«صحة غزة»: أكثر من 700 ألف إصابة بأمراض معدية في القطاع

فلسطينيون يفرون من منازلهم بعد القصف الإسرائيلي على رفح جنوب قطاع غزة في 24 فبراير 2024 وسط معارك مستمرة بين إسرائيل وحركة «حماس» (أ.ف.ب)
فلسطينيون يفرون من منازلهم بعد القصف الإسرائيلي على رفح جنوب قطاع غزة في 24 فبراير 2024 وسط معارك مستمرة بين إسرائيل وحركة «حماس» (أ.ف.ب)
TT

«صحة غزة»: أكثر من 700 ألف إصابة بأمراض معدية في القطاع

فلسطينيون يفرون من منازلهم بعد القصف الإسرائيلي على رفح جنوب قطاع غزة في 24 فبراير 2024 وسط معارك مستمرة بين إسرائيل وحركة «حماس» (أ.ف.ب)
فلسطينيون يفرون من منازلهم بعد القصف الإسرائيلي على رفح جنوب قطاع غزة في 24 فبراير 2024 وسط معارك مستمرة بين إسرائيل وحركة «حماس» (أ.ف.ب)

قال رامي العبادلة مسؤول الصحة العامة في وزارة الصحة بقطاع غزة، إنه تم تسجيل 705 آلاف إصابة بأمراض معدية في القطاع منذ 24 أكتوبر 2023، وحتى 18 فبراير (شباط) 2024.

وتابع في حديث مع «وكالة أنباء العالم العربي»: «سُجِّلت النسب الأكبر لحالات الإصابة بالتهاب الجهاز التنفسي العلوي، ومن ثم حالات الإسهال والأمراض الجلدية المختلفة التي أصابت المواطنين نتيجة نقص المياه وانعدام المواد اللازمة للنظافة».

وأوضح العبادلة قائلاً: «الأمراض التي سجّلت أعلى أرقام: التهاب الجهاز التنفسي؛ حيث تم تسجيل 332 ألف حالة منذ بداية الحرب حتى منتصف الشهر الجاري، وفي المرتبة الثانية الإصابات بحالات الإسهال؛ حيث تم تسجيل 222 ألف حالة، وكذلك هناك حالات متقدمة من الإسهال بين الأطفال؛ حيث تم تسجيل 2485 حالة».

وأضاف أنه تم تسجيل 10 آلاف حالة بالتهاب الكبد الوبائي، كما تم تسجيل ما بين 125 و130 ألف حالة بالجرب، إضافة لأمراض جلدية تتعلق بظهور حبوب على أجسام الأطفال؛ حيث تم تسجيل 46 ألف حالة، إضافة للالتهاب البكتيري؛ حيث تم تسجيل 6142 حالة.

وشدد العبادلة على أن اكتظاظ مراكز الإيواء ونقص المياه الصالحة للشرب والمياه اللازمة للنظافة، وشح مواد التنظيف ونقص الطعام الذي يؤثر بشكل كبير على المناعة، عوامل ساهمت بمجملها في انتشار هذه الأمراض والأوبئة.

وأضاف: «نقص الأدوية والمستلزمات وانهيار المنظومة الصحية فاقم من حجم المأساة الإنسانية، فالمستشفيات والمراكز الطبية دُمّرت، كما أن نزوح الطواقم الطبية أدى لنقص عدد العاملين في المستشفيات الذين أجبروا على النزوح مع عائلاتهم لأماكن بعيدة عن مكان عملهم. كما أن جميع المستشفيات تفتقر للإمكانات التي تسمح بإجراء العمليات الجراحية المعقدة، وتستوعب من 3-4 أضعاف قدرتها الاستيعابية».

وحول الفئات الأكثر عرضة لخطر الإصابة بالأمراض المعدية، قال العبادلة: «كل الفئات عرضة لخطر الإصابة بالأمراض. قبل الحرب كنا نتحدث عن أصحاب المناعة الضعيفة والأمراض المزمنة والحوامل وكبار السن؛ لكن الآن وبسبب النقص في كل مقومات الحياة ازدادت عوامل الخطورة، وكل المجتمع عرضة للإصابة بالأمراض».

وأضاف: «في كل عام لدينا ما بين 50 و60 ألف مولود جديد، و5 آلاف حالة ولادة شهرياً، والآن لا مستشفيات مخصصة للولادة. في كل قطاع غزة فقط يوجد (المستشفى الإماراتي) برفح، بعد أن دمر الجيش الإسرائيلي المستشفيات في شمال وجنوب القطاع».

وأردف العبادلة: «بسبب انهيار المنظومة الصحية، فإن المواليد الجدد لا يُسجَّلون، ومن يستشهد منهم لا تُستخرج له شهادة وفاة، وكل هذه التفاصيل والأعداد ستتكشف بشكل أكبر بعد نهاية الحرب».


مقالات ذات صلة

بريطانيا: أكثر من وفاة مبكرة من بين كل 4 حالات «ستكون بسبب السرطان»

صحتك بحث يؤكد أن حالات الوفاة بالسرطان بين البريطانيين في ازدياد (رويترز)

بريطانيا: أكثر من وفاة مبكرة من بين كل 4 حالات «ستكون بسبب السرطان»

خلص تقرير جديد إلى أن أكثر من حالة وفاة مبكرة من بين كل 4 حالات في المملكة المتحدة ما بين الآن وعام 2050 ستكون بسبب السرطان.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك شعار برنامج الدردشة الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي «شات جي بي تي» (رويترز)

دراسة: «شات جي بي تي» يتفوق على الأطباء في تشخيص الأمراض

كشفت دراسة علمية جديدة، عن أن روبوت الدردشة الذكي الشهير «شات جي بي تي» يتفوق على الأطباء في تشخيص الأمراض؛ الأمر الذي وصفه فريق الدراسة بأنه «صادم».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
العالم بولينا براندبرغ قالت على «إكس» إنها تعاني من «أغرب رهاب للموز في العالم» (رويترز)

غرف خالية من الموز بسبب «فوبيا» وزيرة سويدية

تسببت فوبيا تعاني منها وزيرة سويدية في دفع مسؤولين حكوميين إلى طلب إخلاء الغرف من الفاكهة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الإصابة بحصوات الكلى والنقرس من الحالات الشائعة (المعهد الوطني للصحة بالولايات المتحدة)

أدوية للسكري تخفّض خطر الإصابة بحصوات الكلى

أظهرت دراسة جديدة أنّ نوعاً من أدوية علاج مرض السكري من النوع الثاني قد يساعد في تقليل خطر الإصابة بحصوات الكلى.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك علب من أدوية «أوزمبيك» و«ويغوفي» (رويترز)

أدوية «أوزمبيك» و«ويغوفي» المضادة للسكري تكبح التدهور المعرفي المرتبط بألزهايمر

كشف فريق من الباحثين الأميركيين أن عقار سيماغلوتيد، الذي يتم تسويقه تحت اسمي «أوزمبيك» و«ويغوفي» من شأنه أن يحسن بشكل ملحوظ استهلاك الدماغ للسكر.

«الشرق الأوسط» (باريس)

أطفال لبنان عرضة للقتل والصدمات النفسية

طفل يراقب ماذا يحصل حوله بينما تحاول عناصر أمنية طرد النازحين من فندق قديم بمنطقة الحمرا في بيروت (رويترز)
طفل يراقب ماذا يحصل حوله بينما تحاول عناصر أمنية طرد النازحين من فندق قديم بمنطقة الحمرا في بيروت (رويترز)
TT

أطفال لبنان عرضة للقتل والصدمات النفسية

طفل يراقب ماذا يحصل حوله بينما تحاول عناصر أمنية طرد النازحين من فندق قديم بمنطقة الحمرا في بيروت (رويترز)
طفل يراقب ماذا يحصل حوله بينما تحاول عناصر أمنية طرد النازحين من فندق قديم بمنطقة الحمرا في بيروت (رويترز)

أصبح خبر مقتل أطفال في لبنان بشكل يومي في غارات تنفذها إسرائيل بحجة أنها تستهدف عناصر ومقرات وأماكن وجود «حزب الله»، خبراً عادياً يمر مرور الكرام، حتى بعد تحذير منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) من أن أكثر من ثلاثة أطفال يقتلون يومياً، ومن أن أكثر من 200 طفل قُتلوا في لبنان، في غضون شهرين نتيجة الحرب المستمرة منذ شهر سبتمبر (أيلول) الماضي.

وتتعاطى إسرائيل مع مقتل الأطفال والمدنيين على أنه «خسائر جانبية»، فتراها في حال حصلت على معلومات عن وجود شخصية معينة من «حزب الله»، في مبنى معين، تُقدم على نسف المبنى كله، غير آبهة بالمدنيين والأطفال الموجودين فيه.

اضطرابات نفسية

وفي مواقف أدلى بها مؤخراً، استهجن المتحدث باسم «اليونيسف»، جيمس إلدر، من أنه «رغم مقتل أكثر من 200 طفل في لبنان في أقل من شهرين، فإن اتجاهاً مقلقاً يبرز ويظهر أنه يجري التعامل دون مبالاة مع هذه الوفيات من جانب هؤلاء القادرين على وقف هذا العنف».

وبحسب المنظمة الدولية فإن «مئات الآلاف من الأطفال أصبحوا بلا مأوى في لبنان، كما أن علامات الاضطراب النفسي أصبحت مقلقة وواضحة بشكل متزايد».

وتشير الدكتورة باسكال مراد، اختصاصية علم النفس والاجتماع، إلى أن «مغادرة مئات الآلاف من الأطفال منازلهم، وتهجير وتشريد قسم كبير منهم؛ يجعلهم يفتقدون للأمان. كما أن فقدانهم أفراداً من عائلاتهم أمام أعينهم، ومعايشتهم الخطر والدمار والقتل اليومي؛ يترك لا شك تداعيات نفسية كبيرة عليهم يفترض الالتفات لمعالجتها بأقرب وقت».

رجل يخلي طفله من مكان قريب من موقع استهداف إسرائيلي لمنطقة رأس النبع في بيروت (رويترز)

وتشدد باسكال مراد في تصريح لـ«الشرق الأوسط» على أن «من أبرز التحديات عند الأطفال راهناً هي تعليمهم كيفية إدارة انفعالاتهم الصعبة، مثل الخوف والقلق والغضب. فهذه الإدارة إذا لم تتحقق، فسيعاني الأطفال في المستقبل من مشاكل نفسية إذا لم تعالج الصدمات التي يعايشونها»، لافتة إلى أنه «لا يجب أن ننسى أيضاً الآثار الصحية للحرب على الأطفال، خصوصاً التلوث الناتج عن التفجيرات والأسلحة المستعملة، إضافة إلى أنهم سيكونون أكثر عرضة للأمراض والفيروسات في مراكز الإيواء».

ويعاني آلاف النازحين الموجودون في مراكز الإيواء، والعدد الأكبر منهم من الأطفال، من البرد وغياب مستلزمات التدفئة مع حلول فصل الشتاء، كما يفتقرون للملابس الملائمة بعد هربهم من منازلهم من دون التمكن من جمع أغراضهم.

التعليم بطعم الحرب

كما أنه رغم الخطة التي وضعتها وزارة التربية بدعم من «اليونيسف» لإعادة نحو 387 ألف طفل في لبنان تدريجياً إلى 326 مدرسة رسمية، لم يتم استخدامها لإيواء النازحين ابتداء من مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، فإن العام الدراسي لا يسير بشكل طبيعي عند كل طلاب لبنان، بحيث يدرس قسم كبير منهم على وقع الغارات وخرق الطيران الإسرائيلي لجدار الصوت في كل المحافظات كما يجري التدريس على وقع هدير الطائرات المسيرة التي تملأ الأجواء اللبنانية.

وتقول إحدى معلمات صفوف الروضة في مدرسة تقع بمنطقة الحازمية المتاخمة للضاحية الجنوبية لبيروت، التي تتعرض لقصف دائم: «نقول للأطفال إن دوي الانفجارات هو صوت رعد نتيجة حلول فصل الشتاء، ونعمد لوضع أغانٍ تهدئ من روعهم. القسم الأكبر منهم اعتاد الوضع، في حين بعضهم الآخر يجهش بالبكاء كل مرة».

وتشير المعلمة الأربعينية في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «المشكلة الأكبر نواجهها مع الأهالي الذين يتهافتون عند كل غارة لسحب أبنائهم من الصفوف، ما يجعل الوضع التعليمي غير طبيعي على الإطلاق».

وتشدد الناشطة السياسية والدكتورة في علم النفس بالجامعة اللبنانية في بيروت، منى فياض، على أنه «أياً كانت الظروف، لا يمكن وقف التعليم ويفترض على وزارة التربية أن تؤمن التعليم للجميع حتى ولو في خيم».

وعدّت في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «بعض التلاميذ الذين لا يستطيعون التوجه إلى المدرسة نتيجة الحرب لا شك سيتأثرون نفسياً إذا رأوا تلاميذ آخرين يداومون بشكل يومي، لكن هذه التأثيرات محصورة بأعمار كبيرة معينة بحيث سيشعر هؤلاء بعقدة نقص وإهمال، وانعدام العناية، لكن الخطورة الحقيقية هي على مستقبل الأجيال، ففي العالم العربي نحو 75 مليون أمّي نتيجة الحروب واللجوء، وكل حرب جديدة ترفع الأعداد مئات الآلاف. من هنا الخطورة على مستقبل العالم العربي ومستقبل لبنان الذي كانت لديه نسبة كبيرة من المتعلمين منتشرة في كل أنحاء العالم بمستويات وخبرات ممتازة».

أطفال فروا من القصف الإسرائيلي على جنوب لبنان يحضرون ورشة رسم داخل أحد مراكز الإيواء في بيروت (أ.ف.ب)

وتتحدث منى فياض عن «خشية حقيقية من أن يؤدي التسرب المدرسي إلى الانحراف»، مشددة على وجوب القيام بـ«حملات على المؤثرين للضغط والتصدي لسيناريو مثل هذا، وتأمين التعليم للجميع أياً كانت الظروف القائمة».