الأردن: القيود الإسرائيلية على الوصول للمسجد الأقصى تدفع نحو «تفجر الأوضاع»

وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي (أرشيفية - د.ب.أ)
وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي (أرشيفية - د.ب.أ)
TT

الأردن: القيود الإسرائيلية على الوصول للمسجد الأقصى تدفع نحو «تفجر الأوضاع»

وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي (أرشيفية - د.ب.أ)
وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي (أرشيفية - د.ب.أ)

قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، الاثنين، إن القيود التي تفرضها إسرائيل على وصول المصلين إلى حرم المسجد الأقصى في القدس خلال رمضان تدفع نحو «تفجر الأوضاع».

وفي تصريحات لوسائل الإعلام الرسمية، نقلتها وكالة «رويترز» للأنباء، قال الصفدي إن بلاده ترفض الخطوة الإسرائيلية المعلنة بالحد من وصول المصلين إلى الحرم القدسي خلال شهر رمضان، عازية ذلك لأسباب أمنية مع احتدام الحرب في غزة.

وقال الصفدي في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير خارجية الفاتيكان المطران بول غالاغير: «العبث بالمقدسات عبث بالنار».

وتندلع الاشتباكات منذ فترة طويلة في حرم المسجد الأقصى.

ويتبنى الأردن وجهة النظر الفلسطينية القائلة إن فرض هذه القيود على المصلين الذين يعانون من ويلات الحرب والجوع في غزة، يمثل اعتداءً على حرية العبادة.

وبعد أن أعلن وزير الأمن الوطني الإسرائيلي المنتمي لليمين المتطرف إيتمار بن غفير رغبته مؤخراً في تشديد القيود المفروضة على المصلين، قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن الأعداد التي سيُسمح لها بالدخول ستكون مماثلة للعام الماضي.

وقال الصفدي: «عدم السماح للمسلمين بإقامة الشعائر الدينية، وتقييد حرية الدخول إلى المسجد الأقصى، كل هذا يدفع باتجاه تفجر الأوضاع».

وتواجه إسرائيل خطر اتساع نطاق العنف في الضفة الغربية المحتلة بسبب ما يقول الصفدي إنها إجراءات إسرائيلية أُحادية لتغيير الوضع القائم، مشيراً إلى التوسع في بناء المستوطنات اليهودية على الأراضي العربية.

وأضاف الصفدي: «الضفة الغربية تغلي نتيجة ليس فقط الحرب على غزة، ولكن الإجراءات اللاشرعية التي تستمر إسرائيل في القيام بها بالضفة من بناء المستوطنات والاعتداءات على المدن وإرهاب المستوطنين».

وتشهد الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل تصاعداً في الاشتباكات منذ حرب غزة، حيث قُتل نحو 400 فلسطيني في اشتباكات مع قوات الأمن أو المستوطنين اليهود.

وترى معظم القوى العالمية أن المستوطنات التي بنتها إسرائيل على الأراضي التي استولت عليها في حرب عام 1967 مع الدول العربية غير قانونية.

وقال الصفدي: «النساء لا يجدن ما يطعمن به أبناءهن، والناس يموتون ولا يجدون مكاناً يُدفنون فيه. 5 أشهر مضت من هذا النزاع، والعالم عاجز عن تنفيذ القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وصون الكرامة الإنسانية وإسرائيل تستمر بعدوان خرق كل القيم الإنسانية».

وتسببت الحملة الإسرائيلية الغاشمة على غزة بإثارة قلق كبير في أنحاء العالم، إذ يهدد ازدياد خطر المجاعة بزيادة عدد القتلى الذي تجاوز بالفعل 31 ألفاً.

وتنفي إسرائيل مسؤوليتها عن زيادة معدلات الجوع، أو شن حرب على المدنيين.


مقالات ذات صلة

مئات المستعمرين يقتحمون «الأقصى»

المشرق العربي مئات المستعمرين في المسجد الأقصى بحماية مشددة من الشرطة الإسرائيلية (وفا)

مئات المستعمرين يقتحمون «الأقصى»

أفادت مصادر محلية فلسطينية بـ«اقتحام  مئات المستعمرين، اليوم (الخميس)، المسجد الأقصى المبارك، وأدوا طقوساً، بحماية مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي».

«الشرق الأوسط» (القدس)
الخليج فلسطينيون يتفقدون الدمار جراء القصف الإسرائيلي على بيت لاهيا في شمال غزة (أ.ف.ب)

السعودية تدين القصف الإسرائيلي لبيت لاهيا في غزة واقتحام الأقصى

أعربت الخارجية السعودية عن إدانة المملكة بأشد العبارات قصف قوات الاحتلال الإسرائيلية منازل في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، واقتحام المستوطنين باحات الأقصى.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
شؤون إقليمية فتاة فلسطينية أمام مسجد قبة الصخرة في باحة المسجد الأقصى المبارك بالقدس القديمة بعد صلاة ظهر الجمعة الماضية (أ.ف.ب)

نتنياهو يمنع وزراءه من الوصول إلى «الأقصى» دون إذن مسبق

في جلسة للمجلس الوزاري السياسي والأمني المصغر «الكابينت»، قال نتنياهو إنه «لا يوجد تغيير في الوضع القائم بالحرم القدسي».

«الشرق الأوسط» (رام الله)
شؤون إقليمية صحيفة «ييتد نئمان» الناطقة باسم حزب «ديغل هتوراة» الحريدي صدرت الثلاثاء بعنوان بالعبرية والعربية يؤكد تحريم زيارة الأقصى

نتنياهو يدفع بمشروع «مضاعفة الاقتحامات» اليهودية لباحات «الأقصى»

بعد يوم من إعلان الوزير بن غفير، أنه يسعى لإقامة معبد يهودي في باحة المسجد الأقصى، دفع نتنياهو بمشروع «مضاعفة الاقتحامات».

«الشرق الأوسط» (القدس)
الخليج السعودية جددت دعوتها للمجتمع الدولي بتفعيل آليات جادة لمساءلة المسؤولين الإسرائيليين على الانتهاكات المتواصلة (الشرق الأوسط)

السعودية تدين دعوة وزير إسرائيلي إقامة كنيس يهودي في المسجد الأقصى

أعربت وزارة الخارجية السعودية عن إدانة المملكة لتصريح وزير في حكومة الاحتلال الإسرائيلي دعا فيه لإقامة كنيس يهودي في المسجد الأقصى المبارك.


عائدون إلى بعلبك يخططون للإقامة في الخيام فوق ركام منازلهم

عائدون إلى بعلبك يخططون للإقامة في الخيام فوق ركام منازلهم
TT

عائدون إلى بعلبك يخططون للإقامة في الخيام فوق ركام منازلهم

عائدون إلى بعلبك يخططون للإقامة في الخيام فوق ركام منازلهم

لم تُخفِ العائلات العائدة إلى منازلها من بلدة دير الأحمر وقراها فرحتها بإعلان دخول قرار وقف إطلاق النار حيز التنفيذ. جمعت تلك العائلات أغراضها على عجل، وحزمت أمتعتها داخل السيارات وعلى أسطحها؛ وذلك «لأن رحلة النزوح متعبة... وآن لنا الخروج من كابوس الموت».

وأُجبرت مئات العائلات على النزوح من منازلها، حين بدأ القصف المكثف يستهدف بعلبك (شرق لبنان) والقرى المحيطة بها. لم يجدوا ملاذاً غير القرى المسيحية والسنية في البقاع الشمالي. فتحت تلك المنازل أبوابها للنازحين، بمعزل عن الخلافات السياسية، ويبدو النازحون العائدون اليوم ممتنين لتلك الاستضافة.

وكان سكان منازل الضيافة أول العائدين... «لا نريد أن نكون عبئاً إضافياً على مستضيفينا»... يقول سليمان، أحد النازحين العائدين، إن العائلات الموجودة في مراكز الإيواء بدأت جمع حاجياتها لتأمين رحلة العودة تدريجياً؛ «أما نحن، فقد عدنا باكراً. تركنا بعضاً من حاجياتنا في منازل الضيافة في شليفا، على أمل أن نعود في وقت لاحق لنستكمل جمع ما تبقى لنا من حاجيات وأغراض لنأتي بها إلى بعلبك، ولنقدم الشكر لمستضيفينا».

وشهدت طريق دير الأحمر، منذ ساعات الصباح الأولى، زحمة عائدين بسيارات محملة بالفرش والأطفال. لا يكترث هؤلاء لأحوال المنازل، فالأولوية بالنسبة إليهم هي العودة. يقول محمد: «عدت إلى بيتي ووجدته مدمراً. كنت نازحاً إلى اليمونة. الآن سأنصب خيمة فوق ركام منزلي وأسكن فيها فوق الركام رغم الطقس البارد».

ومثل محمد كثيرون يخططون للأمر نفسه... يؤكدون أنهم لن يبقوا في رحلة النزوح، وأنهم ينوون الإقامة لدى جيرانهم أو أقربائهم قرب منازلهم المدمرة، كما يتحدثون عن نية لنصب الخيام فوق الركام للإقامة فيها.

وكانت دير الأحمر قد استضافت النازحين من دون أي عقود إيجار في منازلها، أما مراكز الإيواء، فاستضافت 12 ألف نازح، ولجأ إلى القاع على الحدود اللبنانية - السورية نحو 1100 نازح، وإلى راس بعلبك 1900 سكنوا في المنازل، بينما سكن 1800 آخرون في مراكز الإيواء.

أما في عرسال، فقد سكن 25 ألف شخص في مراكز الإيواء والمنازل، بينما لجأ 20 ألفاً آخرون إلى بلدتَي الجديدة والفاكهة.

ومن طرابلس، بدأ المتحدرون من البقاع الشمالي العودة إلى قراهم. لم يُخفِ الثلاثيني محمد الفيتروني، العامل على خط بعلبك - بيروت لنقل الركاب، فرحته مع سريان وقف إطلاق النار. فقد عادت عائلتاه الصغيرة والكبيرة من طرابلس، عاصمة الشمال اللبناني، التي لجأت إليها العائلات مع توسعة الحرب في 23 سبتمبر (أيلول) الماضي.

يقول محمد: «جمعت زوجتي بعض أواني وأغراض المنزل وما استطاعت حمله، منذ لحظة إعلان سريان وقف إطلاق النار»، لافتاً إلى أن «أول شيء هو أن أتوجه بالشكر لأهالي القبة ومن استضافوني في منزل يؤوي عائلتي المؤلفة من 8 أفراد. لا شيء يضاهي الأمان وراحة البال، فكل أموال الدنيا لا تساوي شيئاً أمام الأمان».

يخطط محمد ليجتمع بعائلته التي لم يرها منذ 4 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، ويضيف: «انطلقت عائلتي باتجاه البقاع، وهي في طريق عودتها إلى المنزل في بعلبك، وستكون الفرحة الكبرى عندما أجتمع بأقاربي وأولادي الذين لم أرهم منذ أكثر من شهر».

ويقول محمد إنه أُجبِرَ على النزوح من مدينة بعلبك «بعدما سوي منزل جيراننا بالأرض، مما دفع بي إلى البحث عن مكان آمن أحمي فيه عائلتي من البرد والصقيع، فاستأجرت منزلاً متواضعاً في القبة بـ300 دولار لشهر واحد».