مجلس الأمن يعقد اجتماعاً طارئاً الثلاثاء إثر «مجزرة رفح»

تنديد عالمي بالهجوم الإسرائيلي

فلسطينيون يتجمعون في موقع الغارة الجوية الإسرائيلية على مخيم بمدينة رفح (أ.ف.ب)
فلسطينيون يتجمعون في موقع الغارة الجوية الإسرائيلية على مخيم بمدينة رفح (أ.ف.ب)
TT

مجلس الأمن يعقد اجتماعاً طارئاً الثلاثاء إثر «مجزرة رفح»

فلسطينيون يتجمعون في موقع الغارة الجوية الإسرائيلية على مخيم بمدينة رفح (أ.ف.ب)
فلسطينيون يتجمعون في موقع الغارة الجوية الإسرائيلية على مخيم بمدينة رفح (أ.ف.ب)

سيعقد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة اجتماعاً طارئاً، الثلاثاء، لبحث الأوضاع في رفح إثر ضربة أوقعت قتلى في مخيم للنازحين الفلسطينيين في المدينة الواقعة في جنوب قطاع غزة، وفق ما أفادت مصادر دبلوماسية.

وقال المجلس عبر حسابه على منصة «إكس» إن المشاورات ستجرى «لبحث الوضع في الشرق الأوسط بما في ذلك القضية الفلسطينية».

وأوضحت مصادر دبلوماسية عدة لوكالة الصحافة الفرنسية، الاثنين، أن الاجتماع المُغلق سيعقد بطلب من الجزائر، العضو غير الدائم في المجلس.

وذكر مسؤولون، الاثنين، أن غارة جوية إسرائيلية تسببت في اندلاع حريق هائل أودى بحياة 45 شخصاً في مخيم بمدينة رفح، مما أثار غضب زعماء دوليين والذين حثوا على تنفيذ حكم محكمة العدل الدولية بوقف الهجوم الإسرائيلي.

وهرعت أسر فلسطينية إلى المستشفيات لتكفين جثث ذويها لدفنهم بعد أن أدى الهجوم الذي وقع في ساعة متأخرة من مساء الأحد إلى اشتعال النيران في الخيام المتهالكة.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه يحقق في تقارير ذكرت أن ضربة نفذها ضد قادة حركة «حماس» في رفح تسببت في الحريق.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الغارة لم تكن تهدف إلى التسبب في سقوط قتلى من المدنيين. وأضاف في خطاب بالكنيست قاطعته صيحات استهجان من مشرّعين معارضين «في رفح، أجلينا بالفعل نحو مليون ساكن غير مقاتل وعلى الرغم من جهودنا القصوى لكي لا نؤذي غير المقاتلين، حدث للأسف شيء خاطئ على نحو مأساوي».

وذكر الجيش الإسرائيلي أن الهجوم الجوي الذي وقع الأحد، المستند إلى «معلومات مخابرات دقيقة»، أدى إلى مقتل رئيس مكتب حركة «حماس» في الضفة الغربية وقيادي كبير آخر بالحركة مسؤول عن هجمات على إسرائيليين.


مقالات ذات صلة

الطائرة الإغاثية السعودية الـ77 تصل إلى العريش محمَّلة بالمساعدات لغزة

الخليج جانب من عملية تفريغ حمولة الطائرة السعودية الإغاثية في مطار العريش بمصر (واس)

الطائرة الإغاثية السعودية الـ77 تصل إلى العريش محمَّلة بالمساعدات لغزة

وصلت إلى مطار العريش الدولي بمصر، الأحد، الطائرة الإغاثية السعودية الـ77، حاملة على متنها سلالاً غذائية وحقائب إيوائية، تمهيداً لنقلها إلى المتضررين في غزة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
خاص مقاتل من «كتائب القسام» التابعة لـ«حماس» يتابع البحث عن جثث رهائن إسرائيليين بمشاركة عناصر الصليب الأحمر وسط مخيم جباليا شمال غزة... 1 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ) play-circle

خاص إسرائيل تنفذ عمليات سرية بمناطق «حماس» بحثاً عن جثة آخر أسير

تواصل إسرائيل تتبع بعض الخيوط المتعلقة بجثة آخر أسير لها داخل قطاع غزة، الشرطي ران غويلي، في ظلِّ عدم قدرة «حماس» على الوصول إليها وتسليمها.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي أفراد عائلة فلسطينية نازحة يتدفأون حول نار خارج مأواهم في مدينة خان يونس أمس (إ.ب.أ)

غزة: نازحون يبيتون في العراء وسط البرد القارس بعد غرق خيامهم

توفيت شابة فلسطينية إثر سقوط جدار منزل قصفه الجيش الإسرائيلي، فيما تسببت رياح قوية وأمطار غزيرة، بغرق عدد من خيام النازحين.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي صورة أرشيفية لزعيم «حماس» في غزة يحيى السنوار وإسماعيل هنية إلى جواره تعود إلى عام 2017 (رويترز)

مصادر لـ«الشرق الأوسط»: «حماس» تتجه لانتخاب رئيس مكتبها السياسي العام

كشفت مصادر من «حماس» لـ«الشرق الأوسط»، عن أن العملية الانتخابية لرئيس المكتب السياسي العام ستُجرى الأسبوع المقبل، أو في الأيام الـ10 الأولى من شهر يناير المقبل.

«الشرق الأوسط» (غزة)
الولايات المتحدة​ ترمب يستقبل نتنياهو وزوجته سارة عند المدخل الجنوبي للبيت الأبيض 7 يوليو 2025 (د.ب.أ)

مسؤول إسرائيلي: نتنياهو سيلتقي ترمب في الولايات المتحدة الاثنين

يتوجّه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى الولايات المتحدة، غداً الأحد، ويلتقي الرئيس دونالد ترمب في فلوريدا خلال اليوم التالي.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

السوداني: نعمل على استضافة حوار أميركي - إيراني في بغداد

السوداني لدى استقباله المبعوث الأميركي توم برّاك مطلع ديسمبر الحالي (أ.ف.ب)
السوداني لدى استقباله المبعوث الأميركي توم برّاك مطلع ديسمبر الحالي (أ.ف.ب)
TT

السوداني: نعمل على استضافة حوار أميركي - إيراني في بغداد

السوداني لدى استقباله المبعوث الأميركي توم برّاك مطلع ديسمبر الحالي (أ.ف.ب)
السوداني لدى استقباله المبعوث الأميركي توم برّاك مطلع ديسمبر الحالي (أ.ف.ب)

أكد رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني تلقي بغداد تهديدات إسرائيلية وصلت عبر طرف ثالث، في أول إقرار رسمي على هذا المستوى، بعد أيام من تقرير لـ«الشرق الأوسط» تحدث عن تحذيرات غير مباشرة من ضربات وشيكة داخل العراق.

وقال السوداني، في مقابلة متلفزة، ليل السبت - الأحد، إن «التهديدات الإسرائيلية مستمرة، ووصلتنا عبر طرف ثالث»، من دون أن يحدد طبيعة الجهة الناقلة أو مضمون الرسائل، مكتفياً بالإشارة إلى أن الحكومة تعاملت مع الملف «بحذر بالغ لتجنيب البلاد مزيداً من التصعيد».

رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني (وكالة الأنباء العراقية)

وجاء التصريح بعد نحو أسبوع من تقرير نشرته «الشرق الأوسط» كشف، نقلاً عن مصادر مطلعة، أن الحكومة العراقية وجهات سياسية فاعلة تلقت رسالتي تحذير غير اعتياديتين، من دولة عربية وجهاز استخبارات غربي، تضمنتا معلومات «جدية» عن اقتراب تنفيذ ضربات عسكرية واسعة داخل العراق.

ورجحت المصادر أن تشمل الضربات المحتملة مواقع ومخازن طائرات مسيَّرة وصواريخ ومعسكرات تدريب، إلى جانب مؤسسات وشخصيات ذات نفوذ مالي وعسكري على صلة بفصائل شيعية و«الحشد الشعبي»، في سياق تصعيد إقليمي مرتبط بالمواجهة بين إسرائيل ومحور إيران.

وكان جهاز المخابرات العراقي قد نفى «جملة وتفصيلاً»، في بيان رسمي، تلقي الحكومة أي رسائل تحذير من هذا النوع.

رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني مع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في بغداد (أرشيفية - إعلام حكومي)

لقاء في بغداد

وفي سياق آخر، أكَّد السوداني خلال المقابلة المتلفزة «قيام الحكومة العراقية بمسعى مهم لترتيب لقاء ثنائي بين طهران وواشنطن في بغداد لاستئناف الحوار بين الطرفين»، كاشفاً عن أنه «طرح على المبعوث الأميركي توم برَّاك استثمار علاقة بغداد مع طهران من أجل استئناف التفاوض الإيراني الأميركي».

وأوضح السوداني أن «علاقات العراق مع إيران والولايات المتحدة تمنحه قوة لممارسة دور مهم في التقريب بينهما، ونحن مستمرون بهذه المساعي لترتيب لقاء ثنائي في بغداد، ومسؤولون بالإدارة الأميركية أعلنوا قبولهم بذلكـ خصوصا في أثناء زيارة برّاك».

وذكر: «نصحنا الجانب الأميركي بالتعامل باحترام مع إيران، والابتعاد عن التهديد والوعيد؛ لأن المفاوضات تحتاج إلى الثقة، ولا يمكن إجراؤها في ظل عدوان عسكري، وإيران قبلت إجراء مفاوضات جادة دون إملاءات أو تهديد، بناءً على الثقة، وهذه وجهة نظر منطقية».

وأشار رداً على سؤال، إلى أن «العلاقات مع الولايات المتحدة لها خصوصية، وهي شريك استراتيجي للعراق، وأسهمت في إسقاط النظام الديكتاتوري، وساعدتنا بمواجهة «داعش» من خلال التحالف الدولي، وعملنا على تنظيم العلاقة مع الولايات المتحدة، سواء في الإطار الأمني أم الاقتصادي بحكم ما تملكه من شركات وتكنولوجيا للاستفادة من تجربتها».

وذكر السوداني في مجال آخر: «لم يعد هناك أي مبرر لوجود قوات أجنبية في العراق، والدستور ينصّ على عدم وجود سلاح خارج القوات الأمنية، وهو واحد من أبرز القرارات المدرجة في البرنامج الحكومي، وكل الأطراف الوطنية متفقة على معالجة هذا الملف».

مؤيدو رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني يحتفلون عقب إعلان النتائج الأولية للانتخابات في بغداد (أرشيفية - أ.ف.ب)

وقال: «خلال أيام ستتسلم قواتنا المسلحة قاعدة عين الأسد بالكامل، والمرحلة الثانية تتعلق بقاعدة حرير، ولا نخضع لأي آراء أو رغبات، أو أمزجة الآخرين، ومشاكلنا تُحلّ بالقرار العراقي فقط، والجانب الأميركي يتفهم هذا الأمر وهو حريص على الاستقرار».

سوريا

وقال السوداني، رداً على سؤال، إن العلاقات العراقية - السورية «مستمرة على أساس مصلحة استراتيجية مشتركة، ولدينا تواصل، وشكّلنا لجنة تنسيق أمنية ثنائية وهي مستمرة بعملها».

و أضاف: «تحدثنا مع الجانب السوري عن ضرورة بناء عملية سياسية شاملة، تستوعب جميع الأطياف، مع إصدار موقف واضح بنبذ الإرهاب و(داعش) والتطرف». وقال إن «العراق حريص على وحدة وسلامة الأراضي السورية، ولدينا فرص كبيرة للنهوض بالواقع الاقتصادي، ومنها خط كركوك - بانياس لتصدير النفط».

وأكد: «نتابع الوضع الأمني في سوريا التي تشهد تنامياً لعصابات (داعش)، والعراق جزء من التحالف الدولي لمواجهة الإرهاب، ولدينا نشاط مهم مع الجانب السوري في مكافحة المخدرات، وتم تنفيذ عمليات مشتركة داخل الأراضي السورية».

