مساعٍ لبنانية للتهدئة في الجنوب وتنفيذ القرار 1701

ميقاتي يشدد على الحل الشامل… ومن ضمنه سلاح «حزب الله»

رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مجتمعاً مع وزير الخارجية عبد الله بو حبيب (موقع رئاسة الجمهورية)
رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مجتمعاً مع وزير الخارجية عبد الله بو حبيب (موقع رئاسة الجمهورية)
TT

مساعٍ لبنانية للتهدئة في الجنوب وتنفيذ القرار 1701

رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مجتمعاً مع وزير الخارجية عبد الله بو حبيب (موقع رئاسة الجمهورية)
رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مجتمعاً مع وزير الخارجية عبد الله بو حبيب (موقع رئاسة الجمهورية)

تستمر الجهود السياسية للتهدئة في جنوب لبنان، وعدم توسعة الحرب مع تأكيد المسؤولين اللبنانيين الاستعداد لتطبيق القرار 1701. وهذا الأمر شدد عليه كل من رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ووزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بو حبيب.

وقال ميقاتي في حديث لقناة «الحرة» الأميركية: «أبلغنا الجميع استعدادنا للدخول في مفاوضات لتحقيق عملية استقرار طويلة الأمد في جنوب لبنان، وعند الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة، والالتزام بالقرارات الدولية واتفاق الهدنة والقرار 1701». وأكد على أن لبنان «يشدد على الحل الشامل، ومن ضمنه حل الموضوع المرتبط بسلاح (حزب الله)»، وأوضح: «نعمل على حل دبلوماسي للوضع في الجنوب ربما سيكون تطبيقه مرتبطاً بوقف العدوان على غزة»، مشدداً على «أن المطلوب إعادة إحياء اتفاق الهدنة وتطبيقه وإعادة الوضع في الجنوب إلى ما قبل عام 1967، وإعادة مزارع شبعا التي كانت تحت السيادة اللبنانية قبل البدء باحتلالها تدريجياً، والعودة إلى خط الانسحاب السابق بموجب اتفاق الهدنة».

وأضاف ميقاتي رداً على سؤال: «تلقينا عرضاً بالانسحاب إلى شمال الليطاني، ولكننا نشدد على الحل الشامل، ومن ضمنه حل الموضوع المرتبط بسلاح (حزب الله)»، وكشف أن مستشار الرئيس الأميركي أموس هوكستاين سيزور بيروت هذا الأسبوع، للبحث معه في كل هذه المسائل.

وقال ميقاتي رداً على سؤال: «التهديدات التي تصلنا مفادها أنه يجب انسحاب (حزب الله) إلى شمال الليطاني، في الوقت الذي نشدد نحن على أن هذا الأمر جزء من البحث الذي يجب أن يشمل انسحاب إسرائيل الكامل من الأراضي التي تحتلها، ووقف اعتداءاتها على لبنان وخرقها السيادة اللبنانية»، مضيفاً: «تلقينا عرضاً بالانسحاب إلى شمال الليطاني، ولكننا نشدد على الحل الشامل، ومن ضمنه حل الموضوع المرتبط بسلاح (حزب الله)».

ومن جهته، قال بو حبيب إن المسؤولين اللبنانيين أبلغوا كل الجهات المعنية أن لبنان «على استعداد لتنفيذ القرار 1701 بحذافيره، أي العودة إلى خط الهدنة لعام 1949؛ ما يعني انسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية كافة، وأن توقف خروقها البرية والبحرية والجوية، كاشفاً أنه من الممكن أن يزور لبنان عدد من وزراء خارجية بعض الدول في الفترة المقبلة.

وجاءت مواقف بو حبيب بعد لقائه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، وقد لفت إلى أنه كان قد عرض للوضع في الجنوب والمساعي القائمة، مشيراً إلى أنه «كما هو معروف فإن الولايات المتحدة أوكلت إلى أموس هوكستاين متابعة الوضع، وفي حال كانت لديه أمور إيجابية سيزور لبنان في وقت لاحق، وقد أبلغنا الجميع أننا على استعداد لتنفيذ القرار 1701 بحذافيره، أي أنه تجب العودة إلى خط الهدنة لعام 1949؛ ما يعني انسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية كلها، وأن توقف خروقها البرية والبحرية والجوية، وإذا طبقت هذه الأمور فإنه ليس لدى لبنان أي مشكلة، وهذا ما تبلغه الحكومة اللبنانية للجميع، ومن الممكن أن يزور لبنان عدد من وزراء خارجية بعض الدول، وسنعلن عنهم في الوقت المناسب».

وهذا الموقف كان قد أكده بو حبيب لمنسقة الأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا خلال لقائه معها مشدداً على أنه «لا يمكن للحل إلا أن يكون سياسياً ودبلوماسياً من خلال التطبيق الكامل للقرار 1701 أي عبر الانسحاب الإسرائيلي من كل الأراضي اللبنانية المحتلة، ووقف الخروق البرية والبحرية والجوية».

والموضوع نفسه كان حاضراً أيضاً في اللقاء الذي جمع بو حبيب مع سفير ألمانيا في لبنان جورج شتوكل – شتيلفريد، ولفت فيه الوزير إلى أن «هناك تعويلاً على دور ألمانيا الصديقة في وقف التصعيد والحيلولة دون تمدد الصراع».



قافلة مساعدات سعودية تحمل الطحين إلى المخابز السورية

فريق قافلة المساعدات السعودية في معبر نصيب الحدودي جنوب سوريا (واس)
فريق قافلة المساعدات السعودية في معبر نصيب الحدودي جنوب سوريا (واس)
TT

قافلة مساعدات سعودية تحمل الطحين إلى المخابز السورية

فريق قافلة المساعدات السعودية في معبر نصيب الحدودي جنوب سوريا (واس)
فريق قافلة المساعدات السعودية في معبر نصيب الحدودي جنوب سوريا (واس)

وصلت إلى دمشق، اليوم (الأحد)، 54 شاحنة إغاثية جديدة، ضمن الجسر البري الإغاثي السعودي الذي يسيِّره مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.

وعلمت «الشرق الأوسط» أن 40 شاحنة منها محملة بالطحين لصالح المؤسسة العامة للمخابز السورية، لضمان استمرار تقديم الرغيف للأسرة السورية خلال الفترة القادمة، بينما حملت الشاحنات الـ14 الأخرى مواد غذائية وإيوائية وطبية، مقدَّمة للشعب السوري، لتخفيف آثار الأوضاع الاقتصادية التي تمر بها سوريا حالياً.

طفل يأكل من خبز اشتراه للتو في أحد الشوارع بدمشق يوم الجمعة الماضي (رويترز)

مدير إدارة الفروع بمركز الملك سلمان للإغاثة، مبارك الدوسري، في تعليق على وصول القافلة الثانية من الجسر البري إلى دمشق، قال لـ«الشرق الأوسط»، إن «الدعم السعودي للطحين مستمر»، لافتاً إلى أن فريق المركز «ساهم في نقل الهدايا للشعب السوري؛ لكنه يعجز عن نقل عمق وحجم مشاعر الشعب السعودي، وما يكنِّه في قلوب قيادته وفاعلياته، كباراً وصغاراً، من الحب والمودة والاحتضان للشعب السوري». وأضاف الدوسري: «نعمل بشغف ليل نهار لرؤية ابتسامة الشعب السوري على وجهه، وهي أكبر فرحة لنا».

صورة من «سانا» لمخبز في دمشق

وشهدت سوريا في عهد النظام السابق تقنيناً في رغيف الخبز بالسعر المدعوم، وجرى تخصيص عدد ربطات لكل أسرة حسب عدد أفرادها، يمكن الحصول عليها بموجب البطاقة الذكية التي ألغيت بعد سقوط النظام، ليعود بيع الخبز حراً في الأفران، بسعر 4 آلاف ليرة سورية لربطة تحوي 10 أرغفة، وهو أقل من سعر التكلفة المقدر بنحو 8 آلاف ليرة.

وتمتلك المؤسسة السورية العامة للمخابز في مناطق سيطرة دمشق، نحو 250 مخبزاً بطاقة إنتاج تصل إلى 5 آلاف طن، أي نحو 3.9 مليون ربطة يومياً، وفق أرقام المؤسسة التي تعمل حالياً على تأهيل كثير من المخابز التي خرجت عن الخدمة في السنوات الماضية لإعادتها للإنتاج؛ علماً بأن سوريا تحتاج إلى إنشاء أكثر من 160 مخبزاً إضافياً لتغطية احتياج السوريين إلى الخبز، وفق ما سبق أن أعلنته مؤسسة ‏المخابز، بعد تقييم أولي للمحافظات ‏وأريافها.

توزيع الخبز المدعوم في مخبز حكومي بمدينة حلب شمال سوريا (غيتي)

هذا وقد عانت سوريا طويلاً من أزمة توفر القمح، بعد تراجع إنتاجها الزراعي وشح موارد الخزينة العامة، وعدم توفر النقد الأجنبي لتغطية استيراد القمح، وتأتي المساعدات السعودية للمخابز لتتدارك حصول أزمة في توفر رغيف الخبز في المرحلة القادمة، وتغطي الاحتياج الإنساني في الحالات الطارئة والمتطلبات الأساسية التي يحتاج إليها الشعب السوري في الوقت الراهن، وذلك من خلال التنسيق مع الجانب السوري للتعرف إلى الاحتياجات الملحَّة؛ حيث تتركز الاحتياجات الرئيسية في القطاعين الصحي والغذائي، بالإضافة للاحتياج الإغاثي.

قافلة المساعدات السعودية

ومنذ سقوط نظام الأسد، وصلت إلى سوريا 60 شاحنة ضمن الجسر الإغاثي السعودي البري، كما وصلت إلى مطار دمشق الدولي حتى الآن، 13 طائرة إغاثية ضمن الجسر الجوي الإغاثي السعودي، تحمل على متنها مواد غذائية وطبية وإيوائية. وأكدت السعودية أنه «لا يوجد سقف محدد» للمساعدات التي ترسلها إلى دمشق عبر جسرين؛ بري وجوي؛ إذ ستبقى مفتوحة حتى تحقيق أهدافها على الأرض في سوريا، باستقرار الوضع الإنساني، وفق توجيهات قيادة المملكة؛ للتخفيف من معاناة المتضررين.