أستراليا ستعيّن مستشاراً خاصاً في التحقيق بمقتل عمال الإغاثة في غزة

موكب منظمة «وورلد سنترال كيتشن» في غزة تعرَّض لقصف إسرائيلي (رويترز)
موكب منظمة «وورلد سنترال كيتشن» في غزة تعرَّض لقصف إسرائيلي (رويترز)
TT

أستراليا ستعيّن مستشاراً خاصاً في التحقيق بمقتل عمال الإغاثة في غزة

موكب منظمة «وورلد سنترال كيتشن» في غزة تعرَّض لقصف إسرائيلي (رويترز)
موكب منظمة «وورلد سنترال كيتشن» في غزة تعرَّض لقصف إسرائيلي (رويترز)

ستعيّن كانبيرا مستشاراً خاصاً مكلفاً للعمل مع إسرائيل، بهدف ضمان «الشفافية» في التحقيق بشأن مقتل 7 من العاملين الإنسانيين، بينهم أسترالية، بضربة جوية من مُسيَّرة إسرائيلية في قطاع غزة، وفق ما أعلنت وزيرة الخارجية الأسترالية بيني وونغ.

وقالت وونغ للصحافيين، أمس (السبت)، إن المعلومات التي وفّرتها إسرائيل بشأن مقتل العاملة الأسترالية غير كافية، وإن كانبيرا ترغب في تعيين شخص «مؤهل» للإشراف على التحقيقات.

وأوضحت: «ستقوم الحكومة بتسمية مستشار خاص طلبنا من الإسرائيليين العمل معه، لكي نكون على بينة من صوابية التحقيق» في قصف موكب منظمة «وورلد سنترال كيتشن» (المطبخ المركزي العالمي)، ومقرها الولايات المتحدة.

وتابعت: «نريد أن يكون لنا ملء الثقة بشفافية (...) أي تحقيق»، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقُتل 7 من العاملين الإنسانيين مع المنظمة، هم 6 أجانب وفلسطيني، جراء قصف نفذته مُسيَّرة إسرائيلية، الاثنين، وطال السيارات الثلاث التي ضمّها موكبهم في القطاع المحاصر.

وأقرّ الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، بارتكاب سلسلة «أخطاء فادحة»، قائلاً إنه كان يستهدف «مسلحاً من (حركة) حماس».

وكان من بين العاملين القتلى الأسترالية لالزاومي (زومي) فرانكوم (43 عاماً)، فضلاً عن بولندي وأميركي كندي و3 بريطانيين وفلسطيني.

وكانت وونغ قد أكدت في تصريحات سابقة أن أستراليا تعد المعلومات التي قدّمها الجانب الإسرائيلي لا ترقى إلى «مستوى ما ننتظره» من التوضيح.

وشددت على أن مقتل العاملين الإنسانيين «لا يمكن تبريره، وينبغي القيام بتحرك عملي واضح لضمان عدم تكرار هذه المأساة أبداً».

وكان موكب المنظمة الخيرية غير الحكومية ينقل مساعدات داخل غزة، وتعرّض للقصف في دير البلح وسط القطاع. وحملت السيارات الثلاث شعار المنظمة على سطحها، إلا أن تحقيق الجيش الإسرائيلي خلص إلى أن كاميرا الطائرة المُسيَّرة لم تتمكن من رؤية هذا الشعار بسبب الظُّلمة.

وسبق للمنظمة أن أكدت أن الموكب كان يتحرك في منطقة لا تشهد قتالاً مباشراً، وتألّف من سيارتين مصفحتين تحملان شعارها، إضافة إلى ثالثة غير مصفحة.

وأثار قصف موكب المنظمة ومقتل العاملين إدانات دولية، أبرزها من الولايات المتحدة، حليفة إسرائيل؛ خصوصاً في ظل الأزمة الإنسانية التي يواجهها قطاع غزة وبلغت حد المجاعة.

واندلعت الحرب في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) مع شن حركة «حماس» هجوماً غير مسبوق على جنوب إسرائيل أوقع 1170 قتيلاً، غالبيتهم من المدنيين.

وردّت إسرائيل متعهدة بـ«القضاء» على «حماس»، وتشن منذ ذلك الحين حملة قصف مكثف وهجوم بري واسع النطاق، ما تسبب في مقتل 33 ألفاً و137 شخصاً، معظمهم من النساء والأطفال.


مقالات ذات صلة

«التعاون الإسلامي» تدعو الدول للانضمام إلى «تحالف حل الدولتين»

العالم العربي الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه (الشرق الأوسط) play-circle 00:34

«التعاون الإسلامي» تدعو الدول للانضمام إلى «تحالف حل الدولتين»

دعت منظمة التعاون الإسلامي، جميع الدول إلى الانضمام إلى المبادرة السياسية التاريخية التي أطلقتها السعودية للتحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين.

«الشرق الأوسط» (جدة)
الخليج وزير الخارجية السعودي يتحدث خلال جلسة لمجلس الأمن بشأن غزة في نيويورك (الأمم المتحدة)

السعودية تدعو لشراكة جادة تحقق السلام في المنطقة

أكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان أن بلاده تؤمن بأن تنفيذ حل الدولتين هو الأساس لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.

جبير الأنصاري (الرياض)
الخليج وزير الخارجية السعودي يتحدث خلال جلسة مفتوحة لمجلس الأمن حول القيادة في السلام بنيويورك (واس)

وزير الخارجية السعودي: الدولة الفلسطينية حق أصيل لا نتيجة نهائية

أكد الأمير فيصل بن فرحان، وزير الخارجية السعودي، أن «الدولة الفلسطينية حق أصيل وليست نتيجة نهائية»، مشدداً على صعوبة تقييم الوضع في الشرق الأوسط الآن.

جبير الأنصاري (الرياض)
المشرق العربي مدرسة مدمَّرة في خان يونس بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

مقتل موظفة بمنظمة خيرية في غزة

قتل مسلَّحون فلسطينيون في قطاع غزة عاملة إغاثة من منظمة خيرية مقرها الولايات المتحدة، بعدما أطلقوا النار على سيارتها «خطأ»، وفق ما قالت حركة «حماس».

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي جنود إسرائيليون خلال العملية البرية داخل قطاع غزة (رويترز)

الجيش الإسرائيلي: «حماس» هُزمت عسكرياً في كل قطاع غزة

قدّر الجيش الإسرائيلي أن حركة «حماس» الفلسطينية هُزمت عسكرياً في قطاع غزة بأكمله، وأنها الآن تُعد «جماعة إرهابية سيستغرق تفكيكها بعض الوقت».

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

بقي سراً لسنوات... كيف كشف جاسوس إيراني مكان نصر الله لإسرائيل؟

أشخاص يسيرون وسط أنقاض المباني التي دمرتها الضربة الإسرائيلية التي استهدفت حسن نصر الله في الضاحية الجنوبية لبيروت (أ.ف.ب)
أشخاص يسيرون وسط أنقاض المباني التي دمرتها الضربة الإسرائيلية التي استهدفت حسن نصر الله في الضاحية الجنوبية لبيروت (أ.ف.ب)
TT

بقي سراً لسنوات... كيف كشف جاسوس إيراني مكان نصر الله لإسرائيل؟

أشخاص يسيرون وسط أنقاض المباني التي دمرتها الضربة الإسرائيلية التي استهدفت حسن نصر الله في الضاحية الجنوبية لبيروت (أ.ف.ب)
أشخاص يسيرون وسط أنقاض المباني التي دمرتها الضربة الإسرائيلية التي استهدفت حسن نصر الله في الضاحية الجنوبية لبيروت (أ.ف.ب)

في أعقاب مقتل حسن نصر الله، تواجه جماعة «حزب الله» اللبنانية تحدياً هائلاً؛ وهو سد الثغرات في صفوفها، والتي سمحت لعدوها اللدود إسرائيل بتدمير مواقع الأسلحة وتفخيخ أجهزة اتصالاتها اللاسلكية، واغتيال أمينها العام المخضرم الذي ظل مكان وجوده سراً محفوظاً بعناية لسنوات.

فكيف وصلت إسرائيل إلى المعلومات حول مكان وجود نصر الله؟

ذكرت صحيفة «لو باريزيان» الفرنسية، أمس (السبت)، نقلاً عن مصادر أمنية لبنانية أن إسرائيل حصلت على معلومات حساسة من خلال عميل إيراني، أشارت إلى وجود الأمين العام لـ«حزب الله» في الضاحية الجنوبية لبيروت قبيل اغتياله، يوم الجمعة الماضي. ووفقاً لهذه المعلومات، شنت إسرائيل ضربات جوية على المنطقة، ما أدى إلى مقتل نصر الله.

وبحسب «لو باريزيان»، فإن هذا الجاسوس الإيراني تمكن من اختراق الدائرة الداخلية لـ«حزب الله»، وإيصال معلومات دقيقة حول تحركات نصر الله الذي كان في بيروت، يوم الجمعة، للمشاركة في جنازة محمد سرور المسؤول في «حزب الله».

وأضافت الصحيفة أن نصر الله كان يصطحب معه في السيارة يوم اغتياله نائب قائد «فيلق القدس» في «الحرس الثوري» الإيراني عباس نيلفروشان، الذي قُتل في الهجوم ذاته.

وكان نصر الله موجوداً في عمق 30 متراً تحت الأرض لحظة الاغتيال، حيث كان يحضر ونيلفروشان اجتماعاً ضم 12 مسؤولاً رفيع المستوى في «حزب الله». وانتظرت إسرائيل بدء اجتماع «نصر الله» مع قيادات الحزب لتنفيذ الغارة التي استهدفت مقرهم في الضاحية الجنوبية لبيروت.

ويُعتقد أن الاختراق الذي قام به العميل الإيراني هو ما ساعد الإسرائيليين في تحديد توقيت الهجوم بدقة شديدة، لضمان وجود نصر الله بالمجمع السكني في حارة حريك لحظة القصف، وفقاً لـ«لو باريزيان».

وكانت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أشارت إلى أن «أشخاصاً على الأرض» كانوا من بين أبرز مصادر المعلومات التي اعتمدت عليها إسرائيل في اغتيال نصر الله. كما أشارت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية إلى أن القرار بشن الضربة اتخذ في يوم الهجوم ذاته، لأن القادة الإسرائيليين كانوا يعتقدون أن أمامهم وقتاً قصيراً قبل أن ينتقل نصر الله إلى موقع آخر.