ضربات جديدة على غزة... والأمم المتحدة: القطاع بات مكاناً للموت

صحة «حماس» أعلنت ارتفاع قتلى القصف الإسرائيلي على القطاع إلى 22722

المباني التي دمرها القصف الإسرائيلي في قطاع غزة تم التقاطها من موقع على طول الحدود في جنوب إسرائيل (أ.ف.ب)
المباني التي دمرها القصف الإسرائيلي في قطاع غزة تم التقاطها من موقع على طول الحدود في جنوب إسرائيل (أ.ف.ب)
TT

ضربات جديدة على غزة... والأمم المتحدة: القطاع بات مكاناً للموت

المباني التي دمرها القصف الإسرائيلي في قطاع غزة تم التقاطها من موقع على طول الحدود في جنوب إسرائيل (أ.ف.ب)
المباني التي دمرها القصف الإسرائيلي في قطاع غزة تم التقاطها من موقع على طول الحدود في جنوب إسرائيل (أ.ف.ب)

المباني التي دمرها القصف الإسرائيلي في قطاع غزة تم التقاطها من موقع على طول الحدود في جنوب إسرائيل (أ.ف.ب)فلسطينيون يفرون من الهجوم البري الإسرائيلي في وسط قطاع غزة ويتجهون جنوبًا عبر دير البلح (أ.ب) أطفال يسيرون بالقرب من جثث الفلسطينيين الذين قتلوا في غارة إسرائيلية (رويترز)

تشن إسرائيل اليوم (السبت) ضربات جديدة على غزة، في وقت حذرت الأمم المتحدة من أن القطاع الفلسطيني المحاصر بات «مكانا للموت وغير صالح للسكن».

ضربات جديدة على غزة... والأمم المتحدة: القطاع بات مكاناً للموت صحة «حماس» أعلنت ارتفاع قتلى القصف الإسرائيلي على القطاع إلى 22722

تشن إسرائيل اليوم (السبