نذر اجتياح لرفح رغم المعارضة الأميركية

إسرائيل تؤكد مقتل الرجل الثاني في «كتائب القسام»... وهنية في طهران


فلسطينيون يعاينون الأضرار الناجمة عن قصف إسرائيلي لمبنى في رفح جنوب قطاع غزة أمس (أ.ف.ب)
فلسطينيون يعاينون الأضرار الناجمة عن قصف إسرائيلي لمبنى في رفح جنوب قطاع غزة أمس (أ.ف.ب)
TT

نذر اجتياح لرفح رغم المعارضة الأميركية


فلسطينيون يعاينون الأضرار الناجمة عن قصف إسرائيلي لمبنى في رفح جنوب قطاع غزة أمس (أ.ف.ب)
فلسطينيون يعاينون الأضرار الناجمة عن قصف إسرائيلي لمبنى في رفح جنوب قطاع غزة أمس (أ.ف.ب)

تصاعدت، أمس (الثلاثاء)، نُذر اجتياح إسرائيلي لرفح في أقصى جنوب قطاع غزة، رغم المعارضة الأميركية، في مؤشر على تصدّع أكبر تشهده العلاقات بين إدارة الرئيس جو بايدن وحكومة بنيامين نتنياهو.

وقالت وزارة الخارجية الفلسطينية، أمس، إن إسرائيل «بدأت حربها على رفح منذ أيام من خلال قصف طائراتها الحربية وقذائفها للمنازل فوق رؤوس المدنيين». وحذّرت من أن «استبدال الاجتياح البري الشامل لرفح باجتياح بري وجوي متدرج لا يوفر الحماية للمدنيين ولا يوفر احتياجاتهم، ولا يحميهم من خطر التهجير».

جاء ذلك في وقت قال روبرت آي وود، ممثل الولايات المتحدة بمجلس الأمن، خلال جلسة بشأن الوضع في الشرق الأوسط، إن «العملية العسكرية في رفح ليست السبيل لتحقيق الهدف من الحرب». كما قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، في بداية اجتماعه مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت في مقر «البنتاغون»، إن حماية المدنيين الفلسطينيين من الأذى ضرورة أخلاقية واستراتيجية، مضيفاً أن عدد الضحايا المدنيين مرتفع للغاية، واصفاً الوضع في غزة بأنه «كارثة إنسانية».

كانت تطورات غزة والجهود المبذولة بشأنها محور اتصال هاتفي بين وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان ونظيره الفرنسي ستيفان سيجورنيه، أمس.

في غضون ذلك، تشتد الضغوط على حزب «المعسكر الرسمي» برئاسة بيني غانتس وغادي آيزنكوت، ليلحق بحزب «تيكفا حداشا»، برئاسة الوزير جدعون ساعر، ويستقيل من حكومة نتنياهو، ما يزيد من تصدعها وهيمنة اليمين المتطرف عليها.

وفي طهران، قال المرشد الإيراني علي خامنئي لدى استقباله رئيس المكتب السياسي لـ«حماس»، إسماعيل هنية، إن طهران «لن تتردد في دعم القضية الفلسطينية، وأهالي غزة المظلومين والمقاومين»، مشيداً بـ«الصمود المثالي لقوى المقاومة الفلسطينية وكذلك أهالي غزة». وكان هنية قال بعد محادثات مع وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان، إن «الاحتلال خسر مظلات الدعم له، وهو بات يعيش في عزلة سياسية غير مسبوقة».


مقالات ذات صلة

إيران وإسرائيل على حافة حرب شاملة

شؤون إقليمية إسرائيليون يعاينون الدمار الذي خلفه صاروخ باليستي إيراني في بناية سكنية بتل أبيب أمس (إ.ب.أ)

إيران وإسرائيل على حافة حرب شاملة

باتت إيران وإسرائيل على حافة حرب شاملة مع تَوسُّع نطاق الصراع؛ إذ لم يهدأ تبادل إطلاق الصواريخ وشن ضربات جوية، فجر أمس، غداة تنفيذ إسرائيل هجوماً جوياً كاسحاً.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران - تل أبيب)
المشرق العربي جانب من اجتماع لتحالف «الإطار التنسيقي» في بغداد (إكس)

حكومة العراق تلزم الفصائل بتجنب الحرب

أفيد في بغداد، أمس، بأن الحكومة العراقية أبلغت فصائل مسلحة بتجنب الحرب الدائرة بين إيران وإسرائيل لتدارك مخاطر «خطوة غير دقيقة» قد يُقدم عليها أي طرف.

فاضل النشمي (بغداد)
رياضة سعودية تُعد «ثمانية» من أكبر شبكات المحتوى الرقمي في العالم العربي من حيث الانتشار (الشرق الأوسط)

«ثمانية» التابعة لـ «SRMG» تفوز بحقوق النقل الحصري لمسابقات الكرة السعودية

أعلنت رابطة الدوري السعودي للمحترفين، ورابطة دوري الدرجة الأولى، والاتحاد السعودي لكرة القدم، السبت، ترسية حقوق النقل الحصري لمنافسات كأس الملك، ودوري روشن.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
المشرق العربي  دخان يتصاعد بعد هجوم إيراني بالصواريخ على تل أبيب مساء أمس (أ.ب)

إسرائيل وإيران في مرمى الصواريخ والغارات

أصبحت إسرائيل وإيران، أمس، في مرمى الصواريخ والغارات المتبادلة، في تصعيد جديد ينذر بعواقب وخيمة على أمن واستقرار المنطقة في خطوة أثارت ردود فعل دولية

«الشرق الأوسط» (عواصم)
المشرق العربي صورة للقطات بثتها شبكة «أخبار إيران» اليوم تُظهر دخاناً يتصاعد من الانفجارات في «نطنز» بعد إعلان إسرائيل تنفيذ ضربات على مواقع نووية وعسكرية إيرانية (أ.ف.ب)

«الموساد ــ فرع طهران» يشارك تخطيطاً وتنفيذاً

بعد ساعات من بدء إسرائيل عمليتها العسكرية «الأسد الصاعد» ضد إيران، كشفت عن دور كبير يقوم به جهاز استخباراتها «الموساد»، منذ سنوات داخل الأراضي الإيرانية،

نظير مجلي (تل أبيب)

«صحة غزة» تحذر من انهيار الخدمات الطبية وسط استمرار القصف والإخلاءات

عائلة تبكي قريبها الذي قُتل بنيران إسرائيلية بالقرب من مركز توزيع مساعدات في رفح (رويترز)
عائلة تبكي قريبها الذي قُتل بنيران إسرائيلية بالقرب من مركز توزيع مساعدات في رفح (رويترز)
TT

«صحة غزة» تحذر من انهيار الخدمات الطبية وسط استمرار القصف والإخلاءات

عائلة تبكي قريبها الذي قُتل بنيران إسرائيلية بالقرب من مركز توزيع مساعدات في رفح (رويترز)
عائلة تبكي قريبها الذي قُتل بنيران إسرائيلية بالقرب من مركز توزيع مساعدات في رفح (رويترز)

حذرت وزارة الصحة في قطاع غزة، اليوم الأحد، من أن التهديدات المتكررة بالإخلاء والقصف المستمر لمحيط المستشفيات تهدد بخروج ما تبقى من المرافق الطبية عن الخدمة، في ظل التدهور الحاد للوضع الصحي بفعل الحرب المستمرة في القطاع منذ أكثر من عام ونصف العام.

وقالت الوزارة، في بيان لها، إن المستشفيات العاملة تواجه صعوبات متفاقمة في تقديم الرعاية الصحية، بسبب نقص الإمدادات الطبية، وانعدام الأمان للطواقم الطبية والمرضى في الوصول إلى المرافق الصحية. وأضافت أن الأوضاع الأمنية غير المستقرة تعرقل عمل الفرق الطبية وتربك جهود الاستجابة للحالات الطارئة.

رجل وصبي مصابان يجلسان على الأرض في مستشفى الشفاء بمدينة غزة (أ.ف.ب)

وأشار البيان إلى أن مجمع ناصر الطبي في مدينة خان يونس يعد المركز الصحي الأساسي في جنوب القطاع، ويستقبل مئات المرضى والجرحى يومياً، محذراً من أن توقفه عن العمل سيكون له تداعيات كارثية لا يمكن التنبؤ بها.

ودعت الوزارة إلى تدخل عاجل لضمان حماية المرافق الصحية وتوفير ممرات آمنة لوصول الإمدادات والكوادر الطبية والمرضى، مؤكدة أن الحلول المؤقتة لم تعد كافية في ظل تصاعد الاحتياجات الطبية وغياب الاستقرار.

فلسطيني أصيب أثناء محاولته الحصول على مساعدات إنسانية ينتظر تلقي العلاج في مستشفى الشفاء بمدينة غزة (أ.ب)

كما عبَّرت الوزارة عن قلقها من تجاهل السلطات الإسرائيلية لمطالب المؤسسات الدولية المتعلقة بتأمين المستشفيات وضمان تدفق المساعدات الطبية والإنسانية إلى القطاع.

وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الصحة أن المستشفيات استقبلت 100 قتيل و605 جرحى منذ يوم الجمعة الماضي، وحتى صباح اليوم، ما يرفع إجمالي عدد الضحايا في القطاع منذ بدء الحرب في السابع أكتوبر (تشرين الأول) 2023 إلى 55 ألفاً و297 قتيلاً و128 ألفاً و426 مصاباً.

فلسطيني جريح على أرضية مستشفى الشفاء بغزة (رويترز)

وأوضحت الوزارة أن من بين هؤلاء، سقط خمسة آلاف و14 قتيلاً و16 ألفاً و385 مصاباً منذ انهيار اتفاق وقف إطلاق النار منتصف مارس (آذار) الماضي.

وذكرت الوزارة أن 42 شخصاً قتلوا وأصيب أكثر من 380 آخرين خلال اليومين الماضيين أثناء انتظارهم للحصول على مساعدات غذائية في مواقع توزيع بأنحاء القطاع، مما يسلط الضوء على المخاطر المتزايدة التي تواجه المدنيين حتى خارج مناطق المواجهات المباشرة.

في حين تواجه المنظومة الصحية في قطاع غزة خطر الانهيار الكامل نتيجة الحرب الإسرائيلية واسعة النطاق التي اندلعت في أكتوبر 2023، عقب هجوم مفاجئ نفذته حركة «حماس» داخل الأراضي الإسرائيلية. ومنذ ذلك الحين تعرضت البنية التحتية الصحية لأضرار جسيمة، بما في ذلك استهداف مباشر أو غير مباشر للمرافق الطبية، وخروج عدد كبير من المستشفيات عن الخدمة نتيجة القصف أو النقص الحاد في الوقود والمستلزمات الطبية.

وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن أقل من 30 في المائة من المستشفيات لا تزال تقدم خدمات جزئية، في وقت يعاني فيه السكان من أوضاع صحية متدهورة، مع تفشي الأمراض، وتراجع حاد في خدمات رعاية الأمومة والطفولة، فضلاً عن العجز الكبير في استقبال الجرحى والمصابين جراء القصف المستمر.

وتحذر منظمات دولية من تفاقم الكارثة الصحية، في ظل الإغلاق شبه الكامل للمعابر ومنع دخول الإمدادات الأساسية، واستمرار العمليات العسكرية المكثفة في مناطق مأهولة بالسكان.