زيباري لـ«الشرق الأوسط»: سمعنا في طهران كلاماً صريحاً يفسر دور الميليشيات

قال إنه قلق على مستقبل العراق وإقليم كردستان... وعدَّ الطلاق بين بغداد وواشنطن صعباً جداً

TT

زيباري لـ«الشرق الأوسط»: سمعنا في طهران كلاماً صريحاً يفسر دور الميليشيات

الرئيس العراقي الراحل جلال طالباني وزيباري مع وزير الخارجية الإيراني الأسبق كمال خرازي خلال زيارة لطهران في 2003 (غيتي)
الرئيس العراقي الراحل جلال طالباني وزيباري مع وزير الخارجية الإيراني الأسبق كمال خرازي خلال زيارة لطهران في 2003 (غيتي)

استبعد هوشيار زيباري، وزير الخارجية العراقي السابق، انزلاق العلاقات العراقية - الأميركية نحو الطلاق نظراً إلى ما يمكن أن يرتبه ذلك من تبعات أمنية واقتصادية. وأعرب في الوقت نفسه عن قلقه بسبب التدخلات وسياسات الاستئثار ومشاعر التهميش ومحاولات تقويض إقليم كردستان الذي ولد استناداً إلى الدستور الحالي. ولأن زيباري كان حاضراً لدى ولادة نظام ما بعد صدام حسين وتولى حقيبة الخارجية على مدى 11 عاماً، حاورته «الشرق الأوسط» حول هذه الملفات، وهنا نص الحلقة الأولى:

* هل أنت قلق على مستقبل العراق؟

- نعم، أنا قِلق حقيقةً لأن العراق بعد سقوط نظام صدام حسين - مع الأسف الشديد رغم كل الجهود اللي بذلناها - لم يستقر، ولم يحظ بالأمن والاستقرار السياسي والأمني والاجتماعي لكي ينهض من جديد بعد سنوات الحروب والمعارك مع الجيران ومع الداخل. أنا قلق حقيقة لأنه مع الأسف لم تتشكل لدينا حكومة جيدة، أي أن الحكم الرشيد لم يتحقق في هذا البلد. في بلد الرشيد.

* هل ما نشهده حالياً هو معركة طرد الجنود الأميركيين من العراق؟

- هي معركة صراع نفوذ بين قوة إقليمية هي الجمهورية الإسلامية تحديداً وأميركا على الأرض العراقية بسبب تداعيات الحرب في غزة واضطراب منطقة الشرق الأوسط. فمسألة الوجود الأميركي أصبحت القضية الشماعة لإنهاء وجودهم، في حين أنه ما زالت هناك حاجة لتواجدهم بسبب الأمن الإقليمي ككل، وليس أمن العراق.

كنت من المفاوضين الأساسيين في اتفاقية سحب القوات الأميركية واتفاقية الإطار الاستراتيجي، فعندي خلفية ودالة على هذا الموضوع. أصبح الموضوع مسيساً، ولو أنه لا تزال هناك حاجه أمنية عراقية لهم وأعدادهم قليلة. لكن أصبحت قضية سياسية.

10 فبراير (شباط) الجاري كان نقطة تحول في تقديري لأن البرلمان العراقي أراد أن يعقد جلسة بنصاب كامل لإقرار أو تمرير قرار بطردهم فوراً. لكن لم تكن هناك الاستجابة المطلوبة، لا من الكتل السنية العربية ولا الكتلة الكردية بأجمعها، ولا حتى من معظم الكتل الشيعية. يعني من أكثر من 230 نائباً، حضر فقط حوالي 75 نائباً، لذلك لم يحصل إجماع أو توافق أو نصاب، وأُجِّل الموضوع.

هذا الموضوع تنفيذي، وليس تشريعياً. يعني الحكومة هي التي تقرر. خروج أو بقاء القوات الأميركية موضوع له علاقة بالتزامات دولية عراقية والتزامات لها علاقة بالاقتصاد الوطني العراقي، لذلك لا يمكن النظر إلى هذا الموضوع بشكل أحادي. كثير من الدول في المنطقة عندها قواعد وتواجد عسكري أجنبي، ليس أميركياً فقط، بل أيضاً بريطاني وفرنسي. لكن هذا حصل بموافقة هذه الحكومات. هذه الحكومات لا تزال حكومات سيادية والعلاقة منظمة. نحن أيضاً في العراق لدينا تنظيم لهذه العلاقة. لكن الموضوع مسيّس بالدرجة الأولى.

صعوبة الطلاق مع أميركا

* هل يستطيع العراق حالياً احتمال الطلاق مع أميركا؟

- من الصعب جداً جداً حقيقة لارتباط العلاقة الأميركية بالعراق وبالمنطقة بقضايا دولية وإقليمية واقتصادية، فلذلك الطلاق والانفكاك من هذه العلاقة صعب. كل البلدان تحتاج إلى دعم. في اتفاقية الإطار الاستراتيجي التي تفاوضنا حولها معهم، منحونا الكثير من الفرص والمجالات لدعم الاقتصاد والأمن والقدرات العراقية، لكن مع شديد الأسف، الحكومات العراقية المتتالية لم تستفد من هذه الفرصة المتاحة.

* كنت وزيراً للخارجية العراقية لمدة 11 سنة. أريد جواباً واضحاً، هل طلبت أميركا إنشاء قواعد عسكرية دائمة لها في العراق؟

- هذا النقاش كان موجوداً في الفترة الانتقالية بين إدارة جورج بوش الابن وإدارة باراك أوباما. ما هو مستقبل هذه القوات؟ كان التفكير أنه أدينا المهمة وأسقطنا النظام وأسسنا لنظام جديد ناشئ. ساعدنا البلد أن يكون لديه عقد اجتماعي هو الدستور، لذلك لندعهم يحلون مشاكلهم بينهم. لكن هناك حاجة بالنسبة لنا للإبقاء على تواجد محدود، فهذا كان أساس التفاوض. بدأنا المفاوضات في 2007 وأكملنا الاتفاقية لخروجهم في 2011 عندما جاءت إدارة أوباما.

أوباما بين قواته في قاعدة «فيكتوري» الأميركية ببغداد عام 2009 (غيتي)

في الوقت نفسه، وقعنا اتفاقية الإطار الاستراتيجي للصداقة والتعاون التنموي والاقتصادي مع الولايات المتحدة. كان هناك نقاش حاد بين القيادات العسكرية التي عملت في العراق، وغالبية قيادات الجيش الأميركي حالياً خدمت في العراق. لذلك كان لديهم خوف أو قلق أن الانسحاب المفاجئ وبهذه الطريقة وعدم إبقاء بعض القوات للمساعدة، سيهدد مصالح أميركا، بالنسبة للإرهاب أو للقوى الأخرى الطامعة في العراق. لكن أوباما قرر سحبهم ولم ينتبه إلى هذه النصيحة، وأنا حكيت معه حوالي 45 دقيقة.

* ماذا دار بينكما؟

- هو كان في حملته الانتخابية والعراق كان قضية أساسية في الانتخابات وقتها. كان جون ماكين هو المرشح الجمهوري. والعراق كان محط اهتمام بارز بالنسبة إلى المعسكرين. اتصل بي (أوباما) بالهاتف، وكان في رحلة انتخابية لإحدى الولايات. رسالتي له كانت أننا نعتقد أن العراق لم يتعاف بالكامل، يعني ليس بلداً اعتيادياً أو طبيعياً. هناك تهديدات إرهابية وتهديدات أمنية. لذلك لا نشجعك أن تتسرع في سحب القوات بشكل كامل. نحتاج إلى هذه المساعدة ومساعدتكم في تدريب وتأهيل قواتنا العسكرية. هو أخذ الموضوع بمعنى أنه: لا، أنا جئت لأخلص أميركا من الحروب الخارجية. في أفغانستان والعراق. نريد أن نركز على الوضع الداخلي. كانت هناك أزمة مالية في السوق العالمية.

أيضاً في تلك الفترة رأى السيد نوري المالكي رئيس الوزراء أن الانسحاب أصبح حقيقة. وبدأ يتبلور لديه التوجه لمزيد من الهيمنة والسيطرة والابتعاد عن روح الدستور والديمقراطية والحريات، تجاه السنة والأكراد والرواتب واستهداف قيادات سنية في وقتها. هذا أدى إلى شعور كبير بالتهميش من المجتمع السني. كانت الحرب الأهلية في سوريا قائمة وبدأ «داعش» ينمو داخل الأراضي السورية، ثم انتقل إلى العراق.

بعدما كانت الحكومة تدعي بأن لديها قوات كافية ومدربة لا تحتاج إلى مساعدة أجنبية، رأينا أن هذا الجيش وهذه الفرق وهذا التسليح الأميركي الممتاز انهار خلال أيام عندما احتل «داعش» الموصل وتوجه إلى كركوك وصلاح الدين، وكان على أبواب سامراء وبغداد مهددة. حقيقة هذا الجيش ذاب في صحاري العراق.

آنذاك وقعت المهمة عليّ أيضاً حين كنت وزيراً للخارجية. كنت وزيراً صاحب قرار، ولست مجرد فاترينة (واجهة) محل. حين استشعرنا أن هناك تهديداً حقيقياً للحكومة وللبلد، وافقنا مع الأميركيين على تبادل مذكرات لطلب المساعدة لأن هذا الخطر داهم وغير متوقع. ولا تزال هناك تحقيقات حول كيف صارت الدعوة آنذاك حين عادوا في 2014 وساعدونا. ساعدوا أربيل عاصمة إقليم كردستان التي كانت مهددةً من «داعش». سامراء كانت مهددة.

الأميركيون بتواجدهم، وبعدها بتشكل تحالف دولي لمحاربة الإرهاب من العديد من الدول وصلت إلى أكثر من 60 دولة في قرارات أممية ومؤتمرات، أساس وجودهم هو الذي اتفقنا عليه. طبيعي أي إلغاء لهذا التفاهم - حتى أزيدك من الشعر بيتاً - يحتاج موافقة الطرفين ويحتاج إلى فترة زمنية وإشعار للطرف الآخر بمدة لا تقل عن سنة. في أميركا هذه السنة انتخابية، وصعب جداً على أي رئيس أن يتخذ قراراً كهذا والمنطقة مشتعلة ولا نعرف أين تتجه الأمور. في تقديري لا يستطيع العراق الطلاق في هذه العلاقة.

رواية إيران لصناعة الوكلاء

* هل هناك دقة في القول إن الحروب الموازية التي انطلقت بعد «طوفان الأقصى» في البحر الأحمر والعراق وسوريا ولبنان أكدت أن هذا الجزء من العالم العربي صار قراره إيرانياً؟

- إيران مؤثرة جداً في إقليمنا من اليمن إلى غزة إلى لبنان إلى سوريا إلى العراق. ولا ينكرون هذا. أعلنوا عن محور المقاومة منذ سنين. وأنا كانت لدي نقاشات مع الراحل (قائد «فيلق القدس» في «الحرس الثوري» الإيراني) الجنرال قاسم سليماني الذي استهدفته القوات الأميركية في مطار بغداد في 2020، ومع علي لاريجاني الذي كان رئيس البرلمان الإيراني، ومستشار الإمام الخامنئي وزير الخارجية الأسبق علي أكبر ولايتي في 2007-2008.

الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد مستقبلاً زيباري في طهران أبريل 2007 (غيتي)

كنا في زيارات مع رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء إلى طهران ونتناقش معهم، فأحد طلباتهم كان أنه «أنتم يا أكراد ويا شيعة تخلصتم من الديكتاتورية، فالمفروض ألا تثقوا بالاستكبار العالمي وبالأميركيين. مفروض أنتم أيضاً تصيرون جزءاً من محور المقاومة».

* كلام من كان هذا؟

- هذا كلام القياديين الثلاثة الذين ذكرت أسماءهم معي شخصياً. فجوابي كان أنه نحن لا نحتاج أن ندخل محور المقاومة وصراعات جديدة وحروباً أخرى. نحن تعبنا من الحروب ومن المغامرات وعندنا فرصة لبناء بلدنا ونريد منكم أن تساعدونا في هذا المجال. أنتم تريدون أن نصبح مقاومة على من حررونا. هذا شيء غير منطقي ولا أتصور أن أحداً سيقبل بهذا الاتجاه.

لكن الفرصة جاءت بعد تمدد «داعش». وصارت دعوة السيد الإمام السيستاني للدفاع عن العراق ضد «داعش» والجهاد الكفائي فرصة لتشكيل قوات «الحشد الشعبي». طبيعي كثير من النوايا ومن تطوعوا كانوا جادين وحقيقيين في هذا الموضوع. لكن (الإيرانيين) تدخلوا وشكلوا ميليشيات تابعة لهم واستفادوا من هذا الغطاء الديني والحكومي. حالياً «الحشد الشعبي» أصبح واقعاً وقوة موازية للجيش، وربما أقوى في تسليحه وفي إمكانياته.

قصة محور المقاومة نحن ناقشناها معهم مطولاً، (وكانوا يقولون لنا) أولاً إن نظام الجمهورية الإسلامية مهدد من الاستكبار العالمي ومن الصهيونية العالمية، لذلك نحتاج إلى أن نحمي نظامنا ونقاتل خصومنا وأعداءنا خارج بلدنا، ونشكل قوات غير نظامية. كان هذا أحد طروحات قاسم سليماني، أنه ربما لا نقدر على دخول حروب تقليدية مع دول كبيرة بالتكنولوجيا وبقدراتها، لكن في الحروب غير التقليدية ممكن أن نهزمهم بالاعتماد على قوات محلية نحن ندربها ونهيئها. وهذا هو ما يحدث في المنطقة.

إيران موجودة وهذه القوى التابعة لها أو القريبة منها فعالة. معظمها منظمات خارج الدولة. وطبيعي أن هناك آراء مختلفة حول كيفية التعامل مع هذا. قسم يقول: يجب أن نترك هذه الميليشيات ونتصدى للرأس، وهذا طرح الإسرائيليين. ونظرية أخرى ترى ضرورة تحجيم هذه المجموعات المحلية التي تؤذينا وتقوم بالاعتداء على حكوماتها الوطنية. فهذا الجدل موجود.

لدي قراءة مفادها أنه كما غيرت هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001 السياسة الدولية بضرب البرجين في أميركا، أعتقد أن ما أحدثه «طوفان الأقصى» في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي ربما يغير قواعد اللعبة والسياسة في منطقة الشرق الأوسط لأن ما حصل كان مختلفاً كلية عن كل الأحداث والمواجهات السابقة إطلاقاً. لذلك كنت من المتوقعين أنه هذه الحرب ستتوسع وتتمدد، ولن تبقى في غزة أو في الضفة الغربية فقط. وفعلاً هذا ما حصل، من البحر الأحمر وباب المندب إلى غزة إلى جنوب لبنان إلى الجولان إلى القائم إلى شمال شرق سوريا. تقريباً ممكن وضعها في نفس الإطار.

تهديد سليماني للرئيس العراقي

* هل يحمل النظام العراقي بعد صدام حسين بصمات قاسم سليماني؟

- هو كان مؤثراً، حقيقة. كان مؤثراً. أذكر حادثة مع (رئيس الوزراء اللبناني الراحل) المرحوم الشهيد رفيق الحريري. ذكرها لي في أكثر من مناسبة، وكان ينصحني حقيقة أنه «ديروا بالكم» (انتبهوا) النظام السوري عنده أجندة في العراق والنظام الإيراني عنده أجندة في العراق. لكن الأجندتين مختلفتان. ربما تلتقيان في الهدف النهائي لمشاكسة الأميركيين. لكن فعلاً هذه نصيحة ظهرت صحيحة. بعد سنين رأيناها. نفوذ الإيرانيين تمدد وتوسع أكثر بالتأكيد، ودخل مفاصل مالية واقتصادية وأمنية وحكومية وبرلمانية، وعلى مستوى القضاء. عندهم نفوذ لا أحد يستطيع أن ينكره.

حين كنت أتعامل معهم كنت أقول لهم تعاملوا معنا كما نحن كدولة تحترمونها. تعالوا من الباب تعرفون كيف، ونحن مستعدون أن نتعاون معكم. عندنا حدود مشتركة 1400 كيلو متر، وثقافة ودين وتاريخ. كل شيء عندنا. لكن أهم شيء أنه لا بد من أن تحترموا أن هؤلاء، حلفاءكم وأصدقاءكم، يريدون بناء بلد مختلف عن عراق صدام. هذا الموضوع كان النقطة الأولى والأخيرة في اتصالاتنا معهم.

على كلٍ، تغيرت الأمور كلية بعد 2014. لذلك لم يشهد العراق استقراراً سياسياً أو أمنياً أو مجتمعياً. أخطاء داخلية من القيادات العراقية. لا نلوم الأميركيين أو الإيرانيين أو تركيا أو دولاً أخرى. لا بد من تشخيص هذه الأخطاء الداخلية العراقية من القيادات التي كانت لديها فرص للانفلات من هذا الماضي، لكن لم تنجح.

* هل فكر الجيش الأميركي في اغتيال قاسم سليماني أثناء فترة احتلال العراق؟

- هناك أسرار كثيرة هنا حقيقة. لكن هو كان يتردد على بغداد والإقليم ومحافظات أخرى. وهو شخص عملياتي، يعني منظر استراتيجي لكن عملياتي ميداني وجريء. في الفترة الأخيرة، زياراته كُشفت وصار عنده مكاتب ومستشارون ودوام تقريباً في المنطقة الخضراء. يعني أصبحت شبه علنية. أتصور نُبه أنه أنت لست بعيداً عن الاستهداف. وصار ما صار. هذا الموضوع (قتل سليماني) كان نتاج متابعة دقيقة وليس يوم حدوثه. أتصور كانت هناك متابعة دقيقة لكل نشاطاته وتحركاته. وصلته رسائل أن وضعك غير آمن.

* هل كان أسلوب قاسم سليماني يحمل رسائل تهديد؟

- هو كان دبلوماسياً حقيقةً في طبيعته، لكن بالنسبة إلى الأهداف التي يريد تحقيقها لا يتنازل. استخدم التهديد مع الرئيس السابق مام جلال (جلال طالباني).

الرئيس العراقي الراحل جلال طالباني وزيباري مع وزير الخارجية الإيراني الأسبق كمال خرازي خلال زيارة لطهران في 2003 (غيتي)

* متى؟

- استخدم التهديد في رسالة مكتوبة عندما كانت هناك جهود ومحاولات من الأكراد والسنة وبعض قيادات الشيعة لسحب الثقة من رئيس الوزراء السيد نوري المالكي بعد التمادي ومحاولة التسلط والهيمنة والابتعاد عن المشتركات التي اتفقنا عليها. آنذاك كان تدخله (سليماني) حاسماً جداً في منع حصول ذلك.

مستقبل إقليم كردستان العراق

* هل أنت قلق على إقليم كردستان العراق؟

- نعم. قلق وقلق جداً على مستقبل إقليم كردستان الذي بُني بأنهار من الدماء والتضحيات والمقاومة وبالسياسة الواقعية والدبلوماسية. التهديد الأكبر على الإقليم حالياً هو من القرارات التعسفية للمحكمة الاتحادية العراقية مع الأسف الشديد. أساس الإقليم والاعتراف به ككيان دستوري هو الدستور الذي حدد الاختصاصات الحصرية للحكومة الفيدرالية وللإقليم.

هناك هجمة حقيقةً من كل النواحي. أمنياً، نرى من يهدد الإقليم بالمسيرات والصواريخ، ومصالح الإقليم الاقتصادية والمصافي وحركة الطيران التجاري والشركات الأجنبية لتقويض اقتصاد الإقليم. أيضاً مسألة تصدير النفط المتوقف، من إيقاف تصدير نفط الإقليم خسر العراق 7 مليارات دولار، كان يفترض أن تذهب إلى خزينة الدولة، وجزء منها حصة الإقليم.

أيضاً يتدخلون على كل المستويات، من مسألة الانتخابات وحقوق الإقليم الدستورية وحصة الإقليم من الموازنة العامة للبلد. السبب أن الإقليم ربما لديه استقلالية في اتخاذ القرار وفي المشاركة في بعض القرارات، لكن عنده استقلالية يعني إذا لم يعجبنا شيء نقول لا وعندنا الشجاعة. ربما هذا التوجه لا يرضي الآخرين الذين اعتادوا «نعم سيدي» في كل شيء يؤمرون به.

أيضاً، طبيعي أن الإقليم عنده مشاكل، ولا أخفي عليك حتى أكون واقعياً وصريحاً. دائماً الإقليم كان قوياً حين كانت القوى الكردية موحدة أو تتبنى خطاباً واحداً أو موقفاً واحداً. حالياً عندنا في القضايا الاستراتيجية وحدة عمل وتفكير، لكن هناك قضايا داخلية غير محلولة.

الهدف الأساسي للإقليم الذي نسعى من أجله هو إعادة شرعنة مؤسسات الإقليم بإجراء انتخابات برلمانية إقليمية جديدة. كان المفروض في فبراير (شباط)، وحالياً أجلت إلى مايو (أيار). لا نعرف إلى متى ستبقى هذه الانتخابات أسيرة لقرارات المحكمة الاتحادية لتعطيل هذه الشرعية. نحن نعمل في سبيل إجراء هذه الانتخابات في أسرع وقت ممكن.

* من يعاقب الإقليم؟ هل هي القوى التي سلمت ذات يوم بوجود الإقليم لإزاحة صدام ثم تراجعت حين صارت في السلطة؟

- أساساً هي هذه القوى. وربما بإيحاءات خارجية إقليمية. واضح جداً لأن هذه هي القيادات نفسها التي كنا نحميها ونحتضنها في زمن المعارضة. حقيقة بعدما صاروا في السلطة يشعرون بأنهم ليسوا بحاجة إلى مشاركة الآخرين الذين ساعدوهم. هذه النظرة موجودة ولن تؤدي إلى استقرار العراق. نظرة أن البلد صار لنا والحكومة لنا ولا نحتاج الآخرين أثبتت فشلها، في تجربة صدام حسين ومن قبله. العراق لا ينجح إلا بتوافق وطني واحترام مكوناته. وأن يشعر كل طرف بأنه جزء من هذه الحالة.

* تقول إن المحكمة الاتحادية سلاح. بيد من؟

- المجموعة نفسها التي فكرت أنها لا تحتاج الآخرين، وممكن نسيس أو نستخدم هذه المحكمة كسلاح ضد خصومنا وأعدائنا. هناك كلام طويل وعريض عن دستورية هذه المحكمة أساساً. تسأل أكبر خبراء في القانون الدستوري فيقولون إن هذه المحكمة شكلت لأغراض ونوايا معينة. حالياً الهيمنة من قبل الأطراف المسلحة وبعض الفصائل التي بيدها القوة والسلاح، وعندها من جانب آخر القضاء والمحكمة الاتحادية. يتحكمون في كثير من الأمور والمسائل. أرجع إلى سؤالك الأول: نعم، نحن قلقون على مستقبل الإقليم ومستقبل العراق أيضاً.

* هل يكون الكلام دقيقاً إذا قلنا إن العراق يتجه مجدداً إلى أزمة مكونات؟ المحكمة الاتحادية أزاحت رئيس البرلمان محمد الحلبوسي وأخرجتك من السباقات الانتخابية؟ هل هناك مشكلة في علاقات الفصائل الشيعية بالمكونين السني والكردي؟

- هناك مشاكل حقيقةً. لا أخفيك. وهناك حوارات أيضاً جادة وحقيقية. من الذي وراء قصف أربيل أو مطار أربيل أو مصالحنا في السليمانية وبعض منشآتنا الحيوية؟

* قالوا إنهم قصفوا «الموساد»...

- هذا كذب وافتراء. حتى المسؤولون العراقيون الذين زاروا الموقع حين وقع هذا الهجوم الصاروخي الباليستي على رجل أعمال مع عائلته مع أطفاله وقتلت طفلة عمرها أقل من سنة (رأوا) أن هذا كذب فظيع. «الموساد» موجود في كثير من الدول ويعمل بسرية وبطرقه الخاصة ولا يحتاج إلى يافطات وعناوين يقعد ويخطط. «الموساد» موجود ويضرب فيهم في قلب طهران، وموجود في كثير من العواصم الأخرى.

هذه هي المرة الثانية التي يكررون فيها هذا الافتراء الفاضح جداً الذي ليس له أي أساس. طلبنا منهم وقلنا لهم أنتم لديكم في أربيل قنصلية كبيرة ونتواصل معكم وبيننا زيارات مشتركة ونحن طرف في لجنة أمنية مع الحكومة العراقية معكم، وهذا الاتفاق الأمني يؤكد أنه إذا شعر طرف بوجود تهديد فيجب أن يبلغ الطرف الآخر. كل هذا لم يفعلوه.

هذه كانت رسالة. قصف أربيل كان رسالة لإظهار قوتهم في إصابة الأهداف عن بعد. في يوم ضربوا ثلاث دول: باكستان، والعراق في أربيل، وسوريا في إدلب، حتى يرسلوا هذه الرسالة إلى أميركا وإسرائيل أن «عندنا قوة ردع إذا تجرأتم علينا».

* الصواريخ التي أصابت أربيل انطلقت من الأراضي الإيرانية؟

- نعم. واعترفوا بها. اعترف بها «الحرس الثوري» الإيراني وأصدر بياناً رسمياً أعلن المسؤولية عنها.

مبنى متضرر جراء الهجوم الصاروخي الإيراني على أربيل الشهر الماضي (أ.ف.ب)

* كيف سيعيش الإقليم وكل جيرانه يخافون منه أو يقلقهم على الأقل؟ يعني تركيا لا تريده وسوريا لا تريده وإيران لا تريده، وإذا بغداد رفضته؟

- في 1991 واجهنا هذا التحدي كقيادات شاركت في هذا الإقليم ومتابعته. كان تحدياً كبيراً حين أرادت قيادة «الجبهة الكردستانية» في 1992 إجراء انتخابات داخل العراق في الإقليم، اجتمعت دول الجوار سوريا وتركيا وإيران لمحاصرة وخنق هذا الإقليم. حتى أميركا أقرب حلفائنا وأصدقائنا لم تكن مؤيدة لفكرة الانتخابات. لكن للمرة الأولى اتخذت القيادة الكردية قراراً سليماً وشجاعاً بالسير باتجاه الانتخابات واتفقنا على نتائج الانتخابات وقمنا بتأسيس مؤسسات الإقليم.

آنذاك، نقلنا نفس الفكرة للإيرانيين والأتراك والسوريين: نحن لسنا تهديداً. نحن يمكن أن نكون عامل مساعدة واستقرار، ولن نفعل شيئاً ضد مصالحكم الأمنية القومية العليا على الإطلاق. وأثبتت التجربة طوال سنوات عمل مؤسسات الإقليم أننا عملنا على تهدئة مخاوف دول الجوار الأمنية. الإقليم دستوري منذ 2005 حين صار تصويت شعب العراق كله، وأصبح لهذا الإقليم أساس قانوني ودستوري معترف به في العراق.

* هل وجدتم صعوبة مثلاً في إقناع الرئيس بشار الأسد بالإقليم؟

- حاولت. أنا تحاورت مع سيادة الرئيس أكثر من مرة حول هذا الموضوع. لكنهم (السوريون) لم يكونوا مقتنعين إطلاقاً بهذا الشيء. فكرة الدولة الاتحادية أو الفيدرالية يرونها مرحلة أولى لتقسيم الأوطان، ولم يخفوا ذلك إطلاقاً. لذلك في اللقاءات أو النقاشات لم يكونوا مؤيدين لها.

* هل لديك شعور بأن هذه الخرائط تنتهي دائماً بمعاقبه أكرادها؟

- نرجع إلى القصف الصاروخي الإيراني الأخير على أربيل. قلت لك الرسالة. لكن الجمهورية الإسلامية ربما لا تستطيع أن تواجه دولاً كبرى مثل أميركا، وحتى إسرائيل تتجنبها وتحاربها بوسائل أخرى وطرق أخرى. لكن في سبيل إظهار قوتها عند شعبها وتنفيذ وعودها بأنها ستنتقم مما حصل من هجوم إرهابي في كرمان واستهداف قيادات من «الحرس الثوري» في دمشق، وقيادات في «حزب الله» و«حماس» في بيروت وجنوب لبنان، جاء الانتقام عندنا، لأن عندهم تصوراً خاطئاً من خلال نظرية المؤامرة الكونية أن الإقليم هو إسرائيل الثانية. وانطلاقاً من ذلك يعاقبوننا.

«لا يستهين أحد بأميركا»

* إذا تصاعدت هذه العمليات، هل تعتقد أن أميركا مستعده للدفاع عن الإقليم؟

- الأميركيون عندهم تواجد في الإقليم كما في بغداد وفي الأنبار. إذا تلاحظ، الفصائل المسلحة دائماً تستهدف أربيل وحرير وقاعدة عين الأسد في الأنبار. لماذا لا يأتي أحد على ذكر قاعدة «فيكتوري» في مطار بغداد، وهي أكبر قاعدة؟ يظهر أن لديهم مصالح في الحركة والطيران وقضايا تهريب الأموال. لا يريدون مشاكل.

الأميركيون دائماً يؤكدون أنهم موجودون بموافقة من الحكومة العراقية. وهذا صحيح وشرحت لك الخلفية. بالنسبة لهم: إذا أصيب أي من مصالحنا أو استهدفت قنصليتنا الأكبر ربما في العالم أو منشآتنا الموجودة في مطار أربيل، فآنذاك نحن سنرد بقوة. وبعد مقتل ثلاثة جنود في قاعدة «تاور 22» في شمال شرق الأردن وهي امتداد لقاعدة التنف، كان الرد الأميركي دقيقاً جداً واستهدفوا القيادات المسؤولة عن هذا العمل.

هذا الردع خفف من الهجمات. إذا لاحظت، منذ فترة خفت الهجمات، سواء في شمال شرق سوريا أو على عين الأسد أو أربيل، لأنهم رأوا الحديد حاراً. أميركا عندها قدرات وإمكانيات هائلة، لكن لا يستخف أحد بالإدارات وبالقيادات الأميركية. يعني نفس هذه القيادات الأميركية التي كان معظم الناس يائسين منها، هم أنفسهم من تدخلوا ومنعوا «داعش» من اكتساح أربيل أو بغداد، من نائب الرئيس (آنذاك) جو بايدن إلى القيادات الأخرى الموجودة، من لويد أوستن وجيك سوليفان. نفس الأشخاص. لا أحد يستهين بهم. هذه دولة مؤسسات ومصالح واستراتيجيات.


مقالات ذات صلة

قائد «الحرس الثوري» يهدد بإغلاق شرق البحر الأبيض المتوسط

شؤون إقليمية قائد «الحرس الثوري» حسين سلامي متحدثاً في طهران اليوم خلال مراسم الأربعين لضباط قُتلوا في قصف مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق (تسنيم)

قائد «الحرس الثوري» يهدد بإغلاق شرق البحر الأبيض المتوسط

لوّح قائد «الحرس الثوري» بتوسيع الجبهات وإغلاق شرق البحر الأبيض المتوسط، وذلك في مراسم الأربعين لضباط من «الحرس الثوري» قضوا في غارة استهدفت القنصلية الإيرانية.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
المشرق العربي متداولة على «إكس» لدخول 3 حافلات آتية من معبر القائم في العراق تقل زواراً شيعة إلى البوكمال شرق سوريا ترافقها سيارات تتبع الحشد الشعبي العراقي

الميليشيات الإيرانية تستقدم منتسبين جدداً لـ«عدم ثقتها بالسوريين»

تستقدم الميليشيات التابعة للحرس الثوري الإيراني في سوريا دفعات متتالية من المنتسبين الباكستانيين والأفغان عبر العراق لعدم ثقتها بالسوريين.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية طائرة «شاهد» المسيّرة في معرض لأسلحة «الحرس الثوري» بمدينة قم (فارس)

«الحرس الثوري» يتوسع في قاعدة مسيّرات مجاورة لمنشأة «فوردو» النووية

كشفت صحيفة «تلغراف» البريطانية أن إيران تدرب عناصر من «حزب الله» في قاعدة سرية بمدينة قم الإيرانية على تنفيذ هجمات بواسطة الطائرات المُسيَّرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية سيسيل كوهلر البالغة من العمر 35 عاماً خلال حفل عيد ميلادها في 2019 (أ.ف.ب)

«الحياة متوقفة» لأقارب فرنسية محتجزة في إيران

توقفت الحياة بالنسبة إلى نعومي بعد مضي «سنتين قاسيتين» على احتجاز شقيقتها المدرِّسة والنقابية الفرنسية سيسيل كوهلر.

«الشرق الأوسط» (ستراسبورغ)
شؤون إقليمية قوات حرس الحدود الإيراني خلال دورية في الشريط الحدودي مع باكستان بمحافظة بلوشستان (فارس)

إيران: اعتقال أشخاص على صلة بهجمات «جيش العدل»

«الحرس الثوري» الإيراني قال إنه اعتقل أشخاصاً على صلة بهجمات سابقة لجماعة «جيش العدل» المعارضة للنظام.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«الصحة العالمية»: إغلاق معبر رفح يمنع دخول الوقود ويهدد عمل مستشفيات جنوب غزة

صورة من الجانب الفلسطيني من معبر رفح الحدودي بين غزة ومصر في جنوب قطاع غزة في 7 مايو 2024 (أ.ف.ب)
صورة من الجانب الفلسطيني من معبر رفح الحدودي بين غزة ومصر في جنوب قطاع غزة في 7 مايو 2024 (أ.ف.ب)
TT

«الصحة العالمية»: إغلاق معبر رفح يمنع دخول الوقود ويهدد عمل مستشفيات جنوب غزة

صورة من الجانب الفلسطيني من معبر رفح الحدودي بين غزة ومصر في جنوب قطاع غزة في 7 مايو 2024 (أ.ف.ب)
صورة من الجانب الفلسطيني من معبر رفح الحدودي بين غزة ومصر في جنوب قطاع غزة في 7 مايو 2024 (أ.ف.ب)

حذّر مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس اليوم الأربعاء، من أن إغلاق معبر رفح جنوب غزة يمنع دخول الوقود، مما يوقف جميع العمليات الإنسانية بالمنطقة.

وقال غيبريسوس عبر موقع «إكس» إن المستشفيات في جنوب غزة قد تتوقف خدماتها خلال 3 أيام بعد نفاد الوقود.

ودعا مدير منظمة الصحة العالمية لإيقاف العملية العسكرية في رفح فوراً كونها «تحدّ بشكل أكبر من قدرة المنظمة على الوصول للآلاف الذين يعيشون في ظروف مزرية».

وأضاف غيبريسوس: «أحد المستشفيات الثلاثة في رفح وهو مستشفى النجار خرج عن الخدمة». وتابع: «لا يزال إغلاق المعبر الحدودي يمنع الأمم المتحدة من إدخال الوقود ومن دونه ستتوقف جميع العمليات الإنسانية، لم يتبقَّ من الوقود لدى المستشفيات في جنوب غزة سوى ما يكفي لثلاثة أيام فقط، ما يعني أن الخدمات قد تتوقف قريباً».


«حزب الله» يغير تكتيكاته العسكرية بجنوب لبنان لمحاولة تقليص الخسائر البشرية

جندي إسرائيلي يقف إلى جانب سيارة محترمة في كريات شمونة إثر قصف «حزب الله» (رويترز)
جندي إسرائيلي يقف إلى جانب سيارة محترمة في كريات شمونة إثر قصف «حزب الله» (رويترز)
TT

«حزب الله» يغير تكتيكاته العسكرية بجنوب لبنان لمحاولة تقليص الخسائر البشرية

جندي إسرائيلي يقف إلى جانب سيارة محترمة في كريات شمونة إثر قصف «حزب الله» (رويترز)
جندي إسرائيلي يقف إلى جانب سيارة محترمة في كريات شمونة إثر قصف «حزب الله» (رويترز)

يختبر «حزب الله» بميدان القتال في جنوب لبنان، «تكتيكات جديدة»، تتضمن تطويراً لأنواع الأسلحة التي يستخدمها في المعركة، وداخل تقنيات جديدة، وذلك بهدف تقليص الخسائر البشرية في صفوف الحزب الذي «تأقلم مقاتلوه مع الميدان».

وضاعف الحزب استخدام المسيّرات والصواريخ الموجَّهة بشكل لافت منذ مطلع الأسبوع، مستهدفاً نقاط تجمع جنود إسرائيليين، كما يقول، فضلاً عن استهداف المستعمرات والبلدات الإسرائيلية في الشمال برشقات كبيرة من صواريخ «الكاتيوشا»، وذلك بالتزامن مع تصعيد جديد في الميدان ترافق مع تعثر المفاوضات في القاهرة لإنهاء حرب غزة.

وقالت مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط» إن مقاتلي الحزب «بدأوا باتباع استراتيجيات عسكرية جديدة في الميدان»، موضحة أنها «تعتمد على تقنيات وأسلحة جديدة تم إدخالها إلى المعركة، ويجري اعتمادها لتنفيذ قصف لمناطق أعمق، وتنفيذ استهدافات محددة بناء على معلومات أمنية في الداخل»، في إشارة إلى اعتماد المسيَّرات والهجمات المركَّبة التي يهاجم بها الحزب مراكز تجمُّع لجنود إسرائيليين، وأسفرت عن مقتل 3 جنود إسرائيليين على الأقل، الشهر الماضي، وكان أعنفها في هجوم عرب العرامشة في الجليل الغربي.

رجل إطفاء يعمل على إخماد نيران اندلعت في كريات شمونة إثر صواريخ «حزب الله» (رويترز)

تأقلم مع الميدان

وقالت المصادر التي تواكب دينامية المعركة في الجنوب، إن مقاتلي الحزب «تأقلموا مع الميدان»، في إشارة إلى طبيعة الحرب التي ألزمتهم بالقتال على مسافة تتراوح بين 5 و7 كيلومترات على طول الحدود مع إسرائيل، وتتطلب وجوداً دائماً للمقاتلين، في مقابل مسيرات إسرائيلية لا تفارق سماء المنطقة، وهي جبهة مختلفة عن كل الحروب التي خاضها الحزب في السابق، كما يقول خبراء في الشأن العسكري.

وإضافة إلى ذلك، عمد الحزب إلى «تغيير تكتيكات عسكرية»، بهدف «الحد من الخسائر البشرية»، حسبما تقول المصادر، وذلك «بإدخال تقنيات جديدة لم تُستخدم من قبل»، لافتة إلى أن هذه التقنيات «ساهمت في تقليص الخسائر البشرية وحماية المقاتلين الذين ينتشرون في الميدان منذ بدء الحرب»، من غير الإفصاح عن طبيعة تلك التقنيات التي «لا يعرفها إلا مقاتلو الحزب أنفسهم».

تشييع مقاتل لـ«حزب الله» في المنصوري الشهر الماضي (إعلام «حزب الله»)

وحتى يوم الثلاثاء، لم تُسجَّل طوال 3 أسابيع أي خسائر في صفوف مقاتلي الحزب الذي غالباً ما كان ينعى مقاتلين قتلوا في الميدان، ويناهز عددهم 255 مقاتلاً. وتعرض مقاتلوه في المرحلة الأولى إلى هجمات مميتة، خصوصاً في الأسابيع الثلاثة الأولى داخل الميدان، من خلال المسيرات الإسرائيلية التي لم تفارق سماء الجنوب.

وبعد تلك المرحلة، لجأت إسرائيل أواخر العام الماضي إلى استهداف المنازل ومراكز عسكرية بغارات عنيفة أطلقتها الطائرات والمقاتلات الإسرائيلية، مما أدى إلى مقتل العديد من مقاتلي الحزب.

وفي مرحلة ثالثة، تعرض الحزب لخسائر أيضاً إثر اغتيالات نفذتها المسيرات الإسرائيلية باستهداف المقاتلين، وهو نشاط إسرائيلي تراجع إثر رد الحزب على اغتيال مهندس باستهداف سيارته في بلدة عدلون، باستهداف محيط مدينة عكا قبل 3 أسابيع بالمسيرات الانقضاضية.

ومنذ بدء التصعيد بين «حزب الله» وإسرائيل، قُتل في لبنان 390 شخصاً على الأقل، بينهم 255 عنصراً في «حزب الله»، وأكثر من 70 مدنياً، وفق حصيلة أعدتها وكالة «الصحافة الفرنسية»، استناداً إلى بيانات الحزب ومصادر رسمية لبنانية.

وأحصى الجانب الإسرائيلي من جهته مقتل 13 عسكرياً و9 مدنيين.


لبنان: ختم الفصل الأول لفضيحة الـ«تيكتوكرز» والقضاء يتجه للادعاء

تطبيق «تيك توك» (أ.ب)
تطبيق «تيك توك» (أ.ب)
TT

لبنان: ختم الفصل الأول لفضيحة الـ«تيكتوكرز» والقضاء يتجه للادعاء

تطبيق «تيك توك» (أ.ب)
تطبيق «تيك توك» (أ.ب)

اختتم المحامي العام الاستئنافي في جبل لبنان القاضي طانيوس السغبيني، التحقيقات الأولية مع عصابة الـ«تيكتوكرز» المتورطة باغتصاب الأطفال، وتورطهم بتعاطي المخدرات وترويجها، ويتجه خلال الساعات القليلة المقبلة إلى الادعاء على جميع المشتبه بهم الذين توفّرت أسماؤهم وعددهم 26 شخصاً، بينهم عشرة موقوفين، بعد إلقاء القبض على متورّط جديد ليل الثلاثاء، على أن يواصل مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية تحقيقاته، لكشف هويات جميع المتورطين مع هذه الشبكة، الذين لم تحدد هوياتهم وجرائمهم حتى الآن.

وبانتظار ما يحمله الادعاء من مفاجآت لجهة الأسماء أو الأفعال الجرميّة، كشف مصدر متابع لهذا الملف لـ«الشرق الأوسط»، عن أن المدعي العام «سيوجه إلى رؤوس الشبكة وأعضائها جرائم جنائية، ويطلب إنزال عقوبات مشددة بحقهم، تتناسب مع الجرائم المقترفة من قبلهم».

ورأى أن الاتهامات التي ستوجّه إلى هؤلاء «باتت شبه واضحة، وهي: اغتصاب أطفال وتهديدهم وابتزازهم وتصويرهم في أثناء تعرّضهم للاغتصاب، وتوزيع هذه الصور على تطبيقات يستخدمها الفاعلون وتسويقها لبيعها إلى آخرين». وأكد المصدر أن الادعاء «سيتضمّن أيضاً توجيه التهم إلى رؤوس العصابة بتخدير الأطفال الضحايا لتسهيل الأفعال الجنائية، وإجبارهم على تعاطي المخدرات تحت وطأة التهديد والتعذيب، وابتزازهم بالصور التي التقطت لهم من أجل استغلالهم في ترويج المخدرات».

وارتفع عدد الموقوفين في هذه القضية إلى عشرة أشخاص، بعدما ألقت القوى الأمنية، الأربعاء، القبض على شخص جديد، وأوضحت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، أن الموقوف الجديد «شكّل حلقة الوصل المالية بين ممولي العصابة الموجودين في الخارج، وأعضائها في الداخل»، مشيرة إلى أنه «كان يقبض الأموال المحوّلة على اسمه من الخارج ويسلّمها للعصابة في لبنان».

تطبيق «تيك توك» (د.ب.أ)

موقوفون ومشتبه بهم

وترافق ذلك مع تطوّر جديد تمثّل بإصدار القاضي طانيوس السغبيني «بلاغ بحث وتحرّ ومذكرة إحضار بحق المشتبه به حسن سنجر، الذي تفيد المعلومات بأنه موجود خارج الأراضي اللبنانية، وأنه سافر إلى سويسرا منتصف شهر مارس (آذار) الماضي». ولفتت المصادر إلى أن المحامي العام الاستئنافي «وجّه كتاباً إلى المديرية العامة للأمن العام، طلب بموجبه إفادته عمّا إذا كان سنجر بات خارج لبنان وموعد مغادرته الأراضي اللبنانية، وضرورة توقيفه في أي وقت يعود فيه إلى البلاد».

وفيما ترددت معلومات عن أن سنجر «تولّى دور المخبر لدى الأجهزة الأمنية، وقدّم معلومات مهمّة عن دور العصابة وكيفية الإيقاع بالأطفال الضحايا واستدراجهم والاعتداء عليهم جنسياً»، أكد مصدر قضائي أن «إصدار المذكرات القضائية بحقّ سنجر، جاءت بعد إفادة أدلى بها أحد الأطفال الضحايا، وتعرّف فيها على صورة سنجر، وجزم بأنه كان في عداد الشبكة التي ساهمت باستدراجه والإيقاع به مع غيره من الأطفال».

وعلمت «الشرق الأوسط» أن القاضي السغبيني «لم يتخذ حتى الآن قراراً بتوقيف المحامي (خالد. م) المشتبه بتورطه مع العصابة بالاعتداء على الأطفال، وذلك لعدم ورود الإذن من نقابة المحامين في الشمال؛ لكون النقيب سامي الحسن خارج لبنان، ولم يتمكن مجلس النقابة من الاجتماع بغيابه لإعطاء الإذن بالملاحقة، علماً بأن النقابة أعلنت، في بيان، أنها تدعم كل الإجراءات التي يتخذها القضاء في هذا الملفّ، وأنها ترفض أي مس بالطفولة».

وأشارت المعلومات إلى أن السغبيني «انتهى من إعداد المراسلات التي سيوجهها إلى الإنتربول الدولي، ويطلب بموجبها توقيف من يعتقد أنهم رؤوس وأعضاء الشبكة الموجودين خارج لبنان». ولفتت إلى أن «هذه المراسلات ستسلّم إلى النائب العام التمييزي القاضي جمال الحجار الذي يرسلها بدوره إلى مكتب الإنتربول التابع لقوى الأمن الداخلي، لتعميمها وإصدار نشرة حمراء عبر الإنتربول الدولي».

تطبيق «تيك توك» (رويترز)

حظر التطبيق

وتضجّ مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان بنقاشات ومطالبات تتعلّق بحجب تطبيق «تيك توك» في لبنان، إثر استخدامه من عصابة متورطة بابتزاز قصّر. وفي سياق متصل بالإجراءات الحكومية، أكد المكتب الإعلامي لوزير الاتصالات أنّ حظر وزارة الاتصالات لأي تطبيق سواء «تيك توك» أو غيره، ومنعها مواقع الويب أو التطبيقات الخاصة، يتطلب أمراً قضائياً، وفقاً للبروتوكولات القانونية.

وأضافت وزارة الاتصالات أنها «سلطة تنفيذية، وما يصدر عن القضاء اللبناني لناحية حظر أو عدم حظر أي تطبيق تلتزم الوزارة بتنفيذه حصراً، بمعنى أن لا صلاحية فردية لوزير الاتصالات في اتخاذ قرار حظر أي تطبيق من عدمه».

وقالت الوزارة إنها «تمتلك القدرة التقنية لوقف وحظر التطبيق بنسبة عالية. وبالتالي، في حال اتخاذ قرار قضائي في هذا الخصوص، فإن من شأن الوزارة تطبيق هذا القرار».

وشدد الوزير القرم على «ضرورة رقابة الأهل على أطفالهم، وتحسين العلاقة معهم، وبناء جسور من الثقة، وهو ما يساهم في حماية أطفالهم من الوقوع ضحايا هكذا جرائم». وقال: «هناك أدوات في كافة التطبيقات، ومن بينها (تيك توك) تتيح لأولياء الأمور إدارة وقت شاشة أطفالهم، وحظر المحتوى غير المناسب، ويمكن لإدارة التطبيق أن تقدّم التدريب المناسب لإرشاد الأهل على التطبيق».


أربيل تكسب جولة الانتخابات بتأجيلها

عناصر من البيشمركة يتموضعون تحت صورة لمسعود بارزاني في ضواحي كركوك (أرشيفية - إ.ب.أ)
عناصر من البيشمركة يتموضعون تحت صورة لمسعود بارزاني في ضواحي كركوك (أرشيفية - إ.ب.أ)
TT

أربيل تكسب جولة الانتخابات بتأجيلها

عناصر من البيشمركة يتموضعون تحت صورة لمسعود بارزاني في ضواحي كركوك (أرشيفية - إ.ب.أ)
عناصر من البيشمركة يتموضعون تحت صورة لمسعود بارزاني في ضواحي كركوك (أرشيفية - إ.ب.أ)

كسبت أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق، جولة حاسمة من «صراعها» مع المحكمة الاتحادية في بغداد، ومع خصوم الحزب «الديمقراطي الكردستاني»، خاصة حزب «الاتحاد الوطني»، بشأن انتخابات برلمان الإقليم التي كان مقرراً إجراؤها في العاشر من يونيو (حزيران) المقبل.

وجاء كسب الجولة مع تراجع المحكمة الاتحادية عن قرار سابق لها يقضى بإلغاء «كوتة» الأقليات في الإقليم، وامتداداً لهذا التراجع قررت مفوضية الانتخابات الاتحادية المعنية بإجراء الانتخابات تعليق العمل بإجراءاتها الفنية والمالية الخاصة بالإقليم، في مؤشر مؤكد على إلغاء الموعد في يونيو المقبل والذهاب إلى موعد آخر.

وعلق الحزب «الديمقراطي الكردستاني» مشاركته في برلمان الإقليم منتصف مارس (آذار) الماضي، احتجاجاً على قرار إلغاء «كوتة» الأقليات الصادر عن المحكمة الاتحادية، قبل أن تتراجع الأخيرة عنه، وفي مقابل ذلك أصرت معظم الأحزاب والقوى الكردية على إجرائها في موعدها المحدد، وخاصة غريمه التقليدي حزب «الاتحاد الوطني».

السوداني متوسطاً مسعود بارزاني (يسار) ونيجيرفان بارزاني في أثناء مراسم افتتاح الصرح التذكاري (أ.ف.ب)

لاعب أول

ويبدو أن الحزب الديمقراطي الذي يهيمن على حكومة الإقليم ولديه نفوذ واسع في محافظتي أربيل ودهوك، عاد ليكون بمثابة «اللاعب الأول»، ولن تجري انتخابات الإقليم دون مشاركته.

وطبقاً لمعظم المراقبين، فإن الزيارتين اللتين قام بهما رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني مؤخراً إلى بغداد، ولقاءه معظم القادة السياسيين، وكذلك زيارته الحاسمة إلى طهران، كان لها الأثر الواضح في حرف المسار الضاغط الذي تعرضت له أربيل والحزب «الديمقراطي» في الأشهر الأخيرة، خاصة أن تراجع المحكمة الاتحادية عن قرارها بإلغاء «كوتة» الأقليات أتى مباشرة بعد انتهاء زيارة طهران ولقائه المرشد الإيراني علي خامنئي وكبار المسؤولين هناك.

وقرر مجلس المفوضين في مفوضية الانتخابات، الأربعاء، تعليق العمل بالإجراءات الفنية والمالية الخاصة بانتخابات برلمان كردستان العراق لعام 2024.

وطبقاً لبيان صادر عن المجلس، فإن قرار التعليق مرتبط بموعد «حسم الدعوى المنظورة أمام المحكمة الاتحادية»، في إشارة إلى الدعوى التي أقامها رئيس حكومة الإقليم مسرور بارزاني أمام المحكمة لإصدار أمر ولائي (إيقاف مؤقت للإجراءات) حول نظام تسجيل قوائم المرشحين، و«كوتة» الأقليات لحين البت النهائي بالدعوى.

وقررت المحكمة، في وقت سابق، «إيقاف تنفيذ البند (ثانياً) من المادة (2) من نظام تسجيل قوائم المرشحين والمصادقة عليها لانتخابات برلمان إقليم كردستان العراق».

والبند الثاني المشار إليه، والذي كان محل اعتراض بارزاني ويتضمن إلغاء مقاعد الأقليات البالغة 11 مقعداً، ينص على أن «يتكون برلمان إقليم كردستان من (100) مقعد موزعة على الدوائر الانتخابية الآتية: أربيل (34) مقعداً، السليمانية (38) مقعداً، دهوك (25) مقعداً، حلبچة (3) مقاعد».

وعزت المحكمة إصدارها الأمر الولائي إلى سعيها «لتلافي ما يترتب على تنفيذه (البند ثانياً) من آثار يصعب تداركها مستقبلاً».

خامنئي يستقبل رئيس إقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزاني (موقع المرشد الإيراني)

حزب طالباني يطعن

ورداً على قرار المحكمة، قال «الاتحاد الوطني الكردستاني» إنه يطعن بقرار مجلس المفوضين القاضي بتعليق العمل بانتخابات برلمان كردستان. وقال المتحدث باسم الحزب سعدي بيره، في مؤتمر صحافي، إن المحكمة الاتحادية العليا «تسّرعت بإصدار الأمر الولائي الخاص».

وبموجب قرار الإيقاف، فإن الحزب «الديمقراطي الكردستاني» سيتمكن من تقديم أسماء مرشحيه إلى مفوضية الانتخابات، بعد أن امتنع سابقاً عن ذلك.

وبات بإمكان رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني تحديد موعد جديد لإجراء الانتخابات، وكذلك الاحتفاظ بـ«كوتة» الأقليات في البرلمان المقبل.

وتعليقاً على نجاح أربيل في قلب الطاولة السياسية لصالحها، رأى كفاح محمود، المستشار الإعلامي لزعيم الحزب «الديمقراطي» مسعود بارزاني، أن «القيادة الكردستانية تستخدم قوتها الناعمة في حل الإشكاليات، وضمن تلك الوسائل، الحوار وتبيان الحقائق، بعيداً عن المزايدات وطرح المشاكل بحيثياتها لوضع حلول واقعية لإنهائها».

رئيسي إلى أربيل

وأضاف محمود في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن «الإقليم يتعامل مع كل الأفعال التي صدرت خلال الفترة الماضية وما قبلها بالقوة الناعمة الدبلوماسية والحوار، ووضع كافة أوراق الإشكاليات على طاولة المباحثات، مع فتح الأبواب للتعامل مع الجميع، بما يحفظ كيان الإقليم ومكتسبات شعبه».

وأوضح محمود أن «إجراء الرئيس نيجيرفان بارزاني مباحثات معمقة مع قادة (الإطار التنسيقي) وتحالف (إدارة الدولة) في بغداد، واختتمها بزيارة إيران التي تمتلك نفوذاً كبيراً في العراق، عوامل كانت لها الأثر الإيجابي لحل المشاكل بين أربيل وبغداد».

ورجح المستشار الكردي أن تشهد الأيام المقبلة «تقدماً نوعياً في العلاقات البينية والخارجية، خاصة أن نيجيرفان بارزاني دعا الرئيس الإيراني لزيارة الإقليم، ومن المتوقع تلبيتها كما فعل إردوغان في زيارته الأخيرة».

وسبق أن أقدمت طهران على شن هجمات بصواريخ باليستية على أربيل بذريعة وجود مواقع و«أوكار تجسس» إسرائيلية فيها، الأمر الذي نفته أربيل وبغداد على حد سواء.


سويسرا ترصد 11 مليون دولار لـ«الأونروا» في غزة

مدرسة لوكالة «أونروا» في مدينة غزة (أ.ف.ب)
مدرسة لوكالة «أونروا» في مدينة غزة (أ.ف.ب)
TT

سويسرا ترصد 11 مليون دولار لـ«الأونروا» في غزة

مدرسة لوكالة «أونروا» في مدينة غزة (أ.ف.ب)
مدرسة لوكالة «أونروا» في مدينة غزة (أ.ف.ب)

اقترحت الحكومة السويسرية منح 11 مليون دولار لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)؛ وذلك لمعالجة الأزمة الإنسانية في غزة الناجمة عن الحرب بين إسرائيل و«حماس».

ويمثل اقتراح الحكومة الذي أُعلن عنه الأربعاء بعد أسابيع من المماطلة نصف المبلغ الذي كان من المقرر دفعه في البداية لوكالة «أونروا» في عام 2024.

وجاء في بيان حكومي أن «مساهمة سويسرا البالغة 10 ملايين فرنك سويسري لـ(أونروا) ستقتصر على غزة وستغطي الاحتياجات الأساسية الأكثر إلحاحاً، مثل الغذاء والماء والمأوى والرعاية الصحية الأساسية والخدمات اللوجيستية».

وأضاف البيان أن سويسرا «تدرك تماماً الطبيعة الصعبة للوضع وتدرك الحاجة الملحة إلى اتخاذ إجراءات».

تواجه «أونروا» التي تنسق كل المساعدات تقريباً لغزة، أزمة منذ يناير (كانون الثاني) عندما اتهمت إسرائيل نحو 12 من موظفيها البالغ عددهم 13 ألفاً في غزة بالتورط في هجوم «حماس» على إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول).

أدى ذلك بالكثير من الدول المانحة، بما في ذلك الولايات المتحدة وسويسرا، إلى تعليق التمويل للوكالة فجأة؛ مما هدد جهودها لتوصيل المساعدات التي تشتد الحاجة إليها في غزة، حيث حذرت الأمم المتحدة من مجاعة وشيكة.

وتوصلت مجموعة مراجعة مستقلة تابعة لـ«أونروا» بقيادة وزيرة الخارجية الفرنسية السابقة كاترين كولونا إلى وجود بعض «القضايا المتعلقة بالحياد»، لكنها قالت إن إسرائيل لم تقدم بعد أدلة على مزاعمها الرئيسية.

وقالت الحكومة السويسرية إنها «اعتمدت على تحليل تقرير كولونا والتنسيق مع الجهات المانحة الأخرى» في اتخاذ قرارها. وما زال يتعين عرض قرار الحكومة على لجان الشؤون الخارجية بالبرلمان للتشاور.

في 30 أبريل (نيسان)، قال المدير السويسري لـ«أونروا» فيليب لازاريني إنه من بين التمويل البالغ 450 مليون دولار الذي تم تجميده من قبل المانحين، ما زال هناك 267 مليون دولار معلقة، معظمها من قِبل واشنطن.

بدأت الحرب الأكثر دموية في غزة في أعقاب الهجوم غير المسبوق الذي شنّته «حماس» في 7 أكتوبر على إسرائيل وأسفر عن مقتل أكثر من 1170 شخصاً، معظمهم من المدنيين، وفقاً لإحصاء لوكالة الصحافة الفرنسية استناداً إلى أرقام رسمية إسرائيلية.

وتعهدت إسرائيل بتدمير «حماس»، وشنّت هجوماً انتقامياً أدى إلى مقتل أكثر من 34844 شخصاً في غزة، معظمهم من النساء والأطفال، وفقاً لوزارة الصحة في القطاع الذي تديره «حماس».

وقالت الحكومة السويسرية إنها «تكرر دعوتها لوقف إطلاق النار لأسباب إنسانية، وإيصال المساعدات الطارئة إلى غزة دون عوائق، والالتزام بالقانون الإنساني الدولي، والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن».


«حزب الله» العراقي يلوح بكسر الهدنة ويهاجم «طريق التنمية»

السوداني خلال استقباله أوزرا زيا وكيلة وزير الخارجية الأميركي في بغداد 8 مايو 2024 (إعلام حكومي)
السوداني خلال استقباله أوزرا زيا وكيلة وزير الخارجية الأميركي في بغداد 8 مايو 2024 (إعلام حكومي)
TT

«حزب الله» العراقي يلوح بكسر الهدنة ويهاجم «طريق التنمية»

السوداني خلال استقباله أوزرا زيا وكيلة وزير الخارجية الأميركي في بغداد 8 مايو 2024 (إعلام حكومي)
السوداني خلال استقباله أوزرا زيا وكيلة وزير الخارجية الأميركي في بغداد 8 مايو 2024 (إعلام حكومي)

لوحت «كتائب حزب الله» في العراق بكسر الهدنة مع القوات الأميركية، وهاجمت حكومة محمد شياع السوداني بزعم أنها «غير جادة في إخراج القوات الأميركية من البلاد»، في حين صوبت نحو مشروع «طريق التنمية»، وطالبت بضمانات قبل تنفيذه.

وجاءت تصريحات متحدث باسم الفصيل المسلح الموالي لإيران بالتزامن مع زيارة مسؤولة بارزة في الخارجية الأميركية، كانت قد نقلت «تحيات الرئيس جو بايدن للسوداني»؛ لاستكمال المباحثات بين البلدين حول الاتفاق الاستراتيجي.

وأكدت «كتائب حزب الله»، على لسان المتحدث باسمها أبو علي العسكري: «لم نلمس جدية العدو الأميركي في إخراج قواته، وتفكيك مقاره التجسسية في العراق».

وأضاف: «كما لم نر الجدية المطلوبة من الحكومة العراقية لإخراج هؤلاء، وقراءتنا هذه لها ما لها»، مؤكداً أن «أول الغيث هو خروجهم من العمليات المشتركة، وترك أجواء العراق للعراقيين».

وتصنّف واشنطن «كتائب حزب الله» العراقية منظمة «إرهابية»، وسبق أن استهدفتها بغارات في العراق.

دول العراق وتركيا والإمارات وقطر توقع مذكرة تفاهم حول طريق التنمية 22 أبريل الماضي (رويترز)

طريق التنمية

وشكك العسكري بمشروع «طريق التنمية»، وقال إنه يشكل مصدر قلق لـ«حزب الله» في العراق.

وهذا الطريق مشروع عراقي قديم، تحاول الحكومة الحالية تنفيذه بالتزامن مع اكتمال «ميناء الفاو الكبير»، جنوب العراق.

ويضم المشروع طريقاً برياً وسكة قطارات لنقل البضائع بين أوروبا والخليج، ويمتد بطول 1200 كم، من الفاو في أقصى جنوب العراق، وحتى الحدود العراقية التركية في فيش خابور.

وفي أبريل (نيسان) الماضي، أشرف رئيس الوزراء محمد شياع السوداني والرئيس التركي رجب طيب إردوغان على توقيع مذكرة تفاهم رباعية، إلى جانب كل من الإمارات وقطر للتعاون في تنفيذ «طريق التنمية».

ويستغرب مراقبون لماذا صوبت فصائل موالية لإيران ضد المشروع، رغم أهدافه الاقتصادية المعلنة.

وقال العسكري: «هذا الطريق لا يزال مصدر قلق لنا (...) ما نريده (من الحكومة) دلائل لقطع الشك باليقين قبل الشروع بتنفيذه».

وتقول الحكومة العراقية إنها شرعت بالفعل بخطوات التنفيذ بالتنسيق مع تركيا، كما أثرت مدن مثل بغداد خططاً ميدانية لمسار الطريق.

وفد الخارجية الأميركية في مكتب السوداني ببغداد 8 مايو 2024 (إعلام حكومي)

مباحثات عراقية - أميركية

في المقابل، نقل دبلوماسي أميركي تحيات الرئيس الأميركي جو بايدن ووزير الخارجية أنتوني بلينكن إلى رئيس الوزراء محمد شياع السوداني.

واستقبل السوداني، الأربعاء، في بغداد، وفداً أميركياً برئاسة وكيلة وزير الخارجية الأميركي للأمن المدني والديمقراطية وحقوق الإنسان أوزرا زيا.

وطبقاً لبيان المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء، فإن السوداني أكد «حرص العراق على تعزيز نظامه الديمقراطي، وتمسكه بما تحقق على هذا المسار، استناداً إلى دستوره الذي ينصّ على التعددية وحقوق الإنسان والعدالة الانتقالية بعد تغيير النظام، وإنصاف المكونات التي تعرضت إلى القمع والهجمات الإرهابية».

من جانبها، أشارت زيا إلى «دور العراق الاستثنائي في المنطقة؛ كونه بلداً ذا نظام ديمقراطي، ويحقق تقدماً في مجال حقوق الإنسان، والحدّ من ظاهرة الاتجار بالبشر، بالإضافة إلى دوره في حفظ السلم بالمنطقة، مشيدةً بما أنجزته الحكومة في تأسيس مجلس أعلى للشباب ومجلس للمرأة».

وتأتي زيارة الوفد الأميركي لاستكمال المباحثات التي أجراها السوداني خلال زيارته إلى الولايات المتحدة الأميركية خلال شهر أبريل الماضي، وتم خلالها توقيع العشرات من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم سواء مع الحكومة الأميركية أو الشركات الأميركية في مختلف المجالات.

كما تم الاتفاق على إعادة تفعيل العمل باتفاقية الإطار الاستراتيجي التي وقعها البلدان عام 2008، والتي لم ينفذ منها سوى بند واحد هو الانسحاب الأميركي من العراق أواخر عام 2011 قبل أن تطلب بغداد عام 2014 ثانية من الأميركان العودة إلى العراق بعد احتلال تنظيم «داعش» عدة محافظات غربية عراقية.

وتنشر الولايات المتحدة نحو 2500 جندي في العراق، ونحو 900 في سوريا المجاورة، في إطار التحالف الدولي الذي أنشأته عام 2014؛ لمحاربة تنظيم «داعش».

وتواصل بغداد وواشنطن البحث في مستقبل قوات التحالف التي تطالب الفصائل العراقية الموالية لإيران بانسحابها من البلاد.

وأكد الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني خلال زيارة الأخير واشنطن في أبريل الماضي، مواصلة البحث بشأن إنهاء مهمة قوات التحالف الدولي.


ارتفاع حصيلة قتلى حرب غزة إلى 34 ألفاً و844 شخصاً منذ 7 أكتوبر

فلسطينية تبكي بجوار جثة قريب لها قُتل في غارات إسرائيلية (رويترز)
فلسطينية تبكي بجوار جثة قريب لها قُتل في غارات إسرائيلية (رويترز)
TT

ارتفاع حصيلة قتلى حرب غزة إلى 34 ألفاً و844 شخصاً منذ 7 أكتوبر

فلسطينية تبكي بجوار جثة قريب لها قُتل في غارات إسرائيلية (رويترز)
فلسطينية تبكي بجوار جثة قريب لها قُتل في غارات إسرائيلية (رويترز)

أعلنت وزارة الصحة في غزة، اليوم الأربعاء، ارتفاع عدد القتلى الفلسطينيين في الحرب الإسرائيلية على القطاع منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي إلى 34 ألفاً و844 شخصاً، بينما زاد عدد المصابين إلى 78 ألفاً و404.

وقالت الوزارة، في بيان، إن 55 فلسطينياً قتلوا وأصيب 200 آخرون جراء الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، وفقاً لما ذكرته «وكالة أنباء العالم العربي».

وأضاف البيان أن عدداً من الضحايا لا يزالون تحت الركام وفي الطرق، لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

وفي بيان منفصل، قالت وزارة الصحة في غزة إن بعض مستشفيات رفح في جنوب القطاع خرجت عن الخدمة جراء تهديد إسرائيل لها بالإخلاء والقصف العنيف للمنطقة، مؤكدة أنه «لا يوجد مكان لعلاج الجرحى، وخاصة الحالات الحرجة».

وذكرت الوزارة أن معبر رفح البري في جنوب القطاع مغلق لليوم الثاني على التوالي؛ بسبب سيطرة إسرائيل عليه، مشيرة إلى «منع وحرمان الآلاف من الجرحى والمرضى من حقهم في السفر والعلاج خارج قطاع غزة».

كما اتهمت وزارة الصحة إسرائيل بمنع إدخال شاحنات الأدوية والمستلزمات الطبية والإغاثية لمستشفيات الوزارة، بحسب البيان.


تقرير: الإدارة الأميركية تعد تقريراً حول انتهاك إسرائيل القانون الدولي في غزة

الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أرشيفية - رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أرشيفية - رويترز)
TT

تقرير: الإدارة الأميركية تعد تقريراً حول انتهاك إسرائيل القانون الدولي في غزة

الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أرشيفية - رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أرشيفية - رويترز)

ذكرت شبكة «سي إن إن» الأميركية، الأربعاء، أن إدارة جو بايدن تسارع إلى الانتهاء من تقرير من المقرر أن تقدمه للكونغرس هذا الأسبوع حول ما إذا كانت إسرائيل قد انتهكت القانون الإنساني الدولي خلال حربها في غزة.

وقالت الشبكة إن نتيجة التقرير يمكن أن تؤدي إلى تداعيات كبيرة ومزيد من تأجيج الانقسامات في داخل أميركا وخارجها.

وأوضحت أن التقرير كان موضع نقاش مكثف لعدة أشهر في جميع أنحاء الإدارة، وقد أدى بالفعل إلى انقسامات عميقة داخل وزارة الخارجية، حيث أعربت بعض الأقسام عن شكها في تأكيدات إسرائيل بأنها استخدمت الأسلحة الأميركية دون انتهاك القانون الدولي خلال حربها التي استمرت 7 أشهر.

ويأتي التقرير، الذي سيتناول أيضا ما إذا كانت إسرائيل قد أعاقت إيصال المساعدات الإنسانية الأميركية، في لحظة محورية في الحرب حيث يبدو أن إسرائيل على شفا التوغل في مدينة رفح، وهو الأمر الذي حذر منه الرئيس الأميركي جو بايدن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وفي الوقت نفسه، لا تزال «حماس» وإسرائيل غير قادرتين على التوصل إلى وقف إطلاق النار واتفاق إطلاق سراح الرهائن، فيما ألغت كثير من الجامعات الأميركية احتفالات التخرج بعد اندلاع الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات خلال الأسابيع القليلة الماضية.

وكان بايدن وافق تحت ضغط من الديمقراطيين في الكونغرس في فبراير (شباط) على إصدار مذكرة جديدة تتعلق بالأمن القومي من شأنها فحص سلوك إسرائيل واستخدامها للأسلحة الأميركية في حربها ضد «حماس».

وتتطلب هذه المذكرة من جميع الدول التي تستخدم الأسلحة الأميركية أن تشهد بأنها تفعل ذلك بما يتوافق مع القانون الدولي لحقوق الإنسان، مع جدول زمني سريع لأولئك الذين هم في صراع نشط.

جندي إسرائيلي يوجه دبابة قرب حدود غزة (د.ب.أ)

وحسبما قالت مصادر في الكونغرس لشبكة «سي إن إن»، فإن أمام وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مهلة حتى الأربعاء لإبلاغ الكونغرس بما إذا كانت الإدارة تعد هذه الضمانات «ذات مصداقية وموثوقة»، ومع ذلك، أبلغت إدارة بايدن الكونغرس أنه من المتوقع أن يتم تأجيل تسليم التقرير قليلا.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر الثلاثاء: «إننا نحاول جاهدين الالتزام بهذا الموعد النهائي»، مشيراً إلى أن هذه هي المرة الأولى التي تكتب فيها الوزارة تقريراً من هذا النوع «ومن الممكن أن يتأجل الموعد قليلا فقط».

ورغم أن التقرير لا يفرض تغييراً في سياسة الولايات المتحدة، فإنه يمكن استخدامه لإحداث تغيير.

وقالت مصادر في الكونغرس إن المسؤولين الإسرائيليين يشعرون بقلق عميق من أن النتائج التي توصل إليها قد تزيد الضغط على بايدن لوضع قيود على المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل، إذا وجد التقرير أنها لا تلتزم بالقانون الدولي، ومن المرجح أن يؤدي ذلك إلى إثارة عاصفة داخل حكومة نتنياهو.

وقد انتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي وغيره من كبار أعضاء حكومته مؤخراً القيود المحتملة على المساعدات العسكرية لوحدة عسكرية إسرائيلية تبين أنها ارتكبت انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان قبل الحرب في غزة.

وعلى الرغم من أن مسؤولي إدارة بايدن أصبحوا صريحين بشكل متزايد بشأن الكارثة الإنسانية الناجمة عن الحرب، فإنهم لم يتخذوا بعد أي إجراءات عقابية أو يقيدوا المساعدة العسكرية لإسرائيل.

وفي الشهر الماضي، حذر بايدن نتنياهو من أن على إسرائيل أن تفعل المزيد لمعالجة الوضع الإنساني وإلا فسيكون هناك تغيير في السياسة الأميركية.

وفي أواخر الشهر الماضي، ذكرت «منظمة العفو الدولية» أن الأسلحة التي زودتها الولايات المتحدة بإسرائيل قد استخدمت «في انتهاكات خطيرة للقانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان، وبطريقة لا تتفق مع القانون والسياسة الأميركية».


اكتشاف مقبرة جماعية جديدة بمجمع الشفاء وانتشال 49 جثة متحللة

مسعفون فلسطينيون ينقلون جثث القتلى التي جرى اكتشافها بالقرب من مستشفى «الشفاء» في مدينة غزة منتصف الشهر الماضي (أ.ف.ب)
مسعفون فلسطينيون ينقلون جثث القتلى التي جرى اكتشافها بالقرب من مستشفى «الشفاء» في مدينة غزة منتصف الشهر الماضي (أ.ف.ب)
TT

اكتشاف مقبرة جماعية جديدة بمجمع الشفاء وانتشال 49 جثة متحللة

مسعفون فلسطينيون ينقلون جثث القتلى التي جرى اكتشافها بالقرب من مستشفى «الشفاء» في مدينة غزة منتصف الشهر الماضي (أ.ف.ب)
مسعفون فلسطينيون ينقلون جثث القتلى التي جرى اكتشافها بالقرب من مستشفى «الشفاء» في مدينة غزة منتصف الشهر الماضي (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، اليوم الأربعاء، انتشال 49 جثة، حتى الآن، من مجمع الشفاء الطبي في شمال القطاع، بعد اكتشاف مقبرة جماعية جديدة.

وأشارت الوزارة، في بيان مقتضب على «فيسبوك»، إلى أن الجثث المكتشَفة متحللة، وأن عمليات البحث لا تزال مستمرة، وفقاً لما ذكرته «وكالة أنباء العالم العربي».

وفي مطلع الأسبوع الحالي، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن هناك 120 جثة لم يجرِ انتشالها في محيط مستشفى الشفاء، غرب مدينة غزة؛ وذلك بسبب رفض الاحتلال الإسرائيلي عمل الأطقم الطبية بتلك المناطق، وعدم توفر مُعدات حفر ثقيلة؛ نظراً لنفاد الوقود، مع مواصلة الاحتلال تشديد الحصار على القطاع.

وأشارت وزارة الصحة الفلسطينية إلى أن عمليات البحث والانتشال جارية للقتلى منذ عدة أسابيع، حيث جرى انتشال العشرات من داخل مستشفى الشفاء، ومن تحت ركام المنازل المدمرة المحيطة بالمستشفى.


الجيش الإسرائيلي يقصف أهدافاً لـ«حزب الله» في جنوب لبنان

تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان (أ.ف.ب)
تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان (أ.ف.ب)
TT

الجيش الإسرائيلي يقصف أهدافاً لـ«حزب الله» في جنوب لبنان

تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان (أ.ف.ب)
تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان (أ.ف.ب)

أكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، اليوم الأربعاء، شن غارات على أهداف تابعة لـ«حزب الله» في ست مناطق بجنوب لبنان، خلال الليلة الماضية، في حين أعلنت الجماعة استهداف عدة مبان للجيش في شمال إسرائيل.

وقال أدرعي، عبر حسابه على منصة «إكس»، إن الطائرات الحربية الإسرائيلية أغارت على «مبان عسكرية لـ(حزب الله) في كفر كلا وعيتا الشعب والخيام ومارون الراس».

كما ذكر أن الطيران الإسرائيلي قصف أيضاً أهدافاً لـ«حزب الله» في حولا وعيترون بجنوب لبنان، مشيراً إلى أن الجيش شن هجمات «لإزالة تهديد محتمل في طير حرفا والجبين».

في المقابل، قالت جماعة «حزب الله» اللبنانية إن مقاتليها استهدفوا عدة مبان يستخدمها الجنود الإسرائيليون في شمال إسرائيل، أحدها مبنى في منطقة المطلة؛ والذي أصابوه «إصابة مباشرة».

وأوضحت الجماعة، في بيانات منفصلة، أن عناصرها استهدفت مبنيين في منطقة حانيتا، واثنين آخرين في منطقة شلومي، ومثلهما في أفيفيم، إلى جانب مبنى بمنطقة المنارة.

وتفجّر قصف متبادل شِبه يومي عبر الحدود بين الجيش الإسرائيلي من ناحية، وجماعة «حزب الله» وفصائل فلسطينية مسلَّحة في لبنان من جهة أخرى، مع بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.