وقفات احتجاجية لعسكريين لبنانيين متقاعدين لـ«عدم إنصافهم» في رواتبهم

العسكريون المتقاعدون في الجيش اللبناني ينفذون وقفات احتجاجية أمام مؤسسات حكومية اليوم (المركزية)
العسكريون المتقاعدون في الجيش اللبناني ينفذون وقفات احتجاجية أمام مؤسسات حكومية اليوم (المركزية)
TT

وقفات احتجاجية لعسكريين لبنانيين متقاعدين لـ«عدم إنصافهم» في رواتبهم

العسكريون المتقاعدون في الجيش اللبناني ينفذون وقفات احتجاجية أمام مؤسسات حكومية اليوم (المركزية)
العسكريون المتقاعدون في الجيش اللبناني ينفذون وقفات احتجاجية أمام مؤسسات حكومية اليوم (المركزية)

نفذ عشرات من العسكريين المتقاعدين في الجيش اللبناني وقفات احتجاجية أمام مؤسسات حكومية، اليوم (الثلاثاء)، في بيروت أمام مرفأ بيروت ومبنى الضريبة على القيمة المضافة (TVA) ومبنى الواردات؛ اعتراضاً على ما وصفوه بأنه عدم إنصاف لهم في زيادة راتبهم التقاعدي في الموازنة العامة.

وخلال تحركهم أمام مبنى «TVA» في بيروت، قطع عشرات العسكريين الطريق أمام القصر العدلي ومنعوا لبعض الوقت مرور السيارات ثم أعادوا فتحها وأكملوا وقفتهم أمام المبنى.

وقال سامر عرمون، العقيد المتقاعد في الجيش اللبناني لـ«وكالة أنباء العالم العربي»: إنّ «ما نقوم به اليوم هو تحركات غير تصعيدية باتجاه المؤسسات بهدف إيصال رسالتنا إلى المسؤولين في الدولة، وفي حال عدم تلبيتها سنتجه إلى التصعيد الأوسع».

وأشار عرمون إلى أن توقيت التحرك جاء «بسبب إمكانيات عقد جلسة للحكومة في الأسبوع الحالي، ودفعهم إلى إعادة الاعتبار لمطالبنا التي لم تنصفنا بها الموازنة العامة التي أقرّوها».

وأضاف العقيد المتقاعد: «بعد خروجي إلى التقاعد وخدمتي في السلك العسكري، راتبي التقاعدي حالياً يبلغ 165 دولاراً، لو أردت دفع كلفة مولد الكهرباء لمنزلي للشهر يبلغ 100 دولار، ماذا يبقى لعائلتي؟».

بدوره، قال مارون خوري، العميد المتقاعد: إن «الجندي قبل الأزمة كان راتبه الفعلي شهرياً خلال الخدمة نحو 800 دولار، أما بعد الأزمة فتدنى إلى 50 دولاراً، وهو يعيش الآن على المساعدات والهبات التي يقدم بعدها له 100 دولار إضافية».

جانب من احتجاجات العسكريين المتقاعدين (المركزية)

وسأل خوري: «كيف يمكن الطلب من العسكري أن يكون جاهزاً للخدمة وهناك مجنّدون يعيشون في شمال لبنان وخدمتهم في بيروت، فتكلفة الطريق أكثر من راتبهم؟».

وطالب العسكريون المتقاعدون في بيان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بـ«عدم إقرار أي مرسوم زيادة أجور قبل إطلاع أصحاب الحق على مضامينها وإشراكهم في صناعة القرار الذي يرتبط بأمنهم الاجتماعي».

وأكدوا ضرورة «إقرار نسبة زيادة موحدة وعادلة من القيمة الفعلية للرواتب والمعاشات التقاعدية وفق ما كانت عليه قبل الانهيار المالي».

ودعوا إلى «إقرار خطة لاستكمال التدرج في التصحيح المستدام للأجور في مُهل زمنية محددة وبنسب محددة. وخطة للتصحيح المرحلي لقيمة التعويضات التقاعدية التي فُقدت من قيمتها بسبب انهيار سعر الصرف».

ويواجه الجيش اللبناني تحديات منذ دخول البلاد في أزمتها الاقتصادية عام 2019؛ مما أدى إلى انخفاض قيمة رواتب عسكريين في الخدمة، لينعكس على رواتب المتقاعدين.

ويتلقى الجيش اللبناني هبات من دول ومنظمات لتأمين استمرارية عمله لتحقيق الاستقرار الأمني في بلاد تعيش أزمات أمنية واجتماعية.

وكان الجيش تسلم الأسبوع الماضي الشحنة الخامسة من هبة الوقود القطرية، التي ستكمل في مرحلة لاحقة في دفعة سادسة. وفي أغسطس (آب) من العام الماضي، أعلن الجيش استلام الدفعة الأولى من هبة مالية، بقيمة 60 مليون دولار، قدّمها أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، مساهمةً لدعم رواتب عناصر الجيش.


مقالات ذات صلة

«الشرق الأوسط» ترصد عودة السوريين من «جحيم الحرب»

المشرق العربي نازحون سوريون من لبنان يفترشون حديقة في المرجة وسط دمشق (الشرق الأوسط)

«الشرق الأوسط» ترصد عودة السوريين من «جحيم الحرب»

حياة مأساوية مريرة تعيشها عائلات سورية في دمشق، بعد أن اضطرت للهرب من جحيم الحرب في لبنان.

خاص توزيع الملابس على النازحين في أحد مراكز الإيواء (أ.ف.ب)

خاص لبنانيون يروون لـ«الشرق الأوسط» مأساة نزوحهم المتكرر

عاش جنوبيون كُثر من أبناء القرى الحدودية رحلتَي نزوح أو أكثر؛ الأولى منذ أن أعلن «حزب الله» عن فتح جبهة إسناد غزة، فاضطر الناس للخروج إلى أماكن أكثر أماناً.

حنان حمدان (بيروت)
المشرق العربي صورة سيارة فان محترقة نشرتها صحيفة «الوطن» السورية لاستهداف إسرائيل مدينة حسياء الصناعية

دمشق تنفي استهداف معمل إيراني وسط سوريا

نفت مصادر سورية صحة الأنباء التي تحدثت عن استهداف مُسيرات إسرائيلية معملاً إيرانياً لتجميع السيارات، وقالت إن المعمل المستهدف فارغ تماماً.

شؤون إقليمية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع قائد القيادة الشمالية الإسرائيلية أوري غوردين خلال حضورهما تمارين عسكرية بالجليل في 26 يونيو 2024 (مكتب الإعلام الحكومي - د.ب.أ)

نتنياهو من الحدود مع لبنان: «سننتصر»

قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، الأحد، إن بنيامين نتنياهو أجرى زيارة للقوات الإسرائيلية عند الحدود مع لبنان.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي نار ودخان يظهران من موقع تعرض لقصف إسرائيلي في الضاحية الجنوبية لبيروت (أ.ف.ب)

«حزب الله» يشنّ هجوما بالمسيرات على قاعدة إسرائيلية جنوب حيفا

أعلن «حزب الله»، اليوم (الأحد)، شنّ هجوم بالمسيرات على قاعدة عسكرية إسرائيلية جنوب حيفا.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

«الشرق الأوسط» ترصد عودة السوريين من «جحيم الحرب»

نازحون سوريون من لبنان يفترشون حديقة في المرجة وسط دمشق (الشرق الأوسط)
نازحون سوريون من لبنان يفترشون حديقة في المرجة وسط دمشق (الشرق الأوسط)
TT

«الشرق الأوسط» ترصد عودة السوريين من «جحيم الحرب»

نازحون سوريون من لبنان يفترشون حديقة في المرجة وسط دمشق (الشرق الأوسط)
نازحون سوريون من لبنان يفترشون حديقة في المرجة وسط دمشق (الشرق الأوسط)

حياة مأساوية مريرة تعيشها عائلات سورية في دمشق، بعد أن اضطرت للهرب من جحيم الحرب في لبنان، وفي حين لم يحُدّ قطع طريق بيروت - دمشق، بسبب استهدافه من قبل إسرائيل، من تدفق الوافدين سيراً على الأقدام، وانتقل الضغط إلى معبر العريضة في محافظة طرطوس الساحلية، وارتفعت أجور النقل عبره بشكل خيالي.

في حديقة منطقة ساحة المرجة، وسط دمشق، تفترش عدة عائلات عائدة من لبنان، الأرض، مع أمتعتها المحيطة بها منذ أيام، وقد بدا التعب والبؤس واضحاً على وجوه أفرادها، رغم أن الحكومة السورية وضعت خطة استجابة سريعة للتعامل مع أي احتياجات محتملة للوافدين من لبنان.

يروي شاب في العقد الثاني من العمر، بعد شربه الماء براحتي كفيه من صنبور ماء في الحديقة، أن عائلته التي تضم 7 أفراد عانت الأمرين حتى استطاعت مغادرة جنوب لبنان بسبب الغارات الإسرائيلية العنيفة.

يحملون أمتعتهم أثناء عبورهم لسوريا عبر حفرة ناجمة عن غارات جوية إسرائيلية قطعت الطريق بين بيروت ودمشق عند معبر المصنع (إ.ب)

يوضح الشاب: «في كل لحظة كنا نعتقد أننا سنموت، حتى وصلنا إلى (منطقة) المصنع قبل يوم فقط من قصف إسرائيل له، وعبرنا إلى سوريا، وهنا، كما ترى، نعاني كثيراً، فمنذ وصولنا لم يكترث بنا أحد. نقيم وننام ونأكل ونشرب في هذه الحديقة».

ويؤكد الشاب أن عائلته التي تنحدر من ريف محافظة حماة وسط سوريا، لا تستطيع العودة إلى قريتها؛ لأن الحرب دمرت أغلب منازلها، كما لا يوجد لهم في دمشق أقارب كي تلجأ إليهم، مشدداً بألم: «استنفدنا معظم ما نملكه من مال في رحلة الهروب من جحيم الحرب في لبنان».

هل يصمدون طويلاً في ساحة المرجة بعد هروبهم من جحيم الحرب بلبنان (الشرق الأوسط)

عجوز يقول بغضب، وهو ممدد على أرض الحديقة، وأفراد أسرته يحيطون به: «الناس تقول إن الحكومة فتحت مراكز إيواء، لماذا لا يأتون ويأخذوننا إليها؟ هي فقط للمدللين (النازحين اللبنانيين) الذين لديهم دولارات». يضيف العجوز بمرارة وعيناه مغرورقتان بالدموع، وكذلك عينا فتاة تجلس إلى جانبه: «إلنا الله. ننتظر الفرج منه».

نازحون سوريون مع أمتعتهم في ساحة المرجة لعدم وجود مأوى آخر (الشرق الأوسط)

وفي مشهد يدل على شدة معاناة تلك العائلات، وحالة العوز والفقر التي وصلت إليها، لا يتردد أغلب أفرادها بالطلب من المارة السماح لهم بإجراء اتصالات من هواتفهم الجوالة مع معارف وأقارب لهم لمساعدتهم، في حين تبدو الحسرة واضحة في وجوه كثير منهم وهم ينظرون إلى بسطات بيع الشاي والقهوة والسجائر المنتشرة على أرصفة الحديقة، لكونهم لا يستطيعون شراء حتى كوب من الشاي.

ومع زيادة توافد اللبنانيين والعائدين السوريين منذ 24 سبتمبر (أيلول)، وضعت الحكومة السورية خطة استجابة سريعة للتعامل مع أي احتياجات محتملة للوافدين من لبنان، تضمنت رفع حالة الجاهزية في كل المنشآت الصحية والنقاط الطبية على المعابر الحدودية مع لبنان؛ لاستقبال جميع الحالات الوافدة، وتقديم الخدمات الصحية اللازمة لهم.

كما جهّزت كثيراً من مراكز الإيواء التي تتسع لعشرات آلاف الأشخاص في محافظات حمص ودمشق وريف دمشق وطرطوس وحماة.

سوريون نازحون من لبنان عند معبر جوسية الأربعاء (رويترز)

ويواصل وزراء في الحكومة القيام بزيارات لمراكز الإيواء للاطلاع على أحوال الوافدين، وكذلك المعابر الحدودية للحض على «تبسيط الإجراءات، وانسياب حركة القدوم والمغادرة، وإنجاز المعاملات بالسرعة المطلوبة».

ولم تحدّ الغارات الإسرائيلية على المعابر الحدودية بين سوريا ولبنان منذ بدء الضربات الإسرائيلية لـ«حزب الله» في لبنان، من تدفق الوافدين اليومي من لبنان إلى سوريا، ليتجاوز العدد الإجمالي للوافدين اللبنانيين منذ 24 سبتمبر (أيلول) حتى السبت الماضي، أكثر 82 ألف وافد، وأكثر من 226 ألف عائد سوري، وفق أرقام إدارة الهجرة والجوازات السورية.

توافد الأسر اللبنانية والسورية النازحة عبر معبر العريضة بطرطوس (إكس)

ووفق سائق تاكسي كان يعمل على خط دمشق - بيروت قبل استهداف طيران الاحتلال الإسرائيلي للطريق الدولي قرب معبر المصنع، فجر الجمعة، وخروج الطريق عن الخدمة؛ فإن دخول الوافدين من لبنان عبر معبر جديدة يابوس المقابل لمعبر المصنع استمر سيراً على الأقدام، ولكن بأعداد أقل بكثير من السابق.

وكشف السائق لـ«الشرق الأوسط»، أن حركة العبور إلى الأراضي السورية بعد خروج طريق بيروت - دمشق عن الخدمة؛ تكثفت في معبر العريضة بمحافظة طرطوس على الساحل السوري والحدودي مع لبنان والمقابل لمعبر العريضة في الجانب اللبناني.

وذكر السائق أن أغلبية من كانوا يعملون على خط دمشق - بيروت انتقلوا للعمل على خط العريضة، وتحدّث السائق عن أجور خيالية لطلبات نقل الركاب من دمشق إلى طرطوس ومنها إلى لبنان عبر معبر العريضة، لافتاً إلى أن أجرة الطلب من دمشق تصل إلى ما بين 3 – 4 ملايين ليرة سورية، في حين كانت من معبر جديدة يابوس ما بين مليون ومليون ومائتي ألف.