دعوات الإخلاء المتكررة بغزة... كيف تكشف فشل استراتيجية الحرب الإسرائيلية؟

فلسطينيون نازحون داخلياً يستعدون لمغادرة رفح بعد أمر الإخلاء الصادر عن الجيش الإسرائيلي (إ.ب.أ)
فلسطينيون نازحون داخلياً يستعدون لمغادرة رفح بعد أمر الإخلاء الصادر عن الجيش الإسرائيلي (إ.ب.أ)
TT

دعوات الإخلاء المتكررة بغزة... كيف تكشف فشل استراتيجية الحرب الإسرائيلية؟

فلسطينيون نازحون داخلياً يستعدون لمغادرة رفح بعد أمر الإخلاء الصادر عن الجيش الإسرائيلي (إ.ب.أ)
فلسطينيون نازحون داخلياً يستعدون لمغادرة رفح بعد أمر الإخلاء الصادر عن الجيش الإسرائيلي (إ.ب.أ)

ألقت الأوامر التي أصدرها الجيش الإسرائيلي، السبت، بإخلاء مناطق في شمال قطاع غزة وفي رفح بالجنوب، الضوء على عنصرين «لافتين» بشكل كبير يكشفان «نقاط الضعف في استراتيجية الحرب الإسرائيلية»، وفق ما ذكرته صحيفة «الغارديان» البريطانية.

وواصلت الطائرات والمدفعية الإسرائيلية، السبت، قصفها على مختلف مناطق قطاع غزة، في اليوم 218 من الحرب، مع توسيع القصف المتزامن على مختلف المناطق، في الوقت الذي أصدر فيه الجيش الإسرائيلي أوامر الإخلاء الجديدة.

وتلقى سكان ونازحون في شمال قطاع غزة اتصالات من الجيش الإسرائيلي صباح اليوم تفيد بأنهم موجودون في «منطقة قتال خطيرة»، وطالبهم بالتوجه للمناطق الغربية. وفي رفح بالجنوب، ألقى الجيش الإسرائيلي منشورات مطبوعة، وكتب على وسائل التواصل الاجتماعي تغريدات تضمنت مطالبة السكان بإخلاء بعض المخيمات والتوجه إلى «المنطقة الإنسانية» في إشارة إلى منطقة المواصي.

ووفق «الغارديان»، فهناك عنصران لافتان بشكل خاص فيما يتعلق بتحذيرات الإخلاء الأخيرة. الأول، هو أن التحذيرات الموجهة إلى رفح بالخصوص وُضعت في نهاية المنشورات المكتوبة على وسائل التواصل الاجتماعي، «كما لو كان الجيش الإسرائيلي يحاول التقليل من أهمية الهجوم المقبل».

وربما يكون السبب في ذلك هو أن المسؤولين العسكريين الإسرائيليين قالوا لوسائل الإعلام خلال الأيام الماضية إنهم ينفذون عمليات «دقيقة ومحدودة وموجهة» في المدينة بهدف وحيد هو الاستيلاء على المعبر الحدودي مع مصر. ومن الواضح الآن ومع توسيع القصف أن هذه ليست هي الحال، ولم تكن كذلك في أي وقت مضى، وفق الصحيفة البريطانية.

وكشفت الصحيفة البريطانية عن «تردد الجيش الإسرائيلي» في تسليط الضوء على بداية مرحلة جديدة للحرب، ربما تكون دموية للغاية، رغم أنها ليست مفاجئة، فعلى مدار عدة أشهر ظل كبار المسؤولين الإسرائيليين يهددون بشن هجوم واسع النطاق على رفح للقضاء على كتائب حركة «حماس» المتبقية فيها واستعادة الرهائن المحتجزين، رغم تحذيرات المسؤولين الأمميين من وقوع كارثة إنسانية إذا جرى تنفيذ مثل هذا الهجوم ومعارضة أغلب الدول الكبيرة وفي مقدمتها أميركا الداعم الأكبر لإسرائيل، ما ينذر بأزمة دبلوماسية كبيرة لتل أبيب.

العنصر الثاني هو دعوة إسرائيل لإخلاء مواقع شهدت عمليات عسكرية متكررة ومن المفترض أن الجيش الإسرائيلي «هزم قوات حماس» فيها.

وتسلط التحذيرات الضوء على مدى الصعوبة التي يواجهها الجيش الإسرائيلي، وسيظل يواجهها من أجل القضاء على حركة «حماس» في غزة فعلياً. ووفق «الغارديان»، لا تزال أجزاء من «شبكة أنفاق حماس» في قطاع غزة سليمة، ولا تزال هناك مخزونات متبقية من صواريخ «حماس» مع ما يكفي من المقاتلين لإطلاقها على إسرائيل، بالإضافة إلى «دعم» للحركة بين السكان، أو «خوف» منها يسمح لها بالوجود، والعمل بأريحية في كل مكان تقريباً تغيب عنه القوات الإسرائيلية.

ولأسباب سياسية ودبلوماسية واقتصادية، لا ترغب إسرائيل في الاحتفاظ بأعداد كبيرة من قواتها على الأرض في غزة، وقد فشلت في بناء أي نوع من الإدارة الفعالة في المناطق التي يفترض أنها طردت «حماس» منها، ما يضع نجاح استراتيجية الحرب التي تتبعها في قطاع غزة على المحك.


