وزير الخارجية الفرنسي يحمل للبنان اقتراحات لتفادي الحرب

بيروت أبلغته تمسكها بالـ1701... ووعدته بدراسة المبادرة والرد عليها

بري يعرض لوزير الخارجية الفرنسي خريطة تتضمن نقاط الاستهدافات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية (أ.ف.ب)
بري يعرض لوزير الخارجية الفرنسي خريطة تتضمن نقاط الاستهدافات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية (أ.ف.ب)
TT

وزير الخارجية الفرنسي يحمل للبنان اقتراحات لتفادي الحرب

بري يعرض لوزير الخارجية الفرنسي خريطة تتضمن نقاط الاستهدافات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية (أ.ف.ب)
بري يعرض لوزير الخارجية الفرنسي خريطة تتضمن نقاط الاستهدافات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية (أ.ف.ب)

حمل وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه، إلى لبنان اقتراحات تهدف إلى تفادي حرب في لبنان، وذلك خلال زيارته إلى بيروت التي أبلغه فيها رئيس البرلمان نبيه بري التزام البلاد بتطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته، وأن لبنان سيدرس الاقتراح الفرنسي ويردّ عليه.

وحطّ سيجورنيه في بيروت، ليل السبت، في جولة ليوم واحد، واستهلها، صباح الأحد، بزيارة لمقرّ قوّة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (اليونيفيل). وقال سيجورنيه من مقرّ «اليونيفيل» في الناقورة في جنوب لبنان: «نقدّم اقتراحات للسلطات السياسية بهدف تفادي حرب في لبنان».

وتابع: «سأذهب إلى بيروت للقاء المسؤولين السياسيين بغية التقدّم بمقترحات»، مشيراً إلى أن «مسؤوليتنا تقضي بتجنّب التصعيد، وهذا هو دورنا أيضاً في (اليونيفيل)، ولدينا 700 جندي هنا».

قائد «اليونيفيل» يرحب بوزير الخارجية الفرنسي في مقر البعثة الأممية في الناقورة بجنوب لبنان (رويترز)

مبادرة جديدة

وفي بيروت، التقى رئيس البرلمان نبيه بري سيجورنيه، بحضور السفير الفرنسي لدى لبنان هيرفيه ماغرو ومديرة أفريقيا الشمالية والشرق الأوسط في الخارجية الفرنسية السفيرة آن غريو وعدد من المستشارين في الخارجية الفرنسية، حيث «تناول البحث تطورات الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والمستجدات السياسية والميدانية جراء مواصلة إسرائيل عدوانها على لبنان وقطاع غزة»، وفق ما أفادت به رئاسة مجلس النواب في بيان.

وقالت رئاسة المجلس إن بري «شكر لفرنسا حرصها ودورها، وللرئيس إيمانويل ماكرون جهوده لمنع الحرب على لبنان، وكان رئيس المجلس واضحاً بتمسك لبنان بتطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته».

وعرض بري وقائع الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، خصوصاً القرى الحدودية الجنوبية من خلال خريطة أعدها المجلس الوطني للبحوث العلمية تبين حجم الخسائر البشرية والمادية التي لحقت بالقرى والبلدات، فضلاً عن الأراضي والمساحات الزراعية والحرجية، واستخدام إسرائيل الأسلحة المحرمة دولياً، وتجاوزها قواعد الاشتباك.

وأكد بري للوزير الفرنسي «انتظار لبنان لتسلم الاقتراح الفرنسي الرامي إلى خفض التصعيد ووقف القتال وتطبيق القرار الأممي تمهيداً لدراسته والرد عليه». وفي تصريح تلفزيوني ليلاً قال بري إن «الجانب اللبناني لم يتسلم الورقة الفرنسية حتى هذه اللحظة، كان من المفترض أن نتسلمها قبل يومين من وصول سيجورنيه».

تفادي الحرب

وأوضحت مصادر ديبلوماسية فرنسية لـ«الشرق الأوسط » أن وفداَ تقنياَ فرنسياً من وزارة الخارجية والاستخبارات سيزور بيروت خلال أيام حاملاً معه الورقة المعدلة التي تعكف فرنسا على تنقيحها انطلاقاً من أجوبة إسرائيلية وصلت إلى باريس. وقال المصدر إن الوفد الذي سبق له أن زار لبنان وسلم مسؤوليه النسخة الأولى من المقترحات الفرنسية سيعود إلى بلاده حاملاً الملاحظات اللبنانية، على أمل أن يتم التوصل إلى صيغة مناسبة في أقرب وقت ممكن.

وتسعى المبادرة الجديدة «لمواصلة الجهود» الرامية إلى «تفادي حرب» في سياق «يشهد توتّرات كبيرة بشدّة منذ الهجوم الإيراني على إسرائيل»، وفق ما أفاد به مصدر دبلوماسي «وكالة الصحافة الفرنسية». وكشف المصدر أن القصف المتبادل بين إسرائيل و«حزب الله» «تضاعف» منذ 13 و14 أبريل (نيسان) الحالي.

والمبادرة، هي الثانية التي تقدمها فرنسا منذ مطلع العام، بعدما قدّمت في يناير (كانون الثاني) الماضي مبادرة إلى لبنان وإسرائيل لاحتواء التوتّر عند الحدود المشتركة. واصطدمت المبادرة السابقة برفض «حزب الله» وقف الحرب، وبحث أي ملف حدودي قبل إعلان وقف إطلاق النار في غزة، بالنظر إلى أن الجبهة التي افتتحها في جنوب لبنان في 8 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، هي «جبهة دعم ومساندة لغزة».

وكانت الحكومة اللبنانية قد سلّمت باريس في مارس (آذار) ردّها على المبادرة الفرنسية التي تقوم، وفق مصدر دبلوماسي، على تطبيق قرار الأمم المتحدة 1701 الذي ينصّ على نشر عناصر الجيش اللبناني وقوّات «اليونيفيل» وحدهم لا غير في جنوب لبنان.

وصرّح رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، الجمعة، أن باريس تعمل على «إعادة النظر بالورقة الفرنسية، وستسلم للبنان قريباً كي ننظر بها، وبإذن الله تسلك الأمور المنحى الإيجابي لبسط الأمن والأمان، وهذا ما نريده».

ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصادر فرنسية قولها إن ميقاتي الذي اجتمع بالرئيس الفرنسي في باريس في 19 أبريل (نيسان) الحالي، تعهّد لماكرون بتقديم ردّ حول النقاط الواردة في الخطّة الفرنسية.

ومنذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في 7 أكتوبر، دخل لبنان في مناوشات عسكرية بين «حزب الله» وإسرائيل، وسط تحذيرات من إمكانية اتساع رقعة الحرب، وهو ما دفع الجانب الفرنسي إلى تقديم اقتراحات لإعادة ضبط الحدود جنوباً، والعودة لتطبيق القرار الدولي 1701 الذي أنهى حرباً بين «حزب الله» وإسرائيل عام 2006. وبالموازاة، تنشط واشنطن من جهتها أيضاً على خطّ احتواء التصعيد عند الحدود اللبنانية الإسرائيلية، ويقوم مبعوثها آموس هوكستين بزيارة إلى القدس.

الملف الرئاسي

وتعد هذه الزيارة، الثانية لسيجورنيه إلى لبنان منذ تعيينه في منصبه في يناير الماضي، وتأتي في إطار جولة في الشرق الأوسط تتخلّلها محطة في الرياض لحضور اجتماعات حول الوضع في غزة.

وتطرقت مباحثاته مع بري، إلى الملف الرئاسي اللبناني. وأثنى بري على «جهود اللجنة الخماسية للتوصل عبر التشاور لانتخاب رئيس للجمهورية»، في إشارة إلى حراك اللجنة المؤلفة من ممثلين عن الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر، لتسهيل التوصل إلى توافقات لبنانية تنهي الشغور في سدة رئاسة الجمهورية منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون في 31 أكتوبر 2022.

وأشارت رئاسة البرلمان في البيان، إلى أن بري أثار مع وزير الخارجية الفرنسي موضوع النازحين السوريين «الذي بات يثقل كاهل لبنان واللبنانيين على مختلف الصعد»، لافتاً إلى أنه سوف يثير هذه القضية مع رئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي والرئيس القبرصي خلال زيارتهما للبنان هذا الأسبوع. وطالب بري فرنسا وألمانيا «بإعادة النظر إزاء علاقتهما بسوريا، وحيال هذا الملف».

مقاربة جديدة

وعصراً، استقبل ميقاتي سيجورنيه وبحثا في المساعي التي تقوم بها فرنسا لاعادة الهدوء الى جنوب لبنان، كما وقف العدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.وأفادت رئاسة الحكومة في بيان، بأن ميقاتي اطلع من الوزير الفرنسي على الجولة التي يقوم بها في المنطقة والمحادثات التي سيجريها. واعتبر ميقاتي أن «المبادرة الفرنسية تشكل إطاراً عملياً لتطبيق القرار الدولي الرقم 1701 الذي يتمسك لبنان بتطبيقه كاملاً، مع المطالبة بالتزام اسرائيل بتنفيذه ووقف عدوانها المدمّر على جنوب لبنان، بالإضافة إلى دعم الجيش لتمكينه من القيام بمهامه وتحقيق السلام الدائم على الحدود».

وجدد رئيس الحكومة مناشدة فرنسا والدول الأوروبية «دعم لبنان من أجل التوصل إلى حل لأزمة النازحين السوريين»، مشيراً إلى «بداية مقاربة أوروبية جديدة مع اعترافهم بالتحدي الذي تمثله هذه القضية بالنسبة للبنان واستعدادهم للعمل مع السلطات اللبنانية في هذا الشأن».

الخارجية

وفي وزارة الخارجية، استقبل وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بوحبيب نظيره الفرنسي ستيفان سيجورنيه. وبعد اللقاء الموسع، عُقد اجتماع موسع بين الوفدين اللبناني والفرنسي، ولدى دخوله إلى قاعة الاجتماعات وصف سيجورنيه الاجتماع مع بوحبيب بـ«الجيد»، وقال: «الأمور تسير بشكل جيد»، مشيراً إلى مناقشة نقاط عدة.

وزير الخارجية اللبنانية عبد الله بوحبيب مستقبلاً نظيره الفرنسي (إ.ب.أ)

وقال بعد انتهاء الاجتماع: «جرى البحث في العلاقات الثنائية، وسنستكمل الاتصالات في المرحلة المقبلة»، مضيفاً: «تقدّمنا جداً بشأن المقترحات الفرنسية». وأمل سيجورنيه أن تكون المقترحات الفرنسية «مؤثّرة وفاعلة»، مضيفاً: «نتمنى أن نلتقي وزير الخارجية بوحبيب في بروكسل لمواصلة المباحثات».


مقالات ذات صلة

البرلمان اللبناني يناقش الهبة الأوروبية وملف النازحين السوريين سعياً لـ«موقف موحد»

المشرق العربي لاجئان سوريان قررا البقاء في لبنان يصوّران قافلةً من السوريين العائدين إلى بلادهم في منطقة عرسال الحدودية يوم 26 أكتوبر الماضي (أ.ب)

البرلمان اللبناني يناقش الهبة الأوروبية وملف النازحين السوريين سعياً لـ«موقف موحد»

تسعى السلطات اللبنانية للخروج «بموقف موحد حيال ملف النازحين السوريين» في الجلسة البرلمانية المزمع عقدها الأربعاء لمناقشة حزمة المساعدات الأوروبية إلى لبنان.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي يتواصل كشف مزيد من المتورطين في عصابة «التيكتوكرز» بلبنان المتهمين باغتصاب الأطفال (أرشيفية)

لبنان: رفع الحصانة عن محامٍ للتحقيق معه في ملف «عصابة تيك توك»

أعطت نقابة المحامين في شمال لبنان، الإذن بملاحقة المحامي خالد مرعب المشتبه به في قضيّة «عصابة تيك توك».

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي وفد من «الاشتراكي» برئاسة تيمور جنبلاط خلال لقائه مع بري (إعلام مجلس النواب)

«الاشتراكي» يطالب بمعالجة ملف النازحين في لبنان «ضمن مؤسسات الدولة»

دعا «الحزب التقدمي الاشتراكي» إلى معالجة أزمة النزوح «برؤية وطنية واحدة ضمن مؤسسات الدولة»

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي تطبيق «تيك توك» (أ.ب)

لبنان: ختم الفصل الأول لفضيحة الـ«تيكتوكرز» والقضاء يتجه للادعاء

اختتم المحامي العام الاستئنافي في جبل لبنان القاضي طانيوس السغبيني التحقيقات الأولية مع عصابة الـ«تيكتوكرز» المتورطة باغتصاب الأطفال

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي الراعي مترئساً قداس الأحد في بكركي (البطريركية المارونية)

الراعي يرفض الضغوط الدولية على لبنان في ملف النازحين السوريين

دعا البطريرك الماروني بشارة الراعي المسؤولين اللبنانيين إلى توحيد الكلمة في قضية تأمين عودة النازحين واللاجئين السوريين إلى وطنهم.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

«كان في منطقة قتال»... الجيش الإسرائيلي يعترف بقتل موظف أممي في رفح

تقييم مبدئي للجيش الإسرائيلي أظهر أن المركبة التابعة للأمم المتحدة تم قصفها «وسط المعارك المستمرة» (د.ب.أ)
تقييم مبدئي للجيش الإسرائيلي أظهر أن المركبة التابعة للأمم المتحدة تم قصفها «وسط المعارك المستمرة» (د.ب.أ)
TT

«كان في منطقة قتال»... الجيش الإسرائيلي يعترف بقتل موظف أممي في رفح

تقييم مبدئي للجيش الإسرائيلي أظهر أن المركبة التابعة للأمم المتحدة تم قصفها «وسط المعارك المستمرة» (د.ب.أ)
تقييم مبدئي للجيش الإسرائيلي أظهر أن المركبة التابعة للأمم المتحدة تم قصفها «وسط المعارك المستمرة» (د.ب.أ)

نقلت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، اليوم الثلاثاء، عن الجيش الإسرائيلي قوله إن موظفاً أممياً قُتل في رفح جنوب غزة وآخر أصيب كانا في منطقة قتال نشطة.

وأضاف أن ملابسات مقتل الموظف وإصابة الثاني قيد التحقيق، وفق ما نقلته «وكالة أنباء العالم العربي».

وذكر الجيش أن تقييماً مبدئياً أظهر أن المركبة التابعة للأمم المتحدة تم قصفها «وسط المعارك في منطقة تم تحديدها بوصفها منطقة قتال نشطة».

وأكد متحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، أمس الاثنين، مقتل موظف أممي وإصابة آخر في استهداف لمركبة تابعة للمنظمة في رفح، فيما اتهم المكتب الإعلامي الحكومي في غزة الجيش الإسرائيلي بقتل الموظف.

وقال المتحدث الأممي في بيان إن الأمين العام أنطونيو غوتيريش عبّر عن حزنه العميق لوفاة أحد موظفي إدارة الأمم المتحدة لشؤون السلامة والأمن وإصابة موظف آخر بالإدارة بعد تعرض سيارتهما للقصف أثناء توجههما إلى المستشفى الأوروبي في رفح.

من جانبه، اتهم المكتب الإعلامي الحكومي في غزة الجيش الإسرائيلي بقتل موظف أجنبي وإصابة موظفة أجنبية أخرى، وقال إنه تم استهدافهما وهما يستقلان مركبة تابعة للأمم المتحدة في رفح.

وقالت مديرة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية سامنثا باور عبر حسابها على منصة «إكس»: «هالتني التقارير عن هجمات على موظفين للأمم المتحدة ومقتل شخص واحد على الأقل ليضاف إلى عدد مذهل من موظفي الأمم المتحدة وعمال الإغاثة والمدنيين الذين قتلوا».

وأضافت «يعمل موظفو الأمم المتحدة على مساعدة الفئات الأكثر ضعفاً وينبغي حمايتهم حتى يتسنى لهم أداء عملهم بأمان».


المجاعة تطل مجدداً على غزة


توزيع الطعام على السكان في دير البلح وسط قطاع غزة أمس (أ.ف.ب)
توزيع الطعام على السكان في دير البلح وسط قطاع غزة أمس (أ.ف.ب)
TT

المجاعة تطل مجدداً على غزة


توزيع الطعام على السكان في دير البلح وسط قطاع غزة أمس (أ.ف.ب)
توزيع الطعام على السكان في دير البلح وسط قطاع غزة أمس (أ.ف.ب)

على وقع معارك عنيفة تدور في جباليا شمال قطاع غزة، عاد شبح المجاعة ليطل برأسه مجدداً على القطاع بعد سيطرة إسرائيل على معبر رفح وتوقف إدخال المساعدات والبضائع بشكل شبه كامل.

ومنذ نحو 8 أيام لم تدخل إلى قطاع غزة أي بضائع، سوى عدة شاحنات تحمل مساعدات محدودة من الطحين، بالإضافة إلى جزء بسيط من المعلبات الغذائية. وسبق ذلك بنحو أسبوع قرار منع إدخال الخضار واللحوم المجمدة بشكل كامل.

ويخشى الغزيون في شمال القطاع أن يتسبب وقف إدخال المساعدات والبضائع بمجاعة تتهددهم مرة أخرى، بعد تلك التي اختبروها في الشهور الماضية، وأودت بحياة ما يصل إلى 26 من الأطفال وكبار السن. كما يخشى الغزيون في الوسط والجنوب أن يختبروا بدورهم هذه التجربة القاسية.

ووفقاً لتقارير عبرية، فإن الجيش الإسرائيلي قرر فتح طريق حدودية بمثابة معبر مؤقت غرب بيت لاهيا لإدخال المساعدات إلى شمال القطاع، بعد بدء عملية عسكرية في جباليا المجاورة، لكن المتطرفين اليهود قطعوا طريق المساعدات إليه.

جاء ذلك، في وقت شهد مخيم جباليا، أمس (الاثنين)، أعنف اشتباكات بعدما عمّق الجيش الإسرائيلي هجومه، وحاول التقدم إلى عمق المخيم المكتظ الذي يمثل معقل «حماس» في شمال القطاع. وقالت مصادر ميدانية إن القوات الإسرائيلية تحاول التقدم تحت غطاء نيران كثيفة إلى قلب المخيم، لكن المقاتلين يتصدون لها بشراسة.

في غضون ذلك، تمسك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بهدف «القضاء» على «حماس»، لكنه عرض إيقاف الحرب إذا جرى نفي قادتها من قطاع غزة بعد أن تُلقي سلاحها وتستسلم وتسلِّم المحتجزين، وهو عرض تعده «حماس» خيالياً، وفق مصادر في الحركة تحدثت لـ«الشرق الأوسط».

وأحدثت عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة تشويشاً كبيراً أمس خلال إحياء إسرائيل لذكرى قتلى حروبها. واتهم ذوو هؤلاء المحتجزين حكومة نتنياهو بأنها تهدر أرواح 132 جندياً ومواطناً أسرى لدى «حماس».


«قلق» أميركي إزاء تقرير عن انتهاكات إسرائيلية بحق معتقلين فلسطينيين

صورة مسربة حصلت عليها «سي إن إن» للمعتقل يظهر فيها رجلاً معصوب العينين وذراعيه فوق رأسه
صورة مسربة حصلت عليها «سي إن إن» للمعتقل يظهر فيها رجلاً معصوب العينين وذراعيه فوق رأسه
TT

«قلق» أميركي إزاء تقرير عن انتهاكات إسرائيلية بحق معتقلين فلسطينيين

صورة مسربة حصلت عليها «سي إن إن» للمعتقل يظهر فيها رجلاً معصوب العينين وذراعيه فوق رأسه
صورة مسربة حصلت عليها «سي إن إن» للمعتقل يظهر فيها رجلاً معصوب العينين وذراعيه فوق رأسه

أعربت الولايات المتحدة، يوم الاثنين، عن قلقها إزاء تقرير لشبكة «سي إن إن» أفاد بأنّ فلسطينيين يتم احتجازهم معصوبي العينين في معتقل في النقب حيث يتعرّضون للضرب ويتمّ إلباسهم حفاضات، داعية إسرائيل إلى فتح تحقيق.

وأفادت الشبكة الأميركية بأنّها تحدّثت إلى ثلاثة مبلّغين إسرائيليين في قاعدة «سديه تيمان» في صحراء النقب حيث يُحتجز فلسطينيون تمّ اعتقالهم أو أصيبوا خلال العملية العسكرية في غزة.

وقال مبلّغ عرض صوراً، إنّ سجناء معصوبي العينين تعطى أوامر لهم بالجلوس مستقيمي الظهر وبعدم التكلّم.

وفي المعسكر وفق «سي إن إن» مرفق طبي أجرى فيه أطباء عمليات بتر لأطراف سجناء من جراء إصابات تعرّضوا لها بسبب تكبيل اليدين.

صورة مسربة حصلت عليها «سي إن إن» للمعتقل يظهر فيها معتقلون يرتدون ملابس رياضية رمادية معصوبي الأعين ويجلسون على مراتب رقيقة كالورق

ولدى سؤاله بشأن المعلومات الواردة في التقرير، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيدانت باتيل في تصريح لصحافيين «نحن قلقون بشأنها وننظر في هذه وغيرها من مزاعم الانتهاكات ضدّ فلسطينيين قيد الاحتجاز».

ولفت إلى أن الولايات المتحدة أبلغت إسرائيل بأنّ «من واجبها إجراء تحقيق شامل» في مزاعم ذات صدقية بشأن انتهاكات للقانون الإنساني الدولي، وفق ما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية.

وشدّد باتيل على أنّ موقف الولايات المتحدة «واضح» بوجوب أن تُعامِل أيّ دولة «بما في ذلك إسرائيل، جميع المعتقلين بإنسانية وكرامة ووفقاً للقانون الدولي وأن تحترم الحقوق الإنسانية للمعتقلين».

دافع الانتقام

ووفق تقرير «سي إن إن» يضم المعسكر نحو 70 سجيناً يخضعون لقيود مشدّدة، إضافة إلى مستشفى ميداني يتم فيه تقييد بعض المعتقلين الجرحى بالأسرّة ويتم إلباسهم حفاضات وتغذيتهم بواسطة قشّ ارتشاف السوائل.

وأفاد مبلّغ لم تُكشف هويته شبكة «سي إن إن» بأنّ المعتقلين يتعرّضون للضرب ليس بهدف جمع معلومات استخبارية بل «بدافع الانتقام» بعد هجوم حركة «حماس» غير المسبوق على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول).

وقال الجيش الإسرائيلي لشبكة «سي إن إن» إنه ينظر في أي مزاعم سوء سلوك وإنّ لا علم له بأيّ «تكبيل غير قانوني لليدين».


الأردن وسوريا يبحثان أمن الحدود ومحاربة تهريب المخدرات

جانب من لقاء وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي مع نظيره السوري فيصل المقداد (الخارجية الأردنية)
جانب من لقاء وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي مع نظيره السوري فيصل المقداد (الخارجية الأردنية)
TT

الأردن وسوريا يبحثان أمن الحدود ومحاربة تهريب المخدرات

جانب من لقاء وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي مع نظيره السوري فيصل المقداد (الخارجية الأردنية)
جانب من لقاء وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي مع نظيره السوري فيصل المقداد (الخارجية الأردنية)

بحث وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي مع نظيره السوري فيصل المقداد، يوم الاثنين، أمن الحدود ومحاربة تهريب المخدرات.

وقالت وزارة الخارجية الأردنية في بيان عبر منصة «إكس» إن الجانبين «استعرضا نتائج الاتصالات التي تجريها الجهات المعنية في البلدين لوقف عمليات التهريب».

كما تناول الوزيران خلال لقائهما قبيل اجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيري لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة والذي تستضيفه البحرين، جهود وقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والكارثة الإنسانية التي يعانيها.


بايدن ليس الأول... من هم رؤساء أميركا الذين رسموا خطوطاً حمراء لإسرائيل؟

الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو (أرشيفية - رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو (أرشيفية - رويترز)
TT

بايدن ليس الأول... من هم رؤساء أميركا الذين رسموا خطوطاً حمراء لإسرائيل؟

الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو (أرشيفية - رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو (أرشيفية - رويترز)

أثار الرئيس الأميركي جو بايدن ضجة كبيرة، الأسبوع الماضي عندما هدد بوقف المساعدات العسكرية لإسرائيل إذا غزت مدينة رفح، لكنه ليس أول رئيس أميركي يرسم خطاً أحمر لإسرائيل.

ولفت موقع «أكسيوس» الأميركي إلى أهمية تحذير بايدن الذي قوبل بتحدٍّ من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في إشارة أخرى إلى تدهور العلاقة بينهما؛ حيث إن الغزو المحتمل لرفح يشكل أكبر مصدر للتوتر بينهما، وأعرب المسؤولون الأميركيون عن قلقهم بشأن التأثير الإنساني الذي يمكن أن يحدثه.

وأضاف الموقع أن بايدن طرح للمرة الأولى احتمال وجود «خط أحمر» مع إسرائيل فيما يتعلق بعملية رفح في شهر مارس (آذار)، ورد نتنياهو بقوله إن خطه الأحمر هو منع تكرار هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) الذي شنته «حماس».

أطفال في غزة (أ.ف.ب)

وفي الأسبوع الماضي، استولت القوات الإسرائيلية على معبر رفح الحدودي بين مصر وغزة، وهو من طرق إيصال المساعدات الإنسانية الرئيسية إلى القطاع، ومع ذلك، لا يعتقد البيت الأبيض حتى الآن أن تصرفات إسرائيل قد تجاوزت الخط الأحمر الذي حدده بايدن، الأمر الذي من شأنه أن يستدعي تغييراً في سياسة الولايات المتحدة.

وقد قوبل تهديد بايدن لإسرائيل بغضب عدد من الجمهوريين، حيث قال السيناتور تيد كروز في مؤتمر صحافي، يوم الخميس، إن بايدن كان «أعظم صديق لـ(حماس) و(حزب الله) على كوكب الأرض»، وكتب السيناتور توم كوتون عبر موقع «إكس»: «هذه خيانة مشينة لحليفنا لأسباب سياسية»، ووصف نائب الرئيس السابق مايك بنس تصريح بايدن بأنه «غير مقبول على الإطلاق».

وعلى الجانب الآخر، لاقى تصريح بايدن استحسان عدد من الديمقراطيين التقدميين، حيث قال السيناتور بيرني ساندرز في بيان: «الرئيس بايدن على حق. لا يمكن للولايات المتحدة الاستمرار في تقديم مزيد من القنابل والقذائف لدعم السياسات الكارثية وغير الإنسانية التي ينتهجها نتنياهو».

ووصفت النائبة ألكساندريا أوكازيو كورتيز وضع بايدن شروطاً على إسرائيل بأنه «الشيء المسؤول والآمن والعادل الذي يجب القيام به».

واستعرض موقع «أكسيوس» الرؤساء الأميركيين الآخرين الذين هددوا بحجب المساعدات عن إسرائيل.

دوايت أيزنهاور

خلال أزمة السويس (العدوان الثلاثي على مصر 1956)، هدد دوايت أيزنهاور إسرائيل بفرض عقوبات لإجبارها على الانسحاب من شبه جزيرة سيناء، وفق وكالة «أسوشييتد برس» الأميركية.

وكذلك في عام 1953، قامت إدارة أيزنهاور بتأخير تمويل بقيمة 26 مليون دولار لإسرائيل مؤقتاً بسبب بناء مشروع للطاقة الكهرومائية على نهر الأردن.

رونالد ريغان

في عام 1981، قام الرئيس الأسبق رونالد ريغان بتأخير شحنتين من الطائرات المقاتلة من طراز «إف - 16» إلى إسرائيل إلى أجل غير مسمى بسبب «تصاعد مستوى العنف» في الشرق الأوسط.

وفي العام التالي، حذرت إدارة ريغان الكونغرس من أن إسرائيل ربما تكون قد انتهكت اتفاقية الأسلحة المبرمة مع الولايات المتحدة، بينما ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن إسرائيل استخدمت أسلحة أميركية الصنع أثناء غزوها للبنان.

الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان (أ.ف.ب)

وفي عام 1983، أكد ريغان من جديد أنه لن يرسل طائرات «إف - 16» إلى إسرائيل إلا بعد أن تسحب قواتها من لبنان وقال: «بينما تكون هذه القوات في وضع احتلال دولة أخرى طلبت منها المغادرة، يحظر علينا القانون إرسال تلك الطائرات».

جورج بوش الأب

بوش الأب (أ.ف.ب)

ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية أن إدارة بوش هددت في عام 1992 بوقف تسليم ضمانات قروض بقيمة 10 مليارات دولار لإسرائيل إذا واصلت بناء المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة.


نصر الله: سكان شمال إسرائيل لن يعودوا لمناطقهم ما دامت حرب غزة مستمرة

حسن  نصر الله (رويترز)
حسن نصر الله (رويترز)
TT

نصر الله: سكان شمال إسرائيل لن يعودوا لمناطقهم ما دامت حرب غزة مستمرة

حسن  نصر الله (رويترز)
حسن نصر الله (رويترز)

قال الأمين العام لجماعة «حزب الله» اللبنانية حسن نصر الله، اليوم الاثنين، إن سكان المناطق الشمالية في إسرائيل لن يكون بمقدورهم العودة إلى ديارهم مع بداية العام الدراسي المقبل إذا ما استمر الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة.

