إسرائيل تعود لاستخدام تكتيك «القرع على السطح» في رفح

دخان يتصاعد فوق مبان بعد القصف الإسرائيلي على رفح في جنوب قطاع غزة، في 27 مارس 2024 (أ.ف.ب)
دخان يتصاعد فوق مبان بعد القصف الإسرائيلي على رفح في جنوب قطاع غزة، في 27 مارس 2024 (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تعود لاستخدام تكتيك «القرع على السطح» في رفح

دخان يتصاعد فوق مبان بعد القصف الإسرائيلي على رفح في جنوب قطاع غزة، في 27 مارس 2024 (أ.ف.ب)
دخان يتصاعد فوق مبان بعد القصف الإسرائيلي على رفح في جنوب قطاع غزة، في 27 مارس 2024 (أ.ف.ب)

زادت إسرائيل من وتيرة قصف رفح في جنوب قطاع غزة خلال الأيام القليلة الماضية، لكنها عادت إلى استخدام ما يسمى سياسة «القرع على السطح»، لتحذير السكان لإخلاء مبنى أو منزل قبل تنفيذها ضربة وشيكة، على الرغم من أنها لم تلجأ لهذا التكتيك منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر (تشرين الأول).

وفي الوقت الذي زادت فيه المخاوف من احتمال بدء إسرائيل هجوماً برياً على رفح على الحدود المصرية، على الرغم من التحذيرات الأميركية المتكررة، ثارت تساؤلات حول أسباب عودة إسرائيل لاستخدام تكتيك «القرع على السطح»، وفق «وكالة أنباء العالم العربي».

وعزا خبراء عسكريون وسياسيون عودة إسرائيل لاستخدام هذا التكتيك إلى الضغوط الدولية عليها، خاصة من جانب الولايات المتحدة التي امتنعت لأول مرة عن استخدام حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار في مجلس الأمن في وقت سابق من الأسبوع الحالي، دعا إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة في رمضان، وإطلاق سراح كافة المحتجزين، بالإضافة إلى رغبة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في إطالة أمد الحرب لأغراض سياسية.

وبحسب خبراء تحدثوا إلى «وكالة أنباء العالم العربي»، يريد نتنياهو أن يبقي رفح نقطة ساخنة في الحرب والورقة التي يلوح بها في كل مرة، ليناور في أي مفاوضات أو خلافات خلال الفترة المقبلة.

وقال المحلل السياسي سليمان بشارات إن سياسة إسرائيل في استهداف لرفح اتخذت اتجاهاً مختلفاً بسبب الضغوط الأميركية، والتي تشير إلى عدم إمكانية تنفيذ عملية عسكرية واسعة في البلدة الحدودية، وإنما تركيز الضربات من خلال القصف الجوي.

وأضاف: «إذا تمت عملية عسكرية برياً قد تكون محدودة، وتتركز بشكل أساسي في محور فيلادلفيا (صلاح الدين) والشريط الحدودي بين رفح والحدود المصرية».

وتابع قائلاً: «استخدام الجيش الإسرائيلي تكتيك القرع على السطح قبل عمليات القصف، ربما استجابة للمطلب الأميركي بتجنب استهداف المدنيين خلال العمليات العسكرية».

ورقة سياسية

يعتقد المحلل السياسي بشارات أن إسرائيل تسعى لإبقاء رفح نقطة ساخنة وورقة سياسة في تعاملها مع أكثر من جانب، سواء في أي اتفاقيات لتبادل الأسرى أو مع محيطها الإقليمي، وخاصة مصر وممارسة ضغط سياسي عليها لعدم اتخاذ أي خطوات أحادية.

وقال بشارات: «استخدام إسرائيل تكتيك القصف المركّز في رفح يمنحها حجة لإطالة أمد الحرب، وهذا ما يرغب فيه نتنياهو ليبقي الحرب مستمرة لأطول فترة ممكنة، وبالتالي هذه الضربات بهذا الشكل ستعطي غطاء وشرعية دولية لاستمرار الحرب».

ويقول الخبير العسكري المصري سمير فرج: «يأمل نتنياهو في إطالة أمد الحرب حتى الانتخابات الأميركية المقبلة، وأن يعود (الرئيس الأميركي السابق دونالد) ترمب، الذي لا يرى أن حل الصراع من خلال حل الدولتين».

وتابع قائلاً: «نتنياهو يراهن على ورقة رفح، وأنه سيدخلها إذا لم يحصل على ما يريده، كما يحاول الضغط من خلالها للسماح بدخول المساعدات إلى قطاع غزة، وبالتالي هو يرى أن رفح ورقة مهمة خلال الفترة المقبلة».

وحذر البيت الأبيض من أن تنفيذ إسرائيل لأي عملية عسكرية في رفح دون مراعاة سلامة المدنيين ستكون عواقبه كارثية، مؤكداً أنه لا يمكنه دعم عملية عسكرية واسعة النطاق، بطريقة لا تضمن أمن أكثر من مليون فلسطيني هناك.


