«أنقذوا فادي الزنط»... مناشدات لإنقاذ طفل فلسطيني يصارع الجوع والمرض

على اليمين صورة للطفل فادي الزنط قبل الحرب واليسار صورة له أمس في مستشفى كمال عدوان شمال غزة (متداولة)
على اليمين صورة للطفل فادي الزنط قبل الحرب واليسار صورة له أمس في مستشفى كمال عدوان شمال غزة (متداولة)
TT

«أنقذوا فادي الزنط»... مناشدات لإنقاذ طفل فلسطيني يصارع الجوع والمرض

على اليمين صورة للطفل فادي الزنط قبل الحرب واليسار صورة له أمس في مستشفى كمال عدوان شمال غزة (متداولة)
على اليمين صورة للطفل فادي الزنط قبل الحرب واليسار صورة له أمس في مستشفى كمال عدوان شمال غزة (متداولة)

تصدر وسم أنقذوا فادي الزنط، مواقع التواصل الاجتماعي، في دعوات لإنقاذ الطفل الفلسطيني من الموت والذي يعاني من الجفاف وسوء التغذية الشديد علاوة على إصابته بمرض التكيس الليفي.

وفادي الذي يبلغ من العمر 6 سنوات، ظهرت والدته في مقطع مصور تناشد الدول العربية والعالم لإنقاذ طفلها من الموت بعد أن تدهورت حالته بشدة في ظل الحرب والحصار الغذائي الذي يعيشه قطاع غزة.

وظهر الطفل الفلسطيني عبر صور على مواقع التواصل الاجتماعي، والمرض أكل جسده الذي ظهرت عظامه بصورة واضحة نظرا لمعاناته من الجفاف وسوء التغذية.

الطفل فادي الزنط (متداولة)

وفي مطلع الشهر الحالي، توفي الطفل يزن الكفارنة في مستشفى أبو يوسف النجار برفح بسبب سوء التغذية وكانت صور ومقاطع فيديو انتشرت للطفل يزن عبر مواقع التواصل الاجتماعي في الأيام الماضية، وسط مناشدات من أوضاع سيئة يعيشها أطفال غزة وسط الحرب.

الطفل الفلسطيني يزن الكفارنة والذي توفي في رفح وسط الحرب الإسرائيلية على غزة (د.ب.أ)

ويرقد الطفل فادي الزنط في مستشفى كمال عدوان شمال غزة، على أمل الحصول على فرصة للعلاج والحياة، حيث تشهد أروقة المستشفيات فى القطاع بشكل يومي وفاة العديد من الأطفال، مثل الرضيعة هبة زيادة والتي توفيت بسبب نقص الغذاء، وسوء الأوضاع الصحية في مستشفى كمال عدوان شمال غزة، مطلع الشهر الحالي.

صورة من فيديو نشرته وسائل إعلام في غزة يظهر تكفين الطفلة هبة زيادة بعد وفاتها في مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة (إكس)

وفي بداية مارس (آذار) الحالي، أعلن مستشفى كمال عدوان وفاة 15 طفلاً جراء سوء التغذية والجفاف، وأن هناك 6 أطفال آخرين في العناية المركزة. وقال مدير مستشفى كمال عدوان بشمال قطاع غزة حسام أبو صفية إن وفيات الأطفال في الشمال بسبب الجوع وسوء التغذية ونقص الوقود، مضيفاً في حديث مع «وكالة أنباء العالم العربي»: «أغلب حالات الأطفال الموجودين لدينا الآن وضعهم ما بين سيئ إلى مستقر ومن الممكن أن يحتاجوا في أي لحظة لأجهزة التنفس الصناعي وننتظر وصول الوقود الذي نفد بالكامل، مما أدى لتوقف محطة توليد الأكسجين».

وأردف أبو صفية: «في حال استمرار نفاد الوقود، سيكون لدينا خلال الساعات المقبلة المزيد من الوفيات من الأطفال». وأشار أبو صفية إلى أنه يوجد في مستشفى كمال عدوان ما يقرب من 40 طفلاً في غرف العناية المركزة والحضانة والمبيت، إضافة إلى نحو 25 حالة بين جرحى ومواطنين يتلقون خدمات علاجية في أقسام المستشفى. ويأتي هذا فى الوقت الذي تتكثف المساعي الدولية لإيجاد آليات ومسارات جديدة لإيصال المساعدات إلى قطاع غزة الذي يتضور سكانه جوعا وعطشا جراء الحصار والدمار الذي خلفته الحرب بين إسرائيل وحماس، في حين ندد مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل باستخدام الجوع «سلاح حرب». ودلالة على تدهور الوضع الإنساني، قالت وزارة الصحة في القطاع الذي تديره حماس اليوم (الأربعاء) إن 27 شخصا لقوا حتفهم بسبب سوء التغذية والجفاف، معظمهم من الأطفال.

وكان المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، قد أعلن أمس أن عدد الأطفال الذين قتلوا بسبب الحرب المستمرة في قطاع غزة يفوق عددهم مدى أربعة أعوام من النزاعات في العالم. وكتب المفوض فيليب لازاريني على منصة «إكس»: «أمر مذهل. عدد الأطفال الذين أحصي قتلهم في أربعة أشهر فقط في غزة يفوق عدد الأطفال الذين قتلوا مدى أربعة أعوام في جميع النزاعات في أنحاء العالم»، منددا بما اعتبره «حربا على الأطفال». واعتمد لازاريني في منشوره مرجعا أرقام الأمم المتحدة التي تظهر أن 12 ألفا و193 طفلا قتلوا في نزاعات حول العالم بين العامين 2019 و2022. وقد أجريت المقارنة مع تقارير توردها وزارة الصحة في قطاع غزة الخاضع لسيطرة حماس وتفيد بمقتل أكثر من 12 ألفا و300 طفل في هذه البقعة من الأراضي الفلسطينية بين أكتوبر (تشرين الأول) الماضي ونهاية فبراير (شباط). وقال لازاريني إن «هذه الحرب هي حرب على الأطفال. إنها حرب على طفولتهم ومستقبلهم».

واندلعت الحرب على إثر هجوم غير مسبوق شنّته حركة حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر وأوقع أكثر من 1160 قتيلاً، معظمهم مدنيون، وفق تعداد لوكالة «الصحافة الفرنسية» يستند إلى أرقام رسمية. وخُطف أكثر من 250 شخصاً أثناء الهجوم وتقدّر إسرائيل أن نحو 130 منهم ما زالوا محتجزين في القطاع. ومن بين هؤلاء يعتقد أن 32 توفوا أو قتلوا. وارتفعت حصيلة الحرب في غزة، وفق أرقام وزارة الصحة التابعة لحماس، إلى أكثر من 31184 قتيلاً و72889 جريحاً، «72 في المائة منهم أطفال ونساء».


مقالات ذات صلة

كيف سيؤثر اغتيال هنية على مفاوضات وقف إطلاق النار؟

المشرق العربي إسماعيل هنية (أ.ف.ب)

كيف سيؤثر اغتيال هنية على مفاوضات وقف إطلاق النار؟

قالت حركة «حماس» اليوم (الأربعاء) إن زعيمها إسماعيل هنية قُتل، في الساعات الأولى من صباح اليوم، في إيران، الأمر الذي أثار المخاوف من توسع الصراع في المنطقة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي صورة من بيت لاهيا لعشرات الفلسطينيين المعتقَلين وهم شِبه عراة (رويترز)

«الأمم المتحدة»: إسرائيل عذبت وأطلقت الكلاب على فلسطينيين اعتقلتهم من غزة

ندّد المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك بالأفعال المروّعة ضد المعتقَلين الفلسطينيين.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
المشرق العربي رجل يتفقد مبنى مدمراً ضربته غارة جوية إسرائيلية في الضاحية الجنوبية لبيروت (أ.ب)

اغتيالات إسرائيل في لبنان منذ اندلاع حرب غزة

تقرير يرصد سلسلة من عمليات الاغتيال الإسرائيلية في لبنان منذ أكتوبر، عندما اندلعت أعمال قتالية بين «حزب الله» والجيش الإسرائيلي بالتوازي مع حرب غزة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي جنود إسرائيليون يعتقلون فلسطينياً من مخيم بلاطة في الضفة الغربية (إ.ب.أ)

القضاء الإسرائيلي يستجوب جنودا متهمين بإساءة معاملة معتقل من غزة

استجوب القضاء العسكري الإسرائيلي الثلاثاء جنودًا اعتقلوا في إطار التحقيق بشبهة سوء معاملة معتقل في مركز يُحتجز فيه فلسطينيون من غزة منذ بدء الحرب

«الشرق الأوسط» (تل أبيب )
خاص الجيش اللبناني يصل قرب موقع الغارة الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت (إ.ب.أ)

خاص كيف ترى واشنطن احتمالات التصعيد في لبنان؟

رسم مسؤولون أميركيون حاليون وسابقون، تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، سيناريوهات المواجهة بين إسرائيل و«حزب الله» بعد محاولة استهداف الرجل الثاني في الحزب.

هبة القدسي (واشنطن)

اغتيال إسماعيل هنية بغارة في طهران

إسماعيل هنية في آخِر ظهور له بالبرلمان الإيراني لحضور مراسم أداء اليمين للرئيس المنتخب حديثاً مسعود بزشكيان بطهران (أ.ب)
إسماعيل هنية في آخِر ظهور له بالبرلمان الإيراني لحضور مراسم أداء اليمين للرئيس المنتخب حديثاً مسعود بزشكيان بطهران (أ.ب)
TT

اغتيال إسماعيل هنية بغارة في طهران

إسماعيل هنية في آخِر ظهور له بالبرلمان الإيراني لحضور مراسم أداء اليمين للرئيس المنتخب حديثاً مسعود بزشكيان بطهران (أ.ب)
إسماعيل هنية في آخِر ظهور له بالبرلمان الإيراني لحضور مراسم أداء اليمين للرئيس المنتخب حديثاً مسعود بزشكيان بطهران (أ.ب)

أعلنت حركة «حماس»، اليوم الأربعاء، مقتل زعيمها، إسماعيل هنية، في الساعات الأولى من صباح اليوم في إيران، مما عزَّز مخاوف توسع الصراع في المنطقة المضطربة بالفعل بسبب الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة، وتفاقم الصراع في لبنان. وأكد الحرس الثوري الإيراني مقتل هنية، بعد ساعات من حضوره حفل تنصيب الرئيس الجديد للبلاد، وقال إنه يُجري تحقيقاً. ولم تُعلق السلطات الإسرائيلية. وقال الجيش الإسرائيلي إنه يُجري تقييماً للوضع، ولم يصدر أي توجيهات أمنية جديدة للمدنيين. وقال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إن الولايات المتحدة تسعى إلى تهدئة التوتر المتصاعد في المنطقة، لكنه أضاف أن واشنطن ستواصل المساعدة في الدفاع عن إسرائيل، إذا تعرضت لهجوم. ويبدو أن مقتل هنية مِن شأنه أن يعرقل فرص التوصل إلى أي اتفاق وشيك لوقف إطلاق النار في غزة. وجاء ذلك بعد أقل من 24 ساعة من إعلان إسرائيل أنها قتلت قيادياً في جماعة «حزب الله» اللبنانية، قالت إنه كان وراء هجوم قاتل في هضبة الجولان المحتلّة.

وقال سامي أبو زهري، رئيس الدائرة السياسية لـ«حماس» في الخارج، لـ«رويترز»: «اغتيال الاحتلال الإسرائيلي للأخ إسماعيل هنية هو تصعيد كبير يهدف إلى كسر إرادة (حماس) والشعب الفلسطيني، وتحقيق أهداف وهمية، نحن نؤكد أن هذا التصعيد سيفشل في تحقيق أهدافه». وأضاف: «(حماس) فكرة، و(حماس) مؤسسة وليست أشخاصاً، ونحن سنمضي على هذا الدرب، مهما بلغت التضحيات، ونحن واثقون من النصر». ومن المتوقع أن يجتمع أكبر جهاز أمني في إيران لتقرير استراتيجيتها في الرد على مقتل هنية؛ الحليف الوثيق لطهران، وفق ما قال مصدر مطلع على الاجتماع. وأدان الرئيس الفلسطيني محمود عباس مقتل هنية، ودعت الفصائل الفلسطينية في الضفة الغربية إلى إضراب عام ومظاهرات حاشدة.كان هنية هو وجه الدبلوماسية الدولية للحركة الفلسطينية، في الوقت الذي اندلعت فيه الحرب على أثر الهجوم الذي قادته «حماس» على إسرائيل، في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي في غزة، حيث قُتل ثلاثة من أبنائه في غارة جوية إسرائيلية. وطلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرة اعتقال بحق هنية، بتهمة ارتكاب ما قال إنها جرائم حرب، في الوقت الذي قدَّم فيه طلباً مماثلاً ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. تولّى هنية قيادة «حماس» في 2017، وكان يتنقل بين تركيا والعاصمة القطرية الدوحة؛ ليتجنب قيود السفر في قطاع غزة المحاصَر، مما مكّنه من العمل مفاوضاً في محادثات وقف إطلاق النار. يأتي اغتيال هنية في الوقت الذي تقترب فيه العمليات العسكرية الإسرائيلية بقطاع غزة من نهاية الشهر العاشر، دون أي إشارة على نهاية الصراع الذي هزَّ الشرق الأوسط، وهدَّد بالتحول إلى صراع إقليمي أوسع نطاقاً. ورغم الغضب الموجَّه لحكومة نتنياهو من عائلات الرهائن الإسرائيليين، الذين ما زالوا محتجَزين في القطاع، والضغوط الدولية المتزايدة لوقف إطلاق النار، يبدو أن المحادثات، التي توسطت فيها مصر وقطر، قد تعثرت. وفي الوقت نفسه، ازداد خطر اندلاع حرب بين إسرائيل وجماعة «حزب الله»، في أعقاب هجوم في هضبة الجولان أسفر عن مقتل 12 طفلاً في قرية درزية، يوم السبت الماضي، ومقتل القائد البارز في «حزب الله» فؤاد شكر.