ويتبادل «حزب الله» إطلاق النار مع الجيش الإسرائيلي عبر الحدود الجنوبية للبنان، بالتزامن مع الحرب الدائرة في قطاع غزة.

ويقول «حزب الله» إنه يطلق الصواريخ على إسرائيل لدعم حليفته حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، وردع إسرائيل عن شن هجوم على لبنان.

وأكد نصر الله مجدداً في خطاب بثه التلفزيون، اليوم الاثنين، أن «حزب الله» سيواصل القتال طالما استمر الهجوم الإسرائيلي على غزة.

وأضاف: «الربط بين جبهة الإسناد اللبنانية وغزة هذا أمر قاطع ونهائي وحاسم... هذا الارتباط قائم بين الجبهتين، لن يستطيع أن يفكه أحد».


نصر الله يدعو السلطات اللبنانية لفتح البحر أمام هجرة السوريين إلى أوروبا

مناصر لـ«حزب الله» يلتقط صورة لنصر الله أثناء خطابه في الضاحية الجنوبية (رويترز)
مناصر لـ«حزب الله» يلتقط صورة لنصر الله أثناء خطابه في الضاحية الجنوبية (رويترز)
TT

نصر الله يدعو السلطات اللبنانية لفتح البحر أمام هجرة السوريين إلى أوروبا

مناصر لـ«حزب الله» يلتقط صورة لنصر الله أثناء خطابه في الضاحية الجنوبية (رويترز)
مناصر لـ«حزب الله» يلتقط صورة لنصر الله أثناء خطابه في الضاحية الجنوبية (رويترز)

دعا أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله السلطات اللبنانية لاتخاذ قرار سياسي يتيح فتح البحر أمام السوريين الراغبين في الهجرة إلى أوروبا، وذلك للضغط على المجتمع الدولي لرفع الحصار عن سوريا وتأمين ظروف عودة النازحين إليها، متهماً الولايات المتحدة وأوروبا بعرقلة عودتهم من لبنان.

ويأتي اقتراح نصر الله قبل يومين من انعقاد جلسة برلمانية لمناقشة ملف حزمة المساعدات الأوروبية للبنان والبالغة قيمتها مليار دولار تُصرف على 4 سنوات «لتعزيز استقرار لبنان». وتعتزم بعض الكتل النيابية مساءلة الحكومة حول دورها في إعادة النازحين السوريين الذين يفوق عددهم المليونين، حسب الأرقام الحكومية، وأثار وجودهم أخيراً سجالات سياسية داخلية، خصوصاً بعد مطالبة الاتحاد الأوروبي لبنان بالتعاون لوقف تدفق اللاجئين إلى أوروبا.

وقال نصر الله، في خطاب ألقاه لمناسبة ذكرى 8 سنوات على مقتل قائده العسكري مصطفى بدر الدين في سوريا، إن هناك «إجماعاً على أن أزمة النزوح السوري مشكلة وتجب معالجتها، وهو إجماع يتم للمرة الأولى»، معتبراً أن «اجتماع مجلس النواب، الأربعاء المُقبل، فرصة لتقديم طروحات عملية لملف النازحين السوريين».

واتهم نصر الله «أميركا وأوروبا والمجتمع الدولي» بأنهم لا يريدون عودة النازحين، وحمّلهم مسؤولية ذلك، قائلاً إن الدول الغربية «تقدم الأموال حتى لا يعود النازحون إلى سوريا». وطالب مجلس النواب بـ«تشكيل لجنة تذهب إلى الدول التي تعارض عودة النازحين لتحميلها المسؤولية». كما طالب نصر الله الحكومة اللبنانية بـ«التواصل مع الحكومة السورية بشكل رسمي لفتح الأبواب أمام عودة النازحين».

ورأى نصر الله أن مشكلة بقاء النازحين تعود إلى الصعوبات الاقتصادية الناتجة عن «قانون قيصر» الذي أصدرته الولايات المتحدة في 2018، والعقوبات الأوروبية على النظام السوري. وقال: «تجب مساعدة سوريا لتهيئة الوضع أمام عودة النازحين وأولها إزالة العقوبات عنها». وأضاف: «مجلس النواب إن كان حقاً يريد إعادة النازحين فعليه مطالبة الولايات المتحدة الأميركية بإلغاء قانون قيصر ومطالبة أوروبا بإلغاء العقوبات»، لافتاً إلى أن «سوريا لديها من العقول والخبرات والإمكانات للتعافي خلال سنوات في حال أُزيلت العقوبات عنها».

مناصر لـ«حزب الله» يلتقط صورة لنصر الله أثناء خطابه في الضاحية الجنوبية (رويترز)

ودعا نصر الله إلى وسيلة ضغط على الدول الغربية لرفع العقوبات عن سوريا. وقال: «يجب أن نحصل على إجماع لبناني على فتح البحر أمام النازحين السوريين بإرادتهم بدلاً عن تعريضهم للخطر عبر الرحيل من خلال طرق غير شرعية وهذا يحتاج إلى غطاء وطني»، في إشارة إلى قرار سياسي يسمح لمراكب المهاجرين بالانطلاق من السواحل اللبنانية باتجاه السواحل الأوروبية.

وأضاف: «قرار فتح البحر أمام النازحين يحتاج إلى شجاعة وإذا اتخذناه فسيأتي الأميركي والأوروبي إلى الحكومة لإيجاد حل فعلي». وتوجه إلى القوى السياسية اللبنانية بالقول إن «المظاهرات والتصريحات ومطالبة القوى الأمنية بدفع النازحين إلى العودة، لن توصل إلى النتيجة المطلوبة».


مصر ترفض التصعيد الإسرائيلي في رفح وتنتقد منع وصول المساعدات

دخان يتصاعد بعد قصف جوي إسرائيلي بالقرب من الجدار الفاصل بين مصر ورفح في 6 مايو (أ.ب)
دخان يتصاعد بعد قصف جوي إسرائيلي بالقرب من الجدار الفاصل بين مصر ورفح في 6 مايو (أ.ب)
TT

مصر ترفض التصعيد الإسرائيلي في رفح وتنتقد منع وصول المساعدات

دخان يتصاعد بعد قصف جوي إسرائيلي بالقرب من الجدار الفاصل بين مصر ورفح في 6 مايو (أ.ب)
دخان يتصاعد بعد قصف جوي إسرائيلي بالقرب من الجدار الفاصل بين مصر ورفح في 6 مايو (أ.ب)

تصاعد التوتر بين القاهرة وتل أبيب على خلفية توغل الجيش الإسرائيلي في «رفح» الفلسطينية، على الحدود المصرية - الفلسطينية. وبينما أبلغت مصر وسطاء المفاوضات بـ«رفضها القاطع للتصعيد الإسرائيلي في رفح»، محمِّلة إسرائيل مسؤولية تدهور الأوضاع الإنسانية بالقطاع، حذر وزير الخارجية المصري سامح شكري، في اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن، من مخاطر مواصلة العمليات الإسرائيلية وما تشكله من «تهديد خطير» لاستقرار المنطقة.

ونقل تلفزيون «القاهرة الإخبارية»، الاثنين، عن مصدر رفيع، القول إن «مصر أبلغت وسطاء المفاوضات رفضها القاطع للتصعيد الإسرائيلي في رفح بجنوب قطاع غزة»، مضيفاً أن القاهرة «حمَّلت إسرائيل مسؤولية تدهور الأوضاع بقطاع غزة، ومسؤولية منع المساعدات عن المدنيين في القطاع».

تزامن ذلك مع اتصال بين الوزير شكري وبلينكن، ناقشا خلاله «الأبعاد الإنسانية والأمنية للعمليات العسكرية الإسرائيلية في مدينة رفح الفلسطينية جنوب قطاع غزة، وما اتصل بذلك من سيطرة إسرائيل على الجانب الفلسطيني من معبر رفح، ومنع دخول المساعدات الإنسانية»، وفق المتحدث الرسمي باسم «الخارجية المصرية».

شكري يتلقى اتصالاً من وزير الخارجية الأميركي (الخارجية المصرية)

وجدَّد شكري لنظيره الأميركي التأكيد على «العواقب الإنسانية الوخيمة التي ستطول أكثر من 1.4 مليون فلسطيني نتيجة غلق معبر رفح، واستمرار الاعتداءات الإسرائيلية واسعة النطاق»، كما شدد على «حتمية إعادة نفاذ المساعدات التي توقفت خلال الأيام الماضية إلى القطاع»، كما أشار البيان المصري.

وأكد شكري لنظيره الأميركي «المخاطر الأمنية الجسيمة الناجمة عن مواصلة العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، وفي مدينة رفح الفلسطينية على وجه الخصوص، وما يرتبط بذلك من تهديد خطير لاستقرار المنطقة»، مشدداً على «أهمية فتح المعابر البرية بين إسرائيل وقطاع غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية بالقدر الكافي لتلبية الاحتياجات العاجلة لسكان القطاع»، وأعرب مجدداً عن «رفض محاولات تهجير الفلسطينيين خارج أرضهم».

واتفق الوزيران – وفق البيان - على «مواصلة التشاور والتنسيق من كثب بشأن مجمل تطورات الأزمة في قطاع غزة، ودعم السبل الكفيلة باحتواء تداعياتها، والحيلولة دون التصعيد وتوسيع رقعة العنف لأجزاء أخرى في المنطقة».

توقفت عملية إدخال المساعدات عبر معبر رفح منذ السيطرة الإسرائيلية عليه (الهلال الأحمر المصري)

وسبق أن حذرت مصر إسرائيل من اقتحام رفح، ورأت أن الأمر «يمس الأمن القومي المصري»، لكن إسرائيل توغلت شرق رفح، الأسبوع الماضي، في عملية وصفتها بـ«المحدودة»، سيطرت خلالها كذلك على الجانب الفلسطيني من معبر رفح.

وفيما وُصف بـ«تصعيد مصري»، ردت القاهرة، الأحد، بالإعلان عن دعمها الدعوى التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية، بتهمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة. وقالت وزارة الخارجية المصرية إن «التقدم بإعلان التدخل في الدعوى المشار إليها يأتي في ظل تفاقم حدة ونطاق الاعتداءات الإسرائيلية ضد المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة».

نازحون فلسطينيون يتجمعون برفح الفلسطينية قرب الحدود المصرية في أبريل الماضي (رويترز)

جاء الإعلان غداة تأكيد مصدر مصري رفيع المستوى، رفض القاهرة «التنسيق مع إسرائيل بشأن معبر رفح». كما ذكر مصدر إسرائيلي لقناة «آي 24» الإسرائيلية، أن مسؤولين عسكريين مصريين ألغوا اجتماعات مقررة مع نظرائهم الإسرائيليين، دون سابق إنذار، ما يشير إلى «تفاقم الأزمة بين البلدين».

ويرى المسؤولون المصريون أن أفعال إسرائيل هي السبب في توتر العلاقات الثنائية، وانهيار محادثات وقف إطلاق النار التي عُقدت في القاهرة بمشاركة وفود من «حماس» وإسرائيل والولايات المتحدة ومصر وقطر، وفق مصادر أمنية مصرية تحدثت إلى «رويترز».

ورغم المواقف التي وُصفت بـ«التصعيد»، حرصت مصر على إظهار تمسُّكها باتفاقية السلام مع إسرائيل، وقال وزير الخارجية سامح شكري، خلال مؤتمر صحافي، الأحد، إن «الاتفاقية خيار مصر الاستراتيجي منذ 40 عاماً، ولها آلياتها الخاصة التي تُفعّلها لبحث أي مخالفات، والتعامل معها إن وُجدت».


البرلمان اللبناني يناقش الهبة الأوروبية وملف النازحين السوريين سعياً لـ«موقف موحد»

لاجئان سوريان قررا البقاء في لبنان يصوّران قافلةً من السوريين العائدين إلى بلادهم في منطقة عرسال الحدودية يوم 26 أكتوبر الماضي (أ.ب)
لاجئان سوريان قررا البقاء في لبنان يصوّران قافلةً من السوريين العائدين إلى بلادهم في منطقة عرسال الحدودية يوم 26 أكتوبر الماضي (أ.ب)
TT

البرلمان اللبناني يناقش الهبة الأوروبية وملف النازحين السوريين سعياً لـ«موقف موحد»

لاجئان سوريان قررا البقاء في لبنان يصوّران قافلةً من السوريين العائدين إلى بلادهم في منطقة عرسال الحدودية يوم 26 أكتوبر الماضي (أ.ب)
لاجئان سوريان قررا البقاء في لبنان يصوّران قافلةً من السوريين العائدين إلى بلادهم في منطقة عرسال الحدودية يوم 26 أكتوبر الماضي (أ.ب)

تسعى السلطات اللبنانية للخروج «بموقف موحد حيال ملف النازحين السوريين» في الجلسة البرلمانية المزمع عقدها، الأربعاء، لمناقشة حزمة المساعدات الأوروبية إلى لبنان، والبالغة قيمتها مليار دولار مقسطةً على أربع سنوات، وسط سجالات سياسية واتهامات للحكومة بـ«التقاعس في إعادة النازحين السوريين إلى سوريا».

وقال نائب رئيس البرلمان إلياس بوصعب بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري، حيث بحثا في الأوضاع العامة والمستجدات السياسية وشؤوناً تشريعية، إن «أهمية الجلسة النيابية الأربعاء للخروج بموقف وطني جامع حيال ملف النازحين السوريين»، مجدداً دعوته كل الأطراف السياسية والكتل النيابية إلى «الحوار والتوافق من أجل انتخاب رئيس للجمهورية».

رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري مستقبلاً نائبه إلياس بوصعب (رئاسة مجلس النواب)

وأعرب بوصعب، في دردشة مع الإعلاميين، عن خشيته من أن «الاستمرار بالمكابرة والنكد ورفض الحوار والتلاقي سوف لا يوصل إلى حل على الإطلاق إنما العكس تماماً»، مؤكداً أن «المنطق الرافض لقواعد الحوار والتوافق في ملف انتخابات رئاسة الجمهورية سيطيل أمد الفراغ، وقد تنتهي ولاية المجلس الحالي من دون رئيس للجمهورية، والنتيجة الخاسر الأكبر هو لبنان واللبنانيون».

وكانت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أعلنت مطلع الشهر الحالي من بيروت عن حزمة مساعدات بقيمة مليار دولار على مدى أربع سنوات، «لاستقرار» لبنان، كما حضت السلطات على «التعاون الجيد» من أجل مكافحة عمليات تهريب اللاجئين. وأثار هذا الإعلان سجالات سياسية داخلية اتهمت الحكومة بـ«التقصير»، مما دفع رئيسها نجيب ميقاتي للمطالبة بعقد جلسة برلمانية لمناقشة الملف.

وتشارك معظم القوى السياسية الممثلة في البرلمان، في الجلسة الأربعاء. وقال عضو تكتل «الجمهورية القوية» (القوات اللبنانية) النائب فادي كرم إن التكتل سيشارك في الجلسة «لأنها تختلف عن سابقاتها، وهي تقع في إطار ممارسة مجلس النواب لدوره الرقابي».

النازحون السوريون في لبنان تحولوا إلى مادة سجال داخلي (أ.ب)

ولفت كرم، في حديث إذاعي، إلى «ضرورة أن يكون موقف لبنان موحداً في مقاربة المساعدات الدولية التي قد تأتي للتخفيف من أعباء النزوح السوري، ومهما كانت وجهتها لا يجب أن تكون مقرونة بوجود المواطنين السوريين غير القانونيين على الأراضي اللبنانية»، مشدداً على أن «السيادة لا تباع ولا تشترى». وعن فحوى التوصية المرتقبة في جلسة الأربعاء، قال كرم: «المهم أن ننطلق من رؤية واحدة لا تطيل أمد بقاء النازحين السوريين».

وعن الضغوط التي يمكن أن يتعرض لها لبنان إذا رفضت الهبة، قال كرم: «إذا كنا موحدين في الدفاع عن سيادتنا وقوانيننا وحماية وجودنا، لا يمكن لأحد أن يضغط علينا».

وبدا أن هناك تبايناً سياسياً بين القوى المحلية على تفسير أغراض الهبة، ورأى عضو «تكتل الاعتدال الوطني» النائب أحمد الخير، أن «مسألة هبة المليار يورو جرى تضخيمها»، وأن جلسة الأربعاء النيابية «ستضع الأمور في نصابها الصحيح». وقال في حديث إلى قناة «الجديد»: «لا شك أن لبنان كمجتمع مضيف في أمسّ الحاجة إلى مساعدات شاملة بعدما اتضح للجميع أنها ليست برشوة لإبقاء النازحين، ولا شك أننا كلبنانيين متفقون على ضرورة تأمين عودتهم إلى بلدهم». وأشار الخير إلى «أن التنسيق قائم بين الرئيسين نجيب ميقاتي ونبيه بري من أجل التكامل بين المجلس النيابي والحكومة في هذا الملف».

مخيم للنازحين السوريين في بلدة عرسال في منطقة البقاع (أ.ب)

ولن تقتصر الجلسة على مناقشة الهبة، حسبما قال النائب ميشال معوض في مؤتمر صحافي عقده والنائب أشرف ريفي في البرلمان، الاثنين، أعلنا خلاله أن «كتلة تجدد» ستشارك في الجلسة. وقال معوض: «لن نناقش موضوع الهبة بل سنناقش بطريقة أوسع تواطؤ الحكومة في موضوع النزوح السوري، لأنه يشكل خطراً أساسياً على هوية لبنان واستقراره، ونحن نقارب الموضوع من منطلق السيادة اللبنانية ومصلحة لبنان العليا».

وأضاف معوض: «نحن لدينا أكثر من مليوني سوري، وهناك 500 ألف ولادة سورية ومئات الألوف نزحوا على أساس اقتصادي. ونسأل ماذا تفعل الحكومة، الدولة غائبة وضعيفة وقد أصبح النازحون يدخلون ويسرحون ويمرحون دون أن يتحمل أحدٌ المسؤولية». وقال: «إن من مسؤولية الحكومة أن تقوم بسياسة سيادية، وعملها هو الضغط على المجتمع الدولي والأوروبي لإيجاد حل يحمي هوية واستقرار لبنان ويتماشى مع الأولويات الأوروبية في المنطقة».

من جهته، دعا النائب ريفي إلى «عودة أهالي القصير والقلمون»، مشيراً إلى أنها «ليست مهمة وزارة شؤون المهجرين». وقال: «نقترح على الدولة اللبنانية إلغاء هذه الوزارة، وندعو لوضع خطة استراتيجية عن هذا الموضوع».


يوم قتلى إسرائيل... عائلات الأسرى تستقبل نتنياهو ووزراءه بإهانات

بنيامين نتنياهو وقادة إسرائيليون يشاركون في مراسم إحياء ذكرى قتلى إسرائيل في المقبرة العسكرية بالقدس الاثنين (أ.ب)
بنيامين نتنياهو وقادة إسرائيليون يشاركون في مراسم إحياء ذكرى قتلى إسرائيل في المقبرة العسكرية بالقدس الاثنين (أ.ب)
TT

يوم قتلى إسرائيل... عائلات الأسرى تستقبل نتنياهو ووزراءه بإهانات

بنيامين نتنياهو وقادة إسرائيليون يشاركون في مراسم إحياء ذكرى قتلى إسرائيل في المقبرة العسكرية بالقدس الاثنين (أ.ب)
بنيامين نتنياهو وقادة إسرائيليون يشاركون في مراسم إحياء ذكرى قتلى إسرائيل في المقبرة العسكرية بالقدس الاثنين (أ.ب)

أحدثت عائلات الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة تشويشاً كبيراً، الاثنين، خلال إحياء إسرائيل ذكرى قتلى الحروب التي خاضتها. واتهم ذوو هؤلاء المحتجَزين حكومة بنيامين نتنياهو بعدم الصدق في الدفاع عن أرواح الجنود والمواطنين، مؤكدين أنها تهدر أرواح 132 جندياً ومواطناً أسرى لدى حركة «حماس».

ففي غالبية الفعاليات التي نظمتها الحكومة الإسرائيلية في 53 مقبرة عسكرية، حضر مندوبون عن عائلات جنود إسرائيليين قتلى أو أسرى، ووجَّهوا عبارات مهينة لوزراء حضروا إلى المراسم في المقابر العسكرية لإحياء ذكرى الجنود القتلى في الحروب، الاثنين. وغادر كثير من ذوي الجنود القتلى المراسم الرسمية التي أقيمت في القدس، خلال خطاب نتنياهو، ورفع أحد المشاركين علم إسرائيل وكتب عليه «7.10»، في إشارة إلى الإخفاق الأمني الإسرائيلي في عدم توقع هجوم حركة «حماس» في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وعندما قال نتنياهو في خطابه: «لا ننسى المخطوفين ولو للحظة. ونعمل دون هوادة من أجل إعادتهم جميعاً، الأحياء والشهداء، إلى الديار، ولن نتوقف (عن شن الحرب على غزة) حتى نقضي على حكم (حماس) الإرهابي، وسنحاسبهم جميعاً»، صرخ والد جندي قتيل نحوه قائلاً: «يا نِفاية، أخذت أولادي!».

وجرت مواجهات في المقبرة العسكرية في أشدود، حيث ألقى وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، كلمة. وصرخت عائلات تجاه بن غفير: «انصرف من هنا، مجرم. دجال. نفاية، لم تخدم في الجيش دقيقة واحدة». ورفع ذوو جنود قتلى لافتات منددة بوزير الدفاع، يوآف غالانت، في أثناء إلقائه كلمة في المقبرة العسكرية بتل أبيب، تطالبه بالاستقالة، وتقول: «دم أبنائنا على يديك». كما رفع آخرون لافتات ضد وزيرة المواصلات ميري ريجف، جاء فيها: «أنتم شلة زعران لا حكومة». أما وزير الإسكان، يتسحاق غولدكنوبف، فتمت مواجهته في المقبرة العسكرية في رحوفوت: «أيها اللصوص، نهبتم أموال الدولة». واحتجت عائلات ضد خطاب وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، في بلدة أوفاكيم بالنقب، وحاول نشطاء اليمين المتطرف التصدي لأفراد هذه العائلات، وصرخوا تجاههم: «اخجلوا. يساريون خائنون».

