بايدن: أمرتُ القوات الأميركية بضرب منشآت في سوريا والعراق

الرئيس الأميركي جو بايدن خلال مراسم استقبال جثامين 3 جنود أميركيين قُتلوا في الأردن، في قاعدة دوفر الجوية بولاية ديلاوير (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي جو بايدن خلال مراسم استقبال جثامين 3 جنود أميركيين قُتلوا في الأردن، في قاعدة دوفر الجوية بولاية ديلاوير (أ.ف.ب)
TT

بايدن: أمرتُ القوات الأميركية بضرب منشآت في سوريا والعراق

الرئيس الأميركي جو بايدن خلال مراسم استقبال جثامين 3 جنود أميركيين قُتلوا في الأردن، في قاعدة دوفر الجوية بولاية ديلاوير (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي جو بايدن خلال مراسم استقبال جثامين 3 جنود أميركيين قُتلوا في الأردن، في قاعدة دوفر الجوية بولاية ديلاوير (أ.ف.ب)

أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، مساء الجمعة، أنه أمر الجيش الأميركي بمهاجمة أهداف في سوريا والعراق، رداً على مقتل ثلاثة جنود أميركيين الأحد الماضي في قاعدة أميركية بالأردن.

وقال بعد مشاركته في استقبال جثامين الجنود في قاعدة دوفر الجوية بولاية ديلاوير: «هذا المساء وبناء على توجيهاتي نفذت القوات الأميركية ضربات على منشآت في العراق وسوريا يستخدمها الحرس الثوري الإيراني والفصائل المتحالفة معه في مهاجمة القوات الأميركية».

وأضاف: «ردنا بدأ اليوم وسيستمر في الأوقات والأماكن التي نحددها». وأكد في الوقت نفسه أن «أميركا لا تسعى لصراع في الشرق الأوسط أو أي مكان آخر في العالم».

قبل ذلك، أعلن الجيش الأميركي أنه نفذ ضربات جوية في العراق وسوريا استهدفت «فيلق القدس» التابع لـ«الحرس الثوري» الإيراني وجماعات مسلحة متحالفة معه. وأوضح أن الضربات شملت أكثر من 85 هدفاً.

وأفادت القيادة الوسطى الأميركية بأن قاذفات استراتيجية بعيدة المدى أقلعت من الولايات المتحدة شاركت في القصف الذي أُطلقت فيه 125 قذيفة دقيقة التوجيه. وأضافت أن الأهداف تضمنت مقرات قيادة وسيطرة، ومراكز استخبارات، ومخازن للصواريخ والمسيرات والذخائر والإمداد اللوجيستي تتبع للمليشيات و«الحرس الثوري»، وكلها «سهّلت هجمات على قوات أميركية وقوات التحالف» الدولي.

وجاء شن الضربات فى سوريا والعراق ردا على مقتل ثلاثة جنود أميركيين في قاعدة أميركية بالأردن.وعُلم أن مراكز لـ«الحشد الشعبي» في مدينة القائم العراقية تعرضت للقصف.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 13 مسلحاً من الفصائل الموالية لإيران قتلوا وأصيب آخرون في الغارات الجوية.

وأضاف أن القوات الأميركية في قاعدة حقل كونيكو بريف دير الزور وُضعت في حال تأهب وأُطلقت صفارات الإنذار.

وتحدث التلفزيون السوري عن سقوط قتلى وجرحى في «عدوان أميركي» على عدد من المواقع في بادية سوريا وحدودها مع العراق.

وقال الجيش الأميركي، الأحد الماضي، إن ثلاثة عسكريين أميركيين لقوا حتفهم وأصيب ما لا يقل عن 40 في هجوم بطائرة مسيرة مفخخة على قوات أميركية في موقع على الحدود الأردنية السورية، وهو أول هجوم يوقع قتلى في صفوف القوات الأميركية منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة «حماس» في قطاع غزة.


مقالات ذات صلة

وزير الدفاع الألماني: لا يمكن لأوروبا الاستعاضة عن القوات الأميركية «بين ليلة وضحاها»

العالم وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس يتحدث إلى الصحافة خلال مؤتمر ميونيخ للأمن الحادي والستين في 14 فبراير 2025 (إ.ب.أ)

وزير الدفاع الألماني: لا يمكن لأوروبا الاستعاضة عن القوات الأميركية «بين ليلة وضحاها»

أكد وزير الدفاع الألماني، بوريس بيستوريوس، اليوم (الجمعة)، أنه سيكون من الصعب على أوروبا الاستعاضة سريعاً عن القوات الأميركية المنتشرة في القارة.

«الشرق الأوسط» (ميونيخ)
العالم أعلام الصين والولايات المتحدة في شارع بنسلفانيا بالقرب من مبنى الكونغرس الأميركي في واشنطن (رويترز)

الصين: على أميركا المبادرة إلى خفض نفقاتها العسكرية

أكّدت الصين أنّه يتعيّن على أميركا أن تبادر إلى خفض نفقاتها العسكرية، غداة إعلان الرئيس الأميركي نية إجراء محادثات مع موسكو وبكين لخفض الإنفاق العسكري.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الولايات المتحدة​ صورة تُظهر سطح حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» (رويترز)

حاملة طائرات أميركية تصطدم بسفينة تجارية قبالة السواحل المصرية

أعلن الأسطول السادس الأميركي، اليوم الخميس، أن حاملة الطائرات «هاري ترومان» اصطدمت بسفينة تجارية قرب مدينة بورسعيد المصرية على البحر المتوسط.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم العربي أتباع الجماعة الحوثية في مَسيرة مسلَّحة بالعاصمة صنعاء (غيتي) play-circle

«الحوثي»: سننفذ عملاً عسكرياً إذا هاجمت أميركا وإسرائيل غزة

قال زعيم جماعة «الحوثي» اليمنية عبد الملك الحوثي إن جماعته ستنفذ عملاً عسكرياً على الفور إذا شنت الولايات المتحدة وإسرائيل هجوماً على قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي أتباع الجماعة الحوثية في مَسيرة مسلَّحة بالعاصمة صنعاء (غيتي) play-circle

«الحوثي»: سننفذ عملاً عسكرياً إذا هاجمت أميركا وإسرائيل غزة

قال زعيم جماعة «الحوثي» اليمنية عبد الملك الحوثي إن جماعته ستنفذ عملاً عسكرياً على الفور إذا شنت الولايات المتحدة وإسرائيل هجوماً على قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (عدن)

فرنسا تعلن دعمها الكامل لعملية التغيير في لبنان

صورة جماعية تظهر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون متوسطاً الوزراء وممثلي الدول بمناسبة المؤتمر الخاص بدعم سوريا الذي عقد الخميس في باريس (رويترز)
صورة جماعية تظهر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون متوسطاً الوزراء وممثلي الدول بمناسبة المؤتمر الخاص بدعم سوريا الذي عقد الخميس في باريس (رويترز)
TT

فرنسا تعلن دعمها الكامل لعملية التغيير في لبنان

صورة جماعية تظهر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون متوسطاً الوزراء وممثلي الدول بمناسبة المؤتمر الخاص بدعم سوريا الذي عقد الخميس في باريس (رويترز)
صورة جماعية تظهر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون متوسطاً الوزراء وممثلي الدول بمناسبة المؤتمر الخاص بدعم سوريا الذي عقد الخميس في باريس (رويترز)

رغم أن المؤتمر الذي استضافته باريس، الخميس، كان مخصصاً لدعم سوريا، وجاء في سياق المؤتمرين اللذين استضافهما الأردن، ثم المملكة العربية السعودية، فإن لبنان كان حاضراً؛ إنْ في الجلسات الرسمية أو في اللقاءات التي جرت على هامشه.

ومثّل يوسف رجي، وزير الخارجية الجديد، لبنان، وقد رحب به جان نويل بارو، وزير الخارجية الفرنسية، في كلمته التي افتتح بها المؤتمر، والتقى بنظيره اللبناني لاحقاً الذي توافرت له الفرصة للتعرف على عدد من نظرائه العرب وغير العرب. بيد أن أهم ما تناول لبنان جاء على لسان الرئيس إيمانويل ماكرون في الكلمة الختامية التي ألقاها، والتي خصص فيها فقرة كاملة للبنان في إطار حديثه عن التحديات العديدة التي تواجهها السلطات السورية الانتقالية برئاسة أحمد الشرع.

وجاء في حرفية كلمة ماكرون بخصوص لبنان ما يلي: «إن الأمر الثاني في التحديات الأمنية لسوريا» عنوانه «المساعدة في حماية لبنان وجنوب لبنان من عودة السلاح؛ لأن سوريا كانت طوال هذه السنوات القاعدة الخلفية لـ(حزب الله)، وكانت عاملاً أساسياً في زعزعة استقرار لبنان. لذا في هذا الصدد، فإن تعاونكم في الحفاظ على الحدود ومحاربة هذه المجموعة الإرهابية (في إشارة إلى «حزب الله») أمر ضروري، ونحن مستعدون للقيام بدورنا». بيد أن ماكرون لم يفصل كيفية توفير هذه المساعدة الأمنية التي أشار إليها في أكثر من فقرة من خطابه.

الرئيس ماكرون متوسطاً وزيرة خارجية ألمانيا أنالينا بيربوك ووزير خارجية سوريا أسعد الشيباني الخميس بمناسبة مؤتمر سوريا (إ.ب.أ)

ومن جانبها، أصدرت الخارجية الفرنسية بياناً عن لقاء وزيرها مع نظيره اللبناني. وأهم ما ورد فيه إعادة تأكيد «التزام فرنسا الراسخ بضمان احترام الالتزامات التي تعهدت بها إسرائيل ولبنان في سياق وقف إطلاق النار في 26 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024».

وأضاف البيان أن الوزيرين «شدّدا على ضرورة الانسحاب الكامل للجيش الإسرائيلي جنوب الخط الأزرق، وفقاً للجدول الزمني المتفق عليه، وعلى ضرورة الانتشار الفعال للقوات المسلحة اللبنانية في هذه المنطقة، وفقاً لقرارات مجلس الأمن الدولي».

وأفادت مصادر دبلوماسية في باريس بأن المقترح الذي تقدمت به فرنسا، والساعي لحل الإشكالية المرتبطة برغبة إسرائيل في البقاء في خمس نقاط استراتيجية، تمت صياغته خلال وجود الوزير رجي في باريس.

ويقوم المقترح الفرنسي الذي يقبله لبنان ولم ترد عليه إسرائيل بعد، على حلول وحدات من قوة «اليونيفيل»، وفي أساسها وحدة فرنسية في المواقع الخمسة المعنية، وهي مجموعة من التلال المشرفة على مناطق واسعة في الشمال الإسرائيلي.

ولدى طرح المقترح على ممثل الولايات المتحدة في مؤتمر دعم سوريا الذي هو مدير مكتب الشرق الأوسط في الخارجية الأميركية، لم يلق الجانبان اللبناني والفرنسي جواباً. ويراهن لبنان على تدخل باريس لدى إسرائيل والولايات المتحدة، وهي التي تعي أن عدم انسحاب الإسرائيليين الكامل سيضع الحكومة اللبنانية في وضع حرج، وسيوفر الحجج لمن لا يريدون تطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته للتشبث بمواقفهم، وعدم تسهيل مهمة العهد الجديد.

وفي أي حال، فإن باريس شددت مرة أخرى على «دعمها الكامل لعملية التغيير التي بدأها الرئيسان عون وسلام، والتي تهدف إلى إعادة لبنان إلى طريق إعادة الإعمار والتعافي والاستقرار»، مع الإشارة إلى التوافق اللبناني على «أهمية الإصلاحات اللازمة لتلبية تطلعات الشعب اللبناني، لا سيما فيما يتعلق بالعدالة، وتمكين البلاد من تحقيق الانتعاش الاقتصادي». وينوي الرئيس جوزيف عون تلبية الدعوة التي وجهها له الرئيس ماكرون بزيارة فرنسا. إلا أنه لا تاريخ محدداً حتى اليوم لإجرائها، علماً بأن العماد عون ينتظر أن تحظى الحكومة بثقة المجلس النيابي قبل أن يبدأ سلسلة زياراته الخارجية، وستكون أُولاها إلى المملكة السعودية.

ويتداخل الملف الإسرائيلي مع الملف السوري لجهة ما يتعين على لبنان مواجهته. ووفق مصادر دبلوماسية في باريس، يتعين على الحكومة الجديدة أن تتعامل مع ثلاثة ملفات سورية: أولها ملف المفقودين اللبنانيين منذ عشرات السنوات في السجون السورية، وثانيها ملف اللاجئين وكيفية إعادتهم إلى بلادهم بعد سقوط نظام بشار الأسد، وثالثها ملف ترسيم الحدود البرية والبحرية. والحال أن كل هذه الملفات معقدة؛ فالإدارة السورية الانتقالية تقول إنه لم يعد هناك سجناء النظام السابق في السجون السورية ما يعني أن المفقودين اللبنانيين قد قتلوا أو توفوا. لكن وفاتهم يجب أن تصبح رسمية. وبخصوص اللاجئين، لم يبرز تغير ملموس في تعاطي الجهات الدولية مع هذا الملف الذي تم بحثه بين وزير خارجية لبنان وفرنسا.

ويقوم الموقف اللبناني على مطالبة الجهات المانحة ومفوضية اللاجئين على الاهتمام باللاجئين السوريين في بلادهم، وليس في لبنان. لكن هذه المقاربة لم تُفض حتى اليوم إلى أي نتيجة ملموسة، بل إن تيار النزوح إلى لبنان ما زال قائماً. وأخيراً، بالنسبة لملف ترسيم الحدود البرية أو البحرية، فقد فهم أن الجانب السوري «ليس مستعداً بعد» للخوض في هذه المسألة. وتجدر الإشارة إلى أن ترسيم الحدود البحرية مع سوريا يجب أن يترافق مع ترسيمها مع قبرص بسبب التداخل القائم بين المسألتين.