السفير المصري لدى لبنان: عدم الثقة يعرقل انتخاب الرئيس

لودريان في بيروت الثلاثاء

رئيس المجلس النيابي نبيه بري مجتمِعاً مع بعثة صندوق النقد الدولي المكلفة الملف اللبناني في جولتها الأخيرة بلبنان (رئاسة مجلس النواب)
رئيس المجلس النيابي نبيه بري مجتمِعاً مع بعثة صندوق النقد الدولي المكلفة الملف اللبناني في جولتها الأخيرة بلبنان (رئاسة مجلس النواب)
TT

السفير المصري لدى لبنان: عدم الثقة يعرقل انتخاب الرئيس

رئيس المجلس النيابي نبيه بري مجتمِعاً مع بعثة صندوق النقد الدولي المكلفة الملف اللبناني في جولتها الأخيرة بلبنان (رئاسة مجلس النواب)
رئيس المجلس النيابي نبيه بري مجتمِعاً مع بعثة صندوق النقد الدولي المكلفة الملف اللبناني في جولتها الأخيرة بلبنان (رئاسة مجلس النواب)

أعاد السفير المصري لدى لبنان علاء موسى الخلافات التي حالت دون انتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية، إلى تنامي «مساحة عدم الثقة بين الأطراف السياسية»، قائلاً إن ذلك «يجعلها متوجسة بعضها من بعض».

وموسى من ضمن سفراء «الخماسية» الذين يقومون بحراك لإنهاء الشغور الرئاسي في لبنان منذ انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون في 31 أكتوبر (تشرين الأول) 2022. وفشل البرلمان 12 مرة في انتخاب رئيس جديد، بسبب الخلافات بين القوى السياسية التي حالت دون انتخابه في الدورة الأولى من جلسة الانتخابات الرئاسية بأكثرية 86 نائباً، أو بتأمين حضور ثلثي أعضاء البرلمان في الدورة الثانية التي يمكن انتخاب الرئيس فيها بأكثرية 65 نائباً.

ومن المتوقع وصول الموفد الرئاسي الفرنسي جان - إيف لودريان الثلاثاء إلى بيروت، لمتابعة هذا الملف إلى جانب ملف الحرب في الجنوب. ونقلت قناة «الجديد» عن أوساط في «التيار الوطني الحر» أن رئيس التيار النائب جبران باسيل اعتذر عن عدم قدرته على استقبال لودريان، لارتباطه المسبق بزيارة خارجية.

السفير المصري

وتقوم اللجنة الخماسية التي يتمثل فيها سفراء السعودية والولايات المتحدة وفرنسا ومصر وقطر، بحراك سياسي لتقريب وجهات النظر بين القوى السياسية اللبنانية وحثهم على التوافق وانتخاب رئيس.

وقال السفير المصري إن عمل اللجنة الخماسية مستمر عبر نهج واضح يتلاءم مع الواقع اللبناني، وإنها تواصل مشاوراتها مع مختلف القوى السياسية. ولفت في حديث لقناة «LBCI»، إلى أن عمل اللجنة مستمر دائماً ولو بخطوات غير كبيرة أحياناً، خصوصاً أنه ليس كل ما تفعله يعلن عنه، قائلاً: «حوارنا مع الكتل السياسية يؤكد أنهم على استعداد ولو بدرجات متفاوتة إلى إحداث خرق».

وأشار موسى إلى أن «كل الآراء التي تلقيناها عقب البيان الأخير كانت إيجابية وتشجيعية، ما دفعنا للذهاب نحو خطوات أبعد»، لافتاً إلى أن «الخماسية» تسعى إلى تذليل العقبات. ورأى أن «اليأس» غير موجود في العمل السياسي، ولدى «الخماسية» قناعة بأن الحل سيأتي من داخل لبنان، وهي موجودة فقط للمساعدة على ذلك.

وقال: «ما لمسناه هو أن مساحة عدم الثقة بين الأطراف السياسية كبيرة، ما يجعلها متوجسة من بعضها، وإذا حصلت (الخماسية) على التزام كامل من القوى السياسية يمكن عنده أن تتقدم بوضع ضمانات معينة، وبالتالي الطمأنة مرتبطة بالتزام القوى السياسية وبالتوافق».

