لبنان: «الخماسية» على أبواب الحسم الرئاسي أو العقوبات

من الاجتماع الأخير لسفراء الخماسية (السفارة الفرنسية)
من الاجتماع الأخير لسفراء الخماسية (السفارة الفرنسية)
TT

لبنان: «الخماسية» على أبواب الحسم الرئاسي أو العقوبات

من الاجتماع الأخير لسفراء الخماسية (السفارة الفرنسية)
من الاجتماع الأخير لسفراء الخماسية (السفارة الفرنسية)

تسعى الدول المنضوية في إطار «اللجنة الخماسية بشأن لبنان» إلى فصل مسار الانتخابات الرئاسية عن مسار الحرب في غزة وتداعياتها على لبنان، في حين تواصل التصعيد العسكري الإسرائيلي، وأسفر عن مقتل لبنانية وطفلتها بغارة استهدفت قرية مجدل زون القريبة من الحدود.

إلى ذلك، قالت مصادر دبلوماسية في بيروت، لـ«الشرق الأوسط»، إن المبعوث الفرنسي، جان إيف لودريان، سيزور لبنان قريباً ممثلاً لـ«اللجنة الخماسية»، ومن المتوقَّع أن يعلن عن قائمة «المعايير» التي استنتجها من إجابات القيادات اللبنانية عن أسئلة مكتوبة كان قد توجه بها إليهم في سبتمبر (أيلول) الماضي.

ووفقاً لتلك النتائج، ستحدد الخطوة التالية لمسار «الخماسية» التي لوّحت في بيانها الشهير بعد اجتماعها في الدوحة، العام الماضي، بـ«إجراءات» بحق معرقلي عملية انتخاب رئيس للجمهورية، وبالتالي فإن تطبيق عقوبات بحق المعرقلين لن يكون بعيداً عن خطوات «الخماسية» التي لن تجتمع على الصعيد الوزاري قبل ذلك لانتفاء الحاجة، والتي سيكون اجتماعها على هذا المستوى إشارة إلى أمر من اثنين: «مباركة الحل أو معاقبة المخل».


مقالات ذات صلة

الجيش الإسرائيلي ينفذ محاكاة لعملية هجومية على الجبهة الشمالية

المشرق العربي منزل مدمر في بلدة كفرشوبا الحدودية في جنوب لبنان بعد استهدافه بغارة إسرائيلية (أ.ف.ب)

الجيش الإسرائيلي ينفذ محاكاة لعملية هجومية على الجبهة الشمالية

في تطوّر مفاجئ، نفذ الجيش الإسرائيلي محاكاة لعملية هجومية على الجبهة الشمالية في وقت استمر فيه القصف المتقطع على جنوب لبنان.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري مستقبلاً رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين والرئيس القبرصي نيكوس خريستو دوليدس الخميس في بيروت (د.ب.أ)

عدم ارتياح لبناني للمساعدات الأوروبية وتحذير من «رشوة» لإبقاء اللاجئين السوريين

لم تترك زيارة رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين، والرئيس القبرصي نيكوس خريستو دوليدس، ارتياحاً في لبنان بما يتعلق بعودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم.

كارولين عاكوم (بيروت)
المشرق العربي دورية لقوى الأمن الداخلي في بيروت (إعلام قوى الأمن)

لبنان: عصابة «تيكتوكرز» تفضح الاستغلال الإجرامي لوسائل التواصل الاجتماعي

أعلنت «قوى الأمن الداخلي» في لبنان توقيف عصابة من الناشطين بتطبيق «تيك توك» تستدرج الأطفال لاغتصابهم ما سلّط الضوء على شبكات إجرامية بوسائل التواصل.

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري يعرض خريطة تُظهر الهجمات الإسرائيلية على لبنان على وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه خلال اجتماعهما الأخير في بيروت (إ.ب.أ)

بري: الورقة الفرنسية تتضمن بنوداً مقبولة وأخرى تتطلب تعديلاً

أكد رئيس المجلس النيابي نبيه بري أنه سيجيب، بين الجمعة والسبت، على الورقة الفرنسية، موضحاً أنها تتضمن نقاطاً مقبولة وأخرى غير مقبولة لا بد من تعديلها.

محمد شقير (بيروت)
المشرق العربي ميقاتي ورئيسة المفوضية الأوروبية والرئيس القبرصي خلال مراسم الاستقبال الرسمي في السراي الحكومي ببيروت (رويترز)

مليار يورو من الاتحاد الأوروبي لاحتواء قوارب اللاجئين من لبنان… دون حل أزمتهم

شكّل إعلان رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين من بيروت عن مساعدات بقيمة مليار يورو دعماً «لاستقرار» لبنان.

نذير رضا (بيروت)

أغلبية إسرائيلية تؤيد اتفاقاً مع «حماس»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (د.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (د.ب.أ)
TT

أغلبية إسرائيلية تؤيد اتفاقاً مع «حماس»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (د.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (د.ب.أ)

دلت نتائج استطلاع للرأي أن غالبية 54 في المائة من المجتمع الإسرائيلي تؤيد إبرام صفقة مع حركة «حماس» لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، فيما 38 في المائة فقط يفضلون اجتياح مدينة رفح في جنوب غزة، أولاً. لكن رغم ذلك، فإن 73 في المائة من مصوتي اليمين يقفون ضد هذا التوجه.

وبموجب استطلاع الرأي الأسبوعي الذي تنشره صحيفة «معاريف»، فإن نسبة المؤيدين من مجموع مصوتي أحزاب اليسار والليبراليين والعرب تصل إلى 81 في المائة، ما يشير إلى استقطاب شديد يتيح لكل طرف أن يحارب لأجل موقفه. وبما أن مؤيدي الصفقة يقيمون مظاهرات كبيرة ضد الحكومة مطالبين بإسقاطها، فإن أحزاب اليمين تناشد جماهيرها أيضاً النزول إلى الشوارع، وهو ما يثير قلقاً من خطر صدامات دامية بين الجانبين، بل عاد كثيرون إلى التحذير من خطر نشوب حرب أهلية.

وزير المال بتسلئيل سموتريتش ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أغسطس الماضي (رويترز)

الائتلاف الحكومي

وسألت الصحيفة المستطلعة آراؤهم كيف سيصوتون في حال تبكير موعد الانتخابات، فجاءت النتائج شبيهة بالنتائج التي ظهرت في كل الاستطلاعات تنبئ بسقوط الائتلاف الحكومي برئاسة بنيامين نتنياهو. فقد هبط هذا المعسكر من 64 مقعداً له حالياً، إلى 50 مقعداً، بينما ارتفعت أحزاب المعارضة من 56 إلى 70 مقعداً، من ضمنها 10 مقاعد للأحزاب العربية، يتقاسمها مناصفة تكتل «الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة» برئاسة النائبين أيمن عودة وأحمد الطيبي، اللذين يرفضان دخول أي ائتلاف حكومي، لكنهما يقفان ضد أي ائتلاف يميني، و«القائمة العربية الموحدة للحركة الإسلامية» برئاسة النائب منصور عباس الذي يوافق على دخول الائتلاف.

ويشير الاستطلاع، الذي أجراه معهد «لازار» برئاسة مناحم لازار، إلى أن حزب «المعسكر الرسمي» برئاسة بيني غانتس، وبعد أسابيع طويلة من الهبوط في الاستطلاعات، يعود إلى تعزيز قوته ليكون أكبر الأحزاب برصيد 31 مقعداً (له حالياً 8 مقاعد فقط)، بينما يتراجع «الليكود» من 32 مقعداً اليوم إلى 19 مقعداً.

ولا ينجح حزب «يوجد مستقبل» بقيادة يائير لبيد، زعيم المعارضة، في الارتفاع، ويواصل التقوقع في حدود 13 مقعداً (له اليوم 24 مقعداً). يليه حزب اليهود الروس «يسرايل بيتينو»، بقيادة أفغدور ليبرمان الذي يرتفع من 6 إلى 11 مقعداً.

وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير يرافق الشرطة في مواجهة احتجاجات قرب مقر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالقدس تطالب بالإفراج عن الرهائن في غزة (أ.ف.ب)

الاستقطاب الشديد

وفي إطار الدلائل على الاستقطاب الشديد فإن حزبي اليمين المتطرف «الصهيونية الجديدة» برئاسة وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، و«عظمة يهودية» برئاسة وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، يزدادان قوة بمقعد إضافي، من 14 مقعداً حالياً إلى 15 مقعداً في الانتخابات المقبلة (بن غفير يرتفع من 6 إلى 10، وسموتريتش يهبط من 8 إلى 5 مقاعد).

وتخسر الأحزاب الدينية مقعداً واحداً، من 17 إلى 16 (اليهود الشرقيون يهبطون من 10 إلى 9، واليهود الأشكناز يحافظون على قوتهم بـ7 مقاعد).

وتشير النتائج إلى أن حزب «العمل» مؤسس الحركة الصهيونية الذي قاد إسرائيل عبر عشرات السنوات سيختفي من الخريطة الحزبية، وكذلك حزب «الأمل الصهيوني» برئاسة جدعون ساعر، الذي انسحب من التحالف مع غانتس، وحزب «التجمع الوطني الديمقراطي العربي»، فكلها لا تتجاوز نسبة الحسم. ويفوز حزب «ميرتس» الصهيوني اليساري بأربعة مقاعد.


الجيش الإسرائيلي ينفذ محاكاة لعملية هجومية على الجبهة الشمالية

منزل مدمر في بلدة كفرشوبا الحدودية في جنوب لبنان بعد استهدافه بغارة إسرائيلية (أ.ف.ب)
منزل مدمر في بلدة كفرشوبا الحدودية في جنوب لبنان بعد استهدافه بغارة إسرائيلية (أ.ف.ب)
TT

الجيش الإسرائيلي ينفذ محاكاة لعملية هجومية على الجبهة الشمالية

منزل مدمر في بلدة كفرشوبا الحدودية في جنوب لبنان بعد استهدافه بغارة إسرائيلية (أ.ف.ب)
منزل مدمر في بلدة كفرشوبا الحدودية في جنوب لبنان بعد استهدافه بغارة إسرائيلية (أ.ف.ب)

في تطوّر مفاجئ، نفذ الجيش الإسرائيلي محاكاة لعملية هجومية على الجبهة الشمالية في وقت استمر فيه القصف المتقطع على جنوب لبنان.

وأعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي عن العملية، قائلاً عبر حسابه على منصة «إكس» أن «قوات لواء 282 تقوم بمهام دفاعية وهجومية على الحدود الشمالية منذ 3 أشهر بعد قتالهم على الجبهة الجنوبية».

وبينما أرفق الخبر مع صور وفيديو للعملية أوضح «خلال الأسبوع الأخير أُجْرِي تمرين مباغت جرى خلالها التدرب على سيناريوهات متنوعة حيث شمل التمرين نشر سريع للمدافع لأغراض هجومية؛ وذلك بهدف محاكاة القتال في سيناريوهات قتالية مختلفة على الحدود اللبنانية في مواجهة (حزب الله)».

وأضاف: «منذ نشوب الحرب أطلقت قوات المدفعية على الحدود الشمالية آلاف أنواع الذخيرة صوب آلاف الأهداف الإرهابية كجزء من سلسلة متواصلة من عمليات استهداف خلايا تخريبية والهجمات المخطط لها على بنى تحتية وأهداف تابعة لـ(حزب الله) في المنطقة الحدودية».

أتى ذلك في موازاة استمرار المواجهات بين إسرائيل و«حزب الله» وقال الجيش الإسرائيلي، الجمعة، إن «منظومة الدفاع الجوي التابعة له اعترضت طائرة مسيرة تسللت من لبنان إلى شمال إسرائيل»، مشيراً إلى تسجيل أضرار طفيفة وقعت في قرية جولس بشمال إسرائيل جراء الشظايا الناتجة عن عملية اعتراض المسيرة.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه اعترض «هدفاً جوياً تسلل من لبنان تسبب بأضرار طفيفة في قرية جولس بالجليل الأعلى»، وكانت صفارات الإنذار قد دوت في بلدات عدة غرب نهاريا وعكا في الجليل الأعلى، بعدما كانت قناة «الميادين» القريبة من إيران قد أفادت بـ«إطلاق صواريخ من لبنان باتجاه هدف إسرائيلي في عمق الجليل الغربي».

وفي المقابل، استمر القصف المتقطع على بلدات عدة في جنوب لبنان، وأعلن «حزب الله» عن تنفيذه عملية مساء الخميس، استهدفت مقر قيادة الفرقة 91 في ثكنة برانيت ‏بالأسلحة الصاروخية.

وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» بسقوط عدد من القذائف المدفعية على بلدة الخيام، كما تعرضت أطراف بلدة الناقورة، وأطراف بلدة مجدل زون وجبل بلاط لقصف مدفعي إسرائيلي، واستهدفت غارة إسرائيلية أطراف بلدة مركبا في القطاع الشرقي.

وبعد الظهر، أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» بأن مدفعية الجيش الإسرائيلي قصفت المنطقة الحدودية من جهة بلدة علما الشعب بعدد من القذائف، بالتزامن مع تحليق لطيران إسرائيلي استطلاعي في الأجواء، لا سيما فوف علما الشعب والناقورة.

وكان الطيران الإسرائيلي قد نفذ قرابة منتصف الليل غارات على بلدتي عيتا الشعب وأطراف الضهيرة، ما أدى إلى أضرار مادية بالممتلكات والمزروعات والمنازل المجاورة.

وأطلقت المدفعية الإسرائيلية بعيد منتصف الليل عدداً من القذائف الثقيلة على أطراف بلدات حانيين وعيتا الشعب ورامية، وصباحاً أطلق الجيش الإسرائيلي القنابل المضيئة فوق القرى الحدودية المتاخمة للخط الأزرق، وحلق الطيران الاستطلاعي فوق قرى القطاعين الغربي والأوسط وصولاً حتى مشارف مدينة صور، وحلق فجراً الطيران الحربي فوق الجنوب.

وأظهر فيديو انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي دماراً كبيراً في عيتا الشعب إثر القصف الذي استهدف البلدة.


قتلى وجرحى بقصف على رفح... و«حماس» تحضّر ردّها على مقترح الهدنة

فلسطينيون يتفقدون أضرار القصف الإسرائيلي على رفح في جنوب قطاع غزة اليوم (أ.ف.ب)
فلسطينيون يتفقدون أضرار القصف الإسرائيلي على رفح في جنوب قطاع غزة اليوم (أ.ف.ب)
TT

قتلى وجرحى بقصف على رفح... و«حماس» تحضّر ردّها على مقترح الهدنة

فلسطينيون يتفقدون أضرار القصف الإسرائيلي على رفح في جنوب قطاع غزة اليوم (أ.ف.ب)
فلسطينيون يتفقدون أضرار القصف الإسرائيلي على رفح في جنوب قطاع غزة اليوم (أ.ف.ب)

تعرّضت مدينة رفح، اليوم (الجمعة)، لقصف إسرائيلي، ما أوقع مزيداً من الضحايا في القطاع الفلسطيني المحاصر الذي تثير الحرب فيه تعبئة طالبية في عدد من الجامعات في العالم تطالب بوقف الحرب التي خلّفت «دماراً غير مسبوق»، وفق الأمم المتحدة.

ولم تسلّم حركة «حماس» بعد ردّها على مقترح الهدنة الذي نقله لها الوسطاء، بعد أن أعلنت الخميس أنها تدرسه بـ«روح إيجابية»، علماً أن الحركة تتمسّك بوقف إطلاق نار دائم في حربها مع إسرائيل، بينما تؤكد الدولة العبرية أنها لن تنهي الحرب قبل دخول رفح و«القضاء» على ما تبقى من كتائب حركة «حماس».

وأفادت مصادر طبية في قطاع غزة، الجمعة، بوقوع ضربات إسرائيلية في رفح قرب الحدود مع مصر.

تظهر بقع الدم على الحائط بينما يقوم رجل بكنس الأنقاض في مبنى أصيب بالقصف الإسرائيلي في رفح جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

وأكدت وزارة الصحة في القطاع في بيان سقوط 6 قتلى و51 إصابة خلال 24 ساعة حتى صباح الجمعة، مشيرة الى أن إجمالي عدد المصابين في الحرب وصل إلى 77867 منذ بدء المعارك قبل زهاء سبعة أشهر. فيما ارتفعت حصيلة القتلى في قطاع غزة إلى 34622 شخصاً غالبيتهم من المدنيين منذ اندلاع الحرب، وفق الوزارة التابعة لحماس.

وتنتظر دول الوساطة، قطر ومصر والولايات المتحدة، ردّ حركة «حماس» على اقتراح هدنة لمدة أربعين يوماً يشمل الإفراج عن رهائن محتجزين في قطاع غزة وفلسطينيين في سجون إسرائيلية وزيادة المساعدات إلى القطاع.

وأعلنت الحركة الخميس أنها تدرس بـ«روح إيجابية» المقترح المطروح حالياً، على ما أكد رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية بعد اتصال هاتفي مع وزير المخابرات المصرية، عباس كامل.

وخلال الاتصال، أكد هنية أن وفداً من «حماس» سيزور مصر «في أقرب وقت لاستكمال المباحثات الجارية بهدف إنضاج اتفاق يحقّق مطالب شعبنا بوقف العدوان».

وحصل أيضاً اتصال هاتفي بين هنية ورئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ محمد عبد الرحمن آل ثاني، مؤكداً له الاستعداد للتوصل إلى اتفاق.

وتمّ التوصل إلى هدنة أولى في الحرب التي اندلعت في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) أفرج بموجبها عن 105 رهائن في مقابل 240 فلسطينياً معتقلاً في السجون الإسرائيلية.

رجل فلسطيني يقف وسط أنقاض مبنى دمره القصف الإسرائيلي في رفح (أ.ف.ب)

«بذل كل الجهود»

وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن دعا خلال زيارته إسرائيل، الأربعاء، حركة «حماس» إلى القبول بالمقترح «السخي جداً»، في رأيه، من جانب الدولة العبرية.

وحضّ إسرائيل على التخلّي عن فكرة شنّ هجوم برّي على رفح، آخر معاقل حركة «حماس» بحسب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، التي يقيم فيها حالياً 1.2 مليون شخص غالبيتهم من النازحين جراء الحرب. وكان العدد أكبر من ذلك، لكن غادرها الآلاف خلال الأسابيع الماضية في ضوء التصريحات الإسرائيلية المتتالية حول التحضير لعملية عسكرية في المدينة.

وقال نتنياهو، الخميس، مجدداً: «سنفعل ما هو ضروري للانتصار والتغلّب على عدوّنا، بما في ذلك في رفح»، بعدما توعّد سابقاً بشن هجوم بري «مع اتفاق أو من دونه»، في إشارة إلى الهدنة.

تجمُّع الفلسطينيين حول أقاربهم وأحبائهم القتلى الذين قتلوا في الغارات الجوية الإسرائيلية (د.ب.أ)

وعبّرت عواصم عدّة غربية وعربية ومنظمات دولية وإنسانية عن مخاوف من وقوع خسائر فادحة في صفوف المدنيين في رفح لغياب خطّة ذات مصداقية لحماية السكّان.

وتقول إسرائيل إنها ستجلي المدنيين من رفح قبل الهجوم.

في هذا الوقت، تزداد الضغوط في العالم على إسرائيل لوقف الحرب.

وتتوسّع التعبئة الطلابية في جامعات في عدد من الدول تضامناً مع قطاع غزة، غداة دعوة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى أن يسود النظام في الجامعات الأميركية.

وتشهد جامعات في فرنسا وكندا وسويسرا وأستراليا والمكسيك اعتصامات وتحركات تطالب بوقف الحرب.

في فرنسا، تدخلّت قوات الشرطة، الجمعة، في معهد العلوم السياسية العريق في باريس لإخراج عشرات الناشطين المؤيدين للفلسطينيين يحتلون بعض أرجائه منذ الخميس.

وأكدت الحكومة الفرنسية أن «الحزم كامل وسيبقى كاملاً».

وأعلنت كولومبيا، الأربعاء، قطع علاقاتها بإسرائيل، فيما علّقت تركيا الخميس علاقاتها التجارية معها.

وشنّت حركة «حماس» هجوماً غير مسبوق على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) وخطفت أكثر من 250 شخصاً ما زال 129 منهم محتجزين في غزة، توفّي 35 منهم وفق مسؤولين إسرائيليّين، كان آخرهم درور أور، أحد سكان كيبوتس بئيري، وقد أعلنت إسرائيل وفاته الجمعة.

وأفرج خلال هدنة نوفمبر (تشرين الثاني) عن اثنين من أبناء أور كانا خطفا أيضاً في الهجوم الذي قتلت فيه والدتهما.

وقال منتدى عائلات الرهائن: «على الحكومة الإسرائيلية بذل كل الجهود لإعادة درور والرهائن الآخرين المقتولين لكي يدفنوا بكرامة في إسرائيل».

تحسن «طفيف»

من جهة أخرى، أعلنت هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير الفلسطيني، الخميس، أن اثنين من المعتقلين الفلسطينيين من قطاع غزة، أحدهما طبيب في مستشفى الشفاء، لقيا حتفهما خلف قضبان السجون الإسرائيلية، مؤكدة أنهما تعرضا لـ«التعذيب» وحرما من الرعاية الصحية. وهما من بين المئات الذين اعتقلتهم القوات الإسرائيلية في القطاع منذ بدء عملياتها البرية في 27 أكتوبر.

وكان الدكتور عدنان أحمد عطية البرش (50 عاماً) رئيس قسم العظام في مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة.

وقال بيان مشترك لهيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير، إن البرش «اعتقل على يد جيش الاحتلال في شهر ديسمبر (كانون الأول) 2023 خلال وجوده في مستشفى العودة إلى جانب مجموعة من الأطباء»، ولقي حتفه في سجن عوفر و«ما يزال جثمانه محتجزاً».

وردّاً على استفسارات «وكالة الصحافة الفرنسية»، قال الجيش الإسرائيلي: «نحن حالياً لسنا على دراية بالحادثة».

وإضافة إلى الحصيلة البشرية الهائلة، هناك دمار هائل في قطاع غزة وأزمة إنسانية حادة وجوع.

ويتوقّع أن يكلّف إعمار القطاع بين 30 و40 مليار دولار، بحسب تقديرات الأمم المتحدة.

وقال الأمين العام المساعد للأمم المتحدة ومدير المكتب الإقليمي للدول العربية في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، عبد الله الدردري، في مؤتمر صحافي بعمّان الخميس، إن «حجم الدمار هائل وغير مسبوق»، مشيراً إلى أنّ هذه المهمّة «لم يسبق للمجتمع الدولي أن تعامل معها منذ الحرب العالمية الثانية».

وأوضح أن الاعتماد على «الأطر التقليدية لإعادة البناء يعني أن الأمر قد يستغرق عقوداً من الزمن والشعب الفلسطيني لا يملك رفاهية عقود من الزمن. لذلك من المهم أن نقوم بسرعة بإسكان الناس في سكن كريم وإعادة حياتهم الطبيعية الاقتصادية والاجتماعية والصحية والتعليمية (...) خلال السنوات الثلاث الأولى بعد وقف إطلاق النار».

وأعلنت منظمة الصحة العالمية، الجمعة، أنّ الوضع الغذائي في قطاع غزة يشهد تحسّناً «طفيفاً» مع توافر مزيد من المواد، مشيرة في الوقت ذاته إلى أنّ خطر المجاعة لا يزال قائماً.

وسمحت إسرائيل خلال الأسابيع الماضية بدخول مزيد من شاحنات المساعدات إلى القطاع.


رسائل بين «إخوة وأعداء» في حفل سياسي ببغداد

مسؤولون وقادة أحزاب عراقية خلال حفل «العصائب» (إكس)
مسؤولون وقادة أحزاب عراقية خلال حفل «العصائب» (إكس)
TT

رسائل بين «إخوة وأعداء» في حفل سياسي ببغداد

مسؤولون وقادة أحزاب عراقية خلال حفل «العصائب» (إكس)
مسؤولون وقادة أحزاب عراقية خلال حفل «العصائب» (إكس)

جمع حفل سياسي الإخوة والأعداء في بغداد، وتحولت ذكرى تأسيس حركة «عصائب أهل الحق» إلى مناسبة لإطلاق الرسائل السياسية، التي لم يخلُ بعضها من التوتر.

وأقامت الحركة التي يتزعمها قيس الخزعلي، أحد أقطاب «الإطار التنسيقي»، حفلاً لمرور 21 سنة على تأسيسها، بحضور رئيسَي الجمهورية والحكومة وقادة أحزاب.

وكان الخزعلي انشق عام 2004 عن «التيار الصدري» الذي يتزعمه مقتدى الصدر، قبل أن يؤسس حركة باسم «عصائب أهل الحق» بدأت كميليشيا مسلحة.

وخلال كلمته، تحدث الخزعلي، الجمعة، عن «مجموعة تحديات تواجه الحكومة العراقية الحالية برئاسة محمد شياع السوداني: إخراج القوات العسكرية الأجنبية، وفقاً لما نص عليه الدستور، بما فيها قوات التحالف الدولي والقوات التركية».

وأضاف الخزعلي: «من ضمن التحديات أيضاً تحقيق السيادة النقدية بامتلاك العراق قراره الكامل بالتصرف في أمواله وفق مصالحه».

مسؤولون وقادة أحزاب عراقية خلال حفل «العصائب» (إكس)

الخزعلي هاجم الكاظمي

وهاجم الخزعلي الحكومة السابقة، وقال إن القوى الشيعية نجحت في تجاوز التحدي الذي فرضه رئيسها مصطفى الكاظمي.

وتابع الخزعلي: «وقفنا بوجه الولاية الثانية للكاظمي وشكلنا ائتلاف (إدارة الدولة) وحكومة (الإطار التنسيقي)».

إلى ذلك، دعا الخزعلي إلى الإسراع بانتخاب رئيس جديد للبرلمان، وحل مشكلة الرواتب للموظفين والعاملين في القطاع العام بإقليم كردستان.

وقال الخزعلي: «هذا الموضوع (رئاسة البرلمان) تأخر كثيراً، نرجو من القوى السياسية السُّنية بذل جهودها في إنهاء المشكلة بتقديم مرشح لتوليه».

وتفشل القوى السنية والشيعية في التوصل إلى مرشح بديل لرئيس البرلمان السابق محمد الحلبوسي الذي أنهت المحكمة الاتحادية عضويته في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

ولم يفوّت الحلبوسي، الذي كان حاضراً في الحفل، فرصة الرد على الخزعلي.

وقال الحلبوسي للصحافيين على هامش حفل «العصائب»: «حزب (تقدم) يرفض تولي رئيس جديد لمجلس النواب العراقي من خارج حزبه».

ومع ذلك، توقع زعيم «تقدم» التوصل إلى شخصية توافقية وتعديل النظام الداخلي للبرلمان خلال الأيام المقبلة. وأكد أن حزبه هو من «يمتلك الأغلبية النيابية، ومنصب رئيس البرلمان استحقاق سياسي وانتخابي».

ويلوّح الحلبوسي منذ أيام بالانسحاب من السلطتين التنفيذية والتشريعية ومن العملية السياسية برمتها بالعراق في حال تم منح منصب رئاسة مجلس النواب إلى مرشح من خارج حزبه.

وأصدر الحلبوسي بياناً مقتضباً مع صور من مشاركته في حفل «العصائب» دون أن يشير إلى تهنئتها كما يجري في العرف السياسي بين قادة الأحزاب العراقية في مثل هذه المناسبات.

رئيس الحكومة محمد شياع السوداني في حفل «العصائب» ببغداد (إكس)

«إعلاء الدولة»

من جهته، دعا رئيس الوزراء محمد شياع السوداني الشركاء السياسيين في البلاد إلى «إعلاء كلمة الدولة وانتقال العراق إلى مرحلة جديدة».

وقال السوداني، خلال مشاركته في حفل «العصائب»، إن «الحكومة تخطو، مدعومةً بإرادة برلمانية وشعبية واسعة، نحو إحداث التنمية المستدامة».

وأضاف: «بلدنا ينتقل اليوم لمرحلة الإنتاج، وتشييد البنى التحتية، وتحريك الاقتصاد، وخلق فرص العمل، ومواجهة التحديات، وترسيخ السيادة».

وأكد السوداني أن «الجميع يتحمل مهمة إنفاذ القانون، وبناء صرح العدالة والمساواة والاستقرار المؤسساتي»، مشدداً على أنه «لا بديل عن إعلاء كلمة الدولة وحماية الدستور وإنفاذ القانون في البلاد».

من جهته، دعا رئيس الجمهورية عبد اللطيف رشيد الأطراف والقوى السياسية العراقية إلى «دعم الإجراءات والخطط التي تتبناها الحكومة للنهوض بالواقع الخدمي، وتطوير قطاعات الاقتصاد في البلاد».

وقال رشيد: «العراق يمر بظرف تاريخي يتطلب من القوى السياسية المزيد لتغليب المصالح العليا للبلد والشعب، وأهمية احترام الدستور ومؤسسات الدولة ومحاربة الفساد بجميع أشكاله لترسيخ الأمن والاستقرار والتجربة الديمقراطية».

وشدد على أنه «من الواجب أن ندعم جميعاً الإجراءات والخطط التي تتبناها الحكومة للنهوض بالواقع الخدمي، وللنظر بروح المسؤولية إلى مشاريع المستقبل وبرامج التطوير الاقتصادي والزراعي والصناعي».

في سياق منفصل، بحث رئيس الحكومة محمد شياع السوداني، الجمعة، مع رئيس «الاتحاد الوطني الكردستاني»، بافل طالباني، الإجراءات الحكومية لتحقيق التنمية الشاملة والمضيّ بالإصلاحات الاقتصادية والإدارية، وفقاً لما جاء في البرنامج الحكومي.

وذكر مكتب السوداني في بيان صحافي، أن الأخير استقبل رئيس «الاتحاد الوطني الكردستاني»، بافل طالباني، وبحثا «أهمّ الملفات على المستوى الوطني، والإجراءات الحكومية لتحقيق التنمية الشاملة والمضيّ بالإصلاحات الاقتصادية والإدارية، وفقاً لما جاء في البرنامج الحكومي».

وجرى التأكيد، وفق البيان، على «إدامة التواصل بين القوى السياسية، والاستمرار بالحوارات البنّاءة التي تمثل السبيل المثلى لتحويل جميع التحديات إلى فرص تحقق الخير لكلّ العراقيين».

وجاء لقاء طالباني والسوداني بعد يوم واحد من الكشف عن اتفاق سياسي لتأجيل انتخابات إقليم كردستان إلى موعد آخر، وهو ما يرفضه حزب «الاتحاد الوطني».


عدم ارتياح لبناني للمساعدات الأوروبية وتحذير من «رشوة» لإبقاء اللاجئين السوريين

رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري مستقبلاً رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين والرئيس القبرصي نيكوس خريستو دوليدس الخميس في بيروت (د.ب.أ)
رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري مستقبلاً رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين والرئيس القبرصي نيكوس خريستو دوليدس الخميس في بيروت (د.ب.أ)
TT

عدم ارتياح لبناني للمساعدات الأوروبية وتحذير من «رشوة» لإبقاء اللاجئين السوريين

رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري مستقبلاً رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين والرئيس القبرصي نيكوس خريستو دوليدس الخميس في بيروت (د.ب.أ)
رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري مستقبلاً رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين والرئيس القبرصي نيكوس خريستو دوليدس الخميس في بيروت (د.ب.أ)

لم تترك نتائج زيارة رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين، والرئيس القبرصي نيكوس خريستو دوليدس، الخميس، إلى بيروت، ارتياحاً في لبنان بما يتعلق بعودة اللاجئين السوريين، ولا سيما أنها لم تترافق مع الإعلان عن قرارات في هذا الإطار، ما جعل بعض الفرقاء يعدّون أن المساعدات التي بلغت مليار دولار أميركي هي ثمن بقاء اللاجئين السوريين في لبنان.

ورغم تأكيد رئيس البرلمان نبيه بري بعد لقائهما «أنها المرة الأولى التي نلمس فيها جدية في موضوع النازحين السوريين»، وقول رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي إن «لبنان يشهد مساراً جديداً من الناحية الأوروبية في شأن ملف اللجوء السوري»، ارتفعت الأصوات المحذرة من أن تكون هذه المساعدات هي لإبقاء السوريين مقابل تراجع المطالب بإعادتهم إلى بلادهم، ووصل الحد إلى اعتبار هذه المساعدات «رشوة للبنان»، ولا سيما أن البيانات والمواقف التي صدرت بعد لقاءات رئيسة المفوضية والرئيس القبرصي اكتفت بالإشارة إلى التعويل على تعاون لبنان لمنع الهجرة غير الشرعية ومكافحة تهريب المهاجرين وإدارة الحدود ومراقبتها، ما يعني التركيز فقط على وقف تدفق المهاجرين إلى قبرص، ومنها إلى أوروبا.

ومع المواقف المشككة بخلفية المساعدات الأوروبية وهدفها، رفض ميقاتي اعتبارها بمثابة رشوة للبنان، وقال في حديث تلفزيوني: «وضعنا شرطاً أن تعطى المساعدات للسوريين في سوريا لتكون حافزاً لعودتهم ولمست تفهماً أوروبياً كاملاً»، مؤكداً: «لبنان ليس حرس حدود لأوروبا».

خلال اللقاء الذي جمع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فونديرلاين والرئيس القبرصي نيكوس خريستو دوليدس في بيروت الخميس (إ ب أ)

وفي الإطار نفسه، عدّ مستشار ميقاتي، السفير السابق بطرس عساكر، الذي كان حاضراً في اجتماعات رئيس الحكومة مع الرئيس القبرصي ورئيسة «المفوضية»، أن الحديث عن «رشوة» هو «كلام شعبوي»، مؤكداً أن «تقديم المساعدات لا يعني التسليم ببقاء اللاجئين»، مع إقراره بأن هذه القضية مرتبطة بالحل السياسي في سوريا وبقرار المجتمع الدولي والدول المعنية، إضافة إلى أن النظام السوري يربط عودتهم بتأمين أماكن سكن لهم ومساعدات وغيرها.

من هنا، يقول عساكر لـ«الشرق الأوسط»: «بانتظار الحل السياسي يعمل لبنان في المرحلة الأولى على الأقل على تخفيف عبء اللاجئين السوريين، وهو يعد الخطة لتقديمها في مؤتمر بروكسل في 27 الشهر الحالي المخصص لدعم مستقبل سوريا والمنطقة، الذي يعدّه فرصة بالنسبة إلى لبنان، وتعتمد الخطة بشكل أساسي على أهمية تصنيف المناطق في سوريا بين الآمنة وغير الآمنة، مقابل تنظيم وجود السوريين في لبنان وعودة كل من هو يقيم بشكل غير شرعي».

ويتحدث عساكر بدوره عن تبدّل في الموقف الأوروبي لجهة تفّهم الوضع اللبناني وتداعيات أزمة اللاجئين، مشيراً كذلك «إلى حرص الاتحاد الأوروبي وقبرص بشكل خاص على حماية حدودها، وهذا حقهما كما هو حقنا في العمل على إيجاد حل لهذه الأزمة».

وفي ما يتعلق بمطلب البعض بأهمية تواصل الدولة اللبنانية مع الدولة السورية، يذكّر عساكر بما سبق أن قاله ميقاتي إنه تواصل مع نظيره السوري، سائلاً: «ما الذي سيتبدّل إذا لم يكن هناك قرار سياسي في هذه القضية؟».

وكان ميقاتي أعلن أنه اتصل برئيس الوزراء السوري، «وسمعت منه جواباً واضحاً بأن سوريا لا تقف عائقاً في وجه أي سوري يريد العودة».

ومع عدم اتضاح صورة الحل لأزمة النازحين، وبانتظار الخطوات العملية لبدء لتوزيع المساعدات الأوروبية للبنان على القطاعات، ولا سيما الصحة والجيش الأجهزة الأمنية والتربية وغيرها، ارتفعت الأصوات المحذرة من أن تكون المساعدات التي قدّمت إلى لبنان ثمناً لبقائهم.

وكتب في هذا الإطار، عضو كتلة حزب «القوات اللبنانية»، جورج عدوان، على حسابه على منصة «إكس»، قائلاً: «عندما بات وجود السوريين الموجودين في لبنان بشكل غير شرعي يشكل تهديداً مباشراً لدول أخرى، تحرك الاتحاد الأوروبي فجأة بعدما ساهم لسنوات طويلة بتشجيع إبقائهم في لبنان، وأتت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين إلى بيروت لتعلن عن حزمة مساعدات بقيمة مليار يورو. هذه الحزمة أو غيرها ومهما بلغت قيمتها، لم تغير ولن تغير من موقفنا بضرورة العودة الفورية للسوريين إلى بلدهم، وأي مساعدة تُساهم في تأخير عودتهم إلى سوريا أو خروجهم إلى بلد لجوء ثالث سنتصدى لها، وهي مرفوضة تماماً، وتشكل انتهاكاً صارخاً للسيادة وللقوانين اللبنانية». وأضاف: «حبذا لو تُقدم الدول المهتمة والمجتمع الدولي الأموال للسوريين داخل سوريا بعد عودتهم إلى مناطقها الآمنة حيث عاد الاستقرار. الحكومة اللبنانية مطالبة بموقف صارم وحاسم وحازم بهذا الصدد، ومباشرة بالتدابير الفورية لإعادة السوريين إلى بلادهم».

من جهته، عدّ النائب نديم الجميل، عضو كتلة حزب «الكتائب» اللبنانية أن المساعدات هي بدل توطين اللاجئين. وكتب على حسابه على منصة «إكس» قائلاً: «باعوا لبنان وسيادته وأمنه وسلمه الأهلي ومستقبل أبنائه بمليار يورو... هذا توطين مقنع وإعلان موت الدولة وتحللها الكامل، وإعلان حرب على الشعب اللبناني كله، وهذا لن يجرّ لبنان إلا لانفجار كبير». وأكد: «على الحكومة العتيدة العمل جدياً على العودة الفورية بدلاً من تضييع الوقت بصفقات مدمرة للبلاد. إذا كان الاتحاد الأوروبي ومفوضية اللاجئين والجمعيات التي تدور في فلكهما حريصين ومهتمين بالنازحين السوريين في لبنان، فليأخذوهم إلى أوروبا وأراضيها الواسعة، وإلّا فليدفعوا المليارات في سوريا لتأمين عودتهم اليوم قبل الغد. لو قبلنا بالتوطين بالـ1975 لما دفعنا الثمن 30 سنة حرب، ودماء خيرة الشباب، شهدائنا الأبرار».

وفي حين سيكون لرئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل موقف يوم الأحد حيال المساعدات الأوروبية للبنان، عدّ النائب سيمون أبي رميا، عضو كتلة «التيار»، أن «المجتمع الغربي لا يريد الاعتراف بشرعية الرئيس السوري بشار الأسد، وما زال يعدّ النظام السوري دكتاتورياً، لذا لا يريد التحاور معه. ومن جهته، الرئيس الأسد غير مستعجل لعودة مواطنين، جلّهم من المعارضين، بالإضافة إلى الدمار الذي لحق بسوريا والتداعيات الاقتصادية والمالية والاجتماعية نتيجة هذه الحرب. لذا هو ينتظر أيضاً، بالإضافة إلى الاعتراف بشرعيته ودوره، مساعدات مالية لإعادة إعمار سوريا. ومن الواضح أن الدول الغربية غير مستعدة أو غير قادرة على تلبية هذا الطلب».

وخلص عبر حسابه على منصة «إكس» بالقول: «لا يمكننا انتظار نهاية هذا الكباش ضمن لعبة الأمم الخبيثة. نحن غير مستعدين للعب دور حرس الحدود لحماية أوروبا من موجات النزوح السوري ولسنا شحّاذين كي نقبل بحفنة من اليوروهات أو الدولارات. مصير لبنان في خطر، ولن نقبل بإبر التخدير أو البنج بانتظار تأمين ظروف العودة الآمنة والطوعية والكريمة».

ووصف بدوره، النائب مارك ضو المساعدات الأوروبية بـ«الرشوة»، وكتب على حسابه عبر منصة «إكس»: «المطلوب هو سياسة متكاملة لإعادة اللاجئين السوريين مع دعم أوروبي. رشوة مالية بـ250 مليون يورو لـ4 سنوات، هي لشراء سكوت الدولة اللبنانية، وليست حلاً. لسوء الحظّ زيارة الأوروبيين كانت فرصة لطرح خطة من قبل لبنان، ومطالبتهم بالتعاون لتطبيقها. انتخاب رئيس وتشكيل حكومة قادرة مسألة فائقة الضرورة».

والتشكيك بهذه المساعدات أتى أيضاً من قبل المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، الذي توجه إلى الحكومة في خطبة الجمعة قائلاً: «لا نريد نحر لبنان بمليار يورو مسمومة، وأوروبا شريكة واشنطن بالخراب في سوريا وبالحصار المضروب على لبنان، ويجب أن يأكلها النزوح كما يأكل لبنان»، محذراً «أصحاب الشأن من لعبة الحارس الأمني والسياسي لأوروبا. إن قضية النزوح بحاجة ماسة إلى حسم، وترف الوقت انتهى، ونحن الآن أمام بلد مهدد بديمغرافيته واستقراره ووضعه الأمني والاقتصادي ولقمة عيشه».


«داعش» يقتل 17 عنصراً موالياً لدمشق

طائرة حربية روسية في سماء سوريا (المرصد السوري لحقوق الإنسان)
طائرة حربية روسية في سماء سوريا (المرصد السوري لحقوق الإنسان)
TT

«داعش» يقتل 17 عنصراً موالياً لدمشق

طائرة حربية روسية في سماء سوريا (المرصد السوري لحقوق الإنسان)
طائرة حربية روسية في سماء سوريا (المرصد السوري لحقوق الإنسان)

شن سلاحا الجو الحربي السوري والروسي غارات على تحركات ومواقع تمركز بها عناصر تنظيم «داعش» الذي شن هجمات متفرقة على نقاط وحدات الجيش السوري في عدة محاور بالبادية السورية، وفق ما أفاد به الإعلام الرسمي في دمشق يوم الجمعة. وذلك بعد أنباء عن مقتل 17 عنصراً من الميليشيات الرديفة للقوات الحكومية في هجمات شنّها التنظيم على مواقع عسكرية في وسط سوريا.

وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن عناصر «داعش» هاجموا «بشكل مباغت خلال الساعات الفائتة، ثلاثة مواقع عسكرية تابعة لقوات النظام والمسلحين الموالين لها في منطقة الكوم، شمالي بلدة السخنة بريف حمص الشرقي، حيث وقعت اشتباكات مسلحة بين الطرفين، استخدم خلالها الأسلحة الثقيلة والرشاشة. وقد أسفر الهجوم عن مقتل 15 عنصراً من الدفاع الوطني، حيث جرى نقل القتلى إلى المشافي العسكرية في حمص. ورجَّح المرصد ارتفاع العدد، لوجود إصابات. وحسب مصادر محلية ارتفع عد القتلى إلى 17 عنصراً.

قوة من «الدفاع الوطني» التابع للنظام السوري (المرصد السوري لحقوق الإنسان)

وفي وقت سابق نقلت قناة «الإخبارية السورية» الرسمية عن مصدر ميداني قوله إن وحدات مشتركة من القوات الحكومية والقوات الرديفة «اشتبكت فجر الأربعاء مع خلايا من تنظيم (داعش) ببادية دير الزور الشرقية، وأسفرت الاشتباكات عن مقتل نحو ستة عناصر من (داعش) وفرار الناجين من نيران الوحدات المشتركة باتجاه عمق البادية.

كان نائب رئيس مركز التنسيق الروسي في حميميم، اللواء يوري بوبوف، قد أعلن تدمير سلاح الجو الروسي موقعين لـ«إرهابيين» غادروا منطقة التنف واختبأوا في المناطق الوعرة التي يصعب الوصول إليها في جبال حمص.

في سياق متصل، قالت مصادر محلية في بادية حمص إن ميليشيا «لواء القدس» التابعة لإيران، بدأت يوم الأربعاء، حملة عسكرية جديدة ضد تنظيم «داعش» في بادية السخنة، شرقي حمص، وذلك بعد مقتل نحو عشرين عنصراً من «لواء القدس» في كمين نصبه التنظيم قبل أسبوعين.

وخلال الأيام القليلة الماضية كثفت الوحدات المشتركة من القوات الحكومية والميليشيات الرديفة بتغطيةٍ من الطيران الحربي السوري والروسي، عملياتها البرية، بتمشيط قطاعات في بادية السخنة بريف حمص الشرقي من خلايا «داعش» وذلك بعد التصاعد اللافت في هجماته على مواقع القوات الحكومية.

وسجل المرصد السوري مقتل 363 شخصاً في البادية السورية منذ مطلع العام الجاري، منهم 27 عنصراً من «داعش»، و299 من القوات الحكومية والميليشيات الرديفة، من ضمنهم 25 من الميليشيات التابعة لإيران من الجنسية السورية، قُتلوا في كمائن وهجمات مسلحة وتفجيرات في غرب الفرات وبادية دير الزور والرقة وحمص. كما قُتل 37 مدنياً بينهم طفل وامرأة بهجمات التنظيم في البادية.


رحيل الداعية السوري عصام العطار بعد 60 عاماً في المنفى

الداعية السوري عصام العطار (عن صفحته على فيسبوك)
الداعية السوري عصام العطار (عن صفحته على فيسبوك)
TT

رحيل الداعية السوري عصام العطار بعد 60 عاماً في المنفى

الداعية السوري عصام العطار (عن صفحته على فيسبوك)
الداعية السوري عصام العطار (عن صفحته على فيسبوك)

عن عمر ناهز الـ97 عاماً، رحل المفكر والداعية السوري عصام العطار، ونشرت ابنته هادية، الجمعة، على حسابها في «فيسبوك»: «توفي والِدُنا عصام العطار، ليلة الجمعة، وهوَ يسألكم المسامحة والدعاءَ لَهُ بالمغفِرَةِ وحسنِ الخِتام».

ومع أن عصام العطار ترك جماعة «الإخوان المسلمين» في سوريا منذ عام 1973، لخلافات معها، فإن الجماعة نعته بوصفه «المراقب العام السابق»، وجاء في بيان نشره عامر البو سلامة المراقب العام لجماعة «الإخوان المسلمين» في سوريا، أن العطار «قاد الجماعة في ظروف صعبة، كانت تعيشها البلاد، فكان نعم القائد».

مثَّل عصام العطار «نموذجاً إشكالياً»؛ فقد كان من أعند المناضلين ضد سلطة «البعث» في سوريا، وتحمل النفي عن البلاد نحو 60 عاماً. ومنذ بدء انخراطه في العمل السياسي عارض الانقلابات العسكرية التي شهدتها سوريا بعد الاستقلال رافضاً الانخراط في حكوماتها، كما عارض سلطة «البعث»، التي منعت دخوله إلى سوريا لدى عودته من رحلة الحج عام 1964، فعاد إلى لبنان ومنه إلى بروكسل ثم مدينة آخن الألمانية ليستقر هناك بوصفه لاجئاً سياسياً، تعرض خلالها إلى محاولات اغتيال عدة، إحداها قضت فيها زوجته بنان الطنطاوي في ألمانيا عام 1981، ومع ذلك حافظ في خطابه بوصفه داعية إسلامياً على الترفع عن الطائفية والحقد والكراهية، كما ظل على اتصال مع شقيقته نجاح العطار، وزيرة الثقافة في عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد، ونائبة الرئيس لشؤون الثقافة في عهد الرئيس بشار الأسد، وذلك رغم اتهامه سلطة الأسد الأب بالضلوع في اغتيال بنان الطنطاوي. ويأخذ عليه المتشددون الإسلاميون تمنيه الشفاء لزوجة الرئيس أسماء الأسد من مرض السرطان بعد إعلان إصابتها عام 2018.

الداعية السوري عصام العطار (إنترنت)

يشار إلى أن علاقة عصام العطار بـ«الإخوان المسلمين» بدأت عام 1945، من خلال جمعية «شباب محمد»، التي شكلت نواة جماعة الإخوان لاحقاً، وفي عام 1946 تعرف على الدكتور مصطفى السباعي، المراقب العام لـ«الإخوان» في سوريا، وشارك معه في تأسيس جماعة «الإخوان المسلمين». تميز العطار بمواقفه الرصينة، في سياسة مواجهة الأطراف المعادية للجماعة، ما شكَّل أساساً لخلافات معها لاحقاً، بعد وفاة الدكتور مصطفى السباعي المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا اختير العطار خلفاً له، ومع أنه حاول الرفض إلا أنه وافق تحت الضغط وبقي مراقباً مدة 9 سنوات، تعمقت خلالها خلافاته مع الجماعة، وقرر العطار ترك الجماعة، عام 1973، مواصلاً دوره بوصفه داعيةً.

وعندما صدر في سوريا القانون رقم 49 عام 1980 على خلفية المواجهات الدامية بين السلطة وجماعة «الإخوان المسلمين» القاضي بالحكم بالإعدام على كل من ينتمي للجماعة، بغض النظر عن الأفعال التي ارتكبها، خرج عصام العطار ليعرّف بنفسه بأنه المراقب العام للجماعة، وفق ما ذكره في حوارات إعلامية.

عصام العطار الذي ارتبط اسمه بالعمل الإسلامي السياسي، وكتب مئات المقالات، وكثيراً من الكتب، شعرية وفكرية ودعوية، وقد وُلد في مدينة دمشق عام 1927، لأسرة علمية مرموقة، كان والده رضا العطار من رجال القضاء الشرعي المشهود لهم، ورئيساً لمحكمة الجنايات. شارك في محاربة الاتحاديين أيام الحكم العثماني، وحُكم عليه بالإعدام، فهرب إلى جبل العرب جنوب سوريا، وعاش هناك سنوات.

نشط في منفاه سياسياً وثقافياً حتى قيدت السلطات الألمانية حرياته السياسية عام 1981، وفرضت عليه تجميد نشاطه السياسي، لكن لدى اندلاع الاحتجاجات في سوريا عام 2011، وجَّه خطابات للناشطين السوريين، مؤيداً إياهم، مع رفض الانخراط في أي تشكيلات سياسية ثورية.


منظمة الصحة تلحظ «تحسّناً طفيفاً» للوضع الغذائي في غزة... ولكن!

طفلة فلسطينية تحمل حصة من الطعام الذي يوزعه المطبخ الخيري وسط مشاهد الدمار في مدينة غزة (أ.ف.ب)
طفلة فلسطينية تحمل حصة من الطعام الذي يوزعه المطبخ الخيري وسط مشاهد الدمار في مدينة غزة (أ.ف.ب)
TT

منظمة الصحة تلحظ «تحسّناً طفيفاً» للوضع الغذائي في غزة... ولكن!

طفلة فلسطينية تحمل حصة من الطعام الذي يوزعه المطبخ الخيري وسط مشاهد الدمار في مدينة غزة (أ.ف.ب)
طفلة فلسطينية تحمل حصة من الطعام الذي يوزعه المطبخ الخيري وسط مشاهد الدمار في مدينة غزة (أ.ف.ب)

أعلنت منظمة الصحة العالمية اليوم (الجمعة)، أنّ الوضع الغذائي يشهد تحسّناً «طفيفاً» في قطاع غزة مع توافر المزيد من المواد، مشيرة في الوقت ذاته إلى أنّ خطر المجاعة لا يزال قائماً، وفق ما نشرت «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقال الدكتور ريك بيبركورن ممثل المنظمة في الأراضي الفلسطينية خلال مؤتمر صحافي نُقل في جنيف عبر رابط فيديو من القدس: «هناك زيادة طفيفة في كمية الغذاء، طعام أكثر تنوّعاً... الناس يخبروننا ذلك أيضاً».

وأضاف: «ما لاحظته مع مرور الوقت هو أنه ثمة بالتأكيد المزيد من المواد الغذائية الأساسية والمزيد من القمح، ولكن أيضاً هناك أطعمة أكثر تنوّعاً في الأسواق، ليس فقط في الجنوب، ولكن أيضاً في شمال غزة». وأكد أنّ «الوضع الغذائي تحسّن قليلاً».

أطفال فلسطينيون يتلقون طعاماً تم إعداده في مطبخ خيري (د.ب.أ)

وتحدث الدكتور أحمد ضاهر من منظمة الصحة أيضاً من غزة عن النقطة ذاتها.

وقال إنّه في السابق، كان السكان يلقون أنفسهم «بالآلاف» على الشاحنات التابعة لمنظمة الصحة العالمية المتجهة إلى شمال غزة، على أمل العثور على مواد غذائية فيها.

وأضاف أنّ «ذلك تغيّر خلال الأسابيع الأخيرة. واليوم ثمة المزيد من المواد الغذائية التي تدخل».

وتنتقد المنظمات الدولية الإجراءات الإسرائيلية الصارمة التي تفرض على المساعدات الإنسانية، عادة أنها تبطئ إدخالها إلى القطاع المهدد بالمجاعة وبكميات غير كافية للسكان. من جهتها، اتهمت الحكومة الإسرائيلية المنظمات والأمم المتحدة بعدم توزيع المساعدات بالسرعة اللازمة.

وشدّد ضاهر على أنّ الوضع الغذائي يبقى «هشّاً» في غزة، موضحاً أنّ السكان البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة يفتقرون أيضاً إلى السيولة المالية لدفع ثمن المواد الغذائية المتوفرة في الأسواق. وقال: «يجب الآن دعم الوصول إلى الغذاء وتنويعه بشكل أكبر».

وشدّد الطبيبان اللذان يعملان مع منظمة الصحة على أنّ خطر المجاعة لم ينتفِ.

وقال بيبركورن: «نشهد تحسّناً طفيفاً في توافر الغذاء»، ولكن الإنتاج المحلي تمّ تدميره بالكامل جراء الحرب.

وتدخل المساعدات التي تخضع لرقابة صارمة من قبل السلطات الإسرائيلية، من مصر إلى قطاع غزة بشكل رئيسي عبر معبر رفح الحدودي، ولكنّها لا تلبي الاحتياجات الهائلة للسكان.

يقوم فريق المطبخ المركزي العالمي بإعداد وجبات الطعام للفلسطينيين النازحين (رويترز)

وفي الأول من مايو (أيار)، رحّب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بالتقدّم المحرز في إيصال المساعدات إلى قطاع غزة الذي دمّرته الحرب بعد هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الذي نفّذته «حماس» على الأراضي الإسرائيلية، لكنّه دعا إسرائيل لبذل مزيد من الجهود في هذا المجال.

وأعادت إسرائيل فتح معبر كرم أبو سالم الحدودي بينها وبين غزة في ديسمبر (كانون الأول) بعد ضغوط أميركية.

وفي نهاية أبريل (نيسان)، فتحت إسرائيل معبر إيريز، ما أتاح وصول المساعدات الآتية من الأردن إلى شمال قطاع غزة.


سوريا: مقتل 15 مسلحاً موالين للنظام بريف حمص في هجمات لـ«داعش»

دخان يتصاعد بعد غارة جوية على الريف الغربي لمحافظة إدلب السورية (أرشيفية - أ.ف.ب)
دخان يتصاعد بعد غارة جوية على الريف الغربي لمحافظة إدلب السورية (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

سوريا: مقتل 15 مسلحاً موالين للنظام بريف حمص في هجمات لـ«داعش»

دخان يتصاعد بعد غارة جوية على الريف الغربي لمحافظة إدلب السورية (أرشيفية - أ.ف.ب)
دخان يتصاعد بعد غارة جوية على الريف الغربي لمحافظة إدلب السورية (أرشيفية - أ.ف.ب)

قُتل 15 مسلحاً على الأقل من الموالين للنظام في هجمات شنّها تنظيم «داعش» على مواقع عسكرية في وسط سوريا، الجمعة، وفق ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان».

وقال «المرصد»: «هاجم عناصر من (داعش) بشكل مباغت خلال الساعات الفائتة، ثلاثة مواقع عسكرية تابعة لقوات النظام والمسلحين الموالين لها في منطقة الكوم شمالي بلدة السخنة بريف حمص الشرقي».

وأكد أن ذلك أدى إلى «مقتل 15 عنصراً من الدفاع الوطني».

ولم تشِر وسائل الإعلام الحكومية السورية على الفور إلى الهجمات.

وبعدما سيطر عام 2014 على مساحات واسعة في العراق وسوريا، مُني تنظيم «داعش» بهزائم متتالية. وأعلنت «قوات سوريا الديموقراطية» في مارس (آذار) 2019 هزيمته إثر معارك استمرّت بضعة أشهر.

غير أنّ عناصره الذين يتحصّنون في المناطق الصحراوية السورية، يواصلون تنفيذ هجمات تستهدف بشكل أساسي القوات الموالية للحكومة والقوات الكردية الحليفة لواشنطن.

ويعود آخر هجوم كبير شنّه التنظيم في سوريا إلى 19 أبريل (نيسان)، حين قُتل 28 جندياً سورياً ومقاتلاً موالياً للنظام في هجومين نُفذا في ريف حمص الشرقي وفي ريف البوكمال في شرق دير الزور.

وكان معظم القتلى أعضاء في فصيل «لواء القدس» الذي يضمّ مقاتلين فلسطينيين، وفقاً لـ«المرصد السوري».

ومنذ بداية العام، قُتل أكثر من 299 جندياً ومقاتلاً موالياً للحكومة في هجمات وكمائن وتفجيرات نفّذها تنظيم «داعش»، خصوصاً في محافظات دير الزور وحمص والرقة، بحسب «المرصد».


بريطانيا تفرض عقوبات على مجموعتين وأفراد في إسرائيل بسبب العنف في الضفة الغربية

وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون (أ.ف.ب)
وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون (أ.ف.ب)
TT

بريطانيا تفرض عقوبات على مجموعتين وأفراد في إسرائيل بسبب العنف في الضفة الغربية

وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون (أ.ف.ب)
وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية البريطانية، في بيان، أن بريطانيا فرضت اليوم الجمعة عقوبات على «مجموعتين إسرائيليتين متطرفتين»، وعلى عدد من الأفراد قالت إنهم وراء أحداث العنف في الضفة الغربية.

وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون إن أحدث حزمة عقوبات «تستهدف مجموعتين تقودان هذه الهجمات و4 أفراد يتحملون المسؤولية المباشرة عن أعمال العنف الفظيعة ضد المدنيين الفلسطينيين، ويتعين على السلطات الإسرائيلية توقيف المتورطين».