نصر الله يرفع سقف التفاوض بدعوة لبنان لوضع شروط إضافية على القرار 1701

طلب من الجنوبيين الاستغناء عن الهاتف «الخلوي العميل»

مشاركون في احتفال «يوم الجريح المقاوم» يرفعون أياديهم (إ.ب.أ)
مشاركون في احتفال «يوم الجريح المقاوم» يرفعون أياديهم (إ.ب.أ)
TT

نصر الله يرفع سقف التفاوض بدعوة لبنان لوضع شروط إضافية على القرار 1701

مشاركون في احتفال «يوم الجريح المقاوم» يرفعون أياديهم (إ.ب.أ)
مشاركون في احتفال «يوم الجريح المقاوم» يرفعون أياديهم (إ.ب.أ)

رفع الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله سقف التفاوض حول وقف إطلاق النار في جنوب لبنان عبر مطالبة الدولة اللبنانية بوضع شروط إضافية على القرار 1701 وليس تطبيقه فقط، مجدداً موقف الحزب لجهة رفض وقف إطلاق النار في الجبهة الجنوبية قبل «توقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة»، وداعياً الجنوبيين إلى الاستغناء عن الهاتف الخلوي «العميل».

وجاءت مواقف نصر الله في الاحتفال التكريمي الذي أقامه الحزب في «يوم الجريح المقاوم»، ومما قاله: «إن فتح الجبهة اللبنانية مع الاحتلال شكّل مصلحة وطنية بالدرجة الأولى لمنع انتصار إسرائيل، لكن المشكلة هي في اعتبار البعض أن لا جدوى مما نقوم به في هذه الجبهة وهذا أمر كارثي»، منتقداً من يصف «الإنجازات والانتصارات بأنها إنجاز وهمي».

وشدد نصر الله في المقابل على وجوب أن «نحرص على ألا يؤدي هذا السجال إلى نزاعات طائفية، وهذا الأمر من مصلحة (إسرائيل)، وليس من مصلحة الوطن والكرامة الوطنية».

وأكد نصر الله أن الذي يتحمل العبء الأول اليوم في الجبهة اللبنانية هم أهلنا في القرى الأمامية وأهل الجنوب ويتضامن معهم لبنان»، معلناً أنه «سيعاد بناء البيوت المدمرة في الجنوب وأحسن مما كانت... هذه المقاومة بهذه التضحيات وهؤلاء الأهل بهذا الصمود هم يدافعون عن كل لبنان».

وتوجه لأهل الجنوب داعياً إياهم إلى الاستغناء عن الهاتف الخلوي وقطع الكاميرات عن الإنترنت، قائلاً: «فلتقطعوا كل الكاميرات عن الإنترنت، وهذا واجب شرعي؛ لأن التساهل فيه يؤدي إلى مزيد من الشهداء»، مضيفاً: «العميل هو الخلوي الذي بأيديكم، وهو عميل قاتل، وأدعو إلى الاستغناء في هذه المرحلة عن أجهزة الهاتف الخلوي خصوصاً بالقرى الأمامية»، واصفاً إياه بأنه «جهاز تنصت ولا يحتاج العدو لعملاء إلا ببعض الأماكن... ولا يجوز من الناحية الشرعية تقديم معلومات للعدو يبحث عنها».

ومع تأكيده أن إسرائيل «تحسب ألف حساب للبنان بسبب المقاومة، والعالم يرسل الوفود بسيب الجبهة الجنوبية»، قال: «هذه التجربة اليوم ثبّتت موازين الردع، وأثبتت أن لبنان لديه قوة رادعة»، مشيراً إلى أن «زيارات الموفدين الغربيين إلى لبنان لها هدف وحيد وهو (حماية إسرائيل)، وإعادة المستوطنين إلى الشمال». وأكد: «الوفود الغربية لا تتناول في أوراقها أي أمر يتعلق بما يحصل في غزة من عدوان وجرائم... تستعين بتصريحات إسرائيلية للتهويل علينا».

وفيما يتعلق بالمفاوضات التي تجري لوقف إطلاق النار، رفع نصر الله سقف التفاوض داعياً لبنان الرسمي كي «يضع شروطاً إضافية على 1701 وليس تطبيق القرار». وقال: «لبنان هو في الموقع القوي والمبادر، ويستطيع أن يفرض الشروط».

وجدد تأكيده أن «الجبهة في جنوب لبنان هي جبهة ضغط ومساندة ومشاركة في إلحاق الهزيمة بالإسرائيلي وإضعافه حتى يصل إلى النقطة التي يقتنع فيها أن عليه أن يوقف عدوانه على غزة»، مضيفاً: «عندما يتوقف عدوان العدو في غزة سنتوقف، وإذا نفّذ العدو تهديداته فعليه أن يدرك أن المائة ألف مستوطن الذين غادروا الشمال لن يعودوا».

وتوجه إلى الموفدين وإلى من أوفدهم، قائلاً: «مارسوا التهويل ما شئتم، فإن ذلك لن يؤثر علينا حتى شن الحرب لن يوقف عملياتنا»، واعتبر «أن الإسرائيلي مأزوم، وليس في موقع من يفرض الشروط».


مقالات ذات صلة

بري لـ«الشرق الأوسط»: تفويض «حزب الله» لي ليس جديداً ولا يغير شيئاً

خاص رئيس البرلمان نبيه بري وأمين عام «حزب الله» السابق حسن نصر الله خلال طاولة حوار عقدت عام 2006 (أ.ف.ب)

بري لـ«الشرق الأوسط»: تفويض «حزب الله» لي ليس جديداً ولا يغير شيئاً

أكد رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري لـ«الشرق الأوسط»، أن تفويض «حزب الله» له «ليس جديداً، ولا يغير شيئاً».

ثائر عباس (بيروت)
المشرق العربي صياد لبناني على متن قارب صيد في مرفأ صيدا جنوب لبنان (رويترز)

إسرائيل تأمر بإخلاء شواطئ الجنوب... هل تمهّد للإنزال البحري؟

وجّه الجيش الإسرائيلي إنذاراً طلب فيه «إخلاء الشواطئ البحرية الجنوبية»، معلناً أنه «سيستهدف المنطقة البحرية في جنوب لبنان».

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي دائرة الهجرة في صلاح الدين تسجّل وصول لبنانيين إلى المحافظة (إعلام حكومي)

العراق يستقبل 7 آلاف لبناني... والهجرة تنفي مزاعم «التوطين»

قدّرت وزارة الهجرة العراقية وصول نحو 7 آلاف مواطن لبناني إلى الأراضي العراقية هرباً من الحرب الدائرة هناك.

فاضل النشمي (بغداد)
المشرق العربي 
أسرة لبنانية نازحة جراء الحرب تفترش كورنيش عين المريسة في بيروت أمس (أ.ف.ب)

إسرائيل تفتح جبهة جديدة في جنوب لبنان

افتتح الجيش الإسرائيلي جبهةَ جديدة في جنوب لبناني، تتركز في القطاع الغربي، من غير تحقيق تقدّم استراتيجي في منطقة باتت خالية من السكان، وتتعرض لقصف مدفعي وجوي.

«الشرق الأوسط» (بيروت - الرياض)
المشرق العربي مسافرون قادمون من لبنان يسيرون عند معبر جديدة يابوس الحدودي في جنوب غربي سوريا (أ.ف.ب)

هرباً من الحرب... لبنانيون يلجأون إلى البحر والبر بديلاً عن رحلات جوية «خطرة ومكتظة»

وسط حالة عدم اليقين التي تسيطر على الأجواء في لبنان، تبرُز مشكلة يواجهها الأشخاص الذين يبحثون عن سُبل لمغادرة البلاد هرباً من الحرب.

تمارا جمال الدين (بيروت)

العراق يستقبل 7 آلاف لبناني... والهجرة تنفي مزاعم «التوطين»

دائرة الهجرة في صلاح الدين تسجّل وصول لبنانيين إلى المحافظة (إعلام حكومي)
دائرة الهجرة في صلاح الدين تسجّل وصول لبنانيين إلى المحافظة (إعلام حكومي)
TT

العراق يستقبل 7 آلاف لبناني... والهجرة تنفي مزاعم «التوطين»

دائرة الهجرة في صلاح الدين تسجّل وصول لبنانيين إلى المحافظة (إعلام حكومي)
دائرة الهجرة في صلاح الدين تسجّل وصول لبنانيين إلى المحافظة (إعلام حكومي)

قدّرت وزارة الهجرة العراقية وصول نحو 7 آلاف مواطن لبناني إلى الأراضي العراقية، هرباً من الحرب الدائرة هناك، والهجمات التي تشنّها إسرائيل على لبنان، وخصوصاً المناطق التي توجد بها أغلبية شيعية.

في غضون ذلك، دعا رئيس مجلس محافظة النجف، البرلمان إلى الاستفادة من الخبرات الموجودة بين صفوف النازحين، من خلال التعاقد معهم للعمل في المؤسسات الحكومية.

وقال المتحدث باسم وزارة الهجرة، علي عباس جهانكير، لـ«الشرق الأوسط»، إن «اجمالي عدد اللبنانيين الواصلين إلى العراق ما زال غير دقيق؛ كون المنافذ البرية والجوية، مثل منطقة القائم ومطارَي النجف وبغداد لم ترسِل إحصاءات كاملة».

ويضيف جهانكير: «الإحصاءات المتوفرة لدينا تشير إلى وجود 4600 نازح، ونتوقع وجود 7 آلاف نازح، استناداً إلى الأرقام الأولية التي وصلتنا من العتبات الدينية والمنافذ الحدودية».

لا توطين للبنانيين

ونفى جهانكير مزاعم الرغبة في توطين النازحين اللبنانيين في العراق، وذكر أن «القصة لا تتعلق بالتوطين، إنما هناك مدن للزائرين وفنادق استوعبتهم في كربلاء والنجف، لكن بعض العائلات فضّلت الذهاب إلى أقارب وأصدقاء في بعض المحافظات العراقية».

وكان ناشطون عراقيون تحدّثوا عن محاولات سياسية لتوطين اللبنانيين في مدن عراقية، وسرّب بعضهم تسجيلات لم يتسنّ التأكد من صحتها بأن محافظة ديالي واحدة من المواقع المرشّحة لاستقرارهم.

وتابع جهانكير: «لدينا في محافظة ديالي بعض العوائل اللبنانية هناك، وفي محافظة صلاح الدين أيضاً، وكذلك في مدينة السماوة الجنوبية نحو 5 عوائل فضّلت الذهاب إلى هناك لمعارفها وأصدقائها، استناداً إلى رغبتهم».

وارتبطت قضية «توطين» المواطنين العرب في العراق بأحداث حرب غزة التي اندلعت في 7 أكتوبر (كانون الأول) 2023، حيث امتلأت الأجواء العراقية وقتذاك بالكلام عن الرغبة في توطين المواطنين الفلسطينيين الهاربين من غزة، بهدف إخلائها من سكانها لرغبةٍ إسرائيلية وغربية.

وكان الحديث عن محافظة الأنبار (غرباً) لتكون مكاناً لتوطينهم، غير أن القوى السياسية الشيعية رفضت ذلك بشدة، وتستعيد بعض الاتجاهات السُّنية اليوم تلك الذكريات، وتتَّهم القوى الشيعية بالسعي لتوطين اللبنانيين في العراق.

وأشار جهانكير إلى أن «المحطة الأولى لوجود اللبنانيين هي العتبات الدينية في النجف وكربلاء، بصفتها مهيّأة لاستقبال النازحين بالنظر لوجود مدن الزائرين، وبالإمكان استثمارها بدلاً من بناء المخيمات التي تستغرق عملية بنائها أسابيع».

وكانت وزارة الهجرة وجّهت، الاثنين، نداءً عاجلاً إلى المواطنين اللبنانيين في العراق، ودَعتهم إلى التواصل مع الوزارة من خلال (الأرقام الهاتفية)، بهدف «تسجيلهم ضمن قاعدة بيانات الوزارة، وتأمين احتياجاتهم الضرورية، وتقديم كل ما تستطيع الوزارة لخدمة تلك الأُسر حتى انتهاء الأزمة الحالية».

ومطلع الأسبوع الحالي، استقبلت كوادر وزارة الهجرة والمهجّرين مجموعة من العائلات اللبنانية في منفذ القائم الحدودي مع سوريا، ضمّت 897 لاجئاً، وقدّمت لهم «التسهيلات الضرورية».

وفي محافظة صلاح الدين سجّلت السلطات المحلية ودائرة الهجرة وصول 93 نازحاً لبنانياً.

وأصدرت سفارة بغداد في دمشق، الاثنين الماضي، تعليمات أكّدت فيها إمكانية دخول النازحين اللبنانيين بسياراتهم الخاصة.

صورة نشرتها وزارة الهجرة لاستقبال 452 لبنانياً في منفذ القائم الحدودي مع سوريا

من جانبه، اقترح رئيس مجلس محافظة النجف، غيث رعد الكلابي، على البرلمان العراقي استثمار الكفاءات الطبية اللبنانية التي أتت ضمن موجة النزوح.

وذكر الكلابي في مقترحه الموجّه إلى البرلماني الاتحادي، انه «نظراً لوفود عدد من أصحاب الكفاءات والاختصاصات الدقيقة المختلفة، ومنها في المجالات الطبية الدقيقة؛ لذا نقترح استثمار هذه الكفاءات العلمية، وكلٌّ حسب اختصاصه وحاجة البلد».

وطلب الكلابي من البرلمان «الإيعاز إلى الوزارات المعنية للنظر بالمقترح، وإجراء الاختبارات الضرورية اللازمة، وتوقيع عقود عمل لهم حسب الضوابط المعتمدة».

وعراقياً، قال المسؤول في الهجرة، إن «مستجدات الأوضاع، وموقف إقليم كردستان، وراء إرجاء موعد غلق المخيمات الذي كان مقرّراً في نهاية يوليو (تموز) الماضي»، وأضاف جهانكير: «تركنا الخيار إلى العوائل للعودة إلى ديارها، أو البقاء في مناطق النزوح وليس في المخيمات».

وكشف عن «عودة أكثر من 10 آلاف عائلة خلال الأشهر الماضية إلى ديارها، وما زال لدينا 19 ألف عائلة موجودة في مخيمات النزوح، أغلبهم من الأقلية الإيزيدية».