بلينكن يسمع رفضاً أردنياً لـ«تهجير الفلسطينيين» وتحذيراً تركياً من حرب إقليمية

وزير الخارجية الأميركي أجرى محادثات في إسطنبول مع إردوغان وفيدان... ويقابل الصفدي في عمّان الأحد

الوزير بلينكن مغادراً تركياً إلى كريت في اليونان السبت (أ.ف.ب)
الوزير بلينكن مغادراً تركياً إلى كريت في اليونان السبت (أ.ف.ب)
TT

بلينكن يسمع رفضاً أردنياً لـ«تهجير الفلسطينيين» وتحذيراً تركياً من حرب إقليمية

الوزير بلينكن مغادراً تركياً إلى كريت في اليونان السبت (أ.ف.ب)
الوزير بلينكن مغادراً تركياً إلى كريت في اليونان السبت (أ.ف.ب)

عبّرت تركيا مجدداً عن انزعاجها من موقف الولايات المتحدة الداعم لإسرائيل والمعارض للوقف الدائم لإطلاق النار في غزة. وحذّرت من خطر نشوب حرب إقليمية في المنطقة بسبب الممارسات الإسرائيلية.

وجاء الموقف التركي في وقت جدد فيه الأردن رفضه «تهجير الفلسطينيين» من غزة. وقالت وزارة الخارجية الأردنية إن وزير الخارجية أيمن الصفدي سيستقبل نظيره الأميركي أنتوني بلينكن في عمّان، الأحد، وسيؤكد له ضرورة «الوقف الفوري للعدوان» على غزة، و«سيعيد تأكيد الموقف الأردني الثابت في رفض تهجير الفلسطينيين داخل أرضهم أو إلى خارجها»، عادة ذلك «جريمة حرب وتصعيداً خطيراً للصراع». وتابعت «الخارجية» الأردنية أن الصفدي سيؤكد «رفض أي مقاربة مستقبلية للتعامل مع غزة من منطلق أمني خارج سياق خطة كاملة شاملة قائمة على وحدة غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية»، وسيشدد على ضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة على خطوط 4 يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس الشرقية «على أساس حل الدولتين».

وبحث بلينكن السبت، التطورات في غزة والمساعدات الإنسانية للفلسطينيين خلال لقاء مع نظيره التركي هاكان فيدان في إسطنبول، أعقبه لقاء مع الرئيس رجب طيب إردوغان.

وقالت وزارة الخارجية التركية، عبر حسابها في «إكس» عقب المباحثات بين فيدان وبلينكن، إن اللقاء، الذي استمر نحو ساعتين، تناول الحرب في غزة والأزمة الإنسانية، وعملية انضمام السويد إلى حلف «الناتو»، وقضايا ثنائية وإقليمية.

الرئيس التركي مصافحاً وزير الخارجية الأميركية في إسطنبول السبت (الرئاسة التركية - د.ب.أ)

وعقب المباحثات التي عقدت في قصر وحيد الدين الرئاسي بإسطنبول، التقى الرئيس رجب طيب إردوغان بلينكن بحضور فيدان ورئيس المخابرات التركية إبراهيم كالين وكبير مستشاري الرئاسة التركية عاكف تشاغطاي كليتش، والسفير الأميركي في أنقرة جيفري فليك.

وخارج قصر وحيد الدين، الواقع في الشطر الآسيوي بإسطنبول، تجمع عدد من المواطنين الأتراك رافعين لافتات تدين الموقف الأميركي، وتصف الرئيس جو بايدن بـ«القاتل»، وأخرى تحمل صورة قيادي «حماس»، صالح العاروري، الذي قتل بضربة جوية إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية الثلاثاء الماضي.

ووصل بلينكن إلى إسطنبول، ليل الجمعة - السبت، في زيارة لتركيا في مستهل جولة تشمل أيضاً اليونان، والأردن، وقطر، والإمارات، والسعودية، ومصر، وإسرائيل، ورام الله.

وزيرا الخارجية التركي والأميركي في إسطنبول السبت (أ.ب)

تحذير تركي

وقالت مصادر قريبة من المباحثات إن الحرب في غزة تصدرت لقاءات المسؤولين الأتراك مع بلينكن، حيث عبروا عن انزعاج أنقرة لموقف الولايات المتحدة الداعم لإسرائيل بلا حدود، والمعارض للوقف الدائم لإطلاق النار.

وأضافت المصادر أن الجانب التركي حذّر من خطر نشوب حرب إقليمية في المنطقة بسبب الممارسات الإسرائيلية.

واستبق المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، مباحثات بلينكن في إسطنبول، وكتب في حسابه على «إكس» عقب وصول الوزير الأميركي إلى إسطنبول، ليل الجمعة، أن تركيا تعتزم الاضطلاع بدور حاسم في معالجة قضايا أمنية إقليمية، بما في ذلك منع الصراع من الانتشار خارج قطاع غزة.

وكان ميلر صرح الخميس، بأن محادثات بلينكن خلال جولته بالمنطقة التي انطلقت من تركيا، ستركز على الجهود الرامية إلى إدخال مزيد من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وتحرير الرهائن المتبقين من أيدي «حماس»، وتحسين سبل حماية المدنيين في الصراع، مضيفاً أنه يتعين على إسرائيل أيضاً بذل مزيد من الجهد للحد من التوترات في الضفة الغربية.

رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي دافيد برنياع (رويترز)

قضية عملاء الموساد

وعشية مباحثات الوزير الأميركي في إسطنبول، عد إردوغان أن أهم أسباب استهداف تركيا هو إصرارها على حماية حقوقها ومصالحها، وموقفها الثابت والراسخ تجاه القضية الفلسطينية.

وقال إردوغان، في فعالية بإسطنبول الجمعة، إن تركيا «اتخذت موقفاً واضحاً للغاية إلى جانب المظلومين الفلسطينيين، ولم تتردد في الدفاع بلا هوادة عن الحقوق والحقيقة أمام الفظائع التي ارتكبت في قطاع غزة، حيث قُتل نحو 23 ألف فلسطيني غالبيتهم أطفال ونساء».

ولفت إلى أن جهاز المخابرات التركي وجّه «ضربات كبيرة للغاية» ضد أعداء تركيا وأدواتهم داخل البلاد وخارجها.

وجاءت تصريحات إردوغان فيما أمرت محكمة في إسطنبول بحبس 15 من أصل 34 شخصاً اعتقلوا للاشتباه في تجسسهم لصالح الموساد، انتظاراً لمحاكمتهم، فيما تم الإفراج المشروط بالمراقبة القضائية عن 11 مشتبهاً بينما بدأت الإجراءات لترحيل 8 آخرين.

وألقت قوات مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة التركية، الثلاثاء، القبض على 34 من بين 46 مشتبهاً بهم، أفادت متابعة المخابرات التركية لنشاطهم بأنهم تورطوا في التخطيط لتنفيذ أنشطة تشمل الاستطلاع وملاحقة واعتداء واختطاف مواطنين أجانب يعيشون في تركيا لصالح الموساد الإسرائيلي، وتم القبض عليهم في إسطنبول و8 ولايات أخرى.

وكشفت المخابرات التركية أن الموساد قام بتجنيد فلسطينيين وسوريين داخل تركيا في إطار عملية ضد أجانب يعيشون في تركيا، لا سيما مواطنين فلسطينيين وعائلاتهم في نطاق الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني المستمر.

وأفادت تقارير إعلامية بأن أحد المشتبه بهم قام بجمع معلومات عن مرضى فلسطينيين تم نقلهم مؤخراً إلى تركيا من غزة لتلقي الرعاية الصحية.


مقالات ذات صلة

حملة إيرانية ضد تركيا بعد نصائح لطهران بعدم إثارة غضب إسرائيل

شؤون إقليمية جانب من لقاء الرئيسين التركي رجب طيب إردوغان والإيراني مسعود بيزشكيان على هامش قمة الثماني في القاهرة (الرئاسة التركية)

حملة إيرانية ضد تركيا بعد نصائح لطهران بعدم إثارة غضب إسرائيل

تتصاعد حملة الانتقادات والهجوم الحاد في إيران ضد السياسة الخارجية لتركيا وتعاطيها مع قضايا المنطقة وسط صمت رسمي من أنقرة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي جنود إسرائيليون في قطاع غزة ديسمبر 2023 (رويترز)

«القسام» تعلن تفجير أحد مقاتليها نفسه بقوة إسرائيلية في شمال غزة

أعلنت «كتائب القسام» الجناح العسكري لحركة «حماس»، اليوم (الجمعة)، أن أحد مقاتليها فجّر نفسه في قوة إسرائيلية في شمال قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي دمار لحق بسيارات إسعاف بمستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا شمال قطاع غزة  (أ.ف.ب) play-circle 02:02

الجيش الإسرائيلي يقتحم مستشفى بشمال غزة... ووزارة الصحة تفقد الاتصال مع الطاقم الطبي

قال مسؤولون إن القوات الإسرائيلية اقتحمت مستشفى كمال عدوان، أحد المرافق الطبية الثلاثة الواقعة شمال قطاع غزة، اليوم (الجمعة)، وأمرت العشرات من المرضى بإخلائه.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي رجال إنقاذ ومدنيون في موقع غارة إسرائيلية في حي التفاح شرق مدينة غزة... 26 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

غزة: مقتل 50 فلسطينياً في غارة إسرائيلية على بيت لاهيا

قُتل ما لا يقل عن 50 فلسطينياً، مساء الخميس، في غارة جوية إسرائيلية استهدفت مبنى في شمال قطاع غزة، وفقاً لما ذكرته السلطات الصحية في القطاع التابعة لحركة «حماس»

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي دخان يتصاعد إثر غارات إسرائيلية على مطار صنعاء الخاضع للحوثيين (إ.ب.أ)

أعنف ضربات إسرائيلية على الحوثيين... والجماعة تتمسك بالمواجهة

نفذت إسرائيل أعنف ضربات لها ضد الحوثيين، أمس (الخميس)، بالتزامن مع الخطبة الأسبوعية المتلفزة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، مستهدفة مطار صنعاء، ومنشآت طاقة

علي ربيع (عدن)

المستوطنون يطالبون بتدمير الضفة الغربية رداً على طعن امرأة مسنّة

سيارة إسعاف في مكان طعن المسنّة الإسرائيلية بتل أبيب الجمعة (د.ب.أ)
سيارة إسعاف في مكان طعن المسنّة الإسرائيلية بتل أبيب الجمعة (د.ب.أ)
TT

المستوطنون يطالبون بتدمير الضفة الغربية رداً على طعن امرأة مسنّة

سيارة إسعاف في مكان طعن المسنّة الإسرائيلية بتل أبيب الجمعة (د.ب.أ)
سيارة إسعاف في مكان طعن المسنّة الإسرائيلية بتل أبيب الجمعة (د.ب.أ)

بعد قيام شاب فلسطيني بقتل امرأة يهودية في مدينة هرتسليا، توجّه رئيس مجلس مستوطنة «كدوميم»، عوزئيل فتيك، إلى الحكومة طالباً تغيير سياستها «المتساهلة» تجاه الفلسطينيين في الضفة الغربية و«التعامل معهم كما في غزة، بالتدمير الشامل لكل بلدة تنتج الإرهاب».

وقال فتيك إن «إسرائيل تعيش في حرب، ليس فقط في غزة ولبنان وسوريا واليمن، بل أيضاً في يهودا والسامرة (الضفة الغربية). وعلى الحكومة أن تستيقظ ولا تتعامل هنا بسياسة الأمن الجارف. ففي الضفة الغربية يوجد إرهاب يهدد أمن جميع البلدات الإسرائيلية، ويجب التعامل معه كما نتعامل في غزة وغيرها. يجب إعادة احتلال كل بلدة تنتج الإرهاب، ونصفّي الإرهابيين ونطرد عائلاتهم وكل من يساعدهم ويحرض ضد إسرائيل، وندمر كل البلدة عن بكرة أبيها».

شرطيان إسرائيليان في مكان طعن المسنّة الإسرائيلية بتل أبيب الجمعة (د.ب.أ)

وكان الشاب الفلسطيني قد هاجم المرأة المسنّة لودميلا ليبوبسكي (83 عاماً)، وهي نزيلة بيت مسنين، حيث كانت تنتظر سيارة أجرة، وطعنها بالسكين عدة مرات فأصيبت بجروح بالغة، وتوفيت لاحقاً خلال نقلها إلى المستشفى. وقام حراس فرع البريد في المكان بإطلاق النار عليه وأصابوه في قدميه، وتم توقيفه.

وبحسب بيان رسمي لـ«الشاباك» (المخابرات العامة) تبين أن منفذ العملية هو شاب من طولكرم يُدعى إبراهيم شلهوب، في الثامنة والعشرين من العمر، ويعيش في إسرائيل بتصريح إقامة رسمي. ومع أنه كان قد تلقى أمر اعتقال إداري ثلاث مرات، آخرها لمدة سنة من يونيو (حزيران) 2023 إلى يونيو 2024، لم تتم مصادرة إقامته في إسرائيل. ويقول «الشاباك» إن شلهوب عمل معه في جمع معلومات استخبارية عن فلسطينيين. وأصيب بمرض أدى لإطلاق سراحه.

رجال شرطة في مكان طعن المسنّة الإسرائيلية بتل أبيب الجمعة (د.ب.أ)

وقد أشار «الشاباك» بخطورة إلى «ظاهرة العمليات الإرهابية التي تتم ضد مسنّات إسرائيليات». ففي الأسبوع الماضي أيضاً تم طعن امرأة يهودية مسنّة عمرها 74 عاماً في القدس. وخلال الشهر الجاري نُفذت أربع عمليات ضد مدنيين إسرائيليين. وأجهزة الأمن تتابع الأمر وتعمل على مكافحته، لكن المخابرات الإسرائيلية لم تعطِ تفسيراً لقيام عميل لها بتنفيذ عمليات كهذه. واكتفت بالقول إنه من النادر أن يقوم عميل بعملية معادية، وإنها تترك الموضوع للتحقيق؛ إذ إن منفذ عملية هرتسليا معتقل في المستشفى، ويخضع حالياً للعلاج وللتحقيق.