البرلمان المصري يحيل «نائبة الغش» لـ«القيم»... ويرفع الحصانة عن آخر

النائبة نشوى رائف (صفحتها الرسمية على فيسبوك)
النائبة نشوى رائف (صفحتها الرسمية على فيسبوك)
TT

البرلمان المصري يحيل «نائبة الغش» لـ«القيم»... ويرفع الحصانة عن آخر

النائبة نشوى رائف (صفحتها الرسمية على فيسبوك)
النائبة نشوى رائف (صفحتها الرسمية على فيسبوك)

أحال مجلس النواب المصري (البرلمان)، النائبة نشوى رائف، عضو المجلس عن حزب «الوفد»، إلى لجنة «القيم»، للتحقيق معها في ما نُسب إليها من واقعة الاتهام بالغش أثناء تأديتها امتحانات الفصل الدراسي الأول بكلية «الحقوق» في جامعة جنوب الوادي (صعيد مصر)، حيث تدرس بالكلية في الفرقة الثالثة بنظام الانتساب.

وجاء قرار رئيس مجلس النواب المستشار حنفي الجبالي، خلال جلسة عامة عقدت الأحد، بعد أيام من إصدار الجامعة بياناً ذكرت فيه «اعتداء نشوى رائف على اثنين من المراقبين عقب ضبطها بالغش من خلال استخدام سماعة، مع منعها من استكمال الامتحانات»، حسب بيان الجامعة الأسبوع الماضي.

وأكد رئيس مجلس النواب أن القرار اتخذ بعد الاستماع إلى أقوال النائبة أمام مكتب المجلس قبل الجلسة العامة في ما هو منسوب إليها، إعمالاً للائحة الداخلية للمجلس، مشيراً إلى أن لجنة القيم ستقوم بعرض تقرير بالواقعة بعد الانتهاء من التحقيقات.

وقال الجبالي إن الواقعة – حال ثبوتها – تمثل مخالفة لأحكام القانون، وبالتالي مخالفة لواجبات العضوية، مؤكداً أن «الحصانة التي يتمتع بها النواب من المُحال أن تكون عقبة تعترض طريق مساءلتهم تأديبياً أو جنائياً حال خروجهم على النظام العام، أو إتيانهم أعمالاً من شأنها أن تؤثر في هيبة السلطة التشريعية أو تنتقص من ثقة أفراد الشعب في القائمين عليها».

وجاء قرار إحالة النائبة إلى لجنة القيم، بالتزامن مع موافقة المجلس على رفع الحصانة عن النائب مجدي الوليلي، لاتخاذ إجراءات التحقيق ورفع الدعوى الجنائية على النائب بتهمة «إصدار شبك بدون رصيد» وانتهاء المهلة الممنوحة له من لجنة الشؤون الدستورية والتشريعية لتسوية الأمر، استجابة لكتاب النائب العام المرسل للمجلس الشهر الماضي، حسب الجبالي.

وقالت النائبة عفاف زهران عضو لجنة القيم لـ«الشرق الأوسط»، إن اللجنة ستعقد اجتماعاً في وقت لاحق من أجل الاستماع إلى أقوال النائبة فيما هو منسوب إليها، بالإضافة إلى متابعة ما صدر من الجامعة فيما يخص الواقعة، لتبدأ بعدها في التداول بين الأعضاء بشأن التوصيات التي ستقوم برفعها لرئيس المجلس، مشيرة إلى أن التوصية التي ستصدر ستكون برأي الأغلبية.

ورفضت محكمة القضاء الإداري بقنا (الخميس) الدعوى المستعجلة التي أقامتها النائبة نشوى رائف للمطالبة بإلغاء قرار رئيس الجامعة، الدكتور أحمد عكاوي، بحرمانها من استكمال الامتحانات، وهو الرفض الذي لم يمكن النائبة الطالبة من تأدية امتحان مادة «قانون العمل» (السبت).

وأكد رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الوفد بمجلس النواب، الدكتور ياسر الهضيبي، لـ«الشرق الأوسط»، أن رئيس الحزب قرر انتظار التحقيقات التي تباشرها النيابة العامة في الواقعة، مع وجود رواية للنائبة تخالف رواية الجامعة، واعتماد نتيجة تحقيقات النيابة باعتبارها الحقيقة من دون أن يفتح الحزب أو الهيئة البرلمانية أي تحقيقات في الأمر.

وحسب تقارير إعلامية محلية، فإن النائبة أكدت «اختلاق المراقبة بالامتحانات واقعة اتهامها بالغش بعد حديث سياسي اتهمت فيه نواب البرلمان بعدم التواصل مع المواطنين، وهو ما دفعها للمطالبة لعدم التطرق لطبيعة نشاطها كعضوة في مجلس النواب لعدم مناسبة لجنة الامتحانات لهذا الحديث».

ووفق أحد أعضاء هيئة التدريس بكلية الحقوق التي شهدت الواقعة لـ«الشرق الأوسط»، فإن الإجراءات القانونية تسير في مسارها الطبيعي، وسيتم التحقيق من قبل مجلس التأديب بالواقعة التي تصل فيها أقصى عقوبة لحرمانها من استكمال الدراسة بأي من الجامعات المصرية، مشيراً إلى أن مكتب رئيس الجامعة يباشر الواقعة بشكل مباشر.

وبينما توقعت عضوة لجنة القيم عدم استغراق اللجنة وقتاً طويلاً قبل إرسال تقريرها لرئيس المجلس، أكد رئيس الهيئة البرلمانية لـ«الوفد» اتخاذ رئيس الحزب قراراً بفصل النائبة البرلمانية من عضوية الحزب حال إدانتها في تحقيقات النيابة بشكل نهائي، مع التأكيد على أن الأمر سيكون كأن لم يكن حال ثبوت صحة حديثها.

وأضاف أن المسار الذي يسلكه الحزب بمعاقبة النائبة حال إدانتها من النيابة منفصل بشكل كامل عما سيصدر عن مجلس النواب، في ظل وجود عدة أدوات للمجلس ينظمها الدستور والقانون واللائحة للتعامل مع الواقعة.


مقالات ذات صلة

رفع الحصانة عن برلماني مصري في قضية وفاة اللاعب رفعت

شمال افريقيا أحمد رفعت (الشرق الأوسط)

رفع الحصانة عن برلماني مصري في قضية وفاة اللاعب رفعت

وافق مجلس الشيوخ المصري على رفع الحصانة عن النائب أحمد دياب؛ للاستماع إلى أقواله في تحقيقات النيابة العامة بشأن وفاة اللاعب أحمد رفعت.

أحمد عدلي (القاهرة)
شمال افريقيا شعار تطبيق «تيك توك» (د.ب.أ)

«يهدد الأمن القومي»... تحرك برلماني مصري لحجب الـ«تيك توك»

بداعي «تهديده للأمن القومي» ومخالفة «الأعراف والتقاليد» المصرية، قدم عضو مجلس النواب المصري (البرلمان)، عصام دياب، «طلب إحاطة»، لحجب استخدام تطبيق «تيك توك».

أحمد إمبابي (القاهرة)
شمال افريقيا طالبة لجوء سودانية مع أطفالها تتقدم بطلب لجوء في مركز تسجيل مفوضية اللاجئين بمصر (المفوضية)

البرلمان المصري يقرُّ قانون اللاجئين

أقر مجلس النواب المصري (البرلمان)، الثلاثاء، وبشكل نهائي، مشروع القانون المقدم من الحكومة بشأن «لجوء الأجانب»، الذي يتضمن 39 مادة «تنظم أوضاع اللاجئين وحقوقهم».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا جانب من جلسات مجلس النواب (الحكومة المصرية)

البرلمان المصري يفتح باب تعديل مشروع قانون «الإجراءات الجنائية»

فتح مجلس النواب المصري (البرلمان) الباب أمام إدخال تعديلات على مشروع قانون «الإجراءات الجنائية» المعروض للمناقشة في الجلسات العامة.

أحمد عدلي (القاهرة)
شمال افريقيا وزراء حضروا المناقشات حول قانون «الإجراءات الجنائية» (مجلس الوزراء المصري)

البرلمان المصري يبحث في «الإجراءات الجنائية» وسط تباين «حقوقي»

واصل مجلس النواب المصري، الاثنين، مناقشة مشروع قانون «الإجراءات الجنائية»، على وقع تباين حقوقي لنصوص المشروع الجديد.

أحمد عدلي (القاهرة)

الأردن يعد الهجوم قرب سفارة إسرائيل «إرهابياً فردياً»

TT

الأردن يعد الهجوم قرب سفارة إسرائيل «إرهابياً فردياً»

سيارة لقوات الأمن الأردنية تقف قرب السفارة الإسرائيلية في عمّان (رويترز)
سيارة لقوات الأمن الأردنية تقف قرب السفارة الإسرائيلية في عمّان (رويترز)

لم تكشف التحقيقات الأولية الأردنية، بشأن الهجوم المسلح الذي وقع قرب السفارة الإسرائيلية بمنطقة الرابية في عمّان، وصنفته الحكومة «إرهابياً»، حتى مساء الأحد، عن ارتباطات تنظيمية لمُنفذه، ما رجحت معه مصادر أمنية تحدثت إلى «الشرق الأوسط»، أن يكون «عملاً فردياً ومعزولاً وغير مرتبط بتنظيمات».

وكان مسلح أطلق النار، فجر الأحد، على دورية شرطة تابعة لجهاز الأمن العام الأردني، وانتهى الهجوم بمقتل المنفذ بعد ساعات من الملاحقة، ومقاومته قوات الأمن بسلاح أتوماتيكي، ما أسفر عن إصابة ثلاثة عناصر أمنية.

وذهبت المصادر الأردنية إلى أن «(الهجوم الإرهابي) لم يؤكد نوايا المنفذ، إذ بادر بإطلاق النار على دورية أمن عام كانت موجودة في المنطقة التي تشهد عادة مظاهرات مناصرة لغزة».

أردنيون يُلوحون بالأعلام خلال احتجاج خارج السفارة الإسرائيلية في عمان على خلفية حرب غزة (أ.ف.ب)

وأفادت معلومات نقلاً مصادر قريبة من عائلة المنفذ، بأنه «ينتمي لعائلة محافظة وملتزمة دينياً، تسكن إحدى قرى محافظة الكرك (150 كيلومتراً جنوب عمّان)، وأن الشاب الذي يبلغ من العمر (24) عاماً، قُتل بعد مطاردة بين الأحياء السكنية، وهو صاحب سجل إجرامي يتعلق بتعاطي المخدرات وحيازة أسلحة نارية، وقيادة مركبة تحت تأثير المخدر».

«عمل معزول»

ووصفت مصادر أمنية تحدثت لـ«الشرق الأوسط» الحادث بأنه «عمل فردي ومعزول وغير مرتبط بتنظيمات»، وأضافت المصادر أن التحقيقات الأولية أفادت بأن المهاجم تحرك «تحت تأثير تعاطي مواد مخدرة، وقد تم ضبط زجاجات ومواد حارقة، الأمر الذي يترك باب السؤال مفتوحاً عن هدف منفذ العملية ودوافعه».

وذكّرت عملية فجر الأحد بحدث مشابه نفذه «ذئب منفرد» لشاب اقتحم مكتب مخابرات عين الباشا شمال العاصمة، وقتل 5 عناصر بمسدس منتصف عام 2016، الأمر الذي يضاعف المخاوف من تحرك فردي قد يسفر عن وقوع أعمال إرهابية تستهدف عناصر أمنية.

وكشف بيان صدر عن «جهاز الأمن العام»، صباح الأحد، عن أن «مطلق الأعيرة النارية باتجاه رجال الأمن في منطقة الرابية، مطلوب ولديه سجل جرمي سابق على خلفية قضايا جنائية عدة من أبرزها قضايا المخدرات».

وذكر البيان الأمني الذي جاء على لسان مصدر أن «من بين القضايا المسجلة بحق هذا الشخص حيازة المخدرات وتعاطيها، وفي أكثر من قضية، والقيادة تحت تأثير المواد المخدرة، وإلحاق الضرر بأملاك الغير، ومخالفة قانون الأسلحة النارية والذخائر».

دورية أمنية أردنية تتحرك يوم الأحد قرب السفارة الإسرائيلية في عمّان (رويترز)

ولفت البيان إلى أن «منفذ العمل الإرهابي كان قد بادر وبشكل مباشر بإطلاق الأعيرة النارية تجاه عناصر دورية أمنية (نجدة) كان توجد في المكان قاصداً قتل أفرادها بواسطة سلاح أوتوماتيكي كان مخبئاً بحوزته، إضافةً إلى عدد من الزجاجات والمواد الحارقة».

«الدفاع عن النفس»

وأضاف البيان أن «رجال الأمن اتخذوا الإجراءات المناسبة للدفاع عن أنفسهم وطبقوا قواعد الاشتباك بحرفية عالية، للتعامل مع هذا الاعتداء الجبان على حياتهم وعلى حياة المواطنين من سكان الموقع»، موضحاً أن «رجال الأمن المصابين قد نُقلوا لتلقي العلاج، وهم في حالة مستقرة الآن بعد تأثرهم بإصابات متوسطة، وأن التحقيقات متواصلة حول الحادث».

وعدَّ الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية، الوزير محمد المومني، في تصريحات عقب الهجوم أنه «اعتداء إرهابي على قوات الأمن العام التي تقوم بواجبها»، مؤكداً أن «المساس بأمن الوطن والاعتداء على رجال الأمن العام سيقابل بحزم لا هوادة فيه وقوة القانون وسينال أي مجرم يحاول القيام بذلك القصاص العادل».

ولفت المومني إلى أن «الاعتداء قام به شخص خارج عن القانون، ومن أصحاب سجلات إجرامية ومخدرات، وهي عملية مرفوضة ومدانة من كل أردني»، مشيراً إلى أن «التحقيقات مستمرة حول الحادث الإرهابي الآثم لمعرفة كل التفاصيل والارتباطات وإجراء المقتضيات الأمنية والقانونية بموجبها».