دعوات دولية لإسرائيل لوقف هجومها على رفح: سيقتل المزيد من المدنيين

أقارب الفلسطينيين الذين قُتلوا خلال الغارات الجوية الإسرائيلية خلال الليل على مخيم رفح للاجئين ينعون ضحاياهم خارج مستشفى رفح الميداني في رفح (إ.ب.أ)
أقارب الفلسطينيين الذين قُتلوا خلال الغارات الجوية الإسرائيلية خلال الليل على مخيم رفح للاجئين ينعون ضحاياهم خارج مستشفى رفح الميداني في رفح (إ.ب.أ)
TT

دعوات دولية لإسرائيل لوقف هجومها على رفح: سيقتل المزيد من المدنيين

أقارب الفلسطينيين الذين قُتلوا خلال الغارات الجوية الإسرائيلية خلال الليل على مخيم رفح للاجئين ينعون ضحاياهم خارج مستشفى رفح الميداني في رفح (إ.ب.أ)
أقارب الفلسطينيين الذين قُتلوا خلال الغارات الجوية الإسرائيلية خلال الليل على مخيم رفح للاجئين ينعون ضحاياهم خارج مستشفى رفح الميداني في رفح (إ.ب.أ)

توالت الدعوات الدولية الداعية لإسرائيل بالعدول عن قرارها بالهجوم على رفح، في تحذير من أن هذا الهجوم سيؤدي إلى مقتل المزيد من المدنيين وعواقبه الإنسانية ستكون مدمرة.

وقال جوزيب بوريل، مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، اليوم (الثلاثاء)، إنه من المرجح أن يؤدي الهجوم الإسرائيلي على رفح إلى مقتل المزيد من المدنيين، مضيفاً أن إسرائيل تشنه رغم التحذيرات الصريحة ضده من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، بحسب «رويترز».

وقال بوريل للصحافيين: «الهجوم على رفح بدأ مجدداً رغم كل طلبات المجتمع الدولي والولايات المتحدة والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، والجميع يطلب من (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو عدم الهجوم».

وتابع: «أخشى أن يتسبب هذا مرة أخرى في سقوط الكثير من الضحايا، بين المدنيين. مهما قالوا». وأكد أنه «لا توجد مناطق آمنة في غزة».

غوتيريش

كذلك، حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أنّ «اجتياحاً» إسرائيلياً لمدينة رفح سيكون أمراً «لا يُحتمل»، داعياً الحكومة الإسرائيلية وحركة «حماس» لـ«بذل جهد إضافي» للتوصل إلى هدنة.

وقال غوتيريش في تصريح لصحافيين لدى استقباله الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا إنّ «اجتياحاً برّياً لرفح سيكون أمراً لا يُحتمل بسبب عواقبه الإنسانية المدمّرة وبسبب تأثيره المزعزع للاستقرار في المنطقة».

وأضاف: «لقد وجّهت اليوم نداءً قوياً جداً إلى الحكومة الإسرائيلية وقيادة (حماس) لبذل جهد إضافي من أجل التوصّل إلى اتفاق، وهو أمر حيوي للغاية. هذه فرصة لا يمكن تضييعها».

وكان ستيفان دوجاريك، المتحدّث باسم غوتيريش، أدلى بالكلمات نفسها تقريباً بعيد إعلان «حماس» موافقتها على مقترح الوسطاء للتوصل إلى اتفاق هدنة.

وقال دوجاريك للصحافيين إنّ «أوامر الإخلاء الصادرة اليوم لشرق رفح ستؤدّي ببساطة إلى زيادة معاناة المدنيين (...) من المستحيل تنفيذ عملية إخلاء جماعية بهذا الحجم بشكل آمن».

بدوره، عَدّ مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك أنّ أوامر الإخلاء الصادرة لسكان شرقي رفح «غير إنسانية».

الصين

من جهتها، حضّت الصين إسرائيل على «وقف مهاجمة رفح»، وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية لين جيان اليوم: «تدعو الصين إسرائيل إلى الاستجابة لمطالب المجتمع الدولي، ووقف مهاجمة رفح، وبذل كل ما في وسعها لتجنب كارثة إنسانية أكثر خطورة في قطاع غزة».

وطلب الجيش الإسرائيلي صباح الاثنين من سكّان المناطق الشرقية في مدينة رفح إخلاءها والانتقال إلى المواصي الواقعة إلى شمال غربي رفح، مشيراً إلى أنّ العملية ستشمل مائة ألف شخص.

وأعلنت حركة «حماس»، أمس الاثنين، موافقتها على اقتراح لوقف إطلاق النار في قطاع غزة قدمه وسطاء، لكن إسرائيل قالت إن الشروط لا تلبي مطالبها ومضت قدماً في مهاجمة رفح، بينما تخطط لمواصلة المفاوضات الرامية إلى التوصل إلى اتفاق.


مقالات ذات صلة

أعمال شغب لعشرات المستوطنين ضد عسكريين إسرائيليين في الضفة... واعتقال 5 منهم

شؤون إقليمية جندي إسرائيلي في مدينة الخليل بالضفة الغربية المحتلة (أ.ف.ب)

أعمال شغب لعشرات المستوطنين ضد عسكريين إسرائيليين في الضفة... واعتقال 5 منهم

قال الجيش الإسرائيلي، اليوم (السبت)، إن عشرات المستوطنين قاموا بأعمال شغب في مستوطنة إيتمار بالضفة الغربية ضد عسكريين بالجيش الإسرائيلي.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي عناصر من الدفاع المدني يعملون في موقع غارة إسرائيلية استهدفت منطقة البسطا في بيروت (رويترز)

إسرائيل تطبق الحصار على مدينة الخيام تمهيداً لاقتحامها

قطعت القوات الإسرائيلية خطوط الإمداد إلى مدينة الخيام، وأحكمت طوقاً على المقاتلين الموجودين فيها، بعد تقدمها إلى بلدة ديرميماس المشرفة على مجرى نهر الليطاني

نذير رضا (بيروت)
المشرق العربي عمال إنقاذ يبحثون بين الركام عن ناجين في موقع استهداف إسرائيلي لمنطقة البسطة في وسط بيروت (أ.ب)

تضارب حول اغتيال رئيس «هيئة العمليات» بـ«حزب الله» في غارة وسط بيروت

تضاربت الأنباء حول هوية القيادي من «حزب الله» الذي استهدفته غارة إسرائيلية عنيفة في وسط العاصمة اللبنانية، أدت إلى مقتل 11 شخصاً وإصابة آخرين بجروح

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي مبنى مدمّر نتيجة القصف الإسرائيلي في جباليا بشمال قطاع غزة (أ.ف.ب)

«القسام»: مقتل أسيرة في هجوم إسرائيلي على شمال قطاع غزة

أعلن المتحدث باسم «كتائب القسام» الجناح العسكري لحركة «حماس» الفلسطينية، أبو عبيدة، اليوم (السبت)، مقتل أسيرة إسرائيلية في هجوم إسرائيلي على شمال قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
شؤون إقليمية نتنياهو متوسطاً وزير الدفاع يوآف غالانت ورئيس الأركان هرتسي هاليفي في أكتوبر 2023 (د.ب.أ)

نتنياهو و«الليكود» يتربصان بغالانت لفصله من الحزب وإجباره على التقاعد

يريد رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، أن يستقيل يوآف غالانت من الكنيست؛ خوفاً من أن يصوّت ضد الائتلاف في أصوات حاسمة.

كفاح زبون (رام الله)

تقرير: ترمب سيشرف شخصياً على المفاوضات بشأن أزمة غزة

تساؤلات حول نوع الضغوطات التي قد يمارسها ترمب على نتنياهو (أ.ف.ب)
تساؤلات حول نوع الضغوطات التي قد يمارسها ترمب على نتنياهو (أ.ف.ب)
TT

تقرير: ترمب سيشرف شخصياً على المفاوضات بشأن أزمة غزة

تساؤلات حول نوع الضغوطات التي قد يمارسها ترمب على نتنياهو (أ.ف.ب)
تساؤلات حول نوع الضغوطات التي قد يمارسها ترمب على نتنياهو (أ.ف.ب)

قالت كارولين ليفيت، التي أعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب أنها ستكون متحدثةً باسم البيت الأبيض، لموقع «أكسيوس»، إن ترمب سيشرف شخصياً على المفاوضات بشأن أزمة غزة، و«سيعمل على إعادة المدنيين الأبرياء المحتجزين كرهائن إلى ديارهم».

وأضافت أنه «سيعيد فرض عقوبات أكثر صرامة على إيران، ومحاربة الإرهاب، ودعم إسرائيل».

ووفقاً لما نقله الموقع عن مصادر، فإن الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ عندما اتصل بترمب لتهنئته على فوزه في الانتخابات، أخبره هرتسوغ أن إطلاق سراح الرهائن الـ101 «قضية ملحة» وقال لترمب: «عليك إنقاذ الرهائن»، الذي قال رداً على ذلك إن جميع الرهائن تقريباً ماتوا على الأرجح، ولكن الرئيس الإسرائيلي ذكر أن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية تعتقد أن نصفهم ما زالوا على قيد الحياة.

وقال أحد المصادر: «لقد فوجئ ترمب، وقال إنه لم يكن على علم بذلك»، وأكد مصدران آخران أن ترمب قال إنه يعتقد أن معظم الرهائن ماتوا.

وعندما التقى هرتسوغ بايدن في البيت الأبيض في 11 نوفمبر (تشرين الثاني)، طلب منه العمل مع ترمب بشأن هذه القضية حتى يتولى ترمب منصبه.

وبعد يومين، عندما استضاف ترمب في اجتماع لمدة ساعتين في المكتب البيضاوي، أثار بايدن مسألة الرهائن واقترح عليه العمل معاً للدفع نحو التوصل إلى اتفاق.

وقال بايدن لعائلات الرهائن الأميركيين، في اجتماع عقد بعد ساعات قليلة من لقاء ترمب: «لا يهمني إن كان ترمب يحصل على كل الفضل ما دام أنهم سيعودون إلى الوطن».

ولفت الموقع إلى أن المفاوضات بشأن صفقة الرهائن ووقف إطلاق النار عالقة منذ أكثر من ثلاثة أشهر.

وفي اجتماع عُقد في وقت سابق من هذا الأسبوع، أخبر قادة الجيش الإسرائيلي والموساد والشين بيت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أنهم يعتقدون أن حركة «حماس» من غير المرجح أن تتخلى عن شروطها للانسحاب الإسرائيلي من غزة وإنهاء الحرب.

وأخبروه أنه إذا كانت الحكومة الإسرائيلية مهتمة بالتوصل إلى صفقة، فيجب عليها تخفيف مواقفها الحالية.

وتضع عائلات الرهائن والمسؤولون الإسرائيليون الآن آمالهم في نجاح ترمب، حيث فشل بايدن حتى الآن في إقناع نتنياهو بإنهاء الحرب في غزة مقابل تحرير الرهائن المحتجزين لدى «حماس».

وقبل أقل من شهرين من تنصيب ترمب، يبدو من غير المرجح أن يحدث اتفاق إطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار في أي وقت قريب.

وبدلاً من ذلك، من المرجح جداً أن يرث ترمب الأزمة والمسؤولية عن الأميركيين السبعة المحتجزين لدى «حماس»، والذين يُعتقد أن أربعة منهم على قيد الحياة.