رئيس الوزراء العراقي خلال استقباله جرحى قوات الأمن في «يوم النصر» على تنظيم «داعش» (أرشيفية - رئاسة الحكومة العراقية)

وعن العملية السياسية في العراق بعد الانتخابات البرلمانية، أكد السوداني أن «غالبية قوى الإطار التنسيقي حريصة على إنتاج حكومة قوية تواجه التحديات المستقبلية، لكننا ما زلنا نراوح في مكاننا من دون حسم لاختيار رئيس الوزراء؛ ولهذا قدمنا مبادرة لتحريك الجمود بصفتنا كتلة أساسية في الإطار التنسيقي».

وأوضح «أن الولاية الثانية ليست طموحاً شخصياً بقدر ما هي استعداد لتحمل المسؤولية وإكمال مشروع بدأناه».


وجهاء «الطائفة العلوية» في الساحل يرفضون دعوات التقسيم وإثارة الفتن

محتجون من «الأقلية العلوية» في اللاذقية يتظاهرون الأحد 28 (إ.ب)
محتجون من «الأقلية العلوية» في اللاذقية يتظاهرون الأحد 28 (إ.ب)
TT

وجهاء «الطائفة العلوية» في الساحل يرفضون دعوات التقسيم وإثارة الفتن

محتجون من «الأقلية العلوية» في اللاذقية يتظاهرون الأحد 28 (إ.ب)
محتجون من «الأقلية العلوية» في اللاذقية يتظاهرون الأحد 28 (إ.ب)

أصدر وجهاء من «الطائفة الإسلامية العلوية» في منطقة الساحل بسوريا بيانات ترفض دعوات التقسيم وإثارة الفتن، وتؤكد التزامهم بالقيم التي تدعو إلى «وحدة الصف وبناء سوريا واحدة موحدة».

وقال وجهاء «الطائفة العلوية» في طرطوس في بيان نشر على منصات التواصل الاجتماعي: «إن المدعو غزال غزال لا يمثلنا، ونرفض رفضاً قاطعاً دعواته لإثارة الفتن والتقسيم وخلق حالة فوضى بالبلد».

وشدد البيان على التمسّك بالحوار تحت سقف الدولة، والحفاظ على السلم الأهلي ووحدة البلاد، طالبين من الدولة بـ«تسريع الإجراءات التي من شأنها تطمين أهالي المعتقلين وإعادة الموظفين».

وفي اللاذقية، دعا أعيان ووجهاء منطقة القرداحة، في تسجيل مصور، إلى الهدوء وعدم الانجرار وراء الفتنة، مترحمين على الشهداء الذين ارتقوا في التفجير الذي استهدف مسجد الإمام علي بن أبي طالب في حمص.

متظاهر في مدينة اللاذقية يحمل لافتة تطالب بفيدرالية في الساحل السوري في حين يتجمع أفراد من «الطائفة العلوية» للاحتجاج على تفجير مسجد حمص (إ.ب.أ)

ودعا الوجهاء في حديثهم أبناء محافظة اللاذقية عموماً والطائفة العلوية خصوصاً، إلى عدم استغلال الحالة العاطفية وعدم جعل أرواح وأعراض الناس «وقوداً لأجندات استخباراتية خارجية تريد المتاجرة بدماء أبنائنا».

ومن الفقرات اللافتة في بيان وجهاء القرداحة عن «الشبهة في هذه الدعوات التي جاءت بعد أن بدأنا نلتمس عدداً من الانفراجات، بدءاً من إطلاق سراح الموقوفين، وعودة وانخراط أبناء الطائفة في وظائفهم، وتسوية شؤون العسكريين، وإعطائهم حقوقهم».

وشهدت مدن عدة في الساحل السوري ووسط البلاد، الأحد، وقفات احتجاجية شارك فيها العشرات، رافعين شعارات تطالب بالفيدرالية، وسط انتشار لعناصر من الأمن الداخلي لحمايتها.

وأفاد مراسل «الإخبارية» بأن وقفة احتجاجية جرت في دوار الأزهري بمدينة اللاذقية، طالب المشاركون فيها بالإفراج عن الموقوفين، وذلك في إطار احتجاجات للتنديد بالتفجير الذي وقع في مسجد علي بن أبي طالب في حمص. وفي السياق ذاته، ذكر مراسل «الإخبارية» في ريف حماة أن وقفة احتجاجية مماثلة نُظّمت في مدينة مصياف بريف حماة.

قوى الأمن في بانياس بريف طرطوس تلقي القبض على زكريا حيدر الشبقي وبحوزته قنابل يدوية ومحادثات تحريضية (سانا)

في الأثناء، ألقت قوى الأمن الداخلي في مدينة بانياس بريف طرطوس القبض على المدعو زكريا حيدر الشبقي، أثناء تفتيش إحدى الحواجز الطيارة، بعد أن ضبط بحوزته قنابل يدوية ومحادثات تحريضية استهدفت عناصر الأمن، ما شكّل تهديداً مباشراً على الأمن والاستقرار.

وذكرت محافظة طرطوس عبر موقعها على «تلغرام»، أن الجهات المختصة أوقفته فوراً، واتخذت بحقه الإجراءات القانونية اللازمة. في حين أعلنت مديرية الأمن الداخلي في منطقة جبلة، أنها تمكنت من القبض على المدعو باسل عيسى علي جماهيري، أحد أعضاء خلية ما يُسمى «سرايا الجواد» التابعة للمجرم سهيل الحسن، وضبطت أسلحة وذخائر تعود للخلية الإجرامية.

وكانت قوى الأمن الداخلي في محافظة طرطوس قد ألقت الشهر الماضي القبض على أفراد مجموعة خارجة عن القانون كانت تتحصن بمناطق جبلية، وضبطت بحوزتهم كميات من الأسلحة والذخائر.


الخلافات السياسية تهيمن على الجلسة الأولى للبرلمان العراقي

إحدى جلسات البرلمان العراقي (إ.ب.أ)
إحدى جلسات البرلمان العراقي (إ.ب.أ)
TT

الخلافات السياسية تهيمن على الجلسة الأولى للبرلمان العراقي

إحدى جلسات البرلمان العراقي (إ.ب.أ)
إحدى جلسات البرلمان العراقي (إ.ب.أ)

في وقت لم تتمكن فيه القوى السياسية الشيعية من حسم خيارها بشأن المرشح المحتمل لرئاسة الوزراء، مع بقاء محمد شياع السوداني في صدارة التوقعات، يعقد البرلمان العراقي جلسته الأولى، يوم الاثنين، وسط استمرار الخلافات داخل المكونات الرئيسية الثلاثة (الشيعية والسنية والكردية) على مناصب رئيس البرلمان، الذي هو من حصة المكون السني، والنائب الأول له (شيعي)، والنائب الثاني (كردي).

وفي ضوء التحذيرات التي وجهها رئيس «مجلس القضاء الأعلى» فائق زيدان، من مغبة عدم الحسم إزاء هذه المناصب خلال الجلسة الأولى، على أساس أن التمديد يعدّ، بمثابة «مخالفة دستورية»، طبقاً للرسالة التي وجهها للقوى السياسية المعنية، فإنه لا توجد أي مؤشرات على حسم التنافس، لا على تلك التشريعية، ولا على المنصبين السياديين الآخرين: رئاسة الجمهورية، ورئاسة الوزراء.

رئيس مجلس القضاء العراقي فائق زيدان (موقع المجلس)

وطبقاً للتراتبية والمدد الدستورية، فإن المحطة الأولى، يوم الاثنين، هي انتخاب رئيس البرلمان الذي لا يزال موضع تنافس شديد داخل القوى السنية بين حزب «تقدم» بزعامة محمد الحلبوسي، و«تحالف عزم» بزعامة مثنى السامرائي. ووفق ما قاله قيادي سنّي لـ«الشرق الأوسط»، إذا لم يتم الاتفاق على أي من المرشحين المذكورين، فإن الخيارات المطروحة أمام القوى السنية، في ظل عدم وجود أي إمكانية لتمديد الجلسة، أو جعلها مفتوحة نظراً لفيتو «القضاء الأعلى»، هي، إمّا الذهاب إلى البرلمان بالمرشحين، الاثنين، وإما الاتفاق على مرشح بديل للحلبوسي من داخل حزب «تقدم» في مقابل «تنازل المرشح المنافس السامرائي» عن ترشحه.

و أضاف القيادي نفسه أن «المرشح المطروح بديلاً للحلبوسي عن حزب (تقدم) هو النائب هيبت الحلبوسي، إذا تنازل محمد الحلبوسي بسبب ما يقال عن فيتو شيعي غير معلن ضده، لتولي ولاية ثانية طبقاً لقاعدة باتت تتبناها بعض القيادات الشيعية، بعدم التجديد للرؤساء السابقين سواء للبرلمان أم الجمهورية أم الوزراء».

محمد الحلبوسي (إكس)

ويؤكد القيادي السني أن «العقدة الأساسية، حتى الآن، هي عدم تنازل السامرائي عن الترشح؛ ما يعني الدخول ثانية في الفضاء الوطني، لكن هذه المرة بين هيبت الحلبوسي ومثنى السامرائي، وسط مخاوف من أن تكون الغلبة للأخير، وهو ما سيعني تراجع نفوذ حزب «تقدم» ورئيسه.

عقدة النائبين

والعقدة الأخرى التي لا تزال عالقة، تتصل بمنصبي النائب الأول (الشيعي) والنائب الثاني (الكردي) لرئيس البرلمان. ومع أن أمام المكونين متسعاً من الوقت على صعيد المدد الدستورية، لاختيار المرشح الكردي لمنصب رئيس الجمهورية، والمرشح الشيعي لمنصب رئيس الوزراء فإنهما محكومان خلال جلسة البرلمان الأولى، بالاتفاق على مرشحيهما لمنصبي نائبي الرئيس.

السوداني الرقم الصعب

شيعياً، وطبقاً لما أعلنه السوداني، فإن المرشحين الرئيسيين لمنصب رئيس الوزراء هم، السوداني نفسه ورئيسا الوزراء السابقان نوري المالكي وحيدر العبادي.

رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني يدلي بصوته في الانتخابات البرلمانية ببغداد 11 نوفمبر 2025 (أ.ب)

وأشارت بورصة الترشيحات لهذا المنصب، إلى أن عدد المرشحين كان قد بلغ 40 مرشحاً، وتقلصوا بعد أن تولت جهة شيعية قيادية برئاسة زعيم «تيار الحكمة» عمار الحكيم مقابلتهم، إلى 9 بمن فيهم الثلاثة الذين يتصدرون القائمة، لكن طبقاً للسوداني، فإن القوى الشيعية تريد «رئيس وزراء حباب» أي ضعيفاً.

وطبقاً لما كشفه مصدر من داخل القوى الشيعية لـ«الشرق الأوسط»، فإن «قيادات شيعية بارزة عرضت على السوداني أن يتسلم منصب رئيس الوزراء لولاية ثانية مقابل تخليه عن حزبه (النهرين) وتحالفه (الإعمار والتنمية)، وكذلك عدم التفكير في ولاية ثالثة».

وأضاف المصدر، الذي طلب عدم الإشارة إلى اسمه، أن «السوداني رفض التخلي عن حزبه مقابل هذا العرض، بينما تعهد بتقديم مشروع قانون إلى البرلمان بشأن عدم حصول أي رئيس وزراء على ولاية ثالثة».

حيدر العبادي (وكالة الأنباء العراقية)

إضافة إلى ذلك، وبينما لم تنته الاجتماعات المتواصلة لقادة «الإطار الشيعي» إلى نتيجة حاسمة، تشير مصادر متطابقة إلى أن ملامح رئيس الوزراء المقبل سوف تتضح في غضون اليومين المقبلين، مع أن السوداني لا يزال يتصدر قائمة المرشحين، متقدماً على نوري المالكي وحيدر العبادي زعيم «ائتلاف النصر» الذي لم يدخل السباق الانتخابي أصلاً، ولا يملك أي مقعد في البرلمان.

والواضح أن حظوظ المالكي ضعيفة لإمكانية الحصول على ولاية ثالثة حتى داخل الوسط الشيعي، بينما العبادي لم يعد يصلح إلا كمرشح تسوية كونه لا يملك أي مقعد في البرلمان؛ ما يعني تحمل كتلة شيعية عدد النقاط التي يحتاج إليها المنصب، وهو أمر يستبعده كثيرون في ظل التنافس المحموم على الوزارات والهيئات وبقية المناصب التنفيذية التي تستهلك مزيداً من النقاط.