خريطة طريق لبنانية لتنفيذ خطة التعامل مع النزوح السوري

تتضمن تنظيماً لغير النازحين وتفكيك مخيمات وترحيل المخالفين

صورة من يونيو الماضي لنازحين سوريين بمخيم في بلدة سعد نايل بمنطقة البقاع (أ.ف.ب)
صورة من يونيو الماضي لنازحين سوريين بمخيم في بلدة سعد نايل بمنطقة البقاع (أ.ف.ب)
TT

خريطة طريق لبنانية لتنفيذ خطة التعامل مع النزوح السوري

صورة من يونيو الماضي لنازحين سوريين بمخيم في بلدة سعد نايل بمنطقة البقاع (أ.ف.ب)
صورة من يونيو الماضي لنازحين سوريين بمخيم في بلدة سعد نايل بمنطقة البقاع (أ.ف.ب)

وضعت الحكومة اللبنانية خريطة طريق للتعامل مع أزمة اللاجئين السوريين، تضم تصنيفاً للسوريين المقيمين على أرضها بين نازحين وغير نازحين، وتقوم على تنظيم وجود النازحين والعمال الخاضعين لقوانين الإقامة والعمل اللبنانية، وترحيل النازحين الذين دخلوا بطريقة غير شرعية.

وتقول السلطات اللبنانية إن هناك أكثر من مليوني سوري يقيمون في البلاد، أغلبهم من النازحين، بعدد يناهز المليون ونصف المليون نازح، وينقسمون إلى مسجلين وغير مسجلين على لوائح «مفوضية اللاجئين».

وتم تسجيل نحو 800 ألف بلوائح المفوضية قبل عام 2015.

وترأس رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، الثلاثاء، اجتماعاً لـ«اللجنة الوزارية لمتابعة تنفيذ خطة عمل الاستراتيجية الوطنية للحماية الاجتماعية» في السرايا الحكومي، والتي ناقشت ملف النازحين السوريين.

وقال وزير الشؤون الاجتماعية هيكتور الحجار، بعد الاجتماع: «عرضتُ خلال الاجتماع خريطة الطريق التي طُلب مني وضعها في الاجتماع الأخير، وقد تقرر أن يعقد اجتماع للمجلس العسكري لربط النقاط التي وضعتها مع عامل الوقت الزمني لمعالجة الواقع القديم والجديد في ملف النازحين وغيره».

وأشار إلى أن «أبرز النقاط التي تضمنتها الخطة تتمثل في ضرورة إجراء الدولة اللبنانية مسحاً شاملاً لجميع السوريين الموجودين على أرضها وتحديد من تنطبق عليه صفة النزوح من عدمه، وكذلك ضمان موافقة التمويل المخصص لمعالجة أوضاع النازحين الفعليين نسبةً إلى أعدادهم واحتياجاتهم». كما تنص على «أن تطبق على السوريين غير النازحين جميع القوانين اللبنانية المرعيّة الإجراء من دون ربطهم بالمفوضية ومن دون تمتعهم بأي من حقوق النازحين»، إضافةً إلى «ضرورة إزالة الخيم والتجمعات السكنية كافة للفئات التي لا تنطبق عليها صفة النزوح، وإطلاق التنفيذ لأحد المسارين؛ إما بإعادة التوطين في بلد ثالث، وأما بإعادتهم إلى وطنهم النهائي بعد التنسيق مع الحكومة السورية، كذلك طلب المساعدة من المجتمع الدولي لتثبيت الأمن ومنع التجاوزات على الحدود البحرية والبرية».

ويرى المسؤولون اللبنانيون أن النزوح السوري في لبنان اقتصادي بالدرجة الأولى، وليس نزوحاً أمنياً، إذ عانى لبنان جراء النزوح لجهة استنزاف البنى التحتية ومقدرات الدولة، كما حاز السوريون حصة من أموال الدعم التي وفّرتها الدولة اللبنانية لدعم السلع الأساسية مثل المحروقات والخبز والمواد الغذائية وغيرها بين عامَي 2020 و2022.

ميقاتي يترأس اجتماع اللجنة الوزارية في السراي الحكومي الثلاثاء (الوكالة الوطنية)

منظمة الصحة العالمية

وفي سياق متصل بالدعم الدولي للبنانيين والنازحين، قال وزير الصحة فراس أبيض، بعد اجتماع ميقاتي مع مديرة إقليم شرق المتوسط في منطمة الصحة العالمية د.حنان بلخي، إن الزيارة «تهدف في الدرجة لتفقد النظام الصحي في لبنان، خصوصاً ضمن الاعباء الكبيرة الذي يواجهها هذا النظام من خلال تحديات الأزمات المتعاقبة وكذلك موضوع النازحين، ومنهم اللاجئون من سوريا وغيرها أو الذين نزحوا بسبب العدوان الإسرائيلي على منطقة الجنوب، وكانت فرصة للدكتورة بلخي لمعاينة الوضع ومتابعة تنفيذ خطة عمل الاستراتيجية الوطنية للحماية الاجتماعية قبل ظهر اليوم في لبنان، خصوصاً ضمن التعاون الوثيق بين وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية كي نتمكن من تأمين الاحتياجات للمواطنين اللبنانيين وكذلك النازحين».


مقالات ذات صلة

بايدن يأمر بـ«حماية» اللبنانيين من الإبعاد عن أميركا

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي جو بايدن في المكتب البيضوي في واشنطن العاصمة (أ.ف.ب)

بايدن يأمر بـ«حماية» اللبنانيين من الإبعاد عن أميركا

أمر الرئيس جو بايدن بحماية اللبنانيين الموجودين على الأراضي الأميركية من خطر الإبعاد مدة تصل إلى 18 شهراً، فيما يؤثر على زهاء 12 ألف شخص، بينهم 1700 طالب.

علي بردى (واشنطن)
المشرق العربي الدخان يتصاعد في جنوب لبنان إثر قصف إسرائيلي استهدف المنطقة (رويترز)

إسرائيل تتوعّد بتغيير الواقع الأمني عند الحدود... و«حزب الله» مستعد للمواجهة

يواصل المسؤولون الإسرائيليون تهديداتهم، متوعدين «بتغيير الواقع الأمني على الجبهة الشمالية»، وفق الجنرال أوري غوردين، الذي قال: «إن الهجوم سيكون حاسماً وقاطعاً».

كارولين عاكوم (بيروت)
يوميات الشرق نجوم الأغنية المصرية في التسعينات غنّوا روائع الذاكرة (الشرق الأوسط)

نجوم التسعينات في مصر أشعلوا الذاكرة وأبهجوا بيروت

نجوم الأغنية المصرية في التسعينات، حسام حسني وحميد الشاعري ومحمد فؤاد وهشام عباس وإيهاب توفيق، غنّوا روائع الذاكرة في حفل بيروتي حضره الآلاف.

فاطمة عبد الله (بيروت)
المشرق العربي قائد الجيش العماد جوزاف عون (مديرية التوجيه)

باسيل يسعى لإسناد قيادة الجيش اللبناني بالوكالة للواء صعب

يسعى رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل لإسناد قيادة الجيش اللبناني بالوكالة للواء بيار صعب مستبقاً التمديد للعماد جوزاف عون.

محمد شقير (بيروت)

ترمب يلتقي نتنياهو وينتقد تصريحات هاريس عن إسرائيل

ترمب مستقبلاً نتنياهو في «بالم بيتش» أمس (آموس بن - غيرشوم / جي بي أو / د.ب.أ)
ترمب مستقبلاً نتنياهو في «بالم بيتش» أمس (آموس بن - غيرشوم / جي بي أو / د.ب.أ)
TT

ترمب يلتقي نتنياهو وينتقد تصريحات هاريس عن إسرائيل

ترمب مستقبلاً نتنياهو في «بالم بيتش» أمس (آموس بن - غيرشوم / جي بي أو / د.ب.أ)
ترمب مستقبلاً نتنياهو في «بالم بيتش» أمس (آموس بن - غيرشوم / جي بي أو / د.ب.أ)

نفى الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب وجود أي توتر في العلاقات بينه وبين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، معرباً عن تأييده ومساندته لإسرائيل. وهاجم المرشح الجمهوري لسباق الرئاسة الأميركي منافسته المحتملة كامالا هارس، مشيراً إلى أن تصريحاتها عقب لقائها بنتنياهو، مساء الخميس، في البيت الأبيض، تنم عن عدم احترام، وطالب حركة «حماس» بإطلاق سراح الرهائن «فوراً».

وقال ترمب، في بداية الاجتماع الموسع مع نتنياهو في مقر إقامته بمنتجع مارلارغو بولاية فلوريدا، إنه لا يعرف كيف يمكن لأي أميركي يهودي أن يصوّت لكامالا هاريس، لأن تصريحاتها تنم عن عدم الاحترام لإسرائيل.

وأشار إلى علاقته الوثيقة بإسرائيل، مؤكداً أنه تمتع كرئيس للولايات المتحدة بعلاقات مع إسرائيل أفضل من أي رئيس أميركي على الإطلاق. وقال: «لقد أيّدت حق إسرائيل في مرتفعات الجولان والقدس، ونقلنا السفارة، وأوقفنا الاتفاق النووي الإيراني، وهو ربما أفضل شيء قمنا به، ولم نمنحهم أموالاً في ظل إدارة ترمب، ولم يكن أحد يشتري نفطهم، والآن أصبحوا دولة غنية، وهذا أمر مؤسف».

ووعد ترمب، إذا فاز في الانتخابات، بإنهاء كل الحروب في منطقة الشرق الأوسط، محذراً من أنه إن لم يفز، فإن الأمر سينتهي إلى حروب كبرى، وربما حرب عالمية ثالثة.

من جانبه، أشار رئيس الوزراء نتنياهو إلى صعوبة مفاوضات إطلاق سراح الرهائن، وفي إجابته عن أسئلة حول مفاوضات وقف إطلاق النار وإرسال فريق إسرائيلي إلى المفاوضات في العاصمة الإيطالية روما، أوضح أنه يتوقع بعض التحركات التي تأتي بسبب الضغوط العسكرية التي قام بها الجيش الإسرائيلي ضد «حماس».

وقال: «الموقف صعب للغاية للرهائن، وهم ليسوا في حالة جيدة، ومن الواضح أنهم لا يعاملون بشكل صحيح، ونأمل أن يكونوا بخير، لكن هناك كثيراً من الرهائن، وأنا غير متأكد من صحتهم، وهذا الوضع غير مقبول».

من جهة أخرى، استمع أعضاء مجلس الأمن في نيويورك الجمعة إلى ما سمّاه دبلوماسيون «رجع صدى تقشر له الأبدان» لنساء فلسطينيات يستغثن في غزة لإنقاذ أطفالهن الذين يتضورون جوعاً وتفتك بهم الأمراض إذا نجوا من المستويات الرهيبة من الحملة العسكرية الإسرائيلية في كل أنحاء القطاع.

وكان أعضاء مجلس الأمن يستمعون إلى مساعد الأمين العام لـ«الأمم المتحدة» مهند هادي، الذي يتولى أيضاً مهمة نائب المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، مكرراً المناشدة من أجل وقف إطلاق النار، وتمكين المنظمات الدولية من تقديم المساعدات للفلسطينيين، بما يتماشى مع المبادئ الإنسانية، والإطلاق الفوري وغير المشروط للرهائن، في مطالبات ردّدتها أيضاً نائبة المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث اللاجئين الفلسطينيين وتشغيلهم في الشرق الأدنى «الأونروا» لشؤون الدعم العملياتي، أنطونيا دي ميو.