بدا مصير غزة، أمس، عالقاً بين تحذير برنامج الأغذية العالمي من «مجاعة وشيكة» شمال القطاع، وتصريح مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، بأن العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة حوّلت القطاع إلى «مقبرة مفتوحة».
وهاجمت إسرائيل، مجدداً مستشفى «الشفاء» وهو أكبر مبنى طبي في مدينة غزة، وحولت أروقته ومحيطه إلى ساحة حرب، في عملية قالت مصادر في الفصائل الفلسطينية لـ«الشرق الأوسط»، إنها تستهدف ضرب «سيادة حماس» في مدينة غزة، وتقويض محاولاتها «استعادة السيطرة» وممارسة دور في ملف إدخال المساعدات بالمدينة. وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه قتل خلال هجومه على «الشفاء» العميد فائق المبحوح، وعدّه «مسؤول العمليات» في جهاز الأمن الداخلي التابع لحكومة «حماس»، كما أكد اعتقال آخرين وجّه إليهم تهماً بالعمل مع «حماس»، وأقرّ كذلك بمقتل جندي تابع له.
وتحت وطأة التحذيرات الأممية، عملت إدارة الرئيس جو بايدن بشكل محموم خلال الساعات الماضية، من أجل التصويت في مجلس الأمن على مشروع قرار «يدعم بشكل لا لبس فيه» الجهود المبذولة لتحقيق «وقف فوري ومستدام» لإطلاق النار في القطاع، مستخدمة لغة جديدة يمكن أن تبدد المخاوف من استخدام «فيتو» من روسيا التي تصر على استخدام لغة «واضحة ومباشرة» لوقف القتال.
وعلمت «الشرق الأوسط» من دبلوماسيين في المجلس، أن النسخة المعدلة للمرة الخامسة تستجيب لمطالب عدد من الدول الـ15 الأعضاء، بما في ذلك المطالبة بـ«الوقف الفوري والمستدام» للقتال بين إسرائيل و«حماس»، بموازاة «إطلاق الرهائن فوراً ومن دون أي شروط»، والسماح بـ«تدفق المساعدات الإنسانية إلى كل أنحاء غزة»، للحيلولة دون التفشي الوشيك للمجاعة في القطاع.