عودة

ويدفع رجال دين وسياسيون باتجاه إنهاء الشغور، وقال متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة، إن «تفريغ المؤسسات وتعطيل انتخاب رئيس وتبادل الاتهامات تثقل كاهل اللبنانيين وتنغص عليهم عيشهم المنغص أصلاً بأعباء الحياة». وأضاف: «أطماع المسؤولين والحكام والزعماء، وأطماع الغرباء، أضعفت مناعة لبنان، وتلك الواحة التي كانت قِبلة الأنظار أصبحت غابة لا شريعة فيها ولا قانون؛ إذ فات زعماءها والحكام تحصينها ضد الحسد والحقد والطمع والانقسام، وضد التدخلات والانسلالات الغربية التي أساءت إلى وحدة البلد حتى أصبحت الخيبة تأكل شعبه، والانقسامات تشله، وعدم وجود رأس يفقده الدور والهيبة والسيطرة على أوضاعه».

وقال عودة: «سوء التدبير والتقدير، وتغليب مصالح الخارج على مصلحة الداخل، وعدم التزام الدستور، وعدم انتخاب رئيس يمسك بزمام الأمور؛ زادت هشاشة الوضع. لذلك نكرر أن على اللبنانيين التعالي على المصالح والأحقاد، والالتقاء على ضرورة إنقاذ بلدهم بدءاً بانتخاب رئيس، ثم تشكيل حكومة تجري التعيينات اللازمة في الإدارة، والإصلاحات الضرورية في كافة الميادين، وتتشدد في تطبيق القوانين على الجميع، دون استثناء».

«حزب الله»

ويدعم «حزب الله» ترشيح رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية، ويرى أنه تنطبق عليه المواصفات التي وضعها لجهة «حماية ظهر المقاومة». وكرر المستشار السياسي للأمين العام لـ«حزب الله»، حسين الموسوي، هذا الموقف، قائلاً: «نحن نؤيد المرشح الذي نطمئن إليه في موضوع المقاومة، ونثق في استقامته ورؤيته الإنمائية، والفريق الآخر لا يزال يرفض الحوار في هذا الشأن».


مقالات ذات صلة

«الشرق الأوسط» تجول في بلدة حدودية بجنوب لبنان: «عيتا الشعب منكوبة»

المشرق العربي لبنانيات يلتقطن صورة إلى جانب منزل مدمَّر بغارة إسرائيلية في بلدة عيتا الشعب بالجنوب (أ.ف.ب) play-circle 00:48

«الشرق الأوسط» تجول في بلدة حدودية بجنوب لبنان: «عيتا الشعب منكوبة»

«تهدئة غير معلنة» و«مؤقتة» سمحت لسكان البلدات الحدودية بزيارة بلداتهم صباح عيد الأضحى

نذير رضا (بيروت)
المشرق العربي دخان القصف يتصاعد في أجواء المطلّة بشمال إسرائيل (إ.ب.أ)

«حزب الله» يستهدف مقر وحدة المراقبة الجوية في قاعدة «ميرون» الإسرائيلية

أعلن «حزب الله» اللبناني، اليوم السبت، استهداف مقر وحدة المراقبة الجوية وإدارة العمليات الجوية في قاعدة ميرون الإسرائيلية بالصواريخ الموجهة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي زعيم «حزب الله» حسن نصرالله يخاطب أنصاره في الضاحية الجنوبية لبيروت (رويترز - أرشيفية)

تلميحات إسرائيلية جديدة إلى إمكان اغتيال الأمين العام لـ«حزب الله»

نشرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية مقالاً قالت فيه إن جهاز الموساد يعرف بدقة مكان وجود حسن نصرالله وإن «إيران حذرت نصر الله من أن إسرائيل تبحث عنه».

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي غالانت ونتنياهو في زيارة لقاعدة عسكرية (وزارة الدفاع الإسرائيلية)

نتنياهو يعيّن مقربين منه لعضوية اللجنة الأميركية - الفرنسية بخصوص لبنان

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي ترحيبه بمبادرة الرئيس الفرنسي لتشكيل لجنة أميركية - فرنسية - إسرائيلية لمنع التدهور على الجبهة مع لبنان رغم معارضة وزير دفاعه.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية دخان جراء قصف من «حزب الله» استهدف القوات الإسرائيلية في مرتفعات الجولان في 13 يونيو 2024 (رويترز)

«حزب الله» يعلن استهداف موقعين للجيش الإسرائيلي

أعلنت جماعة «حزب الله» في لبنان، أن عناصرها استهدفوا بالصواريخ، صباح اليوم (الجمعة)، تجمعاً لجنود إسرائيليين في خلة وردة، المتاخمة لبلدة عيتا الشعب اللبنانية.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

كيف قضت الحرب الإسرائيلية في غزة على عائلات فلسطينية بأكملها؟

رمزي أبو القمصان يجلس مع ابنته نور خارج منزلهما في مخيم جباليا للاجئين بغزة في 22 أكتوبر 2022 قُتلت زوجته أسماء ونور 5 سنوات في قصف إسرائيلي على منزلهم في 16 نوفمبر 2023 مع 15 آخرين من أقاربهم (أ.ب)
رمزي أبو القمصان يجلس مع ابنته نور خارج منزلهما في مخيم جباليا للاجئين بغزة في 22 أكتوبر 2022 قُتلت زوجته أسماء ونور 5 سنوات في قصف إسرائيلي على منزلهم في 16 نوفمبر 2023 مع 15 آخرين من أقاربهم (أ.ب)
TT

كيف قضت الحرب الإسرائيلية في غزة على عائلات فلسطينية بأكملها؟

رمزي أبو القمصان يجلس مع ابنته نور خارج منزلهما في مخيم جباليا للاجئين بغزة في 22 أكتوبر 2022 قُتلت زوجته أسماء ونور 5 سنوات في قصف إسرائيلي على منزلهم في 16 نوفمبر 2023 مع 15 آخرين من أقاربهم (أ.ب)
رمزي أبو القمصان يجلس مع ابنته نور خارج منزلهما في مخيم جباليا للاجئين بغزة في 22 أكتوبر 2022 قُتلت زوجته أسماء ونور 5 سنوات في قصف إسرائيلي على منزلهم في 16 نوفمبر 2023 مع 15 آخرين من أقاربهم (أ.ب)

أدت الحرب الإسرائيلية على غزة إلى مقتل المئات من أفراد العائلات من نفس سلسلة النسب، وهي حصيلة غير مسبوقة للمجتمع الصغير الذي يتكون في معظمه من اللاجئين وأحفادهم.

وقد أظهر تحقيق أجرته وكالة «أسوشييتد برس» لتحليل 10 غارات جوية في مختلف أنحاء قطاع غزة بين أكتوبر (تشرين الأول) وديسمبر (كانون الأول) أن كل أسرة فلسطينية عانت تقريباً من خسائر فادحة ومتعددة. لكن الكثير منها هلك، خاصة في الأشهر الأولى من الحرب.

وقامت «أسوشييتد برس» بتحديد الموقع الجغرافي للضربات وتحليلها؛ وتحدثت مع خبراء أسلحة؛ ومحللي البيانات المفتوحة والخبراء القانونيين؛ واعتمدت على بيانات من شركة «آيرويز»، وهي منظمة مختصة بمراقبة الصراعات ومقرها لندن.

وأظهر التحقيق أن الضربات الإسرائيلية أصابت المباني السكنية والملاجئ التي كانت بداخلها عائلات. ولم يكن هناك بأي حال من الأحوال هدف عسكري واضح أو تحذير مباشر لمن هم بالداخل. وفي إحدى الحالات، قالت الأسرة إنها رفعت علماً أبيض على المبنى الذي تسكن فيه في منطقة القتال.

الصورة التي قدمتها عائلة الآغا تظهر سكان منطقة غرب خان يونس في غزة يتفقدون الأنقاض في أعقاب غارة جوية على منزل عائلة مهند الآغا (أ.ب)

ويقول المؤرخ الفلسطيني الأميركي في جامعة كولومبيا رشيد الخالدي إن هذه الحرب أثبتت أنها أكثر فتكاً من التهجير بعد النكبة عام 1948، عندما قُتل 20 ألف شخص، متابعاً: «لا أعتقد أن شيئاً كهذا قد حدث في التاريخ الفلسطيني الحديث».

ومن جانبها، قالت إميلي تريب، مديرة منظمة «آيرويز»، إن محققيها كافحوا للتعامل مع مقتل عائلات بأكملها عبر الأجيال، وقالت: «في بعض الأحيان كان علينا إنشاء أشجار عائلية لفهم الضرر الذي يلحق بالمدنيين».

عائلة الآغا 31 قتيلاً

في 11 أكتوبر، دمرت غارة جوية منزل أمين الآغا في غرب خان يونس. وكان الرجل البالغ من العمر 61 عاماً نائماً في الطابق الأرضي من المبنى المكون من طابقين مع زوجته وأبنائه الثلاثة، فيما كان الطابق العلوي منزلاً لابنه مهند الآغا (30 عاماً) وزوجته هند وابنتيهما تالين (عامان) وأسيل (عام واحد). وقتلت الغارة الجوية 11 شخصاً من العائلة، بينهم اثنان من أبناء عمومتهم في مبنى مجاور.

ويقول جاسر الآغا، ابن عمه الذي وصل بعد وقت قصير من الغارة: «لم يعد منزلاً. لقد أصبح كومة من الرمال».

وفي وقت مبكر من يوم 14 أكتوبر، ضربت قنبلة إسرائيلية منزل الموظف خميس الآغا، وتحول المبنى المكون من ثلاثة طوابق في وسط خان يونس إلى أنقاض. ومن بين القتلى: خميس الآغا 38 عاماً، وزوجته نسرين، وولدان، عمرهما 11 و13 عاماً، وبنتان، أعمارهما: 8 و6 سنوات، وشقيقه الأصغر وابنه البالغ من العمر 9 سنوات، وابن عمه وابنه. ونجت زوجة شقيق خميس فقط.

صورة قدمتها العائلة تظهر مهند الآغا الثاني من اليسار يقف مع أشقائه ووالده أمين الآغا وسط الصورة في 5 أكتوبر 2023 خلال حفل زفاف حميد الآغا الثالث من اليسار بعد أيام قُتل جميع من في الصورة باستثناء العريس ومحمد الآغا الثاني من اليمين في غارة جوية على منزل العائلة في غرب خان يونس في 11 أكتوبر 2023 (أ.ب)

وفي 14 نوفمبر (تشرين الثاني)، تعرض منزل عوني الآغا، ابن عم خميس الثاني، للقصف، مما أدى إلى تدمير المبنى المكون من ثلاثة طوابق في غرب خان يونس. وقال بريان كاستنر، محقق الأسلحة في منظمة العفو الدولية، إن الأضرار تشير إلى أنها كانت غارة جوية أيضاً.

ولم يكن هناك سوى طبق قمر صناعي يبرز فوق الأنقاض. وأسفرت الغارة عن مقتل زوجة عوني الآغا، سامية 64 عاماً؛ أبنائه الأربعة، الذين تتراوح أعمارهم بين 42 و26 عاماً، وابنته راما 41 عاماً، وزوجها وابنيها، البالغين من العمر 18 و16 عاماً. ونجا عوني الآغا، مسؤول التعليم الحكومي، لأنه استيقظ لصلاة الفجر.

مشيعون يصلون على جثث أفراد عائلة الآغا الذين قتلوا خلال غارة جوية إسرائيلية خلال جنازتهم في خان يونس قطاع غزة الأربعاء 11 أكتوبر 2023 (أ.ب)

وبعد ثلاثة أشهر، في فبراير (شباط)، توفي عوني الآغا عن عمر يناهز 69 عاماً، على الأرجح بسبب جرح في القلب، بحسب جاسر الآغا.

عائلة أبو النجا 20 قتيلاً

قصفت الطائرات الإسرائيلية منازل عائلتي أبو النجا ومادي في جنوب رفح يوم 17 أكتوبر. وقُتل على الفور عشرون فرداً من عائلة أبو النجا، من بينهم سيدتان حاملتان، وثمانية أطفال. كما قتلت الغارات الجوية الجدة البالغة من العمر 78 عاماً وحفيدتها وأطفالها. وقالت شركة «آيرويز» إن أحد الرجال الذين قُتلوا توفيت زوجته وشقيقته الحامل وابنتها البالغة من العم عامين.

عائلتا طرزاي وصوري 20 قتيلاً

دمرت غارة جوية إسرائيلية مبنى كنيسة في مدينة غزة كان يحتمي به مئات النازحين. وأسفرت الغارة التي وقعت في 19 أكتوبر عن مقتل 20 فرداً من عائلات طرزاي والصوري المتصاهرة من المجتمع المسيحي المتضائل في غزة، بما في ذلك سبعة أطفال على الأقل، كما فقد رامز الصوري أطفاله الثلاثة وزوجته.

