انتخاب رئيس البرلمان العراقي إلى «طريق مسدودة»

حزب سُني بزعامة خميس الخنجر يتهم الرئيس المؤقت بتعطيل الجلسة

جانب من تحضيرات البرلمان العراقي لجلسة انتخاب رئيسه 18 مايو 2014 (إعلام المجلس)
جانب من تحضيرات البرلمان العراقي لجلسة انتخاب رئيسه 18 مايو 2014 (إعلام المجلس)
TT

انتخاب رئيس البرلمان العراقي إلى «طريق مسدودة»

جانب من تحضيرات البرلمان العراقي لجلسة انتخاب رئيسه 18 مايو 2014 (إعلام المجلس)
جانب من تحضيرات البرلمان العراقي لجلسة انتخاب رئيسه 18 مايو 2014 (إعلام المجلس)

تحولت تدوينة على منصة «إكس» من جملة واحدة وهي «المندلاوي المعطِّل»، في إشارة إلى رئيس البرلمان بالوكالة، إلى «تريند» في العراق، السبت، وحمَّلته كتلة «السيادة» في البرلمان مسؤولية التأخير في عقد جلسة انتخاب رئيس جديد للبرلمان.

وعقد البرلمان، الأربعاء الماضي، جلسة خلت من فقرة انتخاب الرئيس الجديد في وقت جرى فيه تمديد الفصل التشريعي شهراً واحداً من أجل حسم عملية انتخاب رئيس البرلمان، والتصويت على جداول الموازنة المالية لعام 2024 التي أرسلتها الحكومة.

وعلى إثر عدم إضافة الفقرة الخاصة بانتخاب رئيس البرلمان تصاعد الغضب السني، لا سيما في أوساط حزب «السيادة» بزعامة رجل الأعمال خميس الخنجر وكتلته داخل البرلمان، لا سيما أن مرشح الكتلة سالم العيساوي حصل خلال جلسة، السبت الماضي، على 158 صوتاً مقابل 137 صوتاً لمنافسه محمود المشهداني، رغم أن الأخير مدعوم من حزب «تقدم» بزعامة رئيس البرلمان السابق محمد الحلبوسي، وزعيم «ائتلاف دولة القانون» نوري المالكي.

حراك سني

وكشف «تيار الحكمة» بزعامة عمار الحكيم عن وجود حراك سني للاتفاق على مرشح واحد ليجري التصويت عليه، لكن قيادياً سنياً بارزاً استبعد ذلك.

وفي سياق الاتهامات الموجهة للمندلاوي والتي بدأت تأخذ مساحة واسعة في مواقع التواصل الاجتماعي، فإن النائب في البرلمان عن كتلة «السيادة» محمد فاضل الدليمي اتهم رئيس البرلمان بالنيابة بتعطيل انتخاب رئيس جديد للمجلس.

وقال الدليمي، في منشور على منصة «إكس»، إن «النائب الأول محسن المندلاوي أثبت فشله في إدارة جلسات البرلمان بتجاهله الصارخ للدستور والنظام الداخلي وقرارات المحكمة الاتحادية، وانحيازه لطرف دون آخر عن طريق تأخيره المتعمد جلسة اختيار رئيس البرلمان، وإهدار حقوق مكون رئيسي في البلاد».

وأضاف الدليمي: «لا يخفى على الجميع تطاول المندلاوي على زملائه؛ ما قدم نموذجاً سيئاً عن صورة البرلمان، ولا بد من محاسبة صارمة لكل من يتعمد تنفيذ أجندات حزبية، واستغلال سلطاته لخدمة الحزب الذي ينتمي إليه».

لا «مرشح» في نهاية النفق

إضافة إلى ذلك، كشف القيادي في «تيار الحكمة» أحمد العيساوي عن وجود ما سماه حراكاً سنياً من أجل تقديم مرشح واحد لرئاسة مجلس النواب خلال الأيام القليلة المقبلة.

وبيَّن العيساوي في تصريح صحافي أنه «لا يوجد أي طرف سياسي مع بقاء محسن المندلاوي رئيساً للبرلمان لنهاية الدورة البرلمانية، فهذا استحقاق المكون السني، ولا نريد أي خلل في التوازنات والاستحقاقات، ولهذا كل قوى الإطار التنسيقي مع الإسراع بحسم هذا الملف».

وعن موعد حسم مسألة تسمية رئيس جديد للبرلمان، قال العيساوي، إنه «ربما خلال الأسبوع الحالي يجري تحديد جلسة انتخاب جديدة، بعد جولة الحوارات التي تجري حالياً ما بين كل الأطراف السياسية».

حزب «السيادة» اتهم المندلاوي بتعطيل انتخاب رئيس جديد للبرلمان (وكالة أنباء العالم العربي)

لكن قيادياً سنياً بارزاً استبعد في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إمكانية التوافق على مرشح سني واحد لرئاسة البرلمان خلال الفترة المقبلة بسبب عمق الخلافات بين الحلبوسي والخنجر وحلفائه داخل البيت السني.

وقال القيادي: «على حد علمي لا يوجد حراك داخل البيت السني؛ نظراً لتمسك كل طرف بقناعاته، فضلاً عن أن عامل الزمن بدأ يضغط كثيراً على الجميع ليس بسبب تمديد الفصل التشريعي شهراً واحداً، بل بسبب قرب سفر عدد كبير من النواب إلى الحج؛ ما يفقد البرلمان فرصة إكمال النصاب لعقد جلسة يجب أن يحصل فيها المرشح الفائز على الأغلبية المطلقة من عدد أصوات البرلمان وهي 166 صوتاً».

وأضاف القيادي السني الذي طلب عدم الكشف عن اسمه أن «هناك إحساساً لدى القوى السنية الداعمة لسالم العيساوي الذي حصل على أغلبية كبيرة خلال التصويت ولولا افتعال المشاجرة خلال الاستراحة لكان قد فاز بسهولة في الجولة الثالثة، بأن هناك من يعمل بتواطؤ مع رئاسة البرلمان على تعطيل الجلسة حتى لا يفوز العيساوي وهو ما لا يريده الحلبوسي، ولكي يبقى المندلاوي الذي هو أهون بالنسبة له من فوز منافس شرس له في الأنبار وهو العيساوي، بينما المندلاوي يستفيد من بقائه على راس المؤسسة التشريعية في البلاد».


مقالات ذات صلة

جمال مصطفى: مشوا تباعاً إلى حبل المشنقة ولم يرف لهم جفن

خاص صدام مع ابنته حلا في صورة غير مؤرخة (غيتي) play-circle 01:12

جمال مصطفى: مشوا تباعاً إلى حبل المشنقة ولم يرف لهم جفن

يروي جمال مصطفى السلطان، في الحلقة الثانية من المقابلة الخاصة معه، كيف تلقت أسرة صدام حسين نبأ إعدامه، وقصة زواجه من حلا، كريمة صدام الصغرى، وأكلاته المفضلة.

غسان شربل
شؤون إقليمية إيرانية تمرّ أمام لوحة إعلانية مناهضة لإسرائيل كُتب عليها بالعبرية: «في الدم الذي سفكتَه ستغرق» (إ.ب.أ)

ما المتوقع عراقياً في استراتيجية إيران؟

ثمة من يعتقد أن إيران ستركز اهتمامها في مناطق نفوذها في العراق بالتزامن مع تهديدات إسرائيلية بشن هجمات على فصائل عراقية

المحلل العسكري
خاص عائلة صدام وتبدو حلا إلى يساره (أ.ف.ب) play-circle 03:44

خاص جمال مصطفى: عرفنا في المعتقل بإعدام الرئيس ونقل جثته للتشفي

ليس بسيطاً أن تكون صهر صدام حسين، وسكرتيره الثاني، وابن عشيرته، وليس بسيطاً أن تُسجن من عام 2003 وحتى 2021... فماذا لدى جمال مصطفى السلطان ليقوله؟

غسان شربل
المشرق العربي جانب من الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية في بيروت (رويترز)

العراق لمجلس الأمن: إسرائيل تخلق مزاعم وذرائع لتوسيع رقعة الصراع

قالت وزارة الخارجية العراقية إن بغداد وجهت رسائل لمجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة والجامعة العربية و«التعاون الإسلامي» بشأن «التهديدات» الإسرائيلية.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي الضابط الأميركي كيفين بيرغنير يعلن للصحافيين في بغداد اعتقال علي موسى دقدوق 2 يوليو (تموز) 2007 (أ.ف.ب - غيتي)

تقرير: مقتل القيادي بـ«حزب الله» علي موسى دقدوق بغارة إسرائيلية في سوريا

قال مسؤول دفاعي أميركي إن قائداً كبيراً بـ«حزب الله» اللبناني كان قد ساعد في التخطيط لإحدى أجرأ وأعقد الهجمات ضد القوات الأميركية خلال حرب العراق، قُتل بسوريا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

ميقاتي: استهداف إسرائيل الجيش اللبناني رسالة دموية

جانب من الأضرار التي أصابت مركز الجيش اللبناني في منطقة العامرية في قضاء صور إثر استهدافه بقصف إسرائيلي مباشر (أ.ف.ب)
جانب من الأضرار التي أصابت مركز الجيش اللبناني في منطقة العامرية في قضاء صور إثر استهدافه بقصف إسرائيلي مباشر (أ.ف.ب)
TT

ميقاتي: استهداف إسرائيل الجيش اللبناني رسالة دموية

جانب من الأضرار التي أصابت مركز الجيش اللبناني في منطقة العامرية في قضاء صور إثر استهدافه بقصف إسرائيلي مباشر (أ.ف.ب)
جانب من الأضرار التي أصابت مركز الجيش اللبناني في منطقة العامرية في قضاء صور إثر استهدافه بقصف إسرائيلي مباشر (أ.ف.ب)

رأى رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي أن استهداف إسرائيل مركزاً للجيش اللبناني في الجنوب، يمثل رسالة دموية مباشرة برفض مساعي التوصل إلى وقف إطلاق النار.

وأعلنت قيادة الجيش اللبناني، الأحد، «استشهاد أحد العسكريين وإصابة 18 بينهم مصابون بجروح بليغة نتيجة استهداف العدو الإسرائيلي مركز الجيش في العامرية على طريق القليلة - صور، كما تعرّض المركز لأضرار جسيمة».

وكانت «الوكالة الوطنية للإعلام» (الرسمية) أفادت باستهداف حاجز للجيش في العامرية أدى إلى إصابة أكثر من 8 عسكريين، بينهم حالتان حرجتان، مشيرة إلى أن سيارات الإسعاف و«الصليب الأحمر» وكشافة الرسالة للإسعاف الصحي هُرعت إلى المكان، وعملت على نقل الجرحى إلى المستشفيات في صور.

عدوان مباشر

وفي تعليق منه على ما حدث رأى ميقاتي أن «استهداف العدو الإسرائيلي بشكل مباشر مركزاً للجيش في الجنوب وسقوط شهداء وجرحى يمثل رسالة دموية مباشرة برفض كل المساعي والاتصالات الجارية للتوصل إلى وقف النار، وتعزيز حضور الجيش في الجنوب، وتنفيذ القرار الدولي رقم 1701»، مؤكداً أن «هذا العدوان المباشر يضاف إلى سلسلة الاعتداءات المتكررة للجيش وللمدنيين اللبنانيين، وهو أمر برسم المجتمع الدولي الساكت على ما يجري في حق لبنان».

ورأى أن «رسائل العدو الإسرائيلي الرافض لأي حل مستمرة، وكما انقلب على النداء الأميركي - الفرنسي لوقف إطلاق النار في سبتمبر (أيلول) الفائت، ها هو مجدداً يكتب بالدم اللبناني رفضاً وقحاً للحل الذي يجري التداول بشأنه».

وأضاف قائلاً: «إن الحكومة التي عبّرت عن التزامها تطبيق القرار الدولي رقم 1701 وتعزيز حضور الجيش في الجنوب، تدعو دول العالم والمؤسسات الدولية المعنية إلى تحمّل مسؤولياتها في هذا الصدد».

أدى استهداف الجيش في صور جنوب لبنان إلى أضرار جسيمة في المركز والآليات العسكرية (أ.ف.ب)

ويتعرض الجيش اللبناني منذ بدء الحرب على لبنان لاستهدافات إسرائيلية متواصلة؛ ما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوفهم، بحيث وصل عدد القتلى إلى 44 عسكرياً، بينهم 19 قُتلوا في مراكز عملهم و25 في منازلهم مع عائلاتهم.

ويأتي ذلك في ظل الحديث الجدي اليوم حول دور الجيش اللبناني في المرحلة المقبلة والوعود التي يطلقها المسؤولون اللبنانيون لناحية تطبيق القرار 1701، وزيادة عدد الجنود والضباط عند الحدود اللبنانية إلى 10 آلاف.

استهداف متكرر

وتضع مصادر أمنية الاستهدافات المتكررة للجيش اللبناني في خانة الرسائل لمنع وجود العسكريين عند الحدود اللبنانية، وهو ما يقوم به الجيش الإسرائيلي مع قوات الـ«يونيفيل» بحيث يريد فرض منطقة آمنة مهجورة ومحروقة.

وينتشر اليوم نحو 4500 عنصر من الجيش في منطقة جنوب الليطاني، كانت مهمتهم بشكل أساسي مراقبة تطبيق القرار 1701 والخروق التي تحصل، وكان قد أعيد انتشارهم بالتراجع ما بين 3 و4 كيلومترات، عند بدء التصعيد الإسرائيلي عبر إعادة تموضعهم في مراكز خلفية محصنة ومجهزة للدفاع إذا ما حدث أي تقدم للجيش الإسرائيلي»، وفق ما يؤكد مصدر أمني.