أعلن برنامج الأغذية العالمي وقف تسليم المساعدات لشمال غزة بسبب العنف، مضيفاً أن ذلك لحين توفر ظروف تسمح بالتوزيع الآمن. وأعلن البرنامج اليوم (الثلاثاء) أن تلك الخطوة ستعرض مزيداً من السكان لخطر الموت جوعاً.
وذكر البرنامج في بيان: «قرار وقف تسليم المساعدات إلى شمال قطاع غزة لم يتم اتخاذه باستخفاف؛ لأننا ندرك أنه يعني تدهور الوضع أكثر هناك، وأن عدداً أكبر من الناس سيواجهون خطر الموت جوعاً». وأفاد البرنامج بأن «الناس في غزة يموتون بالفعل لأسباب مرتبطة بالجوع».
وكانت منظمات أممية قد حذَّرت من أن سكان قطاع غزة يواجهون خطر الموت جوعاً، وأن المجاعة في القطاع ستجعل الوضع فيه «كارثياً». ودعا برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، إلى إتاحة الوصول السريع والآمن للمساعدات إلى غزة، لدرء خطر المجاعة والمرض، وأوضحوا أن العمل الإنساني في غزة «محدود بشكل خطير بسبب إغلاق جميع المعابر في الجنوب باستثناء معبرين».
وقالت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي، سيندي ماكين، في البيان: «الناس في غزة يواجهون خطر الموت جوعاً، وهم على بعد أميال قليلة من شاحنات مملوءة بالأغذية». وأضافت: «كل ساعة ضائعة تعرِّض حياة عدد لا يحصى من الناس للخطر. لا يمكننا منع المجاعة إلا إذا تمكنَّا من توفير إمدادات كافية، وحصلنا على إمكانية الوصول الآمن لجميع المحتاجين أينما كانوا».
كما أشارت كاثرين راسل، المديرة التنفيذية لـ«اليونيسيف» إلى أن الظروف على الأرض في غزة «لا تسمح لنا بالوصول بأمان إلى الأطفال والأسر المحتاجة».
وحذَّر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، من أن سكان القطاع «يعانون من نقص الغذاء والماء والدواء والرعاية الصحية المناسبة». وتابع: «المجاعة ستجعل الوضع المروع بالفعل كارثياً؛ لأن المرضى أكثر عرضة للمجاعة، والجوعى أكثر عرضة للإصابة بالأمراض».
وأشعل فتيلَ الحرب هجومٌ غير مسبوق على جنوب إسرائيل، شنّته «حماس» في 7 أكتوبر (تشرين الأول)، ومنذ ذلك الحين تشن إسرائيل هجوماً عنيفاً على قطاع غزة، خلّف حتى الآن أكثر من 29 ألف قتيل، غالبيتهم نساء وأطفال، كما خلّف الهجوم الإسرائيلي دماراً هائلاً وتسبب في أزمة إنسانية كارثية، وفقاً للأمم المتحدة، مع نزوح 1.7 مليون شخص من أصل سكان القطاع البالغ عددهم 2.4 مليون.