دورة عسكرية لـ50 عنصراً في ريف دير الزور بحضور قيادات إيرانية و«حزب الله»

اشتباكات عنيفة بين مسلحين موالين لإيران وموالين للنظام بريف دير الزور

أرشيفية للواء «فاطميون»... (موقع إيران يور فارسي)
أرشيفية للواء «فاطميون»... (موقع إيران يور فارسي)
TT

دورة عسكرية لـ50 عنصراً في ريف دير الزور بحضور قيادات إيرانية و«حزب الله»

أرشيفية للواء «فاطميون»... (موقع إيران يور فارسي)
أرشيفية للواء «فاطميون»... (موقع إيران يور فارسي)

أنهى 50 عنصراً من ميليشيا لواء فاطميون «الأفغانية» دورة تدريبية عسكرية، اليوم الأحد، حملت اسم «أخذ بالثأر»، في معسكر «قاسم سليماني» في مستودعات عياش بريف دير الزور الغربي، بحضور قيادات في «الحرس الثوري» الإيرانية و«حزب الله» «اللبناني».

ووفقاً لمصادر المرصد السوري، فإنه يجري تدريب العناصر لمدة 45 يوماً على الأسلحة الثقيلة وآلية استخدام العبوات الناسفة بالإضافة إلى حرب العصابات، لرفع الجاهزية القتالية للعناصر.

وكانت وسائل إعلامية محلية، قد أفادت (الجمعة)، بأنّ قوات «فاطميون» الإيرانية تستقدم تعزيزات جديدة من عناصرها إلى بلدة عياش غربي دير الزور، بعد خسائرها بالضربات الأخيرة على مواقعها في الأيام الماضية.

ويأتي ذلك في ظل استمرار الصراع الإسرائيلي - الإيراني والمواجهات الأميركية - الإيرانية على الأراضي السورية، كان آخرها ضرب مبنى تابع للسفارة الإيرانية في دمشق، أسفر عن مقتل عدد من قادة «الحرس الثوري» الإيراني كانوا في اجتماع.

وأشار المرصد بتاريخ 2 فبراير (شباط) الفائت، إلى إلغاء لواء «فاطميون» دورة عسكرية لـ70 متدرباً من المنتسبين إليه حتى إشعار آخر، تحسباً لاستهداف محتمل من قبل القوات الأميركية والطائرات المجهولة. ووفقاً لمصادر المرصد، فإن الدورة التدريبية المشار إليها، جهز لها في معسكر قاسم سليماني ضمن مستودعات عياش بريف دير الزور الغربي.

وأخلى «لواء فاطميون» الأفغاني في 12 فبراير، مقراً له في مبنى شركة سيرياتيل بمدينة دير الزور، تحسباً لضربات أميركية، في إطار عملية إعادة انتشار قواتها في المنطقة.

حقل كونيكو النفطي شرق سوريا (أرشيفية)

وكان المرصد السوري قد أفاد صباح (الأحد)، بأن مسلحين مدعومين من إيران، استهدفوا بصاروخ حقل كونيكو للغاز بريف دير الزور. وجاء في التقرير أن منطقة القاعدة الأميركية في حقل «كونيكو» للغاز بريف دير الزور الشمالي، تعرضت لقصف صاروخي بعد منتصف الليل، ناجم عن استهداف المجموعات المدعومة من قبل إيران محيط القاعدة بصاروخ واحد على الأقل.

وسمع دوي انفجار في المنطقة وسط انتشار من قبل القوات الأميركية داخل القاعدة، وفقاً لـ«وكالة أنباء العالم العربي».

واستهدفت فصائل عراقية مسلحة تعمل تحت اسم «المقاومة الإسلامية في العراق» حقل «كونيكو» للغاز بريف دير الزور عدة مرات، منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة عقب هجوم حركة «حماس» على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول).

مبنى أصيب بغارة جوية على دير الزور في 26 مارس 2024 (أ.ف.ب)

وضمن الفوضى الأمنية التي تشهدها المنطقة شرق سوريا، دارت اشتباكات عنيفة بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة بين مجموعات من ميليشيا «الدفاع الوطني» في ريف دير الزور الغربي من جهة، وعناصر من «الفرقة الرابعة» ولواء الباقر بقيادة نواف البشير من جهة أخرى، بعد محاولة عناصر الأخيرة السيطرة على معبر بلدة عياش وإغلاقه، واحتكار تهريب المحروقات.

وقد تمكنت مجموعات «الدفاع الوطني» من أسر مجموعة مؤلفة من 12 عنصراً تابعة لـ«الفرقة الرابعة» ولواء الباقر واغتنام سيارة دفع رباعي نوع «شاص» مثبت عليه سلاح متوسط، ولا تزال الاشتباكات مستمرة دون ورود معلومات عن خسائر بشرية بين الطرفين.

وأشار المرصد السوري في 9 يناير (كانون الثاني) الفائت، إلى أن عنصراً بميليشيا القاطرجي فارق حياته إثر اندلاع اشتباكات عنيفة مع ميليشيا «الدفاع الوطني» في بلدة بقرص شرقي دير الزور، حيث استخدمت الأسلحة الرشاشة الخفيفة والمتوسطة بين الطرفين. ولفت المرصد، في حينها، إلى أن اندلاع الاشتباكات يعود إلى خلافات بين الطرفين حول عائدات «التهريب».


مقالات ذات صلة

ظريف يحذر من «حرب شاملة» في سوريا

شؤون إقليمية ظريف على هامش اجتماع حكومي (الرئاسة الإيرانية)

ظريف يحذر من «حرب شاملة» في سوريا

حذر محمد جواد ظريف، نائب الرئيس الإيراني ووزير الخارجية الأسبق، من اندلاع حرب أهلية شاملة في سوريا، وذلك خلال مبادرة طرحها تدعو لحوار بين دول المنطقة.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
شؤون إقليمية سلامي يلقي كلمة في مناسبة لقواته (إيرنا)

«الحرس الثوري»: جبهة المقاومة لا تعتمد على أحد ولم نفقد أذرعنا

حذر قائد «الحرس الثوري» الإيراني، حسين سلامي «أعداء» بلاده من أن «الخطأ الأول سيكون خطأهم الأخير»، قائلاً إن «جبهة المقاومة لا تعتمد على أحد».

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
خاص حاجز أمني للنظام السابق على طريق القزاز - ببيلا إلى «السيدة زينب» وقد خلا من المظاهر المسلحة (الشرق الأوسط)

خاص فكُّ عزلة «السيدة زينب» عن محيطها مع البلدات المجاورة

العزلة المحكمة التي فرضها «الحرس الثوري» الإيراني على بلدة «السيدة زينب» جنوب دمشق انتهت، بحسب جولة «الشرق الأوسط» فيها وفي البلدات المجاورة.

موفق محمد (دمشق )
المشرق العربي طفل سوري خلال احتفالات انتصار الثورة في إدلب أمس (إ.ب.أ)

إيران «ليس لديها اتصال مباشر» مع القيادة الجديدة في سوريا

أكدت إيران الاثنين أنه «ليس لديها اتصال مباشر» مع القيادة الجديدة في سوريا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​ وزارة العدل الأميركية (رويترز)

اتهام ضابط بـ«الحرس الثوري» بجرائم إرهاب لدوره المزعوم في قتل أميركي بالعراق

قالت وزارة العدل الأميركية، الجمعة، إنها اتهمت محمد رضا نوري، الضابط بـ«الحرس الثوري» الإيراني، بارتكاب جرائم قتل وإرهاب؛ لدوره المزعوم في وفاة أميركي بالعراق.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

نتنياهو في الجلسة السادسة لمحاكمته: الاتهامات الموجهة ضدي واهية

نتنياهو في قاعة المحكمة بتل أبيب للإدلاء بشهادته في محاكمته بتهم الفساد (أ.ب)
نتنياهو في قاعة المحكمة بتل أبيب للإدلاء بشهادته في محاكمته بتهم الفساد (أ.ب)
TT

نتنياهو في الجلسة السادسة لمحاكمته: الاتهامات الموجهة ضدي واهية

نتنياهو في قاعة المحكمة بتل أبيب للإدلاء بشهادته في محاكمته بتهم الفساد (أ.ب)
نتنياهو في قاعة المحكمة بتل أبيب للإدلاء بشهادته في محاكمته بتهم الفساد (أ.ب)

تواصلت محاكمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في إسرائيل، وحضر الثلاثاء جلسة أمام المحكمة المركزية في تل أبيب للرد على تهم الفساد الموجهة ضده، وذلك للمرة السادسة هذا الشهر.

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن نتنياهو أدلى بتصريحات دفاعية في القضية المعروفة باسم «4000»، نافياً أي علاقة له بالتغطية الإعلامية في موقع «واللا» أو بتأثير مباشر على قرارات تحريرية تخصه أو تخصّ أسرته.

وهاجم نتنياهو الادعاء الإسرائيلي وقال إنه «يبني تهمه على أسس واهية»، مشيراً إلى أن التغطية الإعلامية السلبية تجاهه وأسرته كانت سائدة ولم تكن هناك استجابة استثنائية لصالحه. كما أكد أن توقيعه على قرارات تتعلق بشركة «بيزك» للاتصالات لم يكن نتيجة لعلاقة خاصة مع مالكها شاؤول إلوفيتش، (الذي يملك موقع «واللا») بل كان جزءاً من إجراءات تنظيمية روتينية.

نتنياهو في اليوم السادس من محاكمته (أ.ب)

وانطلقت محاكمة نتنياهو قبل نحو أسبوعين في حدث استثنائي في إسرائيل باعتباره أول رئيس وزراء (في منصبه) يقف متهما في قاعة محكمة. ويواجه منذ عام 2019 اتهامات بالرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة في قضايا تتعلق بهدايا من أصدقاء أغنياء، وبالسعي لمنح مزايا تنظيمية لأباطرة الإعلام مقابل تغطية تفضيلية. وفي «الملف 1000» تتهم النيابة نتنياهو بالحصول على منافع شخصية وهدايا ثمينة من رجال أعمال وأثرياء مقابل مساعدتهم، وفي «الملف 2000» يتهم بأنه خلال محادثات بينه وبين ناشر صحيفة «يديعوت أحرونوت»، اقترح وقف توزيع صحيفة «يسرائيل هيوم» التي توزع بالمجان، مقابل تغطية داعمة له في «يديعوت»، وفي «الملف 4000» يتهم بأنه أبرم صفقة مع رجل الأعمال، شاؤول إلوفيتش، ناشر موقع «واللا» الإلكتروني، تقضي بتغطية إعلامية إيجابية، مقابل منحه وشركته «بيزك للاتصالات» مزايا تنظيمية.

وحتى الآن يواصل الدفاع التركيز على القضية 4000. وقال نتنياهو إنه لم يكن يعرف شاؤول شخصياً عندما وقع على أحد التصاريح التي سمحت له أن يصبح المالك المسيطر في «بيزك». وأضاف: «العلاقة معه كانت كما وصفتها بالضبط، جزءا من مجموعة من الأشخاص البارزين في الاقتصاد. لم تكن علاقة شخصية».

نتنياهو في المحكمة المحصنة بتل أبيب (إ.ب.أ)

ودافع محامي نتنياهو عن نظرية مفادها أنه يجب النظر إلى المنشورات في «واللا» من منظور شامل، وليس التركيز على الحالات الفردية التي تم فيها تغيير التغطية لصالح نتنياهو. وقال: «لدينا حجة أساسية - إذا كان هناك مقال معين، فما قبله وما بعده كانت مقالات سلبية، لا يمكن تجاهل ذلك». وقال المحامي أيضا إن طلبات نتنياهو لم تتجاوز المألوف في علاقات السياسيين مع وسائل الإعلام. وأكد نتنياهو: «الجميع يفعل ذلك. جميع السياسيين على اتصال مع الصحافيين طوال الوقت ويطلبون دائماً إزالة المقالات. هذه ليست مسألة جديدة في إسرائيل، ولكنها أصبحت فجأة قضية جنائية. هذا يحدث طوال الوقت، وهو الأمر الطبيعي».

ويفترض أن يستكمل نتنياهو شهادته الاثنين المقبل في القاعة المحمية تحت الأرض، والتي قرر جهاز الأمن العام (الشاباك) أنه يجب أن تجري فيها المحاكمة، بعدما كانت مقررة في المحكمة المركزية في القدس. ويشهد نتنياهو ثلاث مرات في الأسبوع، ست ساعات في اليوم، بعد أن رفض القضاة طلبه للإدلاء بشهادته مرتين فقط في الأسبوع. وتم الاتفاق أن تبدأ المحكمة في الساعة 10:00 صباحا وتستمر حتى الساعة 16:00، وسيسمح لنتنياهو خلالها بتلقي إحاطات ومذكرات سرية من مساعديه. ويتوقع أن تستمر المحاكمة عدة شهور.

ولم تمنع محاكمة نتنياهو من مضي الائتلاف الذي يقوده قدما في إجراءات لعزل المستشارة القانونية للحكومة غالي بهاراف ميارا، في خطوة قد تثير ضده اتهامات بخرق ترتيبات تضارب المصالح التي تم وضعها لمنعه من استخدام سلطات الحكومة للتأثير على محاكمته الجنائية الجارية.

وقالت «القناة 12» إن رؤساء الائتلاف اجتمعوا وقرروا المضي قدماً في عملية عزل المستشارة القانونية، دون إصدار بيان مشترك، بانتظار قرار من وزير العدل ياريف ليفين لبدء دفع العملية بشكل فعّال، وهو ما يعني عقد جلسة استماع وطرح قرار حول الموضوع على طاولة الحكومة. وبحسب القناة، فقد تم اتخاذ القرار بشأن المضي قدماً دون وجود ليفين، الذي ترك الجلسة قبل اتخاذ القرار، ولم يصدر بيان حول القرار حتى لا يُنظر إليه علنياً على أنه استسلام للإنذار السياسي من وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، ولتجنب أن يظهر الأمر وكأنه مدفوع من الحاجة لتحسين وضع الائتلاف.

وكان حزب بن غفير صوت الأسبوع الماضي ضد مشروع الميزانية لأن الائتلاف ألغى جلسة مقررة لمناقشة عزل المستشارة القانونية، ودبت خلافات واسعة، قبل أن يعود ويصوت هذا الأسبوع بالموافقة على ميزانية الدولة لعام 2025، محذرا من أن «دعمهم التلقائي» للقوانين التي يروج لها الائتلاف ليس شيكاً مفتوحاً: «صوّتنا مع الائتلاف ولكن هذا ليس شيكاً مفتوحاً، نحن في انتظار رؤية متى سيقدم ليفين قرار عزل المستشارة القانونية، إلى الحكومة».

ولم يتضح بعد، إلى أي حد سيمضي الائتلاف في ظل تسريبات مسؤولين كبار في الائتلاف بأن ليفين يحاول التهرب من عملية عزل المستشارة القانونية، لأنه لم يحصل على دعم من رؤساء الأحزاب لتسريع عملية تغيير تشكيل لجنة اختيار القضاة، ما يمنح الحكومة فعليا السيطرة على اختيار القضاة، وهي مسألة شائكة أخرى.

نتنياهو في المحكمة (أ.ب)

وتحتاج عملية عزل المستشارة إلى قرار يصدره وزير العدل ليفين، وبعد ذلك، ستبدأ جلسة استماع رسمية للمستشارة، وهو أمر يمكن أن يزيد من تعقيد الوضع داخل الائتلاف ويجبره على مواجهة ضغوط سياسية، شعبية وقانونية، باعتبار أن الخطوة من شأنها إزالة أحد أقوى حواجز الحماية التي تحد من سلطة الحكومة، ويربطها كثيرون بنية الائتلاف إعادة دفع خطة «الإصلاح القضائي» المثيرة للجدل التي تتبناها الحكومة، والتي تم تجميدها في أعقاب هجوم «حماس» في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي.