الانقسام يتعمق في إسرائيل حول حكم غزة

الوسطاء يحاولون ترتيب مباحثات تهدئة جديدة... وتل أبيب تلاحق السنوار

نتنياهو وغانتس في ملصق دعائي عشية انتخابات مارس 2021 (رويترز)
نتنياهو وغانتس في ملصق دعائي عشية انتخابات مارس 2021 (رويترز)
TT

الانقسام يتعمق في إسرائيل حول حكم غزة

نتنياهو وغانتس في ملصق دعائي عشية انتخابات مارس 2021 (رويترز)
نتنياهو وغانتس في ملصق دعائي عشية انتخابات مارس 2021 (رويترز)

قالت مصادر في مجلس الوزراء، الذي يدير شؤون الحرب (كابينت الحرب)، إن العلاقات بين أعضاء الكابينت المصغر «تدهورت بشكل ملحوظ» في الآونة الأخيرة، خاصة بسبب عدم اتخاذ قرارات استراتيجية وعدم إحراز تقدم في قضية المحتجزين.

وحسب المصادر التي تحدثت لقناة «كان» التلفزيونية، فإن حلّ المجلس الوزاري يبدو «أقرب من أي وقت مضى». وقالت المصادر: «العلاقات المتوترة داخل المجلس الوزاري ليست بين أفراد المستوى السياسي أنفسهم فقط، بل بينهم وبين القيادة العسكرية كذلك».

وكان وزراء في الحكومة قد هاجموا وزير الدفاع يوآف غالانت بقوة، وطالبوا بإقالته، متهمين إياه بالمسؤولية عن الفشل المستمر، بعد خلافات حول موضوع «اليوم التالي» للحرب في غزة، بعدما رفض حكماً عسكرياً في القطاع يسعى له نتنياهو.

وردّ غالانت على الوزراء قائلاً: «أنا أول من يعارض دولة فلسطينية، وأؤيد السيطرة الإسرائيلية من النهر إلى البحر. لكن غزة ليست جبل الشيخ، ولا هي أورشليم (القدس)، هناك مليونان من الفلسطينيين، وليست هناك مصلحة إسرائيلية». ورأى غالانت أن حكماً عسكرياً في غزة سيكلف كثيراً من الدم والمال والوقت.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع وزير الدفاع يوآف غالانت والوزير بيني غانتس يعقدون مؤتمراً صحافياً في قاعدة كيريا العسكرية في تل أبيب 28 أكتوبر 2023 (رويترز)

تحالف ثلاثي

وقبل الاجتماع كان مقرراً أن يخرج بيني غانتس في خطاب يعتقد أنه سيحدد فيه لنتنياهو شروطه من أجل البقاء في المجلس. وقال موقع «واللا» عن مصادر إن غانتس سيعلن شروطه ومطالبه لنتنياهو من أجل بقائه في الحكومة ومجلس الحرب. جاء ذلك فيما دعاه زعيم المعارضة، يائير لبيد، للاستقالة من أسوأ حكومة في تاريخ إسرائيل والمطالبة بانتخابات مبكرة.

وناقش مجلس الوزراء، الذي يدير شؤون الحرب، لمدة 10 دقائق خلال جلسته السابقة، موضوع المفاوضات من أجل إطلاق سراح الرهائن، ثم قاطع رئيس الوزراء المتحدثين قائلاً إنه لم يبقَ ما يكفي من الوقت لمناقشة الموضوع، وإنه سيحدد موعداً لمتابعة المناقشة. وعدم الاتفاق على أولويات الحرب، بما في ذلك إنجاز صفقة تبادل، وحول «اليوم التالي» في غزة، سيعني انهيار مجلس الحرب، خصوصاً أن الوزير الثاني في المجلس غادي أيزنكوت ينوي الاستقالة بسبب تحكم الوزيرين المتطرفين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموترتيش في نتنياهو. وكان أيزنكوت هدّد سابقاً بالاستقالة إذا أفشل اليمين المتطرف اتفاق صفقة. ويتضح أن التحالف الثلاثي بين غالانت وأيزنكوت وغانتس يهدد فعلاً قوة نتنياهو داخل المجلس.

دمار جراء غارات إسرائيلية على مدينة غزة (أ.ف.ب)

مباحثات التهدئة

في غضون ذلك، يحاول الوسطاء، بمن فيهم الولايات المتحدة، دفع مباحثات تهدئة جديدة بين إسرائيل وحركة «حماس»، لكن اعتقاداً سائداً في إسرائيل بأن أي اتفاق لن يرى النور إلا بتضييق الخناق على زعيم «حماس» في قطاع غزة يحيى السنوار. وقالت مصادر لهيئة البثّ الإسرائيلية (كان) إن الوسطاء يحاولون تجديد مباحثات التهدئة، بعدما وقفت أمام طريق مسدودة، وإن مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، الذي يصل إلى إسرائيل يوم الأحد، سيناقش مع المسؤولين الإسرائيليين الاتصالات الخاصة بالصفقة.

وتهدف زيارة سوليفان إلى وقف هجوم إسرائيلي أوسع تخطط له إسرائيل على مدينة رفح الحدودية مع مصر. ويعتقد البيت الأبيض أن التوصل إلى صفقة تبادل للأسرى هو الطريق الوحيدة من أجل الوصول إلى وقف إطلاق نار في غزة ومنع اجتياح شامل لمدينة رفح، وربما إنهاء الحرب التي أصبحت مصدر تهديد كبير للرئيس الأميركي جو بايدن قبل الانتخابات الرئاسية.

وكان سوليفان، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية وأميركية، قال لسفراء 17 دولة، لديهم مواطنون تحتجزهم «حماس»، يوم الأربعاء الماضي، إن إدارته تعتقد أن السنوار انسحب من محادثات الهدنة الأسبوع الماضي، على أمل زيادة الضغط على إسرائيل لإنهاء الحرب في غزة.

وزعم سوليفان أن السنوار لا يريد الوصول إلى اتفاق الآن، على أمل أن يؤدي ذلك إلى زيادة الضغط الدولي على إسرائيل لإنهاء الحرب.

مقاتلون من «كتائب القسام» الجناح العسكري لحركة «حماس» في قطاع غزة (أرشيفية - رويترز)

الضغط على «حماس»

وأخبر سوليفان السفراء أن ثمة حاجة للضغط على «حماس»، من خلال مخاطبة الحركة مباشرة أو عبر وسطاء. وكانت «حماس» وافقت على مقترح مصري من أجل صفقة تبادل، لكن إسرائيل رفضت، وقالت إن المقترح معدل، قبل أن تنهار المباحثات. وضمن المحاولات الأميركية لإطلاق جولة أخرى، زار بريت ماكغورك، كبير مستشاري الرئيس بايدن لشؤون الشرق الأوسط، الدوحة، يوم الأربعاء، والتقى برئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني لمناقشة استئناف المحادثات، وفقاً لمصدرين مطلعين على الاجتماع تحدثا إلى موقع «أكسيوس» الأميركي.

لكن يرى مسؤولون إسرائيليون مطلعون على سير المفاوضات، بحسب هيئة البث الإسرائيلية، أنه من الضروري تضييق الخناق على زعيم «حماس» في غزة، السنوار، وتكثيف الضغط عليه، «لأن هذا هو السبيل الوحيدة التي يمكن من خلالها دفع صفقة إطلاق سراح المختطفين في القطاع». وأكد المسؤولون: «حالياً هناك مأزق فعلياً، لكن هناك محاولات من الدول الوسيطة».


مقالات ذات صلة

«هدنة غزة»: مساعٍ للوسطاء لـ«تجاوز مرحلة التفاصيل» وإبرام الاتفاق

شمال افريقيا مدنيون داخل مبنى مهدم عقب غارة إسرائيلية وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

«هدنة غزة»: مساعٍ للوسطاء لـ«تجاوز مرحلة التفاصيل» وإبرام الاتفاق

اتهامات متبادلة لطرفي الحرب في قطاع غزة بـ«وضع شروط جديدة» جعلت المفاوضات تراوح مكانها وسط مساعٍ لا تتوقف من الوسطاء لوقف الحرب.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
المشرق العربي فلسطيني متأثر قرب جثة طفل قبل دفنه بغزة الجمعة (أ.ف.ب)

قوات إسرائيلية تقتحم «مستشفى كمال عدوان» في شمال غزة

تستهدف القوات الإسرائيلية مستشفيات «كمال عدوان» و«الإندونيسي» و«العودة» بشكل متكرر، في وقت ينفذ فيه الجيش الإسرائيلي هجمات بالجزء الشمالي من قطاع غزة.

شؤون إقليمية جانب من لقاء الرئيسين التركي رجب طيب إردوغان والإيراني مسعود بيزشكيان على هامش قمة الثماني في القاهرة (الرئاسة التركية)

حملة إيرانية ضد تركيا بعد نصائح لطهران بعدم إثارة غضب إسرائيل

تتصاعد حملة الانتقادات والهجوم الحاد في إيران ضد السياسة الخارجية لتركيا وتعاطيها مع قضايا المنطقة وسط صمت رسمي من أنقرة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي جنود إسرائيليون في قطاع غزة ديسمبر 2023 (رويترز)

«القسام» تعلن تفجير أحد مقاتليها نفسه بقوة إسرائيلية في شمال غزة

أعلنت «كتائب القسام» الجناح العسكري لحركة «حماس»، اليوم (الجمعة)، أن أحد مقاتليها فجّر نفسه في قوة إسرائيلية في شمال قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي دمار لحق بسيارات إسعاف بمستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا شمال قطاع غزة  (أ.ف.ب) play-circle 02:02

الجيش الإسرائيلي يقتحم مستشفى بشمال غزة... ووزارة الصحة تفقد الاتصال مع الطاقم الطبي

قال مسؤولون إن القوات الإسرائيلية اقتحمت مستشفى كمال عدوان، أحد المرافق الطبية الثلاثة الواقعة شمال قطاع غزة، اليوم (الجمعة)، وأمرت العشرات من المرضى بإخلائه.

«الشرق الأوسط» (غزة)

تركيا: أكثر من 30 ألف لاجئ عادوا لسوريا منذ سقوط الأسد

سوري يحمل أغراضه لدى عبوره الحدود من تركيا إلى سوريا 12 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)
سوري يحمل أغراضه لدى عبوره الحدود من تركيا إلى سوريا 12 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)
TT

تركيا: أكثر من 30 ألف لاجئ عادوا لسوريا منذ سقوط الأسد

سوري يحمل أغراضه لدى عبوره الحدود من تركيا إلى سوريا 12 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)
سوري يحمل أغراضه لدى عبوره الحدود من تركيا إلى سوريا 12 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

عبَر أكثر من 30 ألف لاجئ سوري الحدود التركية إلى بلدهم، خلال الأيام الـ17 الأخيرة، وفق ما أعلن وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا.

وأكد الوزير، لمحطة «تي جي آر تي» التركية الخاصة، أن «عدد الأشخاص الذين غادروا (إلى سوريا)، خلال 17 يوماً بلغ 30663 شخصاً. لن يتوقّف هذا التدفق»، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وكانت أرقام سابقة نشرتها السلطات التركية قد أشارت إلى عودة «أكثر من 25 ألف شخص» من تركيا إلى سوريا في 15 يوماً بعد سقوط حكم بشار الأسد.

وأضاف الوزير: «ستفتح قنصليتنا العامة في حلب، في غضون أيام، سنفتح مكتباً لإدارة الهجرة هناك. لقد وُلد أطفال هنا، وحصلت حالات زواج وطلاق ووفيات. نحن نتخذ التدابير اللازمة» لتسهيل إجراءات اللاجئين العائدين إلى سوريا.

وتستضيف تركيا، التي لها حدود مع سوريا تمتد لأكثر من 900 كيلومتر، نحو 2.92 مليون سوري فرّوا من النزاع الذي دمّر بلادهم منذ عام 2011.

وتعتزم السلطات التركية، التي تأمل في عودة أعداد كبيرة من السوريين إلى بلدهم من أجل تخفيف المشاعر المُعادية لهم بين السكان، السماح لفرد واحد من كلّ أسرة لاجئة، بالسفر إلى سوريا، والعودة ثلاث مرات، خلال النصف الأول من سنة 2025، تمهيداً للاستقرار في بلدهم.