توالت، اليوم (الثلاثاء)، ردود الفعل المستنكرة لهجوم «الحرس الثوري» الإيراني على أربيل بإقليم كردستان في شمال العراق، أمس، فيما بررت طهران عملية إطلاق الصواريخ، قائلة إنها تدافع عن سيادتها وأمنها في مواجهة الإرهاب، وتستخدم «حقها المشروع والقانوني لردع تهديدات الأمن القومي».
وندّدت وزارة الخارجية العراقية، اليوم، بالضربات الصاروخية التي نفّذتها طهران، مؤكدة أن «هذا السلوك عدوان على سيادة العراق وأمن الشعب العراقي». وقالت في بيان، إنّ السلطات العراقية «ستتخذ جميع الإجراءات القانونية» الضرورية، بما في ذلك «تقديم شكوى إلى مجلس الأمن» الدولي.
واستدعت وزارة الخارجية العراقية سفيرها في طهران ناصر عبد المحسن، اليوم، «للتشاور»، بعدما استدعت القائم بالأعمال الإيراني لديها للاحتجاج على شن بلاده هجمات على عدد من المناطق في أربيل بإقليم كردستان العراق. كما توجه مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي، اليوم، إلى إقليم كردستان العراق لبحث تداعيات القصف الإيراني على أربيل.
تهديد لاستقرار المنطقة
وأدان الرئيس العراقي عبد اللطيف جمال رشيد، اليوم، القصف الإيراني، قائلاً إنه يهدد استقرار المنطقة بأكملها، ويعد انتهاكاً للسيادة العراقية.
وأضاف رشيد عبر منصة «إكس»: «حسم المسائل يكون عبر الحوار البناء المشترك، لا من خلال الهجمات العسكرية التي تهدد استقرار العراق، بل وكل المنطقة»، مشدداً على ضرورة العمل على خفض التوترات بالمنطقة.
نُدين بشدة القصف الذي استهدف مدينة أربيل ويُعد انتهاكا للسيادة العراقية، ويعمل على تقويض الامن والاستقرار في البلد. ان حسم المسائل يكون عبر الحوار البنّاء المشترك لا من خلال الهجمات العسكرية التي تهدد استقرار العراق بل وكل المنطقة التي تشهد توترات ينبغي العمل على خفضها.
— Abdullatif J Rashid عبد اللطيف جمال رشيد (@LJRashid) January 16, 2024
«عدوان على سيادة العراق»
وأعربت حكومة العراق، اليوم، عن استنكارها الشديد وإدانتها للعدوان الإيراني على مدينة أربيل المتمثل بقصف أماكن سكنية آمنة بصواريخ باليستية، مما أدى إلى وقوع ضحايا بين المدنيين.
وأشارت وزارة الخارجية العراقية، في بيان، إلى «الخراب الذي سببه القصف ووقوع كثير من الضحايا الأبرياء جراء قصف الدور السكنية، بضمنها دار سكن رجل الأعمال الكردي پيشرو دزيي وعائلته، مما أدى إلى استشهاده وإصابة أفراد عائلته».
وقالت الوزارة: «حكومة جمهورية العراق تعد هذا السلوك عدواناً على سيادة العراق وأمن الشعب العراقي، وإساءة إلى حسن الجوار وأمن المنطقة، وتؤكد أنها ستتخذ جميع الإجراءات القانونية تجاهه بضمنها تقديم شكوى إلى مجلس الأمن».
ونوهت بـ«قرار رئيس مجلس الوزراء تشكيل لجنة برئاسة مستشار الأمن الوطني للتحقيق في الهجوم وجمع المعلومات لدعم موقف الحكومة دولياً وتقديم الأدلة والمعلومات الدقيقة».
ولفتت إلى أنه «سوف يتم الإعلان عن نتائج التحقيق، ليطلع الرأي العام العراقي والدولي على الحقائق وإثبات زيف ادعاءات الجهات التي تقف وراء هذه الأفعال المدانة».
«يونامي»: المطلوب الحوار
كما أدانت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي)، اليوم، الهجوم الإيراني. وأكدت البعثة أن الهجمات تنتهك سيادة العراق وسلامة أراضيه من قبل أي جانب، مشددة على وجوب أن تتوقف مثل هذه الهجمات. وقالت في بيان عبر منصة «إكس»: «تجب معالجة الشواغل الأمنية من خلال الحوار وليس الهجمات».
ندين بشدة الهجوم الإيراني الليلة الماضية على مواقع في أربيل في إقليم كردستان العراق، والذي أدى إلى سقوط ضحايا من المدنيين. يجب أن تتوقف الهجمات التي تنتهك سيادة العراق وسلامة أراضيه من قبل أي جانب. ويجب معالجة الشواغل الأمنية من خلال الحوار وليس الهجمات.
— UNAMI (@UNIraq) January 16, 2024
فرنسا تندد
اتهمت فرنسا، اليوم، إيران بانتهاك سيادة العراق بعد هجمات «الحرس الثوري» على أربيل. وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان: «مثل هذه الأعمال تمثل انتهاكاً صارخاً وغير مقبول ومثيراً للقلق لسيادة العراق واعتداء على استقراره وأمنه، وكذلك على استقرار كردستان داخله... إنها تسهم في تصعيد التوترات الإقليمية ويجب أن تتوقف».
وأدانت المملكة المتحدة، اليوم الضربات الإيرانية، معتبرة أنها «انتهاك غير مقبول لسيادة» العراق.وقال وزير الخارجية ديفيد كاميرون على حسابه على موقع «إكس»، إن «هذه الأعمال غير المبررة وغير المسوغة هي انتهاك غير مقبول لسيادة العراق وسلامة أراضيه».
The UK condemns the Iranian regime’s attacks in Erbil last night.These unprovoked and unjustified actions are an unacceptable violation of Iraq’s sovereignty and territorial integrity.Our thoughts are with the families of the victims.
— David Cameron (@David_Cameron) January 16, 2024
كان مجلس أمن إقليم كردستان العراق قد أعلن مقتل 4 أشخاص وإصابة آخرين في قصف لـ«الحرس الثوري» الإيراني، الذي قال إنه استهدف بصواريخ باليستية مواقع بالإقليم في ساعة متأخرة من مساء أمس. وأعلن «الحرس الثوري» عبر موقعه على الإنترنت، أن الضربة الصاروخية الباليستية جاءت انتقاماً لمقتل قادة به على يد إسرائيل.
ووصف «الحرس الثوري» الهدف في المناطق الكردية بالعراق بأنه مركز تجسس لجهاز الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد).