أسقطت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، في مجلس الأمن الدولي، مشروع قرار لوقف فوري للنار في غزة، وعرضت نصاً بديلاً يتضمن عبارة «وقف النار» ولو بصورة مؤقتة.
واستخدمت واشنطن أمس (الثلاثاء) حق النقض (الفيتو) لإجهاض مشروع قرار أعدته الجزائر بدعم عربي يطالب بـ«وقف فوري ودائم للنار لأسباب إنسانية» في غزة، مقترحة نصاً بديلاً يدعو إلى «وقف مؤقت للنار» في «أقرب وقت عملياً»، ويحذر إسرائيل صراحة من تنفيذ عملية عسكرية كبيرة في رفح بجنوب القطاع، خشية تهجير الفلسطينيين هناك إلى دول الجوار.
ولقي «الفيتو» الأميركي استنكاراً واسعاً من دول عدة ضمنها الجزائر ودول أخرى في مجلس الأمن على غرار روسيا والصين. وأعربت وزارة الخارجية السعودية عن أسف المملكة جرّاء نقض مشروع القرار الذي تقدّمت به الجزائر نيابةً عن الدول العربية، وأكدت أن هناك حاجة أكثر من أي وقتٍ مضى إلى إصلاح مجلس الأمن، للاضطلاع بمسؤولياته في حفظ الأمن والسلم الدوليين بمصداقية ومن دون ازدواجية في المعايير. وحذرت السعودية من تفاقم الوضع الإنساني في قطاع غزة ومحيطه، وتصاعد العمليات العسكرية التي تهدد الأمن والسلم الدوليين، ولا تخدم أي جهود تدعو إلى الحوار والحل السلمي للقضية الفلسطينية وفقاً للقرارات الدولية ذات الصلة.
ميدانياً، وسعت إسرائيل هجومها في قطاع غزة أمس، متوغلة من جديد في حي الزيتون شمال القطاع في وقت واصلت فيه هجومها الواسع في خان يونس جنوباً.
وفي حين دعا الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، الولايات المتحدة للتدخل من أجل وقف فوري للحرب؛ أكد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي أن «الحرب لن تنتهي قريباً».
في الأثناء، حذر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من «خطورة استمرار التصعيد في غزة، وتداعياته على استقرار المنطقة»، في وقت تتواصل فيه جهود الوساطة المصرية سعياً للاتفاق على هدنة في قطاع غزة، وإتمام صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة «حماس». ووصل وفد من «حماس»، برئاسة رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية، إلى القاهرة أمس لعقد مباحثات مع مسؤولين مصريين حول الأوضاع في غزة.