جعجع يؤكد مواصلة المواجهة والراعي يعد النازحين السوريين «خطراً على اللبنانيين»

حزب «القوات اللبنانية» أقام مأتماً شعبياً لمسؤول منطقة جبيل

مناصرون لحزب «القوات اللبنانية» يرفعون نعش باسكال سليمان في جبيل الأربعاء (إعلام القوات)
مناصرون لحزب «القوات اللبنانية» يرفعون نعش باسكال سليمان في جبيل الأربعاء (إعلام القوات)
TT

جعجع يؤكد مواصلة المواجهة والراعي يعد النازحين السوريين «خطراً على اللبنانيين»

مناصرون لحزب «القوات اللبنانية» يرفعون نعش باسكال سليمان في جبيل الأربعاء (إعلام القوات)
مناصرون لحزب «القوات اللبنانية» يرفعون نعش باسكال سليمان في جبيل الأربعاء (إعلام القوات)

أكد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، أنه بعد مقتل منسّق منطقة جبيل في القوات باسكال سليمان، فإن حزبه مستمر في «المواجهة التي لا تهدف للأخذ بالثأر أو لمواجهة طائفية أو مناطقية أو عرقية، بل هي من أجل الانتقال من الواقع المرير، المؤلم، المجرم، والفاشل الذي نعيش فيه منذ سنوات».

وشدد جعجع في كلمة ألقاها مباشرة من مقر إقامته في معراب، بعد انتهاء الصلاة على جثمان سليمان، على أن «المواجهة مستمرة كي يصبح لدينا حدود معروفة ومحروسة ومضبوطة»، حيث لا تعبر سيارة فيها مجرمون ومعهم جثة إنسان ببساطة بين لبنان وسوريا».

وأضاف جعجع: «كي ننجح، إذا أردنا ديمقراطياً (يجب) تغيير سلطة فاشلة فاسدة، رمتنا في آخر طابق من جهنّم، بدلاً من بقائها قاعدة على قلوب اللبنانيين بفعل وهج السلاح غير الشرعي والتعطيل وضرب الدستور، كي ننجح في كشف الحقيقة في جريمة بحجم جريمة المرفأ أو اغتيال لقمان سليم وإلياس الحصروني وباسكال سليمان، وكي ينال المجرمون عقابهم الذي يستحقونه ويكونوا عبرة لكلّ من يفكّر برفع يده على لبناني».

وأكد جعجع أن «المواجهة مستمرة كي نستطيع عند مطالبتنا بالحقيقة ألا نُتّهم بافتعال الفتن، فنتحوّل بمنطق اللامنطق من ضحية إلى قاتل، ومن مغدور إلى عابث بالسلم الأهلي. وكي يبقى قرارنا بيدنا، بدلاً من أن نستفيق في يوم من الأيام، ونجد أنفسنا في حرب لها أول وليس لها آخر، بقرار لا ندري من أين أتى، ويجر علينا أكثر وأكثر الويل والخراب الذي لا مصلحة للبنان فيه».

وقال جعجع: «كي لا يخطئ أحد في حساباته، لا يراهننّ أحد على خيبة أملنا، فلن نيأس، ولا يراهننّ أحد على تعبنا، فلن نتعب، ولا يراهننّ أحد على تراجعنا، فلن نستسلم، ولا يراهننّ أحد على ذاكرتنا، فلن ننسى، ولا يراهننّ أحد على الوقت كي نبدل رأينا».

أما البطريرك الماروني بشارة الراعي، الذي ترأس صلاة الجنازة في كنيسة مار جرجس في جبيل (شمال لبنان)، والتي شاركت فيها وفود سياسية وشعبية، فشدد في عظته على أهمية «معرفة أهداف الجريمة ومن وراءها»، قائلاً: «الحقيقة ستظهر لا محالة، ولكنّ المؤسف أن يكون مقترفو هذه الجريمة من النازحين السوريّين الذين استقبلهم لبنان بكلّ روحٍ إنسانيّة، ولكنّ بعضهم يتصرّفون بشكلٍ غير إنسانيّ، ويرتكبون الجرائم المتنوّعة بحقّ اللبنانيّين وعلى أرض لبنان».

ورأى الراعي أن هؤلاء النازحين «باتوا يشكّلون خطراً على اللبنانيّين في عقر دارهم، فأصبح من المُلحّ إيجاد حلّ نهائيّ لضبط وجودهم مع الجهات الدوليّة والمحلّيّة المعنيّة، بعيداً عن الصدامات والتعديات التّي لا تُحمد عقباها»، لافتاً إلى أنه «من واجب السلطات اللبنانيّة المعنيّة معالجة هذه المسألة الجسيمة الخطورة بالطرق القانونيّة والإجرائيّة؛ فلبنان الرازح تحت أزماته الاقتصاديّة والماليّة، ونزيف أبنائه بهجرتهم، لا يتحمّل إضافة أعباء (ما يعادل) نصف سكّانه، وهذا ما تعجز عنه كبريات الدول».

وأضاف الراعي: «يُجمع المعلّقون على هذا الخطف والاغتيال في منطقة الشهيد باسكال الآمنة، على أنّ السبب الأساسيّ الذي يستسهل الإجرام المغطّى سياسياً من النافذين، والهارب من وجه العدالة أو المتمرّد عليها وعلى القضاء، هو عدم انتخاب رئيس للدولة. ومن ثم، حالة الفوضى في المؤسّسات الدستوريّة والوزارات والإدارات العامّة، وانتشار السلاح بين أيدي المواطنين والغرباء الموجودين على أرض لبنان»، متسائلاً: «لمصلحة من هذه الفوضى في الحكم والإدارة والقضاء والسلاح وقرار الحرب والسلم من خارج قرار الدولة؟».

وكان الجيش اللبناني قد أعلن، الثلاثاء، نجاح مديرية المخابرات في الجيش بتوقيف معظم أعضاء العصابة السوريين المشاركين في عملية خطف وقتل سليمان التي حدثت يوم الأحد الماضي. وتبين خلال التحقيق معهم أن المخطوف قُتِل من قبلهم أثناء محاولتهم سرقة سيارته في منطقة جبيل، وأنهم نقلوا جثته إلى سوريا قبل أن تجري استعادتها مطلع الأسبوع.


مقالات ذات صلة

المعارضة اللبنانية تباشر بحث خياراتها الرئاسية

المشرق العربي جانب من الجلسة البرلمانية الأخيرة التي مُدّد فيها لقائد الجيش والقادة الأمنيين والتي أعلن رئيس البرلمان نبيه بري في مستهلها تحديد موعد لانتخاب رئيس للجمهورية (الوكالة الوطنية للإعلام)

المعارضة اللبنانية تباشر بحث خياراتها الرئاسية

باشرت الكتل النيابية المعارضة اتصالاتها ولقاءاتها؛ للبحث والتشاور حول اسم مرشح لرئاسة الجمهورية، تكون قادرة على تسويقه مع الفريق الآخر، خصوصاً الذي كان.

المشرق العربي جانب من الجلسة البرلمانية الأخيرة التي مُدّد فيها لقائد الجيش والقادة الأمنيين والتي أعلن رئيس البرلمان نبيه بري في مستهلها تحديد موعد لانتخاب رئيس للجمهورية (الوكالة الوطنية للإعلام)

كتل المعارضة اللبنانية تشغّل محركاتها استعداداً لجلسة انتخاب الرئيس

ما إن حدد رئيس البرلمان اللبناني نبيه برّي 9 يناير (كانون الثاني) المقبل موعداً لانتخاب رئيس للجمهورية، حتى بدأت الكتل المعارضة اتصالاتها للاتفاق على اسم مرشح.

يوسف دياب (بيروت)
الخليج تحمل الطائرة مساعدات إغاثية متنوعة تشتمل على مواد غذائية وطبية وإيوائية (واس)

وصول الطائرة الإغاثية السعودية الـ26 إلى لبنان

وصلت إلى مطار رفيق الحريري الدولي في مدينة بيروت اللبنانية، السبت، الطائرة الإغاثية السعودية الـ26 التي يسيّرها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي رجل يسير في شارع مدمر في مدينة صور بجنوب لبنان (د.ب.أ)

عودة 80 % من النازحين اللبنانيين منذ سريان وقف إطلاق النار

سجلت حركة عودة النازحين اللبنانيين تزايدا مستمرا ووصلت النسب المئوية لأكثر من 80% منذ دخول وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله» حيز التنفيذ.

«الشرق الأوسط» (بيروت )
المشرق العربي الحدود اللبنانية - الإسرائيلية (رويترز)

إسرائيل تتوسَّع لبنانياً في «الوقت الضائع»

سعت إسرائيل، أمس (الجمعة)، إلى التوسّع داخل لبنان فيما يمكن وصفه بـ«الوقت الضائع»، بانتظار بدء لجنة المراقبة عملها لتنفيذ اتفاق وقف النار الذي بدأ تنفيذه.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

«قسد»: فصائل موالية لتركيا تقطع ممراً إنسانياً مع حلب

TT

«قسد»: فصائل موالية لتركيا تقطع ممراً إنسانياً مع حلب

عناصر من «قسد» على أحد المحاور في حلب (أرشيفية - المرصد السوري لحقوق الإنسان)
عناصر من «قسد» على أحد المحاور في حلب (أرشيفية - المرصد السوري لحقوق الإنسان)

قال القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) مظلوم عبدي، الاثنين، إن ما وصفها بأنها «الفصائل المسلحة الموالية لتركيا» قطعت ممراً إنسانياً حاولت «قسد» فتحه بين مناطقها في شمال شرقي سوريا وبين حلب ومنطقة تل رفعت والشهباء، مؤكداً استمرارهم في محاولة إخراج السكان بأمان.

وأضاف عبدي، على منصة «إكس»، أن قوات «قسد» واجهت هجمات مكثفة من عدة جهات مع انسحاب الجيش السوري وحلفائه من حلب، مما دعاها للتدخل «وفتح ممر إنساني بين مناطقنا الشرقية وحلب ومنطقة تل رفعت لحماية شعبنا من المجازر».

وتابع: «لكن هجمات المجموعات المسلحة المدعومة من الاحتلال التركي قطعت هذا الممر... قواتنا دافعت ببسالة عن أهلنا في حلب وتل رفعت والشهباء».

وأكد قائد «قسد» على أن قواته تعمل على التواصل مع «كل الجهات الفاعلة» في سوريا لتأمين حماية الأكراد وإخراجهم بأمان من منطقة تل رفعت والشهباء باتجاه المناطق الآمنة في شمال شرقي البلاد.

وأضاف: «تستمر مقاومة قواتنا لحماية أهالينا في الأحياء الكردية بمدينة حلب».

وبدأت «هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة) سابقاً قبل فكّ ارتباطها مع تنظيم «القاعدة» مع فصائل مسلحة أقل نفوذاً، الأربعاء، هجوماً غير مسبوق، ويعد الأعنف منذ سنوات في محافظة حلب؛ حيث تمكنت من التقدم بموازاة سيطرتها على عشرات البلدات والقرى في محافظتي إدلب (شمال غرب) وحماة (وسط) المجاورتين.

أصبحت حلب، ثاني كبرى مدن سوريا، خارج سيطرة الحكومة السورية للمرة الأولى منذ اندلاع النزاع، مع سيطرة الفصائل المسلحة على كل الأحياء بالمدينة، حيث كانت تنتشر قوات الجيش، بحسب ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، أمس (الأحد).