بغداد تندد بـ«العدوان» الإيراني على أربيل وتتعهد اللجوء إلى مجلس الأمن

العراق يستدعي القائم بأعمال السفارة الإيرانية... وطهران تعد هجماتها «حقاً مشروعاً»

0 seconds of 32 secondsVolume 90%
Press shift question mark to access a list of keyboard shortcuts
00:00
00:32
00:32
 
TT
20

بغداد تندد بـ«العدوان» الإيراني على أربيل وتتعهد اللجوء إلى مجلس الأمن

جانب من الأضرار جراء هجمات «الحرس الثوري» الإيراني على أربيل أمس (رويترز)
جانب من الأضرار جراء هجمات «الحرس الثوري» الإيراني على أربيل أمس (رويترز)

توالت، اليوم (الثلاثاء)، ردود الفعل المستنكرة لهجوم «الحرس الثوري» الإيراني على أربيل بإقليم كردستان في شمال العراق، أمس، فيما بررت طهران عملية إطلاق الصواريخ، قائلة إنها تدافع عن سيادتها وأمنها في مواجهة الإرهاب، وتستخدم «حقها المشروع والقانوني لردع تهديدات الأمن القومي».

وندّدت وزارة الخارجية العراقية، اليوم، بالضربات الصاروخية التي نفّذتها طهران، مؤكدة أن «هذا السلوك عدوان على سيادة العراق وأمن الشعب العراقي». وقالت في بيان، إنّ السلطات العراقية «ستتخذ جميع الإجراءات القانونية» الضرورية، بما في ذلك «تقديم شكوى إلى مجلس الأمن» الدولي.

واستدعت وزارة الخارجية العراقية سفيرها في طهران ناصر عبد المحسن، اليوم، «للتشاور»، بعدما استدعت القائم بالأعمال الإيراني لديها للاحتجاج على شن بلاده هجمات على عدد من المناطق في أربيل بإقليم كردستان العراق. كما توجه مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي، اليوم، إلى إقليم كردستان العراق لبحث تداعيات القصف الإيراني على أربيل.

تهديد لاستقرار المنطقة

وأدان الرئيس العراقي عبد اللطيف جمال رشيد، اليوم، القصف الإيراني، قائلاً إنه يهدد استقرار المنطقة بأكملها، ويعد انتهاكاً للسيادة العراقية.

وأضاف رشيد عبر منصة «إكس»: «حسم المسائل يكون عبر الحوار البناء المشترك، لا من خلال الهجمات العسكرية التي تهدد استقرار العراق، بل وكل المنطقة»، مشدداً على ضرورة العمل على خفض التوترات بالمنطقة.

«عدوان على سيادة العراق»

وأعربت حكومة العراق، اليوم، عن استنكارها الشديد وإدانتها للعدوان الإيراني على مدينة أربيل المتمثل بقصف أماكن سكنية آمنة بصواريخ باليستية، مما أدى إلى وقوع ضحايا بين المدنيين.

وأشارت وزارة الخارجية العراقية، في بيان، إلى «الخراب الذي سببه القصف ووقوع كثير من الضحايا الأبرياء جراء قصف الدور السكنية، بضمنها دار سكن رجل الأعمال الكردي پيشرو دزيي وعائلته، مما أدى إلى استشهاده وإصابة أفراد عائلته».

وقالت الوزارة: «حكومة جمهورية العراق تعد هذا السلوك عدواناً على سيادة العراق وأمن الشعب العراقي، وإساءة إلى حسن الجوار وأمن المنطقة، وتؤكد أنها ستتخذ جميع الإجراءات القانونية تجاهه بضمنها تقديم شكوى إلى مجلس الأمن».

ونوهت بـ«قرار رئيس مجلس الوزراء تشكيل لجنة برئاسة مستشار الأمن الوطني للتحقيق في الهجوم وجمع المعلومات لدعم موقف الحكومة دولياً وتقديم الأدلة والمعلومات الدقيقة».

ولفتت إلى أنه «سوف يتم الإعلان عن نتائج التحقيق، ليطلع الرأي العام العراقي والدولي على الحقائق وإثبات زيف ادعاءات الجهات التي تقف وراء هذه الأفعال المدانة».

«يونامي»: المطلوب الحوار

كما أدانت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي)، اليوم، الهجوم الإيراني. وأكدت البعثة أن الهجمات تنتهك سيادة العراق وسلامة أراضيه من قبل أي جانب، مشددة على وجوب أن تتوقف مثل هذه الهجمات. وقالت في بيان عبر منصة «إكس»: «تجب معالجة الشواغل الأمنية من خلال الحوار وليس الهجمات».

فرنسا تندد

اتهمت فرنسا، اليوم، إيران بانتهاك سيادة العراق بعد هجمات «الحرس الثوري» على أربيل. وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان: «مثل هذه الأعمال تمثل انتهاكاً صارخاً وغير مقبول ومثيراً للقلق لسيادة العراق واعتداء على استقراره وأمنه، وكذلك على استقرار كردستان داخله... إنها تسهم في تصعيد التوترات الإقليمية ويجب أن تتوقف».

