انقسام عراقي حول «رأس المنصور»

مسؤول حكومي يرفض دعوات لإزالة تمثال بغداد التاريخي

ساحة ونصب أبو جعفر المنصور وسط بغداد (غيتي)
ساحة ونصب أبو جعفر المنصور وسط بغداد (غيتي)
TT

انقسام عراقي حول «رأس المنصور»

ساحة ونصب أبو جعفر المنصور وسط بغداد (غيتي)
ساحة ونصب أبو جعفر المنصور وسط بغداد (غيتي)

انقسم العراقيون حول دعوة لإزالة تمثال رأسي للخليفة العباسي أبو جعفر المنصور، وسط بغداد، فيما رفضت وزارة الثقافة التعرض لـ«رمز تاريخي» في العاصمة.

وطالب معلقون سياسيون، ظهروا في محطات محلية خلال الأيام الماضية، بإزالة التمثال استناداً إلى سرديات خلافية بين المذهبين الشيعي والسني في العراق. وقال محللون مقربون من قوى «الإطار التنسيقي» إن التمثال «يستفز أكثر من نصف الشعب العراقي»، وإنه من «الضروري رفعه من هذا المكان».

وتصاعدت أصوات مدوّنين في مواقع التواصل رفضاً للمقترح، واضطرت الشرطة إلى نشر عناصرها في محيط التمثال. ورفضت السلطات الإساءة للتمثال، وقال وكيل وزارة الثقافة فاضل البدراني لـ«الشرق الأوسط»، إن «الوزارة حريصة على وجود التمثال في موقعه المعروف، ولا تسمح بأي إساءة أو تجاوز».

ووصف كتّاب دعوات الإزالة بأنها «ثرثرة طائفية» تعكس «مسار التفاهة في النظام السياسي». وقال الصحافي أحمد الشيخ ماجد إن «الأنظمة المحترمة تحافظ على هويات مدنها، لكن العراق (...) خسر كثيراً في هذا السياق». وليست هذه هي المرة الأولى التي تظهر علناً دعوات إلى إزالة التمثال، وكانت تنتهي خلال السنوات الماضية بحماية النصب واختفاء الأصوات المطالبة بإزالته أو هدمه.

وأزيح الستار عن التمثال في جانب الكرخ ببغداد عام 1977 في عهد الرئيس العراقي الأسبق أحمد حسن البكر، وهو عمل نحتي للفنان خالد الرحال. وتعرّض النصب إلى تفجير بعبوة ناسفة عام 2005، نُسبت حينها لـ«مسلحين مجهولين»، لتقوم السلطات بنقله وصيانته في مكان آمن، قبل أن تعيده إلى مكانه في حي المنصور بالتزامن مع تحسن نسبي في الوضع الأمني عام 2008.


مقالات ذات صلة

شروط إسرائيل و«حزب الله» تحاصر هوكستين

المشرق العربي سكان يفرون بعد غارة إسرائيلية استهدفت منطقة المصنع على الجانب اللبناني من المعبر الحدودي مع سوريا أمس (أ.ف.ب)

شروط إسرائيل و«حزب الله» تحاصر هوكستين

واجه كل من «حزب الله» وإسرائيل مفاوضات وقف إطلاق النار، بشرطي «الحفاظ على سيادة لبنان»، و«حرية التحرك لإسرائيل» في الأراضي اللبنانية، وذلك قبيل وصول المبعوث

«الشرق الأوسط» (بيروت)
شؤون إقليمية جانب من دخان القصف على درعا (المرصد السوري لحقوق الانسان)

إسرائيل تستهدف موالين لإيران بسوريا

في هجوم هو الأكثر دموية والعاشر منذ بداية الشهر الحالي داخل الأراضي السورية، قُتل أكثر من 40 شخصاً وجُرح نحو 50 آخرين بغارات إسرائيلية طالت 3 مواقع في مدينة

«الشرق الأوسط» (دمشق - بغداد)
المشرق العربي المندوب الأميركي البديل لدى الأمم المتحدة روبرت وود يرفع يده لنقض مشروع قرار يدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة خلال اجتماع لمجلس الأمن (أ.ف.ب)

واشنطن تحبط مشروعاً لوقف النار في غزة

خرجت الولايات المتحدة عن إجماع بقية أعضاء مجلس الأمن، مستخدمة حق «الفيتو» لإبطال مشروع قرار يطالب بوقف فوري لإطلاق النار في غزة، وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليي

علي بردى (واشنطن)
أوروبا بوتين يوقع على النسخة المحدثة للعقيدة النووية الروسية (رويترز)

موسكو تتأهب للرد... ومخاوف من استهداف مركز القرار في كييف

تصاعدت المخاوف لدى أوكرانيا والغرب، بعد بروز معطيات، أمس (الأربعاء)، عن تحضيرات روسية لشن هجوم قوي على العاصمة كييف رداً على قيامها قبل يومين، باستهداف منشآت

رائد جبر (موسكو)
شؤون إقليمية محسن نذیري أصل مندوب إيران الدائم لدى المنظمات الدولية يحمل لوحة باسم بلاده في الاجتماع الفصلي في فيينا اليوم (الذرية الدولية)

الغرب يحرّك قراراً ضد «نووي إيران»

طرحت القوى الأوروبية بدعم من الولايات المتحدة قراراً يدين تحدي إيران لمطالب الحد من برنامجها النووي، في حين دعت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، طهران إلى

ميشال أبونجم (باريس)

الأمم المتحدة: الغارات على تدمر هي «على الأرجح» الأسوأ في سوريا

هاربون من الحرب بلبنان يعبرون منطقة المصنع التي استهدفتها إسرائيل (أ.ف.ب)
هاربون من الحرب بلبنان يعبرون منطقة المصنع التي استهدفتها إسرائيل (أ.ف.ب)
TT

الأمم المتحدة: الغارات على تدمر هي «على الأرجح» الأسوأ في سوريا

هاربون من الحرب بلبنان يعبرون منطقة المصنع التي استهدفتها إسرائيل (أ.ف.ب)
هاربون من الحرب بلبنان يعبرون منطقة المصنع التي استهدفتها إسرائيل (أ.ف.ب)

عدّت مسؤولة بالأمم المتحدة، أمس، أن الغارات الإسرائيلية على مدينة تدمر، أول من أمس، هي «على الأرجح الأكثر فتكاً» في سوريا حتى الآن، فيما أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن عدد قتلى هذه الغارات ارتفع إلى 82.

وأوضح «المرصد السوري» أن 56 من القتلى ينتمون إلى فصائل موالية لإيران من جنسية سورية، و22 من جنسية غير سورية، غالبيتهم من حركة «النجباء» العراقية، بينما ينتمي 4 آخرون إلى جماعة «حزب الله» اللبنانية. وأشار أيضاً إلى إصابة 31 آخرين، بينهم 7 مدنيين.

وقالت نجاة رشدي، نائبة المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، أمام مجلس الأمن: «مرة أخرى، ازدادت الغارات الإسرائيلية في سوريا بشكل كبير، سواء من حيث الوتيرة أو النطاق... أمس (الأربعاء)، قُتل عشرات الأشخاص في غارة قرب تدمر، هذه الضربة الإسرائيلية هي على الأرجح الأكثر فتكاً حتى الآن».

وأضافت رشدي: «تقول إسرائيل إن ضرباتها تستهدف مواقع مرتبطة بإيران أو (حزب الله) أو (الجهاد الإسلامي) الفلسطيني. لكننا مرة أخرى نشهد سقوط ضحايا من المدنيين، جراء غارات ضخمة على مناطق سكنية في وسط دمشق».

كما أعربت عن قلقها حيال «الوضع المتفجر» في الجولان المحتل، وأعمال العنف الأخرى «في العديد من مواقع العمليات الأخرى»، خصوصاً في شمال غربي البلاد. وحذّرت من أن «هذا العام يتجه ليكون الأكثر عنفاً منذ 2020، وأن خطر حدوث دمار أكبر يلوح في الأفق».

وتابعت رشدي: «من الواضح أن الأولوية الملحة بالنسبة لسوريا هي وقف التصعيد. فالبلاد تشهد عواصف متواصلة ناتجة من نزاع إقليمي وموجات متزايدة للنزاع على أراضيها». وأشارت إلى أنه «مع تضاؤل المساعدات الإنسانية وتكثيف الخطابات والأعمال العدائية، يضطر السوريون إلى العيش في ظروف صعبة وغير محتملة على نحو متزايد».

وأشارت إلى أن تقارير المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تظهر أن أكثر من نصف مليون شخص فروا من الضربات الجوية الإسرائيلية في لبنان، وعبروا إلى سوريا منذ أواخر سبتمبر (أيلول)، ولا يزال هناك تدفق مستمر، مضيفة أن السوريين يشكلون نحو 63 بالمائة من هؤلاء النازحين، ومعظمهم من النساء والأطفال.

وقالت المسؤولة الأممية: «نحن الآن في لحظة محورية لدفع العملية السياسية إلى الأمام، بالتزام حقيقي وعمل جاد»، وطالبت جميع الأطراف السورية والدولية بأن «ترسل إشارة بأنها على استعداد لوضع جميع القضايا على الطاولة».

وعدّت أيضاً أن الوقت مناسب لصياغة مسار يسمح للشعب السوري بتحقيق تطلعاته المشروعة، واستعادة سيادة سوريا ووحدتها وحماية السلم والأمن الدوليين.