يرتكبها بحق المدنيين العزل.

إلى ذلك، أقام وزير الخارجية السعودي، الثلاثاء، مأدبة عشاء عمل بحضور نظرائه في قطر وفلسطين والأردن وإسبانيا والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، وذلك على هامش زيارة اللجنة الوزارية المكلفة من القمة العربية الإسلامية، للعاصمة مدريد.

وتطرق الوزراء خلال اللقاء إلى التطورات الخطيرة للأوضاع في قطاع غزة ومحيطه، والجهود الدولية المبذولة بشأنها، كما تمت مناقشة مسألة تكثيف الحشد الدولي للاعتراف بدولة فلسطين المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وكانت الحكومة الإسبانية تبنت الثلاثاء خلال اجتماع لمجلس الوزراء مرسوماً يعترف رسمياً بدولة فلسطين، وفق ما أعلنت الناطقة باسم حكومة بيدرو سانشيز، كما اعترفت أيضاً النرويج وآيرلندا وسلوفينيا بدولة فلسطين.

وكان وفد اللجنة الوزارية وصل إلى مدريد في وقت سابق في محطته الثالثة عشرة، لبحث التحرك الدولي لوقف الحرب على غزة.


مقالات ذات صلة

«روما الرباعي»... زخم يتصاعد نحو هدنة في غزة

المشرق العربي فلسطينيون يحملون جريحاً في مستشفى «شهداء الأقصى» في أعقاب غارة إسرائيلية بدير البلح (رويترز)

«روما الرباعي»... زخم يتصاعد نحو هدنة في غزة

يلتقي الوسطاء (قطر ومصر والولايات المتحدة) في اجتماع رباعي، الأحد، بروما بمشاركة إسرائيلية، وسط مخاوف من «تجدد العراقيل الإسرائيلية».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة (وكالة الأنباء الفلسطينية- وفا)

الرئاسة الفلسطينية: الإدارة الأميركية تتحمل مسؤولية المجازر اليومية بحق شعبنا

أعلن الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، إن «الضوء الأخضر الذي حصل عليه بنيامين نتنياهو من الإدارة الأميركية جعله يستمر في عدوانه».

«الشرق الأوسط» (الضفة الغربية)
المشرق العربي القوات الإسرائيلية تنسحب من مخيم قلنديا للاجئين قرب رام الله في الضفة الغربية (أ.ف.ب)

بينهم أطفال... القوات الإسرائيلية تعتقل 40 فلسطينياً من الضفة

شنت القوات الإسرائيلية، الجمعة والسبت، حملة اعتقالات واسعة طالت 40 فلسطينياً على الأقل من الضفة الغربية، بينهم أطفال، وأسرى سابقون.

«الشرق الأوسط» (الضفة الغربية)
المشرق العربي الدخان يتصاعد بعد غارة جوية إسرائيلية على رفح في غزة (د.ب.أ)

مقتل 5 فلسطينيين في قصف إسرائيلي على شمال رفح

قُتل خمسة فلسطينيين وأصيب آخرون، اليوم (السبت)، في قصف إسرائيلي استهدف شمال مدينة رفح في جنوب قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
الولايات المتحدة​ 
ترمب ونتنياهو قبل بدء اجتماعهما أمس (د.ب.أ)

نتنياهو يستكمل «مظلته» الأميركية بلقاء ترمب

بلقائه الرئيس الأميركي السابق، وربما اللاحق، دونالد ترمب، أكمل رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمس، مظلته الأميركية، التي شملت وقفة في الكونغرس

هبة القدسي (واشنطن) نظير مجلي (تل أبيب)

«تسخين» إيراني - أميركي شرق سوريا وغارات روسية مكثفة على مواقع «داعش»

حقل «كونكو» للغاز الذي استهدفته ميليشيات تابعة لإيران (موقع دير الزور 24)
حقل «كونكو» للغاز الذي استهدفته ميليشيات تابعة لإيران (موقع دير الزور 24)
TT

«تسخين» إيراني - أميركي شرق سوريا وغارات روسية مكثفة على مواقع «داعش»

حقل «كونكو» للغاز الذي استهدفته ميليشيات تابعة لإيران (موقع دير الزور 24)
حقل «كونكو» للغاز الذي استهدفته ميليشيات تابعة لإيران (موقع دير الزور 24)

بعد أقل من يومين على تحذيرات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للرئيس السوري بشار الأسد من اتجاه الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط نحو التصعيد، شنَّت قوات التحالف الدولي غارات جوية على مواقع ميليشيات رديفة للقوات الحكومية السورية تابعة لإيران في شرق سوريا، ليل الجمعة - السبت، وذلك رداً على استهداف قاعدة التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة في حقل غاز «كونيكو» بريف دير الزور، فيما أفادت مصادر إعلامية السبت بقيام طائرة استطلاع وتجسس أميركية بمسح جوي في المنطقة الجنوبية والعاصمة دمشق وريفها وحمص حتى الساحل السوري ولبنان، كما شهدت الحدود السورية - العراقية، شمال شرقي محافظة الحسكة، تحليقاً مكثفاً لطائرات التحالف الدولي.

بالتوازي، شنَّت قوات الجو الروسية غارات مكثفة على مواقع لتنظيم «داعش» في بادية تدمر والسخنة في ريف حمص الشرقي، وفق ما ذكره «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، يوم السبت، لافتاً إلى أن هذه الغارات جاءت بعد فترة من تسجيل تراجع ملحوظ في الغارات الروسية على مواقع تنظيم «داعش»، قياساً إلى أكثر من 100 غارة جوية نفذتها على مواقع «داعش»، في بادية حماة وحمص ودير الزور والرقة، خلال شهر يونيو (حزيران) الماضي.

وترافقت الغارات الجوية الروسية المكثفة السبت مع حملة التمشيط التي تقوم بها القوات الحكومية بدعم من سلاح الجو الروسي من بادية حماة الشرقية، وصولاً إلى بادية الرقة الغربية، وبادية تدمر والسخنة وجبالها في ريف حمص الشرقي وتلال البشري وكباجب والتبني ومعدان، جنوب دير الزور، وفق ما ذكرته مصادر محلية قالت إن غارات السبت تركزت على منطقة السخنة، وصولاً إلى كباجب وجبال البشري الممتدة على طول البادية، وترافقت مع تحليق طائرات استطلاع روسية.

وكان الرئيس الروسي قد حذر من أن «الوضع يزداد توتراً في الشرق الأوسط»، خلال استقباله الرئيس السوري، يوم الأربعاء الماضي، في موسكو، معتبراً «المباحثات مع الأسد فرصة لبحث كل التطورات والسيناريوهات المحتملة»، وفق ما نقلته «وكالة الأنباء السورية (سانا)»، لافتة إلى أن الرئيس الأسد رد بأنّ كلاً من سوريا وروسيا «مرّ بتحديات صعبة واستطاعا تجاوزها دائماً»

وتوقعت المصادر ارتفاع درجة التسخين الإيراني - الأميركي شرق سوريا، حيث مراكز وجودهما الأقوى في سوريا والمنطقة، بهدف تعزيز كل منهما مواقعه، ولفتت إلى وجود مخاوف من استغلال تنظيم «داعش» التوتر الحاصل للعودة إلى نشاطه شرق سوريا، وربما هذا ما دفع الجانب الروسي إلى تكثيف غاراته على مواقع التنظيم بالتعاون مع القوات الحكومية، وفق المصادر التي رأت أن احتمال عودة نشاط «داعش» إلى سوريا والعراق سيخلط الأوراق ويدفع الأوضاع نحو المزيد من التعقيد.

مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، رامي عبد الرحمن، قال إن الميليشيات الرديفة للقوات الحكومية السورية التي تتبع إيران تلقت أوامر بالتصعيد ضد القاعدة الأميركية في حقل كونيكو للغاز «بعينها»، وقد تم استهدافها يوم الجمعة بـعشرة صواريخ، ويوم الخميس بثلاثة.

وردَّت قوات التحالف على تلك الضربات السبت دون إيقاع خسائر بشرية، واعتبر عبد الرحمن تبادل الضربات الإيرانية - الأميركية «رسائل متبادلة بين الطرفين».

من جانبه، أفاد موقع «صوت العاصمة» بقيام طائرة استطلاع وتجسس أميركية من طراز RQ - 4B Global Hawk بمسح جوي استمر لأكثر من 21 ساعة متواصلة. وبحسب الموقع «تركز المسح في المنطقة الجنوبية والعاصمة دمشق وريفها وحمص حتى الساحل السوري ولبنان»، دون ذكر تفاصيل أخرى أو مصدر المعلومة، فيما قال موقع «الخابور» إن تحليقاً مكثفاً لطائرات التحالف الدولي جرى السبت على الحدود السورية - العراقية شمال شرقي الحسكة.