اتهامات لرئيس الوزراء الإسرائيلي بإفشال صفقة مع «حماس»

عضو في فريق المفاوضات يقول: كنا نتفق على شيء في الصباح ويبطله نتنياهو في المساء

عائلات الإسرائيليين المحتجزين في غزة خلال مسيرة للمطالبة بالإفراج عنهم في تل أبيب يوم الخميس (رويترز)
عائلات الإسرائيليين المحتجزين في غزة خلال مسيرة للمطالبة بالإفراج عنهم في تل أبيب يوم الخميس (رويترز)
TT

اتهامات لرئيس الوزراء الإسرائيلي بإفشال صفقة مع «حماس»

عائلات الإسرائيليين المحتجزين في غزة خلال مسيرة للمطالبة بالإفراج عنهم في تل أبيب يوم الخميس (رويترز)
عائلات الإسرائيليين المحتجزين في غزة خلال مسيرة للمطالبة بالإفراج عنهم في تل أبيب يوم الخميس (رويترز)

كشف أحد أعضاء فريق التفاوض الإسرائيلي حول صفقة لوقف النار وتبادل الأسرى مع حركة «حماس»، عن «كيف يعمل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على عرقلة المفاوضات»، وقال إن استمرارها على النحو الحالي يمكن أن يؤدي إلى أن تدوم عاماً أو أكثر «حتى يذوي الأسرى ويموتون واحداً تلو آخر».

وقال هذا المفاوض، الذي يعد من المسؤولين ووفقاً لشهادته يتضح أنه شارك في جلسات كثيرة مع رئيس الوزراء نتنياهو، إنه «كان يمكن التوصل لصفقة قبل شهرين لكن نتنياهو لم يصغِ لنا. وقد خسرنا أرواح مختطفين».

وأوضح هذا المسؤول، الذي كان يتكلم في برنامج التحقيقات الذي تقوده إيلانا ديان، في «القناة 12» التلفزيونية: «كنا نحصل على التفويض صباحاً من نتنياهو ونتوجه إلى المفاوضات. ولكن، في المساء، كان يتصل ويوقفنا. فيقول: لا تذكروا هذا الأمر. لا تتفقوا حول هذا الموضوع. لا أعطيكم صلاحيات لقول كذا. وهكذا... ليس عندي شك في أن نتنياهو يعرقل المفاوضات وبشكل متعمد». وتابع المسؤول الإسرائيلي قائلاً إن «نتنياهو كان يتجاوز رؤساء الوفد المفاوض و(كابينيت الحرب) أيضاً. مجلس قيادة الحرب لا يعرف ماذا يدور في هذا الملف. إنه بيد نتنياهو فقط».

وكشف عضو الفريق أنه منذ شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، لا توجد مفاوضات حقيقية بل إدارة مسار يظهر وكأنه مفاوضات. وأضاف: «نتذاكى فقط (في المفاوضات). ولكن في هذه الأثناء، يتعرض الأسرى الإسرائيليون لأوضاع غير إنسانية ويموتون، إما مرضاً وإما جوعاً وإما قهراً وإما نتيجة لقصف الجيش الإسرائيلي. وهذا يفزعني. أنا لا أنام الليل وأنا أتصور كيف يعيشون في الأسر وماذا يواجهون وكيف تتعامل حكومتنا معهم. انكسرت. عندما أجلس مع ذوي المختطفين، أشعر بالخجل. أشعر حتى بألم في جسدي. فأنا أعرف أنه قد يطول الأمر كثيراً، ربما سنة وربما سنوات عدة. وعندها لا يبقى لنا مَن نتفاوض عليه».

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مُتهم بعرقلة مفاوضات تبادل الأسرى والمحتجزين مع حركة «حماس» (مكتب الإعلام الحكومي - د.ب.أ)

وفي لقاء منفصل، أجرته القناة ذاتها مع رئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» السابق، نداف أرغمان، قال إن «نتنياهو ليس مؤهلاً لقيادة الدولة، والشعب يجب أن يدعو لتنحيته، والحرب في غزة انتهت ونحن نخوض هناك معارك قتالية فقط، بلا هدف استراتيجي». وقال أرغمان إن على إسرائيل أن تضع قضية الأسرى على رأس الاهتمام ويأتي بعدها أي شيء آخر. وأكد أن الثمن الذي تتطلبه صفقة تبادل سيكون طائلاً ولكن لا بد منه. وأضاف أنه «حتى لو توقفت الحرب قبل أن نحقق فيها أهدافنا وحتى لو أطلقنا سراح أسرى فلسطينيين أيديهم ملطخة بدماء الإسرائيليين، فيجب دفعه وبأقصى السرعة. وإلا فإن إسرائيل تكون خائنة لأبنائها».

ودعا أرغمان للإطاحة بنتنياهو فوراً لأنه، بحسب رأيه، أغرق إسرائيل في الوحل وضرب مصالحها، في سبيل الحفاظ على كرسيه وائتلافه.

ورداً على تلك الادعاءات، سارع نتنياهو للرد، ففنّد كل هذه الأقوال. وقال مكتبه، في بيان عاجل: «نتنياهو يعمل على مدار الساعة لإعادة المخطوفين وهو يرفض اتفاق استسلام، و(حماس) هي من يحبط التوصل لصفقة». وقال الناطق بلسان الجيش: «نحن نعمل كل ما في وسعنا لتحرير المختطفين. وعندما تكون لدينا معلومات عن وجود المختطفين في مكان ما نتجنب قصفه».


مقالات ذات صلة

الجيش الإسرائيلي يدعو إلى إخلاء مناطق جنوب قطاع غزة

المشرق العربي صورة لدبابة إسرائيلية على الحدود مع قطاع غزة (أ.ف.ب)

الجيش الإسرائيلي يدعو إلى إخلاء مناطق جنوب قطاع غزة

دعا الجيش الإسرائيلي الاثنين السكان إلى إخلاء مناطق في مدينة خان يونس في جنوب قطاع غزة حيث تنشط وفقاً له «منظمات إرهابية».

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)

ترمب يحذر من «عواقب وخيمة» بالشرق الأوسط ما لم يُفرج عن رهائن غزة قبل تنصيبه

قال الرئيس الأميركي المنتخب الاثنين إنه إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن في غزة قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) فستكون هناك «مشكلة خطيرة» في الشرق الأوسط.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية فلسطينيات في مخيم البريج بوسط قطاع غزة الاثنين (أ.ف.ب)

يعلون يتمسك باتهامه إسرائيل بارتكاب جرائم حرب

تمسك رئيس أركان الجيش الأسبق موشيه يعلون بأقواله إن بلاده تنفّذ في قطاع غزة عملية تطهير شعب، وسط مطالبة بمحاكمته بتهمة الخيانة.

نظير مجلي (تل أبيب)
شمال افريقيا صورة جماعية للمشاركين في مؤتمر القاهرة الوزاري لتعزيز الاستجابة الإنسانية بغزة (الخارجية المصرية)

مؤتمر القاهرة لـ«إغاثة غزة»... مساعٍ لتخفيف حدة الأزمة الإنسانية

شهدت العاصمة المصرية، الاثنين، مؤتمر «القاهرة الوزاري لتعزيز الاستجابة الإنسانية في غزة»، بتنظيم مصري - أممي وحضور فلسطيني، ومشاركة 103 وفود لدول ومنظمات.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي صورة لسارة نتنياهو خلال اللقاء مع ترمب نشرتها مارغو مارتن على موقع «إكس»

تقرير: سارة نتنياهو أثارت قضية الرهائن خلال لقاء مع ترمب في منتجعه

قالت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» إن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب تناول العشاء، مساء الأحد، مع سارة زوجة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في منتجعه.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

غارات سورية وروسية لوقف تمدد الفصائل

جانب من مباحثات فيدان وعراقجي بالخارجية التركية في أنقرة الاثنين (الخارجية التركية)
جانب من مباحثات فيدان وعراقجي بالخارجية التركية في أنقرة الاثنين (الخارجية التركية)
TT

غارات سورية وروسية لوقف تمدد الفصائل

جانب من مباحثات فيدان وعراقجي بالخارجية التركية في أنقرة الاثنين (الخارجية التركية)
جانب من مباحثات فيدان وعراقجي بالخارجية التركية في أنقرة الاثنين (الخارجية التركية)

شنّت القوات السورية والروسية، أمس (الاثنين)، غارات على مناطق سيطرة الفصائل المسلحة في شمال غربي سوريا لوقف تمدد الفصائل، مع سعي دمشق لاستعادة مواقع استحوذت عليها «هيئة تحرير الشام» وجماعات متحالفة معها في الهجوم الواسع الذي بدأته الأسبوع الماضي.

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن الغارات استهدفت «مناطق عدة، بينها مدينة إدلب ومخيم للنازحين شمالها»، ما أسفر عن مقتل «11 مدنياً بينهم 5 أطفال وسيدتان وإصابة العشرات بجروح».

وبدأت قوات «وحدات حماية الشعب» الكردية الانسحاب من المناطق الخاضعة لسيطرتها في القطاع الشمالي الشرقي من مدينة حلب، بموجب اتفاق مع الفصائل المسلحة يسمح للمدنيين بالمغادرة إلى مناطق يسيطر عليها الأكراد في شمال شرقي سوريا.

في سياق متصل، تضاربت الأنباء حول دخول فصائل عراقية إلى سوريا. وبينما نقلت وكالة «رويترز» عن «مصدر كبير» في الجيش السوري أن العشرات من مقاتلي «قوات الحشد الشعبي» العراقية، المتحالفة مع إيران، عبَروا من العراق إلى سوريا، نفت وزارة الداخلية العراقية الأمر، وأكدت السلطات العراقية متانة الحدود مع سوريا التي تحول دون أي تسلل لجماعات مسلحة بين البلدين.