مجلس الأمن يطالب بتدفق المساعدات إلى غزةhttps://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/4823721-%D9%85%D8%AC%D9%84%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%86-%D9%8A%D8%B7%D8%A7%D9%84%D8%A8-%D8%A8%D8%AA%D8%AF%D9%81%D9%82-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%A7%D8%B9%D8%AF%D8%A7%D8%AA-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%BA%D8%B2%D8%A9
جلسة لمجلس الأمن لمناقشة الحرب في غزة يوم 23 يناير الحالي (د.ب.أ)
عبّر مجلس الأمن عن «القلق» من الوضع الإنساني «السيئ والمتدهور بسرعة» في غزة، داعياً إلى «توسيع تدفق المساعدات الإنسانية إلى المدنيين» هناك. وبينما دعت واشنطن حركة «حماس» إلى «إلقاء السلاح»، وإطلاق جميع الرهائن، أكدت المنسقة الرفيعة المستوى للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة سيغريد كاغ أنه «لا بديل» عن الخدمات الإنسانية التي تقدمها وكالة الأمم المتحدة لغوث اللاجئين الفلسطينيين وتشغيلهم في الشرق الأدنى (الأونروا).
واستمع أعضاء مجلس الأمن، خلال جلسة مغلقة عقدها، الثلاثاء، إلى إحاطة هي الأولى من كاغ عملاً بالقرار 2720.
وحض المجلس في بيان أصدرته الرئاسة الفرنسية لمجلس الأمن «كل الأطراف على التعاون» مع كاغ لتسهيل تنفيذ هذا القرار، معبرين عن «قلقهم إزاء الوضع الإنساني السيئ والمتدهور بسرعة في قطاع غزة». وشددوا على «الحاجة الملحة لتوسيع تدفق المساعدات الإنسانية إلى المدنيين» هناك.
ووصفت المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد عمل كاغ بأنه «ضروري»، قائلة إنه «يجب أن يصل مزيد من المساعدات الإنسانية، بما في ذلك الغذاء والدواء والوقود... وغيرها من الإمدادات، إلى أيدي المدنيين في غزة. كما أن توسيع نطاق الوصول التجاري أمر بالغ الأهمية لتلبية الحاجات الأساسية ومعالجة انعدام الأمن الغذائي». كذلك قالت: «سنواصل العمل نحو التوصل إلى اتفاق يضمن إطلاق جميع الرهائن، ويسمح بوقف طويل للقتال؛ لأنه لا يمكن إحراز تقدم نحو سلام دائم دون حل أزمة الرهائن». وأوضحت أن «الاقتراح المطروح على الطاولة قوي ومقنع. ويتصور وقفاً إنسانياً أطول مما رأيناه في نوفمبر (تشرين الثاني)، والذي من شأنه أن يوفر فرصة لإخراج مزيد من الرهائن، وتقديم المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة في شكل غذاء للأطفال الجائعين. للمرأة المسنة التي تحتاج إلى مأوى للعائلة التي نزحت مرات عدة».
وأكدت المندوبة الأميركية أن «هذا هو الصراع الذي بدأته «حماس» في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، عندما نفذت الهجوم الأكثر دموية ضد اليهود منذ المحرقة؛ لذا يتعين على المجتمع الدولي برمته أن يدعو (حماس) إلى إلقاء أسلحتها، والتوقف عن استخدام المدنيين دروعاً بشرية، وإطلاق سراح كل رهينة».
وبعد الاجتماع، أكدت كاغ أن «هناك أصوات تأييد من كل أعضاء المجلس لدعم التفويض» الذي منح لها، موضحة أن إحاطتها لأعضاء المجلس ركزت على 4 نقاط. وأضافت أنه «قبل كل شيء، تهيئة طرق الإمداد إلى غزة والوصول إليها معاً»، بالإضافة إلى «الوضع في غزة والتوزيع في كل أنحاء غزة»، فضلاً عن «بعض القضايا ذات الأهمية الحاسمة بالطبع بالنسبة للبيئة التمكينية». ورابعاً، «إنشاء آلية الأمم المتحدة نفسها». وأكدت أن «لا بديل من الخدمات الإنسانية التي تقدمها (الأونروا)» للشعب الفلسطيني في غزة.
أبرمت السعودية، ممثلة في مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، اتفاقيات تعاون مشترك مع منظمات دولية لدعم العمل الإنساني في سوريا والسودان وأوكرانيا.
أكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان أن بلاده تؤمن بأن تنفيذ حل الدولتين هو الأساس لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
جبير الأنصاري (الرياض)
سوريا كانت «كعب أخيل»... كيف اخترقت إسرائيل «حزب الله»؟https://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/5065913-%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A7-%D9%83%D8%A7%D9%86%D8%AA-%D9%83%D8%B9%D8%A8-%D8%A3%D8%AE%D9%8A%D9%84-%D9%83%D9%8A%D9%81-%D8%A7%D8%AE%D8%AA%D8%B1%D9%82%D8%AA-%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84-%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87%D8%9F
مقاتلون من «حزب الله» خلال جنازة في ضاحية بيروت الجنوبية لثلاثة من رفاقهم قُتلوا في سوريا في ديسمبر 2023 (أ.ف.ب)
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
سوريا كانت «كعب أخيل»... كيف اخترقت إسرائيل «حزب الله»؟
مقاتلون من «حزب الله» خلال جنازة في ضاحية بيروت الجنوبية لثلاثة من رفاقهم قُتلوا في سوريا في ديسمبر 2023 (أ.ف.ب)
كشف مسؤولون سابقون وحاليون في الاستخبارات الإسرائيلية، أن انخراط «حزب الله» في الحرب الأهلية السورية إلى جانب نظام الرئيس بشار الأسد، كان بمثابة «كعب أخيل» الذي سمح لتل أبيب بتحقيق طفرة في اختراق الحزب، بعدما ظلت بنيته السرية عصية على الاختراق لعقود.
فبعد أقل من عقدين على فشلها ثلاث مرات في اغتيال الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله، خلال حرب عام 2006، تمكنت إسرائيل من تحديد موقعه بدقة يوم الجمعة الماضي، وقتله مع نحو 20 من أبرز قادة الحزب، بعد أسابيع من الاغتيالات والتصفيات والهجمات غير التقليدية.
ما تغير، بحسب المسؤولين الحاليين والسابقين الذين تحدثوا في تقرير لصحيفة «فاينانشال تايمز» البريطانية، هو «عمق ونوعية المعلومات الاستخباراتية التي تمكنت إسرائيل من الاعتماد عليها في الشهرين الماضيين»، بدءاً باغتيال القائد العسكري للحزب فؤاد شكر نهاية يوليو (تموز) الماضي.
«صورة استخباراتية كثيفة»
هذا التغير النوعي استند، بحسب هؤلاء، إلى «الصورة الاستخباراتية الكثيفة» التي أتاحها نشر «حزب الله» عناصره في سوريا في 2012 للمساعدة في إخماد الاحتجاجات، وهو ما شكل انكشافاً أظهر «من كان مسؤولاً عن عمليات الحزب، ومن كان يحصل على ترقية، ومن كان فاسداً، ومن عاد للتو من رحلة غير مفسرة».
ولمواكبة الحرب الممتدة في سوريا، اضطر «حزب الله» إلى توسيع قاعدة تجنيد العناصر، ما جعله «أكثر عرضة للجواسيس الإسرائيليين الذين ينشرون عملاء أو يبحثون عن منشقين محتملين». وأوضحت رندا سليم، مديرة البرامج في معهد الشرق الأوسط في واشنطن، أن «التوسع في سوريا أضعف آليات الرقابة الداخلية، وفتح الباب للتسلل على مستوى كبير».
«نافورة من البيانات»
وإضافة إلى فرص الاختراق، وفرت الحرب في سوريا لجواسيس إسرائيل وخوارزمياتهم «نافورة من البيانات»، معظمها متاح للجمهور، مثل «ملصقات الشهداء» التي استخدمها «حزب الله» بانتظام لنعي قتلاه في سوريا، وهي كانت مليئة بمعلومات صغيرة، بما في ذلك البلدة التي ينتمي إليها المقاتل، والمكان الذي قُتل فيه، ودائرة أصدقائه الذين نشروا الأخبار على وسائل التواصل الاجتماعي. كانت الجنازات أكثر كشفاً، إذ أخرجت أحياناً كبار القادة من الظل، ولو لفترة وجيزة.
ونقل التقرير عن سياسي لبناني سابق رفيع المستوى قوله إن اختراق «حزب الله» من قبل المخابرات الإسرائيلية أو الأميركية كان «ثمن دعمهم للأسد». وأوضح: «كان عليهم الكشف عن أنفسهم في سوريا، واضطرت الجماعة السرية فجأة إلى البقاء على اتصال وتبادل المعلومات مع جهاز الاستخبارات السوري بكل فساده، أو مع أجهزة الاستخبارات الروسية التي كانت تخضع لمراقبة منتظمة من قبل الأميركيين».
تحول الحزب من كونه «منضبطاً للغاية ومتشدداً إلى السماح بدخول عدد أكبر بكثير من الناس»، كما يقول يزيد صايغ، وهو زميل بارز في مركز كارنيغي للشرق الأوسط. «كان الرضا عن الذات والغطرسة مصحوبين بتحول في العضوية بداية الضعف».
حصار بتقنيات التجسس
بموازاة هذه الطفرة في جمع المعلومات من أقمار التجسس والمسيّرات المتطورة وقدرات القرصنة الإلكترونية التي تحول الهواتف المحمولة إلى أجهزة تنصت، أنشأت إسرائيل «الوحدة 9900» التي تكتب خوارزميات تغربل كميات هائلة من الصور المرئية للعثور على أدنى تغيرات، على أمل تحديد فتحة تهوية فوق نفق أو الإضافة المفاجئة لتعزيزات خرسانية، مما يشير إلى وجود مخبأ.
وشرح التقرير أنه «بمجرد تحديد هوية أحد عناصر (حزب الله)، يتم إدخال أنماط تحركاته اليومية في قاعدة بيانات ضخمة من المعلومات، يتم سحبها من أجهزة يمكن أن تشمل الهاتف المحمول لزوجته، أو عداد المسافات في سيارته الذكية، أو موقعه».
وهذه العمليات يمكن التعرف عليها من مصادر مختلفة مثل مسيّرة تحلق في السماء، أو من خلال بث كاميرا مراقبة مخترقة يمر بها، وحتى من خلال صوته المسجل على ميكروفون جهاز التحكم عن بعد في التلفزيون الحديث، وفقاً للعديد من المسؤولين الإسرائيليين.
يشرح أحد هؤلاء المسؤولين أن «أي انقطاع عن هذا الروتين يصبح بمثابة تنبيه لضابط الاستخبارات لفحصه، وهي التقنية التي سمحت لإسرائيل بتحديد القادة متوسطي المستوى لفرق مكافحة الدبابات المكونة من اثنين أو ثلاثة مقاتلين والتي ضايقت الجيش الإسرائيلي عبر الحدود. وفي مرحلة ما، راقبت إسرائيل جداول القادة الأفراد لمعرفة ما إذا كان قد تم استدعاؤهم فجأة تحسباً لهجوم».
تحديد مكان نصر الله
خلال الشهور الماضية، نجحت الاستخبارات الإسرائيلية تقريباً في إتقان تقنية سمحت لها، على الأقل بشكل متقطع، بتحديد مكان نصر الله الذي كان يعيش تحت الأرض في شبكة من الأنفاق والمخابئ.
وفي الأيام التي أعقبت السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أقلعت الطائرات الحربية الإسرائيلية حاملة تعليمات بقصف موقع لنصر الله كان قد تم تحديده من قبل مديرية الاستخبارات الإسرائيلية «أمان». ثم ألغيت الغارة بعد أن طالب البيت الأبيض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بذلك، وفقاً لأحد المسؤولين الإسرائيليين.
لكن يبدو أن هذا الاعتراض لم يتكرر يوم الجمعة الماضي حين حددت الاستخبارات الإسرائيلية مكان نصر الله مرة أخرى متوجهاً إلى «مخبأ القيادة والسيطرة»، على ما يبدو لحضور اجتماع ضم العديد من كبار قادة الحزب وقيادي كبير من «الحرس الثوري»، ونفذت ضربتها الصادمة.