جنود إسرائيليون في غزة خلال إحياء مراسم ذكرى القتلى الاثنين (الجيش الإسرائيلي - أ.ف.ب)

والمعروف أن إسرائيل تحيي عشية احتفالاتها بيوم الاستقلال من كل سنة، ذكرى قتلى «الحروب والأعمال العدائية»، بمهرجانات تأبين رسمية كبرى، وتحاول إضفاء أجواء رومانسية تعاطفاً معهم ومع العائلات المكلومة. ووفق إحصاءات الجيش يبلغ عدد القتلى 25040 شخصاً منذ سنة 1860 (تاريخ مولد ثيودور هرتزل مؤسس الصهيونية السياسية الحديثة)، بينهم 766 جندياً وضابطاً قُتلوا في السنة الأخيرة. لكن الحكومة كانت تتوقع أن يشوش أفراد من عائلات الأسرى وبعض عائلات القتلى على هذه الأجواء، فنظمتها بطريقة تختزل عدد الحضور، وقررت تصوير الحفل المركزي في القدس سلفاً، ومن دون جمهور، لتفادي الصدام؛ ولذلك، اختار كثير منهم عدم المشاركة في الاحتفالات الرسمية، وإقامة احتفالات خاصة مختلفة. وبدلاً من إضاءة الشموع، اختارت العائلات «حفل إطفاء الشموع حزناً على الأبناء المخطوفين الذين أهدرت الحكومة دماءهم»، وفق وصفها.

لكن هذا لم يمنع القادة الإسرائيليين من إلقاء خطابات نارية رددوا فيها شعارات الانتصار و«الوحدة الوطنية». وقال رئيس الدولة، يتسحاق هرتسوغ، إن «الشعب اليهودي يحلم دائماً بالسلام، ولكن ما دامت إسرائيل تحت الهجوم فلن نلقي سيوفنا». وأضاف هرتسوغ، الذي حضر بقميص ممزق الياقة دليلاً على الحداد: «أقف هنا، بجوار بقايا هيكلنا، بثياب ممزقة. هذا التمزيق – رمز الحداد اليهودي، هو رمز حداد وحزن شعب بأكمله في هذا العام. عام من الحداد الوطني. رمز للتمزق الملطخ بالدماء في قلوب الناس. دمعة في قلب دولة إسرائيل – المحطمة، الثكلى، التي تذرف دموعاً مريرة، وترفض أن تُعَزَّى على أبنائها وبناتها – جنوداً ومدنيين، مدنيين وجنوداً... لقد حلت بنا مأساة كبيرة». وتوجه إلى «إخواننا وأخواتنا المحتجزين كرهائن» وقال: «لن ننسى أبداً أنه لا توجد وصية أعظم من فداء الأسرى. الأمة كلها معكم. يجب أن نتحلى بالشجاعة، وأن نختار الحياة – ألا يهدأ لنا بال، وألا نتوقف حتى يعودوا جميعهم إلى الوطن».

وتكلم نتنياهو في مراسم «ياد لبانيم» (يد للأبناء) في القدس، فقال: «إن الالتزام القوي تجاه بلدنا يشمل جميع مقاتلينا في هذه الحرب الصعبة – اليهود والدروز والمسيحيين والمسلمين والبدو والشركس. وقد أنجزنا نحو نصف هدفنا من الحرب ضد «حماس» في غزة، لكننا ملتزمون بإكمال هذه المهمة المقدسة». ورد نتنياهو على منتقديه بخصوص الصفقة فقال: «هناك مباحثات تجري بشأن نفي قادة حركة (حماس) من قطاع غزة إلى الخارج، كشرط لاستسلام (حماس)».

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يضع إكليل زهور خلال مراسم إحياء ذكرى قتلى إسرائيل في المقبرة العسكرية بالقدس الاثنين (رويترز)

وتطرق نتنياهو إلى «اليوم التالي» بعد انتهاء الحرب على غزة، بالقول: «قبل كل شيء يجب القضاء على (حماس). نحن نأمل أن تكون إدارة القطاع مع أشخاص محليين لا يرتبطون بـ(حماس) إلى جانب مسؤولين في دول بالمنطقة، ولا يمكن لذلك أن يحدث ما دامت (حماس) هناك». وأضاف: «الحرب يمكن أن تنتهي غداً إذا استسلمت (حماس)، وألقت سلاحها». وعاد نتنياهو ليتحدث عن الاعتماد على الذات فقط فقال: «يجب أن ندافع عن أنفسنا بأنفسنا، نحن لا نطلب ذلك من جنود أميركيين أو آخرين. سنقضي على (حماس)، والهدف الثاني هو إعادة المختطفين، نحن ملتزمون بذلك، وبهذا السبب نمارس الضغط العسكري، كما أننا نواجه تحديات لم تواجه أي جيش حديث من قبل». وتابع: «هناك تحدٍّ يواجه التفوق الأميركي، ومن أجل مستقبل البشرية والمجتمع من المهم أن تحافظ الولايات المتحدة على هيمنتها بوصفها قوة عالمية. (حماس) وإيران تقولان (الموت لإسرائيل) و(الموت لأميركا)، إنه كفاح مشترك للحضارة ضد الهمجية». ورد نتنياهو على الانتقادات ضده بشأن عدم تعامله مع صفقة تبادل الأسرى بوصفها أولوية، بالقول: «لا يمكن قبول مطالب (حماس)، كما أن الولايات المتحدة قالت إنه لا توجد صفقة بسبب (حماس)».

جنود مشتركون في الحرب داخل قطاع غزة يظهرون في مراسم ذكرى قتلى حروب إسرائيل الاثنين (الجيش الإسرائيلي - أ.ف.ب)

وفي خطاب عند حائط المبكى (البراق) في القدس، أشار رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هليفي، إلى أنه يتحمل مسؤولية تقديم الإجابات لعائلات القتلى. وقال: «بصفتي قائداً لقوات جيش الدفاع خلال الحرب، أتحمل مسؤولية حقيقة أن جيش الدفاع فشل في مهمته المتمثلة في حماية مواطني دولة إسرائيل في 7 أكتوبر. أشعر بالثقل على كتفي كل يوم، وفي قلبي، وأنا أفهم معناه بالكامل». وتوجه لعائلات الجنود القتلى، فقال: «أنا القائد الذي أرسل أبناءكم وبناتكم إلى المعركة التي لم يعودوا منها وإلى المواقع التي اختُطفوا منها. وأحمل معي كل يوم ذكرى الشهداء، وأنا مسؤول عن الإجابة عن الأسئلة الحادة التي تقض مضاجعكم».

وافتتح رئيس الكنيست أمير أوحانا مراسم يوم الذكرى في مبنى البرلمان بإضافة شمعة تذكارية مع والدي وأشقاء الرائد جمال عباس، الجندي الدرزي الذي قُتل أثناء القتال في غزة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وقال: «إن الطريقة الوحيدة لاستحقاق تضحيات الذين سقطوا هي إبعاد فيروس الفتنة والكراهية اللعين من البلاد؛ فهجوم (حماس) ذكّرنا بأهمية الوحدة».