مقالات ذات صلة

غارة إسرائيلية تستهدف الضاحية الجنوبية لبيروت بعد إنذار بالإخلاء

المشرق العربي دخان يتصاعد من الضاحية الجنوبية لبيروت بعد قصف إسرائيلي اليوم (ا,ف,ب)

غارة إسرائيلية تستهدف الضاحية الجنوبية لبيروت بعد إنذار بالإخلاء

استهدفت غارة إسرائيلية، ليل الثلاثاء-الأربعاء، الضاحية الجنوبية لبيروت بعد إنذار اسرائيلي بالإخلاء في أحد أحياء المنطقة، كما أظهرت لقطات بثّ مباشر.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي فلسطينيون يتجمعون على أنقاض مبنى دمرته غارة إسرائيلية على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة 12 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

الأمم المتحدة تندد بـ«أعمال تذكّر بأخطر الجرائم الدولية» في قطاع غزة

ندّدت مسؤولة أممية رفيعة، الثلاثاء، بـ«وحشية يومية» تواجه سكان قطاع غزة المحاصر، الذي تقصفه إسرائيل، واصفة ما يجري هناك بـ«أعمال تذكّر بأخطر الجرائم الدولية».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الولايات المتحدة​ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أرشيفية - رويترز)

واشنطن: بلينكن أكد لإسرائيل أهمية تحسين الوضع الإنساني بغزة

قالت وزارة الخارجية الأميركية إن الوزير أنتوني بلينكن شدد على أهمية تحسين الوضع الإنساني في غزة خلال اجتماع مع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي سائق يقوم بفحص البضائع عند الحدود أثناء مرور شاحنات مساعدات عبر معبر إيريز على الحدود مع شمال قطاع غزة (إ.ب.أ)

غزة: فتح معبر جديد لدخول المساعدات الإنسانية

أعلن الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، فتح معبر جديد لدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بعد ضغط أميركي.

«الشرق الأوسط» (غزة)
شمال افريقيا مائدة تجمع مصريين وغزيين داخل شقة في القناطر الخيرية (الشرق الأوسط)

«غزيو مصر» لم يحملوا الغربة في حقائبهم

بينما يجمع الغزيون الذين تحدثت إليهم «الشرق الأوسط» في مصر، على رغبتهم في العودة إلى القطاع، فإن أحداً منهم لم يشر إلى «الغربة»، أو يشكو «الوحشة والقلق».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

الأمم المتحدة تندد بـ«أعمال تذكّر بأخطر الجرائم الدولية» في قطاع غزة

فلسطينيون يتجمعون على أنقاض مبنى دمرته غارة إسرائيلية على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة 12 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)
فلسطينيون يتجمعون على أنقاض مبنى دمرته غارة إسرائيلية على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة 12 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)
TT

الأمم المتحدة تندد بـ«أعمال تذكّر بأخطر الجرائم الدولية» في قطاع غزة

فلسطينيون يتجمعون على أنقاض مبنى دمرته غارة إسرائيلية على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة 12 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)
فلسطينيون يتجمعون على أنقاض مبنى دمرته غارة إسرائيلية على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة 12 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

ندّدت مسؤولة أممية رفيعة، اليوم (الثلاثاء)، بـ«وحشية يومية» تواجه سكان قطاع غزة المحاصر، الذي تقصفه إسرائيل، واصفة ما يجري هناك بـ«أعمال تذكّر بأخطر الجرائم الدولية».

وتحدثت جويس مسويا التي تتولى بالوكالة رئاسة مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في مداخلة أمام مجلس الأمن الدولي، عن أن مدنيين طردوا من منازلهم و«اضطروا لمشاهدة أفراد أسرهم يُقتلون ويُحرقون ويُدفنون أحياء» في غزة التي وصفتها بأنها «أرض أنقاض قاحلة»، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتساءلت: «ما الاحتياطات التي تم اتخاذها، إذا كان أكثر من 70 في المائة من مساكن المدنيين إما متضررة أو مدمرة؟». وتابعت: «نحن نشهد أعمالاً تذكرنا بأخطر الجرائم الدولية».

وشدّدت على أن «الوحشية اليومية التي نشهدها في غزة لا حدود لها».

تأتي تصريحات مسويا في خضم حملة إسرائيلية في شمال غزة وصفتها بأنها «نسخة مكثّفة ومتطرّفة ومتسارعة من أهوال العام الماضي».

انصب التركيز في الاجتماع الذي تحدثت فيه مسويا على تقرير أعد بدعم من الأمم المتحدة صدر مؤخراً، وحذّر من أن «احتمال حدوث المجاعة وشيك وكبير بسبب التدهور السريع للوضع في قطاع غزة».

وتُمنع المساعدات على نحو روتيني من دخول القطاع، وقد اتّهمت منظمة أوكسفام الخيرية الدولية لمكافحة الفقر إسرائيل في نهاية الأسبوع باستخدام «التجويع كسلاح حرب».

وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إن شهر أكتوبر (تشرين الأول) شهد دخول الكمية الأقل من المساعدات إلى غزة هذا العام، على الرغم من إعلان إسرائيل الثلاثاء فتح معبر جديد لدخول المساعدات إلى القطاع.

وتسبب هجوم «حماس» غير المسبوق على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، بمقتل 1206 أشخاص غالبيتهم مدنيون، حسب إحصاء لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» يستند إلى أرقام إسرائيلية رسمية تشمل رهائن ماتوا أو قتِلوا في الأسر في غزة.

وخلال الهجوم، خطف المسلحون 251 شخصاً، لا يزال 97 منهم في غزة، بينهم 34 يقول الجيش الإسرائيلي إنهم ماتوا.

وتردّ إسرائيل مذّاك بقصف مدمّر وعمليات برّية في قطاع غزة ما أسفر عن مقتل 43665 شخصاً، غالبيتهم مدنيون، وفقاً لأرقام وزارة الصحة التابعة لحركة «حماس» في قطاع غزة.