واعترف الجيش الإسرائيلي بتضرر جدار الكنيسة، فيما زارت منظمة العفو الدولية موقع الكنيسة وحللت مقاطع فيديو، بما في ذلك مقطع تم نشره وحذفه الجيش الإسرائيلي منذ ذلك الحين، وخلصت إلى أنها كانت غارة جوية. وقالت منظمة العفو الدولية إنه حتى لو تم تحديد هدف عسكري، فإن ذلك «كان أمراً متهوراً، وبالتالي يرقى إلى جريمة حرب».

مخيم جباليا: أكثر من 130 قتيلاً

وكان القصف الإسرائيلي الذي وقع في 31 أكتوبر من بين أكثر الهجمات دموية في هذه الحرب، إذ كان مخيم جباليا للاجئين أحد أكثر المناطق اكتظاظاً بالسكان في غزة، وقد تعرض للقصف عدة مرات منذ 7 أكتوبر، ولا تزال الحصيلة الحقيقية مجهولة لأن الكثيرين لا يزالون تحت الأنقاض، وفقاً لـ«أسوشييتد برس».

رمزي أبو القمصان على اليسار مع عائلته في أحد مطاعم غزة في يناير 2023 من اليسار ابناه إبراهيم ومحمود ابنته نور وابنه عمر وزوجته أسماء قُتلت أسماء ونور في غارة جوية يوم 16 نوفمبر في مخيم جباليا للاجئين (أ.ب)

وحددت منظمة «آيرويز» أسماء 112 مدنياً قتلوا من 11 عائلة، بينهم 69 طفلاً و22 امرأة، وكان من بينهم ما لا يقل عن 47 فرداً من عائلتي عكاشة وأبو القمصان. وحددت وكالة «أسوشييتد برس» 17 آخرين من عائلة القمصان، حيث لقي أعمامهم وآباؤهم وأطفالهم حتفهم.

صورة قدمتها العائلة تظهر كعكة عيد ميلاد أسماء أبو القمصان في 25 يوليو 2022 قُتلت أسماء وابنتها نور البالغة من العمر 5 سنوات في 16 نوفمبر 2023 في غارة جوية على منزلهما في مخيم جباليا للاجئين في غزة (أ.ب)

وأحدثت القنابل عدة حفر في منطقة امتدت لأكثر من 100 متر. وانهارت عدة مبانٍ. واعتبر المحقق في جرائم الحرب كوب سميث: «هذا يتوافق مع أكبر الحفر التي رأيتها على مدار العشرين عاماً الماضية»، فيما ذكرت إسرائيل أنها استهدفت مركز القيادة والسيطرة التابع لحماس وقائد كتيبة تابعة للحركة خلال الغارة.

عائلة دغمش 44 قتيلاً

وقعت غارة جوية على مسجد في حي الصبرة بمدينة غزة في وقت مبكر من مساء يوم 15 نوفمبر، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 44 شخصاً من عائلة دغمش، بمن في ذلك رب الأسرة وطفل يبلغ من العمر 9 سنوات وعدد من الرجال في العائلة وامرأتان من أقاربه في مبنى مجاور.

ويبدو أن الأضرار اقتصرت على الطوابق العليا للمسجد. وفي مقطع فيديو تم التقاطه بعد ذلك، لم تكن هناك حفرة ويبدو أن المسجد قد تم تنظيفه. وقال سميث، وهو أيضاً مفتش الأسلحة السابق بالأمم المتحدة والضابط بالجيش البريطاني الذي أجرى تحقيقات في غزة بعد الحروب الماضية، إنه لم تكن هناك علامة على حدوث أضرار كبيرة في مكان قريب، مما يشير إلى أن المسجد ربما تم استهدافه مباشرة بذخيرة جوية صغيرة.

تم بناء المسجد وتملكه عائلة دغمش. وقال رجب دغمش، الذي قُتل شقيقه البالغ من العمر 21 عاماً، إن المسجد ليس له أي انتماء متشدد وإن الأسرة لا تسمح بأي نشاط متشدد في الحي الذي يسكنه. أدى الخلاف بين عائلة دغمش وحماس، والذي يعود تاريخه إلى استيلاء حماس على السلطة في عام 2007، إلى إبقاء المنطقة محظورة إلى حد كبير على مقاتلي حماس.

عائلة سالم 173 قتيلاً

دمرت الغارات الجوية الإسرائيلية ملجأين منفصلين لعائلة سالم يومي 11 و19 ديسمبر (كانون الأول). وقُتل ما لا يقل عن 173 فرداً من أفراد الأسرة، بمن في ذلك أطفال، وامرأة واحدة حامل على الأقل، والعديد من كبار السن، من بينهم رب الأسرة البالغ من العمر 87 عاماً.

كما أشار تحليل «أسوشييتد برس» أن الغارة الجوية التي وقعت في 11 ديسمبر دمرت مجموعة من المباني العائلية، وقال الخبراء إن الأضرار المحدودة تشير إلى أنها قنبلة كبيرة مبرمجة لتأخير الانفجار إلى ما بعد الارتطام.

قُتل ما لا يقل عن 80 شخصاً، بمن في ذلك أجيال متعددة من نفس السلالة. وقال أقارب إنه لم تكن هناك أنشطة قتالية واضحة في مكان قريب.

تُظهر هذه المجموعة من الصور التي قدمها يوسف سالم لأقاربه الذين فقدهم جراء الغارات الإسرائيلية خلال حرب غزة الصف العلوي من اليسار محمد سالم مع ابنته أمل وزوجته فداء ابنته سارة وإبراهيم سالم الصف الثاني من اليسار ابنة أم أحمد سالم ومحمد هاني سالم وأم هاني سالم وإسماعيل سالم الصف الثالث من اليسار عادل سالم أم أحمد سالم إسماعيل سالم منير نور ومحمد سالم (أ.ب)

وفي 19 ديسمبر، أصابت غارة جوية إسرائيلية مجموعة أخرى من النازحين من عائلة سالم كانوا يحتمون في فيلا في منطقة الرمال. وخلف الهجوم حفرة عميقة لكن المباني المحيطة لم تتضرر. وقال الناجون إنه قُتل ما لا يقل عن 90 سالماً.

قال محمد سالم، الذي نجا من غارة 19 ديسمبر: «رأيت جثث أعمامي وأبناء عمومتي متناثرة على الأرض». وتابع: «لم نتمكن من التعرف على الجثث إلا من خلال هوياتهم. لقد كانوا مجرد كومة من اللحم».

مخيم المغازي للاجئين 106 قتلى على الأقل

وقال شهود إن أربعة منازل على الأقل تؤوي العديد من الفلسطينيين النازحين تعرضت للقصف المباشر في 24 ديسمبر. وتناثرت أشلاء الجثث في المناطق المحيطة.

وأظهرت مقاطع الفيديو أضراراً تتفق مع الغارات الجوية. وأظهرت الصور عدة منازل مدمرة في أزقة ضيقة تصطف على جانبيها مبانٍ صغيرة معظمها من طابق واحد، وحفرة كبيرة عند مدخل المخيم.

تمكنت وكالة «الأسوشييتد برس» من الوصول إلى سجلات المستشفى بعد الضربة والتي سجلت مقتل 106 أشخاص. ومن خلال إشعارات الوفاة العامة وبيانات وزارة الصحة الجزئية، وأشارت الوكالة في تقريرها إلى أنه تم التعرف على 36 من عائلات النواصرة وأبو حمدة وقنديل.

فلسطينيون يتفقدون أنقاض مبنى لعائلة النواصرة دمر في غارة إسرائيلية في مخيم المغازي للاجئين وسط قطاع غزة الاثنين 25 ديسمبر 2023 (أ.ب)

وقالت إسرائيل إنها كانت تستهدف نشطاء حماس وقصفت عن طريق الخطأ مبنيين متجاورين. في أول بيان نادر للاعتراف بضربة خاطئة، قالت إسرائيل إنها تأسف لـ«إصابة غير المشاركين». وقالت إنها اتخذت الإجراءات اللازمة لتجنب إلحاق الأذى بالمدنيين. وقال مسؤول عسكري لهيئة الإذاعة والتلفزيون العامة الإسرائيلية، إن السلاح الخطأ استخدم في الهجوم، دون الخوض في التفاصيل.

جدير بالذكر أنه حتى أمس (الأحد) ارتفعت حصيلة القتلى الفلسطينيين خلال الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة إلى 37 ألفاً و337 بالإضافة إلى 85 ألفاً و299 مصاباً، وفقا لوزارة الصحة في غزة.