وأدانت المملكة المتحدة، اليوم الضربات الإيرانية، معتبرة أنها «انتهاك غير مقبول لسيادة» العراق.وقال وزير الخارجية ديفيد كاميرون على حسابه على موقع «إكس»، إن «هذه الأعمال غير المبررة وغير المسوغة هي انتهاك غير مقبول لسيادة العراق وسلامة أراضيه».

كان مجلس أمن إقليم كردستان العراق قد أعلن مقتل 4 أشخاص وإصابة آخرين في قصف لـ«الحرس الثوري» الإيراني، الذي قال إنه استهدف بصواريخ باليستية مواقع بالإقليم في ساعة متأخرة من مساء أمس. وأعلن «الحرس الثوري» عبر موقعه على الإنترنت، أن الضربة الصاروخية الباليستية جاءت انتقاماً لمقتل قادة به على يد إسرائيل.

ووصف «الحرس الثوري» الهدف في المناطق الكردية بالعراق بأنه مركز تجسس لجهاز الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد).


مقالات ذات صلة

هل تقضي ضربات عسكرية على برنامج إيران النووي؟

شؤون إقليمية صورة فضائية من شركة «بلانت لبس» ترصد قاذفات «بي 2» الشبحية بـ«دييغو غارسيا» 26 مارس 2025 (أ.ب) play-circle

هل تقضي ضربات عسكرية على برنامج إيران النووي؟

نشرت الولايات المتحدة في الآونة الأخيرة قاذفات من طراز «بي 2» على مقربة من إيران، في إشارة قوية لطهران لما قد يحدث لبرنامجها النووي إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية المتحدث باسم «الحرس الثوري» علي محمد نائيني خلال مؤتمر صحافي (أرشيفية - تسنيم)

«الحرس» الإيراني: قدراتنا الدفاعية «خط أحمر» في المحادثات مع واشنطن

رفض «الحرس الثوري» التفاوض بشأن قدرات إيران العسكرية في المحادثات النووية مع الولايات المتحدة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان يتوسط محمد إسلامي رئيس المنظمة الذرية ومحسن حاجي ميرزايي مدير مكتبه في معرض للبرنامج النووي (الرئاسة الإيرانية) play-circle

خلاف محتدم بين واشنطن وطهران حول صيغة محادثات مسقط

احتدم الخلاف بين واشنطن وطهران بشأن صيغة المحادثات المقررة في سلطنة عمان بين وزير خارجية إيران عباس عراقجي والمبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف السبت.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
شؤون إقليمية المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت خلال مؤتمر صحافي في البيت الأبيض الأسبوع الماضي (رويترز)

البيت الأبيض: محادثات مسقط مع إيران ستكون مباشرة

أكد البيت الأبيض، اليوم الثلاثاء، أن المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران المقررة السبت في سلطنة عمان ستكون مباشرة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية قائد الوحدة الصاروخیة لـ«الحرس الثوري» أمير علي حاجي زاده يشرح لخامنئي مكونات صاروخ «فتاح 2» الفرط صوتي العام الماضي (أرشيفية - موقع المرشد)

«الحرس الثوري» ينفي اغتيال قائد وحدته الصاروخية

نفى «الحرس الثوري» الإيراني، الثلاثاء، تقارير عن اغتيال قائد الوحدة الصاروخية، أمير علي حاجي زاده، واصفاً الأنباء المتداولة بـ«الشائعات».

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)

مسؤولون: الجيش الأميركي يستعد لخفض قواته في سوريا

خلال مرور دورية مشتركة بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) والجيش الأميركي في ريف القامشلي شمال شرقي سوريا في 8 فبراير 2024 (أرشيفية - رويترز)
خلال مرور دورية مشتركة بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) والجيش الأميركي في ريف القامشلي شمال شرقي سوريا في 8 فبراير 2024 (أرشيفية - رويترز)
TT
20

مسؤولون: الجيش الأميركي يستعد لخفض قواته في سوريا

خلال مرور دورية مشتركة بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) والجيش الأميركي في ريف القامشلي شمال شرقي سوريا في 8 فبراير 2024 (أرشيفية - رويترز)
خلال مرور دورية مشتركة بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) والجيش الأميركي في ريف القامشلي شمال شرقي سوريا في 8 فبراير 2024 (أرشيفية - رويترز)

قال مسؤولان أميركيان لرويترز اليوم الثلاثاء إن الجيش الأميركي يستعد لدمج قواته في سوريا خلال الأسابيع والأشهر المقبلة، في خطوة قد تُقلص عددها إلى النصف.

وللجيش الأميركي نحو ألفي جندي في سوريا موزعين على عدد من القواعد، معظمها في الشمال الشرقي. وتعمل القوات الأميركية مع القوات المحلية لمنع عودة ظهور تنظيم داعش، الذي استولى في عام 2014 على مساحات شاسعة من العراق وسوريا، قبل دحره لاحقا.

وقال أحد المسؤولين، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن هذا الدمج قد يقلل عدد القوات في سوريا إلى ألف تقريبا. وأكد مسؤول أميركي آخر خطة التخفيض، لكنه قال إنه لا يوجد يقين بشأن الأعداد وكان متشككا إزاء تخفيض بهذا الحجم في وقت تتفاوض فيه إدارة الرئيس دونالد ترمب مع إيران وتحشد قواتها في المنطقة.