مقالات ذات صلة

كاتس: إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين في غزة هو الهدف الأبرز بعد وقف النار بلبنان

شؤون إقليمية وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس (رويترز)

كاتس: إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين في غزة هو الهدف الأبرز بعد وقف النار بلبنان

قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، إن الهدف الأبرز لتل أبيب بعد وقف إطلاق النار في لبنان يتمثل بصفقة جديدة للإفراج عن الرهائن المحتجزين في غزة.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
العالم لبنانيون يسيرون بجانب السيارات في شوارع بيروت (رويترز)

تركيا تُعلن استعدادها «لتقديم الدعم اللازم للبنان»

أعلنت تركيا، الأربعاء، أنها «مستعدة لتقديم الدعم اللازم للبنان» بعد ساعات من دخول اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل حيّز التنفيذ.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
المشرق العربي طفل يقف بالقرب من المراتب بينما يحزم النازحون أمتعتهم للعودة إلى قراهم بجنوب لبنان في ملجأ بصيدا (رويترز)

بري: نطوي مرحلة تاريخية كانت الأخطر على لبنان

قال رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري إن الحرب مع إسرائيل مثّلت «مرحلة تاريخية كانت الأخطر» التي يمر بها لبنان.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
شمال افريقيا رجل يُلوح بعلم لبنان في مدينة صيدا في حين يتجه النازحون إلى منازلهم بعد سريان وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله» (أ.ف.ب)

مصر ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان

أفاد بيان لوزارة الخارجية المصرية، الأربعاء، بأن القاهرة تُرحب بوقف إطلاق النار في لبنان، مشيرة إلى أنه «سيسهم في بدء مرحلة خفض التصعيد بالمنطقة».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي نازحون فلسطينيون يتلقون الطعام في مركز توزيع بدير البلح وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

«الأونروا» تحذر من تدهور الأوضاع بغزة مع حلول الشتاء

«الأونروا» تقول أن الأوضاع في غزة تتدهور بسرعة مع اقتراب الشتاء والنجاة مستحيلة دون مساعدات فورية.

«الشرق الأوسط» (غزة)

اللبنانيون يحتفلون بوقف إطلاق النار... ونازحون يعودون إلى الجنوب والبقاع رغم التحذيرات

يلوِّح الناس بالأعلام اللبنانية وأعلام حركة «أمل» في مدينة صور بعد سريان وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله» (رويترز)
يلوِّح الناس بالأعلام اللبنانية وأعلام حركة «أمل» في مدينة صور بعد سريان وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله» (رويترز)
TT

اللبنانيون يحتفلون بوقف إطلاق النار... ونازحون يعودون إلى الجنوب والبقاع رغم التحذيرات

يلوِّح الناس بالأعلام اللبنانية وأعلام حركة «أمل» في مدينة صور بعد سريان وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله» (رويترز)
يلوِّح الناس بالأعلام اللبنانية وأعلام حركة «أمل» في مدينة صور بعد سريان وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله» (رويترز)

مع دخول وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله» حيز التنفيذ في الساعة الرابعة من صباح اليوم (الأربعاء) بالتوقيت المحلي (02:00 بتوقيت غرينتش)، نزل آلاف اللبنانيين إلى شوارع في بيروت، احتفالاً.

وسُمع دوي طلقات نارية في أنحاء العاصمة بيروت، بعد سريان وقف إطلاق النار؛ لكن لم يتضح بعد ما إذا كان ذلك احتفالًا.

أما في النبطية، فأطلق مواطنون مفرقعات نارية، ابتهاجاً بعودتهم إلى الجنوب.

ومع دخول وقف إطلاق النار حيِّز التنفيذ، بدأ أهالي الجنوب والبقاع العودة إلى قراهم. وتشهد الطرق المؤدية إلى هاتين المنطقتين مواكب للسيارات التي تنقل العائلات.

رجل يلوِّح بعلم لبنان في مدينة صيدا بالجنوب بينما يتجه النازحون إلى منازلهم بعد سريان وقف إطلاق النار (أ.ف.ب)

وتوجهت مئات السيارات نحو الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية، مع انعدام حركة الطيران الحربي والمُسيَّرات الإسرائيلية في الأجواء اللبنانية، رغم تحذير الجيش الإسرائيلي النازحين من العودة إلى مناطقهم.

امرأة تحمل صورة حسن نصر الله أثناء عودتها إلى الضاحية الجنوبية في بيروت (أ.ب)

وكان الجيش الإسرائيلي قد وجَّه -فجر الأربعاء، إثر بدء سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بينه وبين «حزب الله»- تحذيراً إلى النازحين من جنوب لبنان من العودة إلى منازلهم، والاقتراب من مواقعه في هذه المنطقة.

وقال المتحدث باسم الجيش، أفيخاي أدرعي، عبر حسابه في منصة «إكس»: «إنذار عاجل إلى سكان جنوب لبنان: مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيِّز التنفيذ، وبناء على بنوده، يبقى الجيش الإسرائيلي منتشراً في مواقعه داخل جنوب لبنان. يحظر عليكم التوجه نحو القرى التي طالب جيش الدفاع بإخلائها، أو باتجاه قوات جيش الدفاع في المنطقة».