فرنسا تبدأ المشاورات لقرار أممي يوقف حرب غزة ويعترف بفلسطين

يعدّ «حماس» منظمة «إرهابية» ويطالب بتوصيل المساعدات ويقترح مهمة مراقبة

المندوبون الدائمون لدى الأمم المتحدة الصيني تشانغ جون والروسي فاسيلي نيبينزيا والمالطية فانيسا فرازيير مع المندوب الفلسطيني رياض منصور خلال اجتماع لمجلس الأمن للتصويت على قرار بشأن غزة يطالب بوقف فوري لإطلاق النار خلال شهر رمضان في 25 مارس الماضي (رويترز)
المندوبون الدائمون لدى الأمم المتحدة الصيني تشانغ جون والروسي فاسيلي نيبينزيا والمالطية فانيسا فرازيير مع المندوب الفلسطيني رياض منصور خلال اجتماع لمجلس الأمن للتصويت على قرار بشأن غزة يطالب بوقف فوري لإطلاق النار خلال شهر رمضان في 25 مارس الماضي (رويترز)
TT

فرنسا تبدأ المشاورات لقرار أممي يوقف حرب غزة ويعترف بفلسطين

المندوبون الدائمون لدى الأمم المتحدة الصيني تشانغ جون والروسي فاسيلي نيبينزيا والمالطية فانيسا فرازيير مع المندوب الفلسطيني رياض منصور خلال اجتماع لمجلس الأمن للتصويت على قرار بشأن غزة يطالب بوقف فوري لإطلاق النار خلال شهر رمضان في 25 مارس الماضي (رويترز)
المندوبون الدائمون لدى الأمم المتحدة الصيني تشانغ جون والروسي فاسيلي نيبينزيا والمالطية فانيسا فرازيير مع المندوب الفلسطيني رياض منصور خلال اجتماع لمجلس الأمن للتصويت على قرار بشأن غزة يطالب بوقف فوري لإطلاق النار خلال شهر رمضان في 25 مارس الماضي (رويترز)

غداة جلسة عقدها مجلس الأمن للنظر في «الوضع الكارثي» الذي وصلت إليه غزة بعد نحو ستة أشهر من الحرب، بدأت فرنسا مشاورات واسعة النطاق حول مشروع قرار «شامل» يدعو إلى إجراءات «فورية» تتضمن وقف النار في غزة وإطلاق جميع الرهائن وتوصيل المساعدات الإنسانية من دون عوائق إلى القطاع، بالتزامن مع اتخاذ «إجراءات حاسمة لا رجعة فيها» نحو إنشاء دولة فلسطينية.

غير أن مشروع القرار الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه يندد أيضاً بـ«أشد العبارات» بـ«حماس»، بوصفها «منظمة إرهابية»، نفّذت مع جماعات أخرى هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي ضد المستوطنات والكيبوتزات الإسرائيلية. ويدعو إلى «تفعيل» السلطة الفلسطينية تمهيداً لإعادة بسط سيطرتها على غزة، مقترحاً دوراً محتملاً من الأمم المتحدة لمراقبة وقف النار.

وفي مستهل الاجتماع الذي عقده مجلس الأمن بدعوة من فرنسا، وصف المندوب الفرنسي الدائم لدى الأمم المتحدة نيكولا دو ريفيير الوضع في غزة بأنه «كارثي»، داعياً إلى «التنفيذ الكامل والفوري للقرار 2728»، الذي أصدره مجلس الأمن الأسبوع الماضي بمبادرة من الدول العشر غير الدائمة العضوية في مجلس الأمن. وقال إن بلاده «مقتنعة بأن مجلس الأمن يجب أن يرقى إلى مستوى مسؤولياته» أيضاً تجاه القرارين 2712 و2720 لتوصيل المساعدات الإنسانية للفلسطينيين في القطاع.

وأعلن أن مشروع القرار الذي تقدمه بلاده جاء في ضوء المشاورات التي أجريت مع كل من مصر، والأردن، والمملكة العربية السعودية، والجزائر، والسلطة الفلسطينية وإسرائيل.

المندوبان الدائمان لدى الأمم المتحدة الروسي فاسيلي نيبينزيا والفرنسي نيكولا دو ريفيير عقب اجتماع لمجلس الأمن للتصويت على قرار بشأن غزة في 25 مارس الماضي (رويترز)

وقف النار أولاً

وينص مشروع القرار الذي وزّع على بقية أعضاء مجلس الأمن بالتزامن مع زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى باريس، على الدعوة إلى «وقف فوري لإطلاق النار يضمن حماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني، وكذلك إيصال المساعدات الإنسانية على نطاق واسع إلى السكان المدنيين في غزة»، مطالباً أيضاً بـ«الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن المتبقين الذين تحتجزهم (حماس) والجماعات الإرهابية الأخرى، فضلاً عن ضمان وصول المساعدات الإنسانية الفورية إلى الرهائن وسلامتهم ورفاههم ومعاملتهم الإنسانية».

من الجماعات الإرهابية

ويختلف النص الذي يتألف من ديباجة تتضمن 13 فقرة استهلالية و14 فقرة عاملة، عن القرارات الثلاثة السابقة بأنه «يندد بأشد العبارات بالهجمات الإرهابية الشنيعة التي شنّتها (حماس) والجماعات الإرهابية الأخرى» بدءاً من 7 أكتوبر 2023. ويندد كذلك بـ«العنف الجنسي، بما في ذلك الاغتصاب المستخدم كسلاح حرب من (حماس) والجماعات الإرهابية الأخرى»، مطالباً بـ«ألا تبقى مثل هذه الجرائم دون عقاب».

المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد تتحدث مع المندوب الأميركي البديل روبرت وود خلال جلسة لمجلس الأمن حول غزة الشهر الماضي (رويترز)

ويطالب القرار المقترح بـ«توصيل المساعدات الإنسانية بشكل فوري وكامل وآمن ودون عوائق إلى السكان المدنيين في كل أنحاء قطاع غزة الذين يواجهون مستويات مثيرة للقلق من انعدام الأمن الغذائي الحاد»، مع «فتح كل نقاط العبور إلى قطاع غزة وداخله، وكذلك فتح ميناء أشدود وطريق برية من الأردن إلى قطاع غزة». ويدعو إلى «حل مستدام للحالة في قطاع غزة»، مشدداً على «إعادة بسط السيطرة الفعالة على قطاع غزة من السلطة الفلسطينية وضمان التواصل مع القدس والضفة الغربية». ويطلب من الأمين العام للأمم المتحدة أن «يقوم، بالتنسيق مع الجهات الفاعلة الدولية ذات الصلة والمؤسسات المالية الإقليمية والدولية والأطراف المعنية، بوضع مقترحات لمساعدة السلطة الفلسطينية وهي تتولى تدريجياً مسؤولياتها في قطاع غزة، وتقديم تلك المقترحات إلى مجلس الأمن خلال 60 يوماً» من إصدار القرار. وكذلك يطلب من الأمين العام «وضع خيارات لدور محتمل من الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة في غزة، من أجل المساهمة في مراقبة وقف النار».

دولة فلسطين

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (إ.ب.أ)

ويحض النص على «تكثيف الجهود الدولية والإقليمية، بما في ذلك من خلال المفاوضات المباشرة، من أجل التوصل إلى حل شامل وعادل وسلمي للنزاع الإسرائيلي - الفلسطيني، على أساس قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، ومرجعيات مدريد، بما في ذلك مبدأ الأرض مقابل السلام، ومبادرة السلام العربية، وخريطة الطريق الرباعية»، مع تقرير «ضرورة التوصل إلى حل تفاوضي بشكل عاجل من خلال اتخاذ الأطراف تدابير حاسمة ولا رجعة فيها نحو حل الدولتين، حيث تعيش دولتان ديمقراطيتان، إسرائيل وفلسطين، جنباً إلى جنب في سلام داخل حدود آمنة ومعترف بها على أساس حدود عام 1967، مع ترتيبات أمنية تحترم سيادة فلسطين وتنهي الاحتلال الإسرائيلي الذي بدأ عام 1967، وتضمن أمن إسرائيل». ويحض على «تكثيف الجهود الدبلوماسية، بالتوازي مع التقدم في العملية الثنائية؛ لتعزيز الاعتراف المتبادل والتعايش السلمي بين كل دول المنطقة، بهدف تحقيق سلام شامل وعادل ودائم في الشرق الأوسط».

وقال دو ريفيير: «تعتقد فرنسا أن الوقت حان لتبني نهج شامل لإنهاء الأزمة المستمرة في غزة، وخفض هذا الوضع في المنطقة، وضمان عدم حدوث 7 أكتوبر جديد على الإطلاق».

مشروع «طموح»

ورداً على سؤال عما إذا كان هناك أي رد فعل فوري من الولايات المتحدة على المشروع المقدم من فرنسا، فأجاب: «بدأنا للتو. إنه مشروع طموح. وسوف يستوجب وقتاً. نحن في حاجة إلى التشاور مع الجميع في مجلس الأمن، وخارج مجلس الأمن». ولكنه شدد أيضاً على «عدم المماطلة». وقال أيضاً: «نحن في حاجة إلى الانتقال لحل دائم»، مضيفاً أن «لدينا الكثير من المعايير التي تم تحديدها على مدار الأعوام الـ60 الماضية»، ومنها القرار 1515 لعام 2003 بمبادرة من الولايات المتحدة، بالإضافة إلى القانون الدولي. وأضاف: «يتعين علينا أن نساعد الأطراف على إيجاد أرضية مشتركة وإيجاد حل مشترك».


مقالات ذات صلة

الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل 3 جنود في شمال غزة

شؤون إقليمية تصاعد الدخان جراء غارات إسرائيلية على قطاع غزة (أ.ب)

الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل 3 جنود في شمال غزة

أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم (الأربعاء)، مقتل 3 جنود في معارك في شمال قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شمال افريقيا قمة ثلاثية لقادة مصر وقبرص واليونان في القاهرة الأربعاء (الرئاسة المصرية)

قمة مصرية - قبرصية - يونانية تطالب بوقف «حرب غزة» وعملية سياسية في سوريا

دعت قمة ثلاثية جمعت قادة مصر وقبرص واليونان، في القاهرة، الأربعاء، إلى وقف فوري وشامل لإطلاق النار في غزة، إلى جانب إطلاق عملية سياسية في سوريا.

أحمد إمبابي (القاهرة)
شمال افريقيا فلسطينيون يحملون جريحاً في موقع غارة جوية إسرائيلية على مأوى للنازحين وسط قطاع غزة (رويترز)

مشاورات «اليوم التالي» في غزة... مساعٍ مصرية للتوافق بين «فتح» و«حماس»

مشاورات «اليوم التالي» لحرب غزة عادت للقاهرة مجدداً، عقب تباين في وجهات النظر بين حركتي «حماس» و«فتح» التي تتولى السلطة، بشأن تشكيل «لجنة إدارة القطاع».

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
المشرق العربي دخان متصاعد في شمال قطاع غزة خلال القصف الإسرائيلي (أ.ف.ب) play-circle 00:33

مقتل 14 فلسطينياً في قصف إسرائيلي على غزة

قُتل 14 مواطناً على الأقل في سلسلة غارات جوية إسرائيلية على قطاع غزة المدمر جراء الحرب المستمرة منذ أكثر من 15 شهراً.

الولايات المتحدة​ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ب)

بلينكن يأمل في «سلام مستدام» بلبنان

أعرب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، اليوم (الأربعاء)، عن أمله بـ«سلام مستدام» في لبنان مع بدء الجيش الإسرائيلي الانسحاب من جنوب البلاد.

«الشرق الأوسط» (باريس)

لودريان يجري لقاءات مكوكية عشية جلسة انتخاب الرئيس اللبناني

المبعوث الرئاسي جان إيف لودريان يصل بيروت للقاء رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري (إ.ب.أ)
المبعوث الرئاسي جان إيف لودريان يصل بيروت للقاء رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري (إ.ب.أ)
TT

لودريان يجري لقاءات مكوكية عشية جلسة انتخاب الرئيس اللبناني

المبعوث الرئاسي جان إيف لودريان يصل بيروت للقاء رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري (إ.ب.أ)
المبعوث الرئاسي جان إيف لودريان يصل بيروت للقاء رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري (إ.ب.أ)

أجرى المبعوث الرئاسي الفرنسي، جان إيف لودريان، لقاءات مكوكية بممثلين عن مختلف الكتل النيابية في لبنان قبل يوم من جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، كان عنوانها تأييداً واضحاً لانتخاب قائد الجيش العماد جوزف عون رئيساً. وقال نواب التقوا المبعوث الفرنسي لـ«الشرق الأوسط» إن لودريان كان مقتضب الكلام، ولم يدخل في نقاشات أو تفاصيل، وأشار إلى أنه «لا توجد خطة بديلة عن عون، إلا عون نفسه».

والتقى لودريان في قصر الصنوبر النواب المستقيلين من «التيار الوطني الحر»: إلياس بوصعب وإبراهيم كنعان وآلان عون وسيمون أبي رميا، قبل أن يتوجه إلى عين التينة للقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري، ثم غادر من دون الإدلاء بتصريح.

جانب من لقاء بري بلودريان في عين التينة (أ.ف.ب)

ووفق وسائل الإعلام المحلية، استمر اللقاء بين لودريان وبري نحو 20 دقيقة، استمع خلالها بري إلى رؤية المجموعة الخماسية الدولية، وتحديداً رؤية الفرنسيين والأميركيين بشأن الانتخابات الرئاسية، واجتمع لودريان أيضاً مع كتلة «حزب الله» برئاسة النائب محمد رعد، في مقر الكتلة في حارة حريك، بحضور مسؤول العلاقات العربية والدولية في الحزب عمار الموسوي، والوفد المرافق.

لودريان بضيافة رعد (أ.ف.ب)

وذكرت إذاعة «صوت لبنان» المحلية أن الموفد الفرنسي طرح للثنائي (بري ورعد) قائد الجيش بالاسم لرئاسة الجمهورية.

كما التقى رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، واختتم جولته مساءً بلقاء رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، ومن بعدها رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل.

وأيضاً، التقى لودريان ممثلَي «كتلة تجدد» النائبَين ميشال معوض وفؤاد مخزومي، ونواب «تحالف التغيير»: ميشال الدويهي، ووضاح الصادق ومارك ضو، على مائدة إفطار في قصر الصنوبر، بحضور السفير الفرنسي هيرفي ماغرو.

وقال معوض عبر منصة «إكس»: «اللقاء تناول ملف الانتخابات الرئاسية، وسط تأكيد الحاضرين ضرورة أن تكون جلسة الغد حاسمة لوضع حد للشغور الرئاسي، بوصفه مدخلاً لاستعادة سيادة الدولة وتكوين السلطة، وتوجههم لدعم وصول قائد الجيش العماد جوزف عون».

ووصل لودريان، الثلاثاء، إلى بيروت، حيث يحضر بدعوة من رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، الجلسة النيابية المقررة الخميس لانتخاب رئيس للجمهورية.