مصر تتحرك لتأمين طلابها بقرغيزستان بعد انخراطهم في اشتباكات

«الخارجية» تتواصل للإفراج عن محبوسين... وتطالب رعاياها بالدراسة «أونلاين»

وفد دبلوماسي مصري يلتقي الطلاب المصريين في قرغيزستان (الخارجية المصرية)
وفد دبلوماسي مصري يلتقي الطلاب المصريين في قرغيزستان (الخارجية المصرية)
TT

مصر تتحرك لتأمين طلابها بقرغيزستان بعد انخراطهم في اشتباكات

وفد دبلوماسي مصري يلتقي الطلاب المصريين في قرغيزستان (الخارجية المصرية)
وفد دبلوماسي مصري يلتقي الطلاب المصريين في قرغيزستان (الخارجية المصرية)

كثفت السلطات المصرية اتصالاتها الدبلوماسية لتأمين وضعية طلاب مصريين في دولة قرغيزستان، بعد اشتباكات تعرض لها طلاب أجانب، عقب مشاجرة وقعت مع سكان محليين هناك.

وشهدت الأيام الأخيرة في قرغيزستان توترات داخلية بسبب اعتداءات تعرض لها أجانب، بينهم مصريون، وفق مقاطع فيديو مصورة أظهرت الاعتداءات.

ودعت وزيرة الهجرة وشؤون المصريين في الخارج السفيرة سها الجندي الطلاب المصريين في قرغيزستان إلى «الالتزام بالإرشادات التي تطبقها السلطات المعنية هناك، والإقامة في أماكن السكن واستكمال إجراءات الدراسة (أونلاين) لمدة أسبوع»، فيما أكد اتحاد عام المصريين بالخارج «استقرار الأوضاع حالياً».

وأوفدت الخارجية المصرية وفداً دبلوماسياً من السفارة المصرية في كازاخستان، باعتبارها تتولى مهمة التمثيل غير المقيم في قرغيزستان، بغية الاطمئنان على أوضاع الطلاب المصريين هناك، وأوضحت الخارجية المصرية في بيان لها الاثنين أن تلك الخطوة جاءت «للاطمئنان على أمن وسلامة الطلاب، والتأكد من توفر جميع حقوقهم وحسن التعامل معهم، ومتابعة الإجراءات ذات الصلة مع السلطات القرغيزية».

وبحسب بيان لوزارة خارجية قرغيزستان فإن «الوضع بالكامل تحت سيطرة سلطات إنفاذ القانون، وتم تأمين سلامة المواطنين والنظام العام. ولا توجد إصابات خطيرة بين المتورطين في الحادث».

ويصل تعداد الطلاب المصريين في قرغيزستان نحو 600 طالب، حسب بيان الخارجية المصرية التي أكدت عقد الوفد الدبلوماسي المصري لقاءات مباشرة مع الطلاب المصريين للاطمئنان على أوضاعهم وسلامتهم، كما قامت البعثة الدبلوماسية المصرية «بالتنسيق مع السلطات المحلية في قرغيزستان لتوفير الحماية اللازمة للطلاب سواء داخل مقار سكنهم أو أثناء تنقلاتهم»، وطالبت «بمرور دوريات الشرطة بشكل منتظم لتوفير التأمين اللازم».

وعلى خلفية المشاجرات، احتجزت السلطات المحلية في قرغيزستان ثمانية طلاب مصريين، تم الإفراج عن أربعة طلاب منهم، وقالت الخارجية المصرية إن «البعثة الدبلوماسية تعمل على الإفراج عن الباقين، حيث ستستمر في قرغيزستان لبضعة أيام للتأكد من استقرار أوضاع الطلاب المصريين والجالية المصرية هناك».

تعود أحداث المشاجرات إلى نهاية الأسبوع الماضي، حيث أعلنت وزارة الداخلية في قرغيزستان السبت أن «الاشتباكات بدأت ليلة 13 مايو (أيار)، بسبب مشاجرة بين مجهولين بملامح آسيوية داخل أحد المطاعم مع مجموعة طلاب أجانب». وأشار البيان إلى أن الطلاب هربوا بعدما تطور الأمر وتوجهوا إلى سكنهم، لكن «بعض الأشخاص المجهولين طاردوا المواطنين الأجانب ودخلوا مسكنهم، واستخدموا القوة ضد الموجودين هناك، واستولوا على أموال وممتلكات».

كما أشارت وزارة الداخلية في قرغيزستان إلى مقطع فيديو انتشر لواقعة الشجار في مبنى الطلاب الأجانب، يقيم فيه طلاب عرب وهنود وآسيويون، ما أثار استياء الرأي العام وتسبب في أعمال شغب محلية.

وتفاعلت وزارة الهجرة المصرية وشؤون المصريين في الخارج، مع استغاثات واستفسارات من أولياء أمور الطلاب المصريين في قرغيزستان، وأشارت وزيرة الهجرة المصرية السفيرة سها جندي إلى «تنسيق مع الخارجية المصرية والجالية المصرية في قرغيزستان».

وأكدت وزيرة الهجرة المصرية، الاثنين، «سيطرة قوات الأمن في قرغيزستان على الموقف وسلامة جميع الطلاب المصريين هناك»، وقالت «هناك تواصل مستمر مع الطلاب المصريين من خلال منصات التواصل الاجتماعي»، وقالت إنهم «ناشدوا الطلاب المصريين الالتزام بإرشادات وزارتي الداخلية والتعليم العالي في قرغيزستان بالمكوث في أماكن السكن والدراسة (أونلاين) لمدة أسبوع، حتى يتم تعديل الإرشادات من السلطات المعنية».

وقال رئيس الاتحاد العام للمصريين في الخارج إسماعيل أحمد علي إن «الوفد الدبلوماسي المصري يعمل على مدار الساعة لتأمين سلامة الطلاب المصريين وأعضاء الجالية المصرية هناك». وأشار في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى أنهم «يتواصلون على مدار الساعة مع رئيس الجالية المصرية في قرغيزستان وهو طبيب يدرس في كلية الطب هناك، حيث تم التأكد من سلامة جميع الطلاب في مسكن الطلاب الأجانب هناك حالياً، واستقرار الأوضاع الأمنية الخاصة بهم».

غير أنه أشار إلى أن «التحقيقات ما زالت مستمرة مع بعض الطلاب المصريين المحتجزين»، مشيرا إلى أن «الوفد الدبلوماسي المصري يعمل على الإفراج عنهم بعد استجوابهم». ووجه رئيس اتحاد المصريين بالخارج مناشدة للطلاب المصريين الدارسين في قرغيزستان «الالتزام بإرشادات السلطات المحلية حفاظاً على سلامتهم، واحترام عادات البلد المضيف».


مقالات ذات صلة

بوتين يشيد بـ«علاقات استراتيجية مميزة» مع الهند... ومودي يدعو لتسوية في أوكرانيا

أوروبا رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في نيودلهي 6 ديسمبر 2021 (أ.ب) play-circle 01:27

بوتين يشيد بـ«علاقات استراتيجية مميزة» مع الهند... ومودي يدعو لتسوية في أوكرانيا

أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، جولة محادثات موسّعة، الثلاثاء، في الكرملين.

رائد جبر (موسكو)
شؤون إقليمية لقاء بين الرئيس السوري بشار الأسد ورئيس الوزراء التركي آنذاك رجب طيب إردوغان في حلب عام 2011 (أرشيفية - رويترز)

تركيا: موعد ومكان لقاء إردوغان والأسد لم يتحددا بعد

كشفت أنقرة أن موعد ومكان اللقاء المحتمل بين الرئيسين التركي رجب طيب إردوغان والسوري بشار الأسد لم يتحددا بعد.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أوروبا صورة أرشيفية تُظهر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي خلال اجتماع على هامش قمة منظمة شنغهاي للتعاون في سمرقند بأوزبكستان 16 سبتمبر 2022 (رويترز)

الكرملين «يستعد» لزيارة مودي إلى روسيا

أعلن الكرملين، الثلاثاء، أنه «يستعد» لزيارة منتظرة في المستقبل القريب لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، لكنه رفض الكشف عن تاريخ محدد.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
شؤون إقليمية مبنى وزارة الخارجية الإسرائيلية في القدس (متداولة)

إسرائيل تستدعي سفير أرمينيا بعد اعتراف يريفان بدولة فلسطين

استدعت وزارة الخارجية الإسرائيلية، الجمعة، سفير أرمينيا لدى إسرائيل «لتوجيه توبيخ صارم» ليريفان بعد إعلانها الاعتراف بدولة فلسطين.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
أوروبا مقاتلات «غريبن» التابعة للقوات الجوية السويدية ترافق طائرة C-27J تابعة للقوات الجوية الليتوانية خلال مناورات عسكرية مشتركة لحلف شمال الأطلسي في سياولياي بليتوانيا 1 أبريل 2014 (رويترز)

السويد تستدعي السفير الروسي رداً على انتهاك مجالها الجوي

أعلنت وزارة الخارجية السويدية استدعاء السفير الروسي في استوكهولم، الثلاثاء، بعدما انتهكت طائرة مقاتلة روسية من طراز «سوخوي - 24» المجال الجوي السويدي الجمعة.

«الشرق الأوسط» (استوكهولم)

​«حزب الله» يهدد بقصف مستعمرات جديدة... فهل تتوسّع الحرب؟

نائب أمين عام «حزب الله» نعيم قاسم ورئيس المجلس التنفيذي بالحزب هاشم صفي الدين وعدد من المشاركين في إحياء ذكرى عاشوراء (إ.ب.أ)
نائب أمين عام «حزب الله» نعيم قاسم ورئيس المجلس التنفيذي بالحزب هاشم صفي الدين وعدد من المشاركين في إحياء ذكرى عاشوراء (إ.ب.أ)
TT

​«حزب الله» يهدد بقصف مستعمرات جديدة... فهل تتوسّع الحرب؟

نائب أمين عام «حزب الله» نعيم قاسم ورئيس المجلس التنفيذي بالحزب هاشم صفي الدين وعدد من المشاركين في إحياء ذكرى عاشوراء (إ.ب.أ)
نائب أمين عام «حزب الله» نعيم قاسم ورئيس المجلس التنفيذي بالحزب هاشم صفي الدين وعدد من المشاركين في إحياء ذكرى عاشوراء (إ.ب.أ)

وضع «حزب الله» سلاحاً جديداً في جبهة «مساندة غزة»، مظهراً بذلك انتقاله من مرحلة الدفاع إلى الهجوم، سواء عبر مسيّرة انتحارية تعمل بالكهرباء ومدفعية ميدانية بعيدة المدى، أو عبر التهديدات التي أطلقها أمين عام الحزب حسن نصر الله بـ«قصف مستعمرات إسرائيلية لم يسبق أن تم استهدافها».

وقال نصر الله إن «التهديد بالحرب لم يخفنا منذ 10 أشهر عندما كانت إسرائيل في عزّ قوتها، وإن تمادي العدو باستهداف المدنيين سيدفع المقاومة إلى استهداف مستعمرات جديدة لم يتم استهدافها في السابق».

تأتي تهديدات نصر الله، بعد ساعات على الغارة التي نفذها الطيران الإسرائيلي، وأدت إلى تدمير منازل سكنية في بلدة أم التوت في جنوب لبنان، كما أدت إلى مقتل ثلاثة أطفال، وقال مصدر مقرّب من الحزب إن تهديدات نصر الله «جدية ولا تقع تحت عنوان الحرب النفسية». وأكد لـ«الشرق الأوسط»، أن الحزب «بدأ في تطوير عملياته العسكرية، وتحديث (الأهداف) التي وضعها لمواقع إسرائيلية في شمال فلسطين المحتلة»، مشيراً إلى أن «حديث الأمين العام عن استهداف مستعمرات يضع معايير جديدة لتوازن الردع الفاعل والحاسم، وليس بموازين التحسب لرد فعل العدو الإسرائيلي». وشدّد على أن الإسرائيلي «سيدفع ثمناً كبيراً، وسيعاقب على جرائمه المتمادية، وقتل المدنيين العزل والأبرياء في لبنان».

جانب من المشاركين في إحياء ذكرى عاشوراء بضاحية بيروت الجنوبية (أ.ف.ب)

وأعلنت إسرائيل أن الحزب «استخدم مسيّرة انتحارية جديدة من طراز (شاهد 101)»، حيث استخدمها مؤخراً في هجوم على قاعدة «كيبوتس كابري» العسكرية، الواقعة على بُعد أربعة كيلومترات شرق مستوطنة نهاريا في شمال إسرائيل، وأدت إلى مقتل الضابط فاليري تشابونوف. وأعلن الجيش الإسرائيلي أن المسيّرة تعمل بمحرك كهربائي، ويمكنها الطيران لفترات طويلة، وتتميز بأنها أقل ضجيجاً، ولقّبت بـ«المسيرة الصامتة» كونها تعمل بمحرك مجهّز بنظام الشحن الكهربائي، ولا يكاد يسمع صوتها من على الأرض، كما أن هناك صعوبة لاكتشافها واعتراضها بواسطة الرادارات. كما أعلن «حزب الله» عن «إدخال مدفع ميداني جديد إلى المعركة».

وقال المصدر المقرب من الحزب، إن «المسيرة شاهد 101 تُعدّ واحدة من أوراق القوة التي تمتلكها المقاومة في لبنان، لكنها بالتأكيد ليست مدرجة ضمن سلاح الردع الاستراتيجي الذي لم يحن أوان استخدامه، والذي سيغير المعادلات الميدانية على الأرض»، عادّاً أن المقاومة «بقدر ما تستبعد شنّ إسرائيل حرباً واسعة وفتح جبهات جديدة تبدو عاجزة عن تحمّل نتائجها، بقدر ما تأخذ في الحسبان إمكانية إقدام حكومة بنيامين نتنياهو على مغامرة قد تجرّ إلى حرب إقليمية، سيكون كلّ محور المقاومة في صلبها».

سيدة شيعية مضرجة بالدماء خلال مشاركتها في إحياء ذكرى عاشوراء بمدينة النبطية بجنوب لبنان (أ.ب)

بموازاة التصعيد الإسرائيلي لا يملك «حزب الله» خيارات سوى التصعيد المقابل والردّ بعمليات موجعة، على حدّ تعبير الخبير الأمني والعسكري العميد ناجي ملاعب، الذي أشار إلى أن «التصعيد المتمادي من قبل إسرائيل من جنوب لبنان إلى العمق السوري واغتيال قادة من (حزب الله)، سيقابل بتصعيد من الحزب الذي لا يزال يلتزم بما يسمى (قواعد الاشتباك)، واستعمال الأسلحة القصيرة المدى».

وقال ملاعب لـ«الشرق الأوسط»: «لا شكّ أن (حزب الله) قدم مفاجآت في الميدان عندما استخدم صواريخ الكاتيوشا لإلهاء القبّة الحديدة، وتمكن من تحديد أماكنها، ووضع معظمها خارج الخدمة عبر ضربها وتدميرها». وشدّد ملاعب على أن «جبهة لبنان تمثل رأس حربة محور الممانعة ومركز قيادتها». وأضاف: «عندما يعلن نصر الله بشكل دائم عن مفاجآت في الميدان، فهذا يعني وجود عناصر غير لبنانية تقود العمليات، وربما تكون شخصيات استشارية»، لافتاً إلى أنه «رغم اغتيال إسرائيل لقادة ميدانيين في الحزب، فإن ذلك لم يخفف من قوّة حضوره على الجبهة، ولا يلغي إمكانية انتقال من خطة الدفاع إلى خطة الهجوم عبر قوات الرضوان».

وتنفيذ «حزب الله» لتهديداته باستهداف مستوطنات جديدة، لا يعني الانتقال إلى حربٍ واسعة، إذ سبق للحزب أن قصف مواقع ومنشآت في العمق الإسرائيلي وخارج «قواعد الاشتباك»، ولم يؤد ذلك إلى تفجير الجبهة على نطاق واسع، وبتقدير الخبير العسكري والأمني العميد ملاعب، فإن «فتح الجبهة اللبنانية الإسرائيلية لا يتوقف على عملية هنا أو غارة جوية هناك، بقدر ما ينتظر الضوء الأخضر الأميركي». وشدّد على أن «الإدارة الأميركية نجحت حتى الآن في كبح جماح نتنياهو وحكومته، لأن هذه الإدارة تسوّق الآن لإمكانية استيعاب إسرائيل في المنطقة وفق تسوية سياسية قيد الإعداد، وليس لإشعال الحرب، وبالتالي فإن موعد الحرب الواسعة لم يحن بعد».