عبّرت تركيا مجدداً عن انزعاجها من موقف الولايات المتحدة الداعم لإسرائيل والمعارض للوقف الدائم لإطلاق النار في غزة. وحذّرت من خطر نشوب حرب إقليمية في المنطقة بسبب الممارسات الإسرائيلية.
وجاء الموقف التركي في وقت جدد فيه الأردن رفضه «تهجير الفلسطينيين» من غزة. وقالت وزارة الخارجية الأردنية إن وزير الخارجية أيمن الصفدي سيستقبل نظيره الأميركي أنتوني بلينكن في عمّان، الأحد، وسيؤكد له ضرورة «الوقف الفوري للعدوان» على غزة، و«سيعيد تأكيد الموقف الأردني الثابت في رفض تهجير الفلسطينيين داخل أرضهم أو إلى خارجها»، عادة ذلك «جريمة حرب وتصعيداً خطيراً للصراع». وتابعت «الخارجية» الأردنية أن الصفدي سيؤكد «رفض أي مقاربة مستقبلية للتعامل مع غزة من منطلق أمني خارج سياق خطة كاملة شاملة قائمة على وحدة غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية»، وسيشدد على ضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة على خطوط 4 يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس الشرقية «على أساس حل الدولتين».
يلتقي نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين @AymanHsafadi، غداً، وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن @SecBlinken الذي يصل المملكة في سياق جولة إقليمية. #الأردن#الولايات_المتحدة_الأمريكية pic.twitter.com/dPNAo0hzBD
— وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية (@ForeignMinistry) January 6, 2024
وبحث بلينكن السبت، التطورات في غزة والمساعدات الإنسانية للفلسطينيين خلال لقاء مع نظيره التركي هاكان فيدان في إسطنبول، أعقبه لقاء مع الرئيس رجب طيب إردوغان.
وقالت وزارة الخارجية التركية، عبر حسابها في «إكس» عقب المباحثات بين فيدان وبلينكن، إن اللقاء، الذي استمر نحو ساعتين، تناول الحرب في غزة والأزمة الإنسانية، وعملية انضمام السويد إلى حلف «الناتو»، وقضايا ثنائية وإقليمية.
وعقب المباحثات التي عقدت في قصر وحيد الدين الرئاسي بإسطنبول، التقى الرئيس رجب طيب إردوغان بلينكن بحضور فيدان ورئيس المخابرات التركية إبراهيم كالين وكبير مستشاري الرئاسة التركية عاكف تشاغطاي كليتش، والسفير الأميركي في أنقرة جيفري فليك.
وخارج قصر وحيد الدين، الواقع في الشطر الآسيوي بإسطنبول، تجمع عدد من المواطنين الأتراك رافعين لافتات تدين الموقف الأميركي، وتصف الرئيس جو بايدن بـ«القاتل»، وأخرى تحمل صورة قيادي «حماس»، صالح العاروري، الذي قتل بضربة جوية إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية الثلاثاء الماضي.
ووصل بلينكن إلى إسطنبول، ليل الجمعة - السبت، في زيارة لتركيا في مستهل جولة تشمل أيضاً اليونان، والأردن، وقطر، والإمارات، والسعودية، ومصر، وإسرائيل، ورام الله.
تحذير تركي
وقالت مصادر قريبة من المباحثات إن الحرب في غزة تصدرت لقاءات المسؤولين الأتراك مع بلينكن، حيث عبروا عن انزعاج أنقرة لموقف الولايات المتحدة الداعم لإسرائيل بلا حدود، والمعارض للوقف الدائم لإطلاق النار.
وأضافت المصادر أن الجانب التركي حذّر من خطر نشوب حرب إقليمية في المنطقة بسبب الممارسات الإسرائيلية.
واستبق المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، مباحثات بلينكن في إسطنبول، وكتب في حسابه على «إكس» عقب وصول الوزير الأميركي إلى إسطنبول، ليل الجمعة، أن تركيا تعتزم الاضطلاع بدور حاسم في معالجة قضايا أمنية إقليمية، بما في ذلك منع الصراع من الانتشار خارج قطاع غزة.
وكان ميلر صرح الخميس، بأن محادثات بلينكن خلال جولته بالمنطقة التي انطلقت من تركيا، ستركز على الجهود الرامية إلى إدخال مزيد من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وتحرير الرهائن المتبقين من أيدي «حماس»، وتحسين سبل حماية المدنيين في الصراع، مضيفاً أنه يتعين على إسرائيل أيضاً بذل مزيد من الجهد للحد من التوترات في الضفة الغربية.
قضية عملاء الموساد
وعشية مباحثات الوزير الأميركي في إسطنبول، عد إردوغان أن أهم أسباب استهداف تركيا هو إصرارها على حماية حقوقها ومصالحها، وموقفها الثابت والراسخ تجاه القضية الفلسطينية.
وقال إردوغان، في فعالية بإسطنبول الجمعة، إن تركيا «اتخذت موقفاً واضحاً للغاية إلى جانب المظلومين الفلسطينيين، ولم تتردد في الدفاع بلا هوادة عن الحقوق والحقيقة أمام الفظائع التي ارتكبت في قطاع غزة، حيث قُتل نحو 23 ألف فلسطيني غالبيتهم أطفال ونساء».
ولفت إلى أن جهاز المخابرات التركي وجّه «ضربات كبيرة للغاية» ضد أعداء تركيا وأدواتهم داخل البلاد وخارجها.
وجاءت تصريحات إردوغان فيما أمرت محكمة في إسطنبول بحبس 15 من أصل 34 شخصاً اعتقلوا للاشتباه في تجسسهم لصالح الموساد، انتظاراً لمحاكمتهم، فيما تم الإفراج المشروط بالمراقبة القضائية عن 11 مشتبهاً بينما بدأت الإجراءات لترحيل 8 آخرين.
وألقت قوات مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة التركية، الثلاثاء، القبض على 34 من بين 46 مشتبهاً بهم، أفادت متابعة المخابرات التركية لنشاطهم بأنهم تورطوا في التخطيط لتنفيذ أنشطة تشمل الاستطلاع وملاحقة واعتداء واختطاف مواطنين أجانب يعيشون في تركيا لصالح الموساد الإسرائيلي، وتم القبض عليهم في إسطنبول و8 ولايات أخرى.
وكشفت المخابرات التركية أن الموساد قام بتجنيد فلسطينيين وسوريين داخل تركيا في إطار عملية ضد أجانب يعيشون في تركيا، لا سيما مواطنين فلسطينيين وعائلاتهم في نطاق الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني المستمر.
وأفادت تقارير إعلامية بأن أحد المشتبه بهم قام بجمع معلومات عن مرضى فلسطينيين تم نقلهم مؤخراً إلى تركيا من غزة لتلقي الرعاية الصحية.