الخارجية الفلسطينية: التحريض الإسرائيلي على «الأونروا» مُبيَّت لشطب قضية اللاجئين

إسرائيل تريد منع المنظمة الأممية من العمل في غزة بعد الحرب... و«حماس» تندد

نازحون فلسطينيون يتنقلون بعد أن طلب الجيش الإسرائيلي من سكان مخيم خان يونس مغادرة منازلهم والتوجه إلى مخيمات رفح بالقرب من الحدود المصرية (إ.ب.أ)
نازحون فلسطينيون يتنقلون بعد أن طلب الجيش الإسرائيلي من سكان مخيم خان يونس مغادرة منازلهم والتوجه إلى مخيمات رفح بالقرب من الحدود المصرية (إ.ب.أ)
TT

الخارجية الفلسطينية: التحريض الإسرائيلي على «الأونروا» مُبيَّت لشطب قضية اللاجئين

نازحون فلسطينيون يتنقلون بعد أن طلب الجيش الإسرائيلي من سكان مخيم خان يونس مغادرة منازلهم والتوجه إلى مخيمات رفح بالقرب من الحدود المصرية (إ.ب.أ)
نازحون فلسطينيون يتنقلون بعد أن طلب الجيش الإسرائيلي من سكان مخيم خان يونس مغادرة منازلهم والتوجه إلى مخيمات رفح بالقرب من الحدود المصرية (إ.ب.أ)

قالت وزارة الخارجية الفلسطينية، السبت، إن التحريض الإسرائيلي على وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) «مُبيَّت» لتصفية قضية اللاجئين وشطبها.

وأدانت الوزارة في بيان ما وصفته بأنه حملة تحريض ممنهجة من جانب إسرائيل ضد «الأونروا»، عادّة الاتهامات التي ساقها أكثر من مسؤول إسرائيلي للوكالة «أحكاماً مسبقة وعداءً مُبيَّتاً».

وقالت الخارجية الفلسطينية إن إسرائيل «تسعى بجميع السبل لوقف عمل (الأونروا) لشطب قضية اللاجئين وحقهم الأصيل بالعودة وفقاً لقرارات الأمم المتحدة».

وأفاد وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس في وقت سابق، السبت، بأن بلاده ستسعى لمنع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) من العمل في قطاع غزة بعد انتهاء الحرب إثر اتهام إسرائيل موظفين في الوكالة الأممية بالضلوع في هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول).

وكتب كاتس عبر منصة «إكس»، أن وزارة الخارجية تهدف إلى ضمان «ألا تكون الأونروا جزءا من المرحلة» التي تلي الحرب مضيفا أنه سيسعى إلى حشد الدعم من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وأطراف مانحة أخرى رئيسية.

فلسطينيون نازحون يظهرون في مخيم برفح جنوب قطاع غزة (إ.ب.أ)

استنكار «حماس»

بدورها، نددت حركة «حماس» اليوم بـ«التهديدات» الإسرائيلية ضد وكالة الأونروا، وقالت في بيان «ندعو الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية إلى عدم الرضوخ لتهديدات وابتزازات» إسرائيل.

واستنكرت «حماس» بيان المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني، الذي أعلن عن قرار بإنهاء عقود عدد من موظفي الوكالة في غزة بناءً على تصريحات إسرائيلية تحدثت عن تورطهم في أحداث السابع من أكتوبر.

ونبهت الحركة في بيان إلى أن هذا الإجراء حدث «دون استكمال كل متطلبات التحقيق العادل والنزيه»، وفقاً لوكالة أنباء العالم العربي.

وقالت: «نستنكر وبشدة وصف البيان لمقاومة شعبنا بالإرهاب أو الأعمال البغيضة، لأنه ليس دور الوكالة الإعلان عن مواقف سياسية حول الصراع».

وأضافت: «الموقف السياسي الذي يجب أن تتبناه (الأونروا)، وفق التفويض الممنوح لها، هو الدفاع عن حقوق اللاجئين الذين تمثلهم، وفي مقدمتها حقهم في الحماية وفي مقاومة الاحتلال بكل السبل المتاحة، وكذلك حقهم في العودة إلى الديار التي هُجروا منها بالقوة».

وأشارت «حماس» إلى مقتل آلاف الفلسطينيين في هجمات إسرائيلية، وقالت إن من بين القتلى 150 من موظفي (الأونروا)، وأضافت: «من الواضح أن الأونروا خضعت للابتزاز» من قبل الدول الداعمة لإسرائيل حتى لا تقطع عنها الدعم المالي.

وطالب البيان «الأونروا» بالتراجع الفوري عن قرارها، والالتزام بالتفويض الممنوح لها من المجتمع الدولي، مؤكدة تمسكها بحقوق الفلسطينيين العاملين في الوكالة «وحقهم في اللجوء إلى القضاء - حيثما كان متاحاً - لوقف ما يتعرضون له من ظلم».

كما طالب إدارة الوكالة بالعودة الفورية للعمل في كل مناطق القطاع.

ومن جانبه، أكد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ في تدوينة، السبت، أن قرار بعض الدول إيقاف تمويلها لمنظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) «ينطوي على مخاطر كبيرة سياسية وإغاثية»، وقال: «نطالب الدول التي أعلنت عن وقف دعمها (الأونروا) بالعودة فوراً عن قرارها».

وكانت «أونروا» قد باشرت في اتخاذ إجراءات فورية، فطردت عدداً من الموظفين لديها، وفتحت تحقيقات غداة ادعاءات إسرائيلية عن ضلوع عدد من العاملين لديها في هجمات 7 أكتوبر، بينما علقت الولايات المتحدة مؤقتاً تمويل نشاطات الوكالة.

واتخذ المفوض العام للوكالة، فيليب لازاريني، هذه الإجراءات بعدما قدّمت السلطات الإسرائيلية «معلومات عن الاشتباه بضلوع عدد من موظفيها» في الهجوم الذي شنته «حماس» ضد مستوطنات وكيبوتسات إسرائيلية محيطة بغزة. وقال في بيان إنه قرر «إنهاء عقود هؤلاء الموظفين على الفور، وفتح تحقيق حتى إثبات الحقيقة».


مقالات ذات صلة

الشتاء يضرب غزة... ووفاة رضيعة بسبب البرد القارس

المشرق العربي الرضيعة عائشة عدنان سفيان القصاص التي توفيت في غزة (المركز الفلسطيني للإعلام)

الشتاء يضرب غزة... ووفاة رضيعة بسبب البرد القارس

يضرب البرد القارس الفلسطينيين، البالغ عددهم نحو مليونَي شخص، الذين نزحوا؛ بسبب الحرب الإسرائيلية، في حين توفيت رضيعة من البرد.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي رجل أمام جثمان إحدى ضحايا الغارات الإسرائيلية على منزل في دير البلح بوسط غزة اليوم (رويترز)

قصف إسرائيلي على مستشفى كمال عدوان... ومقتل 28 فلسطينياً في غزة

أفاد الدفاع المدني في غزة، اليوم (الأحد)، بأن 28 فلسطينياً، بينهم أطفال ونساء، قُتلوا في غارات عدة شنّها الطيران الحربي الإسرائيلي، ليل السبت الأحد، في قطاع غزة

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية خدمات الطوارئ الإسرائيلية جنوب تل أبيب في موقع سقوط صاروخ حوثي أطلق على إسرائيل فجر السبت (رويترز)

إسرائيل تدرس خيارات الرد على الحوثيين

تجاوز صاروخ أطلقه الحوثيون الدفاعات الإسرائيلية التي فشلت في اعتراضه وسقط في تل أبيب أمس. وقال مسعفون إنَّ 16 شخصاً أصيبوا بجروح طفيفة نتيجة شظايا الزجاج،

علي ربيع (عدن) كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي إسماعيل هنية ويحيى السنوار (لقطة من فيديو لـ«كتائب القسام»)

لأول مرة... «القسام» تنشر فيديو يجمع هنية والسنوار والعاروري

نشرت «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، (السبت)، فيديو يُظهِر عدداً من قادتها الراحلين لمصانع ومخارط تصنيع الصواريخ.

أحمد سمير يوسف (القاهرة)
المشرق العربي فلسطيني يحمل طفلاً في موقع غارة إسرائيلية على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة (رويترز)

مقتل 5 في غارة جوية على منزل بمخيم النصيرات وسط غزة

قال مسعفون لـ«رويترز»، اليوم السبت، إن خمسة أشخاص، بينهم طفلان، قتلوا في غارة جوية إسرائيلية على منزل بمخيم النصيرات للاجئين وسط قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (غزة)

مقتل عنصر أمن فلسطيني وإصابة اثنين آخرين في اشتباك بجنين

عناصر من الأجهزة الأمنية الفلسطينية في مخيم جنين (د.ب.أ)
عناصر من الأجهزة الأمنية الفلسطينية في مخيم جنين (د.ب.أ)
TT

مقتل عنصر أمن فلسطيني وإصابة اثنين آخرين في اشتباك بجنين

عناصر من الأجهزة الأمنية الفلسطينية في مخيم جنين (د.ب.أ)
عناصر من الأجهزة الأمنية الفلسطينية في مخيم جنين (د.ب.أ)

أعلنت قوى الأمن الفلسطيني، الأحد، مقتل أحد عناصرها، وإصابة اثنين آخرين في إطلاق نار في جنين بشمال الضفة الغربية.

ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) عن الناطق الرسمي لقوى الأمن الفلسطيني العميد أنور رجب قوله: «تنعى قوى الأمن الفلسطيني أحد عناصرها الشهيد مساعد أول/ ساهر فاروق جمعة رحيل بالحرس الرئاسي، الذي ارتقى، صباح الأحد، أثناء أداء واجبه الوطني، إثر تعرضه وزملائه لإطلاق نار غادر من قبل الخارجين على القانون».

وأضاف: «قوى الأمن وهي تنعى شهيدها البطل، تؤكد أن هذه الجريمة النكراء لن تزيدها إلا إصراراً على ملاحقة الخارجين على القانون، وفرض سيادة القانون، حفاظاً على أمن وأمان شعبنا»، وفقاً لـ«وكالة الأنباء الألمانية».

وأهاب بجميع المواطنين «التعاون مع الأجهزة الأمنية في مواجهة هذه الفئة الضالة التي تعبث بأمن الوطن واستقراره»، مؤكداً أن «يد العدالة ستطول كل من تسوِّل له نفسه المساس بحياة أبناء شعبنا».

ونوه بأن «هذا الحادث المؤسف نجم عنه إصابة عنصرين آخرين من أفراد الأجهزة الأمنية، وهما يتلقيان العلاج اللازم حالياً».

وبدأت السلطة، قبل أكثر من أسبوعين، عمليةً واسعةً في جنين ضد مسلحين في المخيم الشهير، في بداية تحرُّك هو الأقوى والأوسع منذ سنوات طويلة، ويُفترض أن يطول مناطق أخرى، في محاولة لاستعادة المبادرة وفرض السيادة.

تواصلت الاشتباكات العنيفة بين قوات الأمن الفلسطينية ومسلحين في مخيم جنين، شمال الضفة الغربية، مع إصرار السلطة على السيطرة المطلقة على المخيم الذي تحوَّل إلى مركز للمسلحين الفلسطينيين، وأصبح منذ سنوات الانتفاضة الثانية، رمزاً للمقاومة والصمود في الضفة الغربية.

واشتبك مسلحون مع عناصر السلطة في محاور عدة داخل المخيم، السبت، في حين تجمَّع فلسطينيون في ساحة المخيم ضد العملية الأمنية للسلطة، مطالبين بإنهائها، قبل أن يفضها الأمن بالقوة، ما زاد من توتر الأجواء.