العراق ينفي دخول قوات أميركية جديدة... ويبدأ مفاوضات الانسحاب

بغداد وطهران تتفقان على «حل المشاكل بالتفاهم والحوار»

عربة مدرّعة للشرطة العراقية (رويترز)
عربة مدرّعة للشرطة العراقية (رويترز)
TT

العراق ينفي دخول قوات أميركية جديدة... ويبدأ مفاوضات الانسحاب

عربة مدرّعة للشرطة العراقية (رويترز)
عربة مدرّعة للشرطة العراقية (رويترز)

نفى مسؤول عراقي بارز، اليوم (السبت)، صحة الأنباء التي تحدثت عن دخول قوات جديدة إلى العراق، وجدد التأكيد على أن بلاده «لم تعد بحاجة إليها لمحاربة تنظيم داعش».

ورغم النفي العراقي الرسمي، فإن وسائل إعلام أميركية بثت، الأسبوع الماضي، مشاهد مصورة لعائلات وهي تودع جنوداً أميركيين قبل مغادرتهم إلى العراق وسوريا، ضمن خطة نشر جديدة للبنتاغون.

ونقلت محطة «سي بي إس» عن ضباط أميركيين، أن الوجبة الجديدة التي تضم 1500 جندي سينتقلون إلى الشرق الأوسط لمواجهة الجماعات المتطرفة، في إطار مهمة «العزم الصلب».

قافلة من المركبات الأميركية بعد انسحابها من شمال سوريا عند المعبر الحدودي العراقي - السوري أكتوبر 2019 (رويترز)

وقال الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية اللواء يحيى رسول، في تصريحات للوكالة الرسمية، إن «هذه الأنباء غير صحيحة»، مشيراً إلى أن «اللجنة المشتركة بين العراق والتحالف الدولي تم تفعيلها لجدولة الانسحاب وإعادة النظر في طبيعة العلاقة بشكل عام».

وأكد اللواء رسول أن «الحكومة ماضية باتجاه إنهاء الوجود الأجنبي في العراق ولديها رؤية في المرحلة المقبلة تشمل العمل الفني المشترك لإنهاء مهمة التحالف الدولي، والانتقال إلى مستويات التعاون الأمني والعسكري الثنائي في التسليح والمشورة».

وتابع المتحدث العسكري: «هناك اهتمام حكومي كبير بملف التسليح وتجهيز الجيش والقوات الأمنية الأخرى».

وأعلنت بغداد مطلع شهر يناير (كانون الثاني) الحالي، تشكّل لجنة ثنائية مع الولايات المتحدة، مهمتها تحديد ترتيبات إنهاء مهمة التحالف الذي تقوده واشنطن لمحاربة تنظيم «داعش».

وجاء الإعلان العراقي بعد يوم واحد من مقتل القيادي في الحشد الشعبي وحركة «النجباء» أبو تقوى السعيدي بغارة جوية أميركية في بغداد.

وخلال لقاء رئيس الوزراء محمد السوداني بالأمين العام لحلف «الناتو» ينس ستولتنبرغ، الأربعاء الماضي، على هامش أعمال منتدى «دافوس» الاقتصادي، حيث تداول الجانبان ملف إنهاء وجود قوات التحالف في العراق، طبقاً لبيان حكومي.

لكن السوداني أكد أن بلاده «لا تمانع في التعاون مع دول التحالف بمجال التسليح والتدريب والتجهيز في إطار العلاقات الثنائية التي تربط العراق بدول التحالف».

وما زالت الهجمات التي تشنها الفصائل المسلحة على القوات الأميركية والهجمات المضادة التي تنفذها الأخيرة ضد قيادات في الفصائل المسلحة، تشكل تحدياً كبيراً لحكومة رئيس الوزراء محمد السوداني الواقعة تحت الضغط بين الضغوط الأميركية والفصائل المسلحة التي تحظى بنفوذ غير قليل داخل قوى «الإطار التنسيقي» الشيعية التي تقود الحكومة.

عملية «الوعد الحق»

ميدانياً، أعلنت قيادة العمليات المشتركة، اليوم (السبت)، انطلاق عمليات «وعد الحق» في قاطع عمليات محافظة ديالى (شرق).

وذكرت العمليات في بيان تلقته: «استمراراً لنهجها التعرضي وعملياتها النوعية بإرباك حركة خلايا التنظيم الإرهابي (داعش) وقتل عناصره المنهزمة، وباستخدام قطعات برية وجوية وقطعات النخبة، بدأت قيادة العمليات المشتركة عمليات (وعد الحق) في قاطع عمليات ديالى».

وانطلقت العملية عبر توجيه طيران القوة الجوية «3 ضربات ضد أوكار العدو ومضافاته بالاستناد إلى المعلومات الاستخبارية الدقيقة»، وفقاً لبيان عسكري، أكد استمرار «تعقب ومتابعة عناصر التنظيم الإرهابي».

وما زالت بقايا «داعش» توجد في مناطق سلسلة جبال حمرين البعيدة عن مراكز المدن، وفي الوديان والمناطق الوعرة بأطراف محافظات ديالى وصلاح الدين وكركوك، بحسب المصادر العسكرية.

وفي بيان آخر، أعلنت العمليات المشتركة تدمير مضافات بالكامل لتنظيم «داعش» بوادي الشاي في محافظة كركوك.

وذكرت أن «طائرات (السزنا كرفان) وضمن عملية (وعد الحق) وبمعلومات استخبارية دقيقة وتخطيط ومتابعة خلية الاستهداف في قيادة العمليات المشتركة بتوجيه ضربة جوية ساحقة لخلايا الإرهاب في وادي الشاي بكركوك».

وأكدت «تدمير المضافات بالكامل، وهي مضافات مهمة وعادة ما تتحرك من خلالها العناصر الإرهابية».

تفاهم بين بغداد وطهران

في سياق آخر، بحث مستشار الأمن القومي، قاسم الأعرجي مع السفير الإيراني في بغداد، السيد محمد كاظم آل صادق، «الأوضاع السياسية والأمنية في المنطقة».

ولم يُشِر البيان الصحافي العراقي إلى التوتر الأخير بين البلدين على خلفية قصف «الحرس الثوري» لمدينة أربيل الأسبوع الماضي.

وفي وقت سابق، أبلغت مصادر «الشرق الأوسط»، أن «الحكومة العراقية ستتعامل بهدوء أكثر مع تداعيات القصف» على مدينة أربيل، بعد ورود رسائل إيرانية بأن الوضع في المنطقة، «لا يتحمل مزيداً من التوتر، خصوصاً بعد اندلاع أزمة مع باكستان».

وقال الأعرجي إنه بحث مع السفير الإيراني «تعزيز العلاقات بين البلدين الجارين، والتأكيد على حل جميع الإشكالات عبر الحوار».

وأكد الدبلوماسي الإيراني أن بلاده «حريصة جداً على استمرار وتطوير العلاقة الاستراتيجية مع العراق، وأن جميع الإشكالات يمكن حلها من خلال التفاهم».


مقالات ذات صلة

ثابت العباسي: الجيش جاهز ويواصل حماية حدود العراق وسمائه من أي خطر

المشرق العربي وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي خلال تفقده الحدود العراقية السورية 15 نوفمبر 2024 (قناته على تطبيق «تلغرام»)

ثابت العباسي: الجيش جاهز ويواصل حماية حدود العراق وسمائه من أي خطر

قال وزير الدفاع العراقي، ثابت العباسي، إن الجيش بكافة تشكيلاته جاهز، ويواصل مهامه لحماية حدود العراق وسمائه من أي خطر.

المشرق العربي مهاجرون يعبرون بحر المانش (القنال الإنجليزي) على متن قارب (أرشيفية - أ.ف.ب) play-circle 00:32

العراق وبريطانيا يوقعان اتفاقاً أمنياً لاستهداف عصابات تهريب البشر

قالت بريطانيا، الخميس، إنها وقعت اتفاقاً أمنياً مع العراق لاستهداف عصابات تهريب البشر، وتعزيز التعاون على الحدود.

«الشرق الأوسط» (لندن)
المشرق العربي تحالف «الإطار التنسيقي» خلال أحد اجتماعاته في بغداد (إكس)

العراق: أحكام غيابية بالسجن لمتهمين في «سرقة القرن»

عاد ملف «سرقة القرن» إلى الواجهة بالعراق، بعد صدور أحكام غيابية بالسجن بحق متهمين فيها، بينما يتصاعد الجدل حول تسريبات صوتية منسوبة لمسؤولين بالحكومة.

المشرق العربي عناصر من الأمن العراقي في شوارع بغداد (د.ب.أ)

العراق يرحب بوقف النار في لبنان ويتأهب لهجمات محتملة

في وقت رحبت فيه الحكومة العراقية بقرار وقف إطلاق النار في لبنان، أعلنت أنها «في حالة تأهب قصوى»؛ لمواجهة «أي تهديد خارجي».

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني خلال اجتماع مع قادة الجيش (إعلام حكومي)

«وحدة الساحات» في العراق... التباس بين الحكومة والفصائل

تسير حكومة رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، منذ أشهر في خط متقاطع مع الفصائل المسلحة المنخرطة في «وحدة الساحات».

فاضل النشمي (بغداد)

«معركة حلب» تستدعي مخاوف «أشباح الموصل»

«معركة حلب» تستدعي مخاوف «أشباح الموصل»
TT

«معركة حلب» تستدعي مخاوف «أشباح الموصل»

«معركة حلب» تستدعي مخاوف «أشباح الموصل»

باغت التَّقدمُ السريع لفصائل سورية مسلحة نحو مدينة حلب، أمس (الجمعة)، أطرافاً إقليمية ودولية، وأعاد التذكير بأشباحَ سقوط مدينة الموصل العراقية قبل عشر سنوات بيد تنظيم «داعش».

وبعد هجماتٍ طوال اليومين الماضيين، تمكَّن مقاتلو مجموعات مسلحة أبرزها «هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة سابقاً) وفصائل مدعومة من تركيا من السيطرة على خمسة أحياء غرب حلب، قبل وصولهم إلى قلب المدينة التي تُعدّ ثانية كبريات مدن البلاد، وسط مقاومة ضعيفة من القوات الحكومية الموالية للرئيس بشار الأسد، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان» وشهود عيان.

وتبدّد المعركة حول حلب السيطرة التي فرضتها قوات الحكومة السورية، وروسيا وإيران الداعمتان لها، كما تنهي هدوءاً سيطر منذ عام 2020 على شمال غربي سوريا، بموجب اتفاق روسي – تركي أبرمه الرئيسان فلاديمير بوتين ورجب طيب إردوغان.

ومن شأن تقدم تلك الجماعات المسلحة أن يصطدم بمناطق نفوذ شكّلتها، على مدار سنوات، مجموعات تدعمها إيران و«حزب الله». ومع حلول مساء الجمعة، وتقدم الفصائل المسلحة داخل عاصمة الشمال السوري، تقدم «رتل عسكري مؤلف من 40 سيارة» يتبع «ميليشيا لواء الباقر»، الموالية لإيران، من مدينة دير الزور بشرق البلاد نحو حلب، وفق «المرصد السوري».

وتزامناً مع الاشتباكات، شنّ الطيران الحربي الروسي والسوري أكثر من 23 غارة على مدينة إدلب وقرى محيطة بها، فيما دعت تركيا إلى «وقف الهجمات» على إدلب، معقل الفصائل السورية المسلحة في شمال غربي سوريا.