عشرة قتلى جراء قصف جوي إسرائيلي على حمص في سورياhttps://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/4838361-%D8%B9%D8%B4%D8%B1%D8%A9-%D9%82%D8%AA%D9%84%D9%89-%D8%AC%D8%B1%D8%A7%D8%A1-%D9%82%D8%B5%D9%81-%D8%AC%D9%88%D9%8A-%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84%D9%8A-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%AD%D9%85%D8%B5-%D9%81%D9%8A-%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A7
تصاعد الدخان فوق العاصمة دمشق بعد غارة إسرائيلية عام 2022 (أرشيفية - رويترز)
دمشق:«الشرق الأوسط»
TT
دمشق:«الشرق الأوسط»
TT
عشرة قتلى جراء قصف جوي إسرائيلي على حمص في سوريا
تصاعد الدخان فوق العاصمة دمشق بعد غارة إسرائيلية عام 2022 (أرشيفية - رويترز)
قُتل عشرة أشخاص، بينهم ستة مدنيين ومقاتلان اثنان من «حزب الله»، في قصف جوي إسرائيلي استهدف مدينة حمص بوسط سوريا، وفق حصيلة جديدة أعلنها «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، اليوم الأربعاء، في حين أفادت دمشق بأن القصف أوقع عدداً من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين.
وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، رامي عبد الرحمن، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «قُتل عشرة أشخاص، بينهم ستة مدنيين، ومقاتلان اثنان من حزب الله، في غارة إسرائيلية على مبنى في حي الحمراء بمدينة حمص»، وفقاً لما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية». وأكد مصدر مقرّب من «حزب الله» اللبناني، حليف دمشق، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، مقتل اثنين من مقاتليه، خلال الغارة الليلية على حمص. وأوضح المرصد أن مِن بين القتلى «ثلاثة طلاب جامعيين وامرأة، في حين لم يجرِ التعرف على هوية جثتين بعدُ».
وأضاف: «انهار المبنى بالكامل في واحد من الأحياء الراقية بالمدينة، واستهدفت مواقع أخرى تابعة لمجموعات مُوالية لطهران في حمص وحولها». من جهتها، قالت وزارة الدفاع السورية، في بيان، إن «العدوّ الإسرائيلي شنّ عدواناً جوياً من اتجاه شمال طرابلس (في شمال لبنان)، مستهدفاً عدداً من النقاط في مدينة حمص وريفها، وقد تصدّت وسائط دفاعنا الجوّي لصواريخ العدوان، وأسقطت بعضها، وأسفر العدوان عن استشهاد وإصابة عدد من المدنيين».
وبثّ التلفزيون الرسمي السوري لقطات تُظهر عناصر إغاثة يبحثون بين أنقاض ما يبدو أنه مبنى مُنهار ويُخْلون شخصاً على نقّالة. وأفاد التلفزيون الرسمي السوري، في وقت سابق، بأن «عدواناً صهيونياً يستهدف بعض المناطق في حمص وريفها».
وفي 30 يناير (كانون الثاني)، قُتل ثمانية أشخاص، بينهم عناصر في مجموعات مُوالية لطهران، في قصف إسرائيلي استهدف مقراً لهذه المجموعات بمنطقة السيدة زينب قرب دمشق، وفق ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان».
وفي 20 يناير، قُتل 13 شخصاً، بينهم خمسة مستشارين في «الحرس الثوري» الإيراني جرّاء غارة إسرائيلية استهدفت مبنى في حيّ المزة بدمشق، وفق «المرصد».
وتتزامن هذه الضربات مع الحرب الدائرة في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، والتي تزداد الخشية من اتساع رقعتها.
ومنذ اندلعت الحرب بينها وبين حركة «حماس»، استهدفت إسرائيل مراراً الأراضي السورية.
واستهدفت الولايات المتحدة، الأسبوع الماضي، قوات إيرانية ومجموعات مُوالية لطهران في سوريا والعراق، في قصف خلّف 45 قتيلاً على الأقلّ، بينهم مدنيون؛ وذلك ردّاً على مقتل ثلاثة جنود أميركيين في هجوم بمُسيّرة على قاعدة في الأردن نهاية يناير.
وشنّت إسرائيل، خلال الأعوام الماضية، مئات الضربات الجوّية في سوريا طالت بشكل رئيسي أهدافاً إيرانية، وأخرى لـ«حزب الله»، بينها مستودعات وشحنات أسلحة وذخائر، ولكن أيضاً مواقع للجيش السوري.
أعلنت الحكومة البريطانية، الثلاثاء، أنها سوف تستضيف في الثاني عشر من مارس (آذار) المقبل مؤتمراً هاماً لبناء السلام والمساعدة في إنشاء صندوق دولي للسلام.
أعلنت إسرائيل اليوم (الثلاثاء)، عزمها على إعادة فتح معبر اللنبي (جسر الملك حسين) مع الأردن غداً (الأربعاء) لنقل البضائع والمساعدات إلى الضفة الغربية وقطاع غزة.
سرايا القدس تقول إنها التزمت وبقية الفصائل الفلسطينية بكل بنود المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، داعية الوسطاء إلى الضغط على إسرائيل .
لودريان يواصل لقاءاته في بيروت لتثبيت وقف إطلاق النارhttps://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/5217726-%D9%84%D9%88%D8%AF%D8%B1%D9%8A%D8%A7%D9%86-%D9%8A%D9%88%D8%A7%D8%B5%D9%84-%D9%84%D9%82%D8%A7%D8%A1%D8%A7%D8%AA%D9%87-%D9%81%D9%8A-%D8%A8%D9%8A%D8%B1%D9%88%D8%AA-%D9%84%D8%AA%D8%AB%D8%A8%D9%8A%D8%AA-%D9%88%D9%82%D9%81-%D8%A5%D8%B7%D9%84%D8%A7%D9%82-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A7%D8%B1
رئيس البرلمان نبيه بري مجتمعاً مع الموفد الفرنسي جان إيف لودريان (رئاسة البرلمان)
بيروت:«الشرق الأوسط»
TT
بيروت:«الشرق الأوسط»
TT
لودريان يواصل لقاءاته في بيروت لتثبيت وقف إطلاق النار
رئيس البرلمان نبيه بري مجتمعاً مع الموفد الفرنسي جان إيف لودريان (رئاسة البرلمان)
استكمل الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، لليوم الثاني على التوالي، لقاءاته في بيروت بهدف تثبيت وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله».
والتقى لودريان، الثلاثاء، كلاً من رئيس البرلمان نبيه بري وقائد الجيش رودولف هيكل ورئيسي الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط، والحالي النائب تيمور جنبلاط، كما اجتمع مساءً مع رئيس الحكومة وعدد من الوزراء على مأدبة العشاء في قصر الصنوبر.
وكان لودريان قد بدأ زيارته إلى بيروت، مساء الاثنين، بلقاء مع رئيس الجمهورية جوزيف عون الذي أبلغه أن لبنان يرحب بأي دور فرنسي في إطار لجنة «الميكانيزم»، رافضاً كذلك الاتهامات التي تدعي عدم قيام الجيش اللبناني بدوره كاملاً.
وكان رئيس الجمهورية جوزيف عون أبلغ الموفد الفرنسي في لقائهما الاثنين «أن لبنان يرحب بأي دور فرنسي في إطار لجنة «الميكانيزم»، يسهم في تحقيق الأهداف الأساسية للمفاوضات التي تجري في إطار هذه اللجنة، والتي تهدف إلى وقف الأعمال العدائية، والانسحاب الإسرائيلي من الأراضي الجنوبية التي تحتلها، وإطلاق الأسرى اللبنانيين، وتصحح النقاط العالقة على الخط الأزرق».
وأكد عون، بحسب بيان الرئاسة اللبنانية، أن المواقف الداعمة للبنان التي أعلنها دائماً الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، تعكس عمق العلاقات اللبنانية - الفرنسية المتجذرة في التاريخ، والتي نحرص على تطويرها في المجالات كافة».
الرئيس جوزاف عون استقبل الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، بحضور السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو. وأثنى لودريان على خطوة رئيس الجمهورية بتعيين السفير سيمون كرم رئيسا للوفد المفاوض في لجنة الميكانيزم.وجرى خلال اللقاء البحث في التطورات الميدانية في الجنوب، إلى جانب المستجدات... pic.twitter.com/BEGKXcD9x2
وشرح عون للموفد الرئاسي الفرنسي المعطيات التي أدت إلى تفعيل اجتماعات لجنة «الميكانيزم»، وتولي السفير السابق سيمون كرم رئاسة الوفد اللبناني، مشيراً إلى أن الاجتماع المقبل للجنة في 19 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، يفترض أن يباشر البحث في النقاط المطروحة، وفق الأولويات المحددة، وقال: «موقفنا من تحريك اجتماعات (الميكانيزم)، يعكس رغبتنا في التفاوض لإيجاد حلول دبلوماسية لأننا لا نريد مطلقاً اعتماد لغة الحرب، ولعل ردود الفعل الإيجابية التي تلت موقف لبنان من الدول الشقيقة والصديقة، تعني التأييد لهذه الخطوة، وتخفف حتماً الضغط الذي كان سائداً مع استمرار الاعتداءات ضد لبنان».
وجدد الرئيس عون رفضه للاتهامات التي تدعي عدم قيام الجيش اللبناني بدوره كاملاً في جنوب الليطاني، وقال إن هذه الادعاءات لا أساس لها من الصحة.
وأشار عون إلى أن القوات الإسرائيلية تواصل تدمير المنازل والممتلكات ولا تفتح في المجال أمام الجيش و«اليونيفيل» ولجنة «الميكانيزم» للتأكد من خلوها من العناصر المسلحة. وجدد رئيس الجمهورية التأكيد على التنسيق الكامل القائم بين الجيش و«اليونيفيل»، لافتاً إلى ضرورة توفير العتاد والتجهيزات الضرورية ليتمكن الجيش من تنفيذ المهام الموكلة إليه والتي لا تقتصر فقط على جنوب الليطاني، بل تشمل كل الأراضي اللبنانية. ولفت الرئيس عون الوزير السابق لودريان إلى أن لبنان يؤيد أي تدقيق تقوم به لجنة «الميكانيزم» في الإجراءات المطبقة في جنوب الليطاني، وفق قرار مجلس الأمن 1701.
الرئيس جوزاف عون أبلغ الموفد لودريان أن لبنان يرحب بأي دور فرنسي في اطار لجنة الميكانيزميساهم في تحقيق الأهداف الأساسية للمفاوضات التي تجري في اطار هذه اللجنة.- رئيس الجمهورية أكد رفضه للاتهامات التي تدعي عدم قيام الجيش اللبناني بدوره كاملا في جنوب الليطاني وهذا ما أكدته قيادة...
وكان لودريان نقل في مستهل الاجتماع إلى عون دعم الرئيس ماكرون للخطوات التي اتخذها بتسمية السفير كرم لرئاسة الوفد اللبناني إلى المفاوضات وتفعيل عمل لجنة «الميكانيزم»، مؤكداً أن بلاده تقف دائماً إلى جانب لبنان في خياراته الوطنية، وتدعم كل ما من شأنه أن يحقق أمنه واستقراره.
بري
استقبل بري لودريان والوفد المرافق، في حضور السفير الفرنسي لدى لبنان هيرفية ماغرو. وتناول اللقاء الذي استمر أكثر من ساعة، بحسب بيان صادر عن رئاسة البرلمان، تطورات الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والمستجدات السياسية والميدانية على ضوء مواصلة إسرائيل لاعتداءاتها على لبنان، إضافة للعلاقات الثنائية بين لبنان وفرنسا.
«تثبيت وقف النار» مع «الاشتراكي»
والتقى لودريان، الثلاثاء، الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس الحزب النائب تيمور جنبلاط، بحضور النائبين مروان حمادة ووائل أبو فاعور، وتم خلال الاجتماع استعراض التطورات السياسية الراهنة ومناقشة الأوضاع العامة في البلاد.
وشدد المشاركون، بحسب بيان «الاشتراكي» على ضرورة مواكبة الخطوات الإيجابية المطروحة لبنانياً، سواء ما يتعلق بتكليف السفير سيمون كرم بناءً على مبادرة رئيس الجمهورية، أو بالخطوات الميدانية التي يتولاها الجيش».
كما تناول البحث النقاط التي سبق أن طرحها وليد جنبلاط مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، وفي مقدمتها تثبيت وقف إطلاق النار، وتأمين عودة أبناء الجنوب وتحرير الأسرى، إلى جانب التأكيد على أهمية الدور الفرنسي في دعم المسار الإيجابي في العلاقات اللبنانية – السورية.
قائد الجيش
وأفاد بيان للجيش اللبناني بأن العماد هيكل استقبل لودريان على رأس وفد مرافق، و«جرى عرض آخر التطورات في لبنان والمنطقة وسبل دعم الجيش في ظلّ التحديات الراهنة».
استقبل قائد الجيش العماد رودولف هيكل في مكتبه في اليرزة المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الوزير السابق جان إيف لودريان على رأس وفد مرافق، بحضور السفير الفرنسي في لبنان Hervé Magro وجرى عرض آخر التطورات في لبنان والمنطقة وسبل دعم الجيش في ظلّ التحديات الراهنة.... pic.twitter.com/s0Ei7AfapJ
كما التقى لودريان، الاثنين، وزير الخارجية يوسف رجي، مشدداً على «أهمية إيجاد آلية تتيح التحقق من مدى التقدم المحرز فعلياً لحصر السلاح في يد الدولة».
استقبلت الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان الذي أكد أن هدف زيارته الاطلاع على الموقف اللبناني قبل الاجتماع الثلاثي الفرنسي الاميركي السعودي في باريس تحضيرا للمؤتمر المُنتظر لدعم الجيش اللبناني ودعم خارطة طريق لتثبيت وقف اطلاق نار طويل الأجل. وشدد لودريان على أهمية إيجاد آلية... pic.twitter.com/eLvuFpVCsh
وقال إن «هدف زيارته الاطلاع على الموقف اللبناني قبل الاجتماع الثلاثي المرتقب عقده، الأسبوع المقبل، في باريس بين فرنسا والولايات المتحدة والسعودية، تحضيراً للمؤتمر المنتظر لدعم الجيش اللبناني، ودعم خريطة طريق لتثبيت وقف إطلاق نار طويل الأجل».
ذكرى سقوط الأسد تعيد التوتر إلى لبنانhttps://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/5217703-%D8%B0%D9%83%D8%B1%D9%89-%D8%B3%D9%82%D9%88%D8%B7-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D8%AF-%D8%AA%D8%B9%D9%8A%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%88%D8%AA%D8%B1-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86
عناصر من الجيش اللبناني يواجهون معتصمين يرفعون أعلام «حزب الله» على طريق المطار حيث نفذوا في فبراير الماضي تحركات رفضاً لقرار لبنان عدم استقبال طائرة إيرانية (الشرق الأوسط)
بيروت:«الشرق الأوسط»
TT
بيروت:«الشرق الأوسط»
TT
ذكرى سقوط الأسد تعيد التوتر إلى لبنان
عناصر من الجيش اللبناني يواجهون معتصمين يرفعون أعلام «حزب الله» على طريق المطار حيث نفذوا في فبراير الماضي تحركات رفضاً لقرار لبنان عدم استقبال طائرة إيرانية (الشرق الأوسط)
تُظهر تطورات الأيام الأخيرة أنّ الساحة اللبنانية لا تزال تتأثر مباشرة بالتحولات العميقة التي أحدثها سقوط نظام بشار الأسد وتولي الرئيس السوري أحمد الشرع الحكم قبل عام.
فعلى الرغم من انشغال بيروت بملفات داخلية متراكمة، فإن الارتدادات السورية لا تزال تجد طريقها إلى الشارع اللبناني وتتحول أحياناً إلى احتكاك أو توتر في مناطق شديدة الحساسية. وقد برز ذلك بوضوح مع تحركات احتفالية شهدتها مدينة صيدا، عاصمة الجنوب، ومحيط منطقة قصقص في بيروت ليل الاثنين - الثلاثاء، حيث نجح الجيش اللبناني في تطويق التوتر، لكنّ أصداءه السياسية بقيت حاضرة.
إشكال كبير في #صيدا عند دوار القناية بين مسيرة مؤيدة للنظام السوري الجديد و بين عدد من سكان حارة صيدا و الجيش يتدخل (فيديو) pic.twitter.com/o78DXPSYKJ
وأحيت مدينة طرابلس ومناطق في شمال لبنان ذكرى عام على سقوط نظام الأسد برفع العلم السوري وصور الشرع.
وفي مدينة صيدا الجنوبية، تحولت مسيرة سيارات مؤيدة للشرع إلى توتر عند أحد مداخل المدينة القريبة من أحياء تُعد تاريخياً حاضنة سياسية لـ«حزب الله» و«حركة أمل». وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام بوقوع إشكال عند مدخل حارة صيدا، بين عدد من الشبان من المنطقة وآخرين كانوا يمرّون في مسيرة سيارات. وقد تطوّر إلى تلاسن وتضارب بالعصي، ما أدّى إلى تكسير عدد من السيارات في المكان».
والمشهد نفسه تقريباً تكرر في محيط منطقة قصقص في بيروت وعند مدخل الضاحية الجنوبية لبيروت، بعد تجمعات مرتبطة بالمناسبة، وسط انتشار أمني من دون تسجيل اشتباكات في منطقة لطالما شهدت سابقاً احتكاكات على خلفيات مشابهة.
وانتشرت مقاطع فيديو لشباب على دراجات نارية يرفعون أعلام «حزب الله» ويطلقون هتافات داعمة للرئيس السوري المخلوع، على غرار «نحنا رجالك يا بشار». كذلك انتشر فيديو يظهر اعتراض سيارة على طريق المطار وفي داخلها أطفال.
في هذا السياق، رأى عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب فادي كرم أنّ التحركات التي ظهرت في ذكرى سقوط الأسد،«تعبّر عن محاولة من (حزب الله) لإظهار حضور سياسي مضاد».
وقال كرم لـ«الشرق الأوسط» إنّ ما جرى هو «من أدوات الحزب في صناعة الفتن كلّما شعر بأن نفوذه يتراجع في لبنان أو سوريا».
وأضاف أنّ الحزب ««لا يؤمن أصلاً بمفهوم السيادة اللبنانية» وأنه «ينطلق في كلّ سلوكياته من مشروعه الأوسع المرتبط بالثورة الإيرانية وبتمدّدها الإقليمي»، مشيراً إلى أنّ حدود نفوذه «كانت تمتد حين كان النظام السوري حليفاً مباشراً له، أما اليوم، ومع تغيّر موازين القوى في دمشق وصعود نظام جديد أقل التصاقاً به، فقد انكفأ وبدأ يتصرّف وفق حدود نفوذ متقلّصة».
سعي للفتنة
ورأى كرم أنّ «أناشيد التمجيد لبشار الأسد تعبّر عن نوستالجيا لدى الحزب للعودة إلى زمن البعث السوري». وأكد أنّ الحزب «منزعج تماماً من الواقع السوري الجديد ويسعى إلى إشعال الفتن سواء داخل لبنان أو داخل سوريا أو حتى بين اللبنانيين والسوريين معاً»، مضيفاً أنّ الرسالة الواضحة من التحركات هي «رفض أي مسار لبناء دولة حقيقية في لبنان أو في سوريا، والتمسك بنموذج النفوذ الأمني القديم الذي انهار في دمشق ويحاول الحزب تعويضه داخل لبنان».
وتأتي هذه المؤشرات في لحظة تشهد تحولاً في موقع «حزب الله» داخل المعادلة السورية بعد صعود الشرع، خصوصاً بعدما أعلنت القيادة الجديدة في دمشق رفضها استخدام الأراضي السورية لمرور السلاح أو لتأمين نفوذ خارجي يتجاوز سلطة الدولة.
ملفات الذاكرة
من جهته، عدّ الناشط السياسي مالك مروة أنّ التحركات المضادة التي حاول أنصار «حزب الله» تنظيمها ضد المحتفلين بذكرى سقوط نظام بشار الأسد في عدد من المناطق اللبنانية «تعكس محاولة واضحة لفرض حضور استفزازي داخل بيئات لا تنتمي إلى نفوذ الحزب التاريخي»، مشيراً إلى أنّ «الحادثة ليست معزولة بل امتداد لسلوكيات مشابهة مورست طوال السنوات الماضية في أكثر من منطقة لبنانية».
وقال مروة لـ«الشرق الأوسط»: إنّ «القوى المحسوبة على ثنائي (حزب الله وحركة أمل)، دأبت طوال نحو عشرين عاماً على تنظيم استعراضات مماثلة في المناطق السنية تحديداً، سواء عبر مواكب مؤيدة أو عبر إظهار سطوة مسلّحة أو حزبية في أماكن لا تمثّل بيئتهم السياسية».
ورأى أنّ «هذه التصرفات راكمت غضباً واسعاً لدى أغلبية اللبنانيين غير المناصرين لـ(حزب الله)، لكونها مثّلت في الوعي العام شكلاً من أشكال الفرض القسري للوجود السياسي والحزبي»، لافتاً إلى أنّ «اللبنانيين لم ينسوا حوادث الاقتحام السابقة لبيروت ولا الاغتيالات ولا التدخل العسكري في سوريا، وهي ملفات لا يمكن شطبها من الذاكرة بسهولة».
رسالة داخلية من «حزب الله»
ورأى مروة أنّ الرسالة التي حاول الحزب إيصالها «تبدو داخلية أكثر منها خارجية»، موضحاً أنّ «استعراض القوة في وجه مناسبة تحتفل بسقوط نظام الأسد، يحمل محاولة لردع أي مظهر سياسي لا ينسجم مع خيارات الحزب التاريخية، إلا أنّ ردود الفعل المقابلة أظهرت تغيراً في المزاج العام وتراجعاً في التسليم بما كان مفروضاً بالقوة».
وأكّد أنّ «الأيام تتغيّر وما كان يُفرض طوال ربع قرن لم يعد حقيقة ثابتة اليوم»، داعياً إلى «عودة الجميع إلى الدولة والتخلّي عن عقلية الاستقواء على الداخل»، لأنّ «أي تطور باتجاه التصعيد سيكون خطأً استراتيجياً جديداً لن يفيد (حزب الله) ولا لبنان».
هل يدفع مسار التفاوض إسرائيل إلى تبريد جبهة لبنان؟https://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/5217699-%D9%87%D9%84-%D9%8A%D8%AF%D9%81%D8%B9-%D9%85%D8%B3%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%81%D8%A7%D9%88%D8%B6-%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%AA%D8%A8%D8%B1%D9%8A%D8%AF-%D8%AC%D8%A8%D9%87%D8%A9-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86%D8%9F
هل يدفع مسار التفاوض إسرائيل إلى تبريد جبهة لبنان؟
جنود من الجيش اللبناني في بلدة علما الشعب الحدودية نوفمبر الماضي (رويترز)
منذ أن كلّف الرئيس اللبناني، جوزيف عون، سفير لبنان السابق لدى واشنطن، سيمون كرم، ترؤس الوفد اللبناني في لجنة مراقبة وقف الأعمال العدائية ما بين إسرائيل و«حزب الله» (الميكانيزم)، شهد جنوب لبنان تبدّلاً لافتاً، تمثّل بتوقّف إسرائيل للاغتيالات التي تستهدف قادة وكوادر في «حزب الله»، فيما استمرت الانتهاكات الإسرائيلية التي تتراجع حيناً وتشتد حيناً آخر، على غرار ما حصل ليل الثلاثاء باستهداف غارات مناطق واسعة في جنوب لبنان، حيث قال الجيش الإسرائيلي إنه قصف مجمع تدريب ومواقع أخرى تابعة لـ«حزب الله».
ويؤكد مصدر رسمي لبناني مواكب للمفاوضات بين لبنان وإسرائيل عدم وجود «ضمانات بأن إسرائيل ستتراجع عن فكرة التصعيد»، مشيراً إلى أن تراجع الاستهدافات الإسرائيلية والاغتيالات قد يكون مرتبطاً ببنك الأهداف العسكري، وليس لاعتبارات أخرى.
ناقلة جنود مدرعة تابعة لقوة الأمم المتحدة المؤقتة (اليونيفيل) تقوم بدورية على طول طريق الخردلي جنوب لبنان 17 سبتمبر 2024 (أ.ف.ب)
وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» بأن «الطيران الحربي الإسرائيلي شنّ ليل الثلاثاء سلسلة غارات استهدفت إقليم التفاح»، وتحديداً على وادٍ ممتد بين بلدات عزة ورومين وأطراف بلدة جباع، وهي مناطق جبلية تقع على بعد أكثر من 40 كيلومتراً عن الحدود مع إسرائيل وشمال نهر الليطاني، مشيرة كذلك إلى «تضرر عدد من المنازل» في جباع.
وتسبب القصف على بلدة جباع، بحسب «الوطنية»، في حال من الهلع والتوتر لدى الأهالي، فضلاً عن أضرار مادية كبيرة لحقت بمبنى معهد جباع الفني الرسمي وثانوية جباع الرسمية التي علقت الدروس فيهما لمدة أسبوع لحين إصلاح الأضرار.
غارات على بنى تحتية
من جهته، قال الجيش الإسرائيلي إنه شنّ غارات على «بنى تحتية تابعة لمنظمة (حزب الله) الإرهابية في مناطق عدة في جنوب لبنان». وأوضح أن العملية استهدفت «مجمع تدريب تستخدمه قوة الرضوان التابعة لـ(حزب الله)»، بالإضافة إلى «منشآت عسكرية وموقع إطلاق تابع لـ(حزب الله)». وأضاف أن «الأهداف التي هوجمت، والتدريب العسكري الذي كان يجرى استعداداً لتنفيذ هجمات ضد دولة إسرائيل، يشكلان خرقاً للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان وتهديداً لدولة إسرائيل».
تبريد للجبهة
وانطلاقاً من هذا الواقع الميداني، تبدو الصورة مجرّد تبريد للجبهة بانتظار ما يطرأ على المسار التفاوضي، إلّا إذ حصلت تطورات إقليمية ودولية بدّلت الخيارات لدى تلّ أبيب، بحيث يرى متابعون للوضع في الجنوب أنّه «مجرد قبول الطرفين بإعادة تفعيل قنوات التواصل عبر لجنة (الميكانيزم)، ما يعكس قناعة متبادلة بأنّ الحرب الشاملة ليست خياراً مرغوباً في اللحظة الراهنة».
غير أن المعلومات التي ترد إلى بيروت، سواء عبر الموفدين الدوليين أو عبر الاتصالات، لا توحي بالتفاؤل. ورأت مصادر وزارة الخارجية اللبنانية أن «تراجع العمليات الإسرائيلية في لبنان غير مرتبط على الإطلاق بتكليف السفير سيمون كرم إدارة التفاوض عن الجانب اللبناني، ضمن لجنة (الميكانيزم)، بل بحسابات إسرائيلية وأخرى إقليمية ودولية».
نتنياهو - ترمب
وأكّدت المصادر لـ«الشرق الأوسط» أن «غياب التهديدات الإسرائيلية وتدني نسبة الغارات الجوية متصلان بنتائج زيارة بنيامين نتنياهو المرتقبة إلى واشنطن للقاء الرئيس الأميركي دونالد ترمب، كما بانتهاء المهلة المعطاة للبنان لنزع السلاح غير الشرعي قبل نهاية العام الحالي، أي بعد 3 أسابيع».
وقالت: «هناك ترقّب أميركي وإسرائيلي وإقليمي لانتهاء المرحلة الأولى التي حددها الجيش اللبناني لنزع السلاح في جنوب الليطاني، والخطة التي سيقدمها للمرحلة الثانية، خصوصاً أن لجنة مراقبة وقف الأعمال العدائية «ستتحقق حول ما إذا كان الجيش أنجز بالفعل مهمته جنوب الليطاني بشكل تام، أم أن (حزب الله) لا يزال يحتفظ بمواقع عسكرية ومخازن أسلحة في تلك المنطقة».
وفيما يبدو، ربط التصعيد الإسرائيلي بهذه الاستحقاقات أشبه بجرعة وقت معطاة للبنان، ذكّرت مصادر الخارجية اللبنانية أن «الرسائل الدولية واضحة، وهناك فصل تام ما بين المسار التفاوضي، وما بين نزع سلاح (حزب الله) وكلّ سلاح غير شرعي، ولا يمكن الربط بينهما».
استثمار التهدئة
ويسعى لبنان إلى استثمار أي تهدئة لتجنيب البلاد كارثة جديدة، لكن الواقع على الأرض يقول إنّ الجنوب يعيش، مع غيره من المناطق التي دائماً ما تشكل مسرحاً للاستهدافات الإسرائيلية، هدنة مؤقتة، بانتظار جهود دبلوماسية وسياسية لإنقاذ الوضع وسحب فتيل الانفجار الكبير.
ويؤكد مصدر رسمي لبناني مواكب للاتصالات الدولية أن لبنان «ماضٍ في تطبيق قرار حصر السلاح بيد الدولة، وتنفيذ ما ورد في خطاب القسم لرئيس الجمهورية جوزيف عون والبيان الوزاري لحكومة الرئيس نواف سلام».
ويوضح لـ«الشرق الأوسط» أن الدولة اللبنانية «فتحت مسار التفاوض الجديّ عبر لجنة (الميكانيزم) برعاية الأميركيين ومشاركة الفرنسيين، لكن ذلك لا يمنح لبنان ضمانات بأن إسرائيل ستتراجع عن فكرة التصعيد»، مشيراً إلى أن تراجع الاستهدافات الإسرائيلية والاغتيالات قد يكون مرتبطاً ببنك الأهداف العسكري، وليس لاعتبارات أخرى، حيث أثبتت التجربة أن الجانب الإسرائيلي لم يلتزم بكل ما تعهد به أمام الأميركيين، سواء في غزّة أو لبنان.
«الكتائب»
وفي هذا الإطار، رحّب حزب «الكتائب اللبنانية» بتعيين السفير سيمون كرم رئيساً للفريق اللبناني المفاوض، معتبراً أنّ هذه الخطوة تعكس رغبة الدولة في استعادة زمام المبادرة عبر مؤسساتها الشرعية، وجدد دعوته «بضرورة مواكبة هذا الإجراء، عبر تسريع بسط سيادة الدولة بحصر السلاح في يد القوات المسلّحة الشرعيّة».
وإذ رفض «الكتائب» في اجتماع لمكتبه السياسي «ما جاء في خطاب الأمين العام لـ(حزب الله) نعيم قاسم، لجهة حصر الحلّ بجنوب الليطاني بما يناقض اتفاق وقف إطلاق النار والقرار 1701»، اعتبر أن «قبول (حزب الله) بحصر السلاح وتفكيك البنية العسكرية والأمنية من منطقة الحدود مع إسرائيل حصراً، يقطع الشك باليقين أن هدف السلاح والبنية العسكرية هو الداخل اللبناني ومنع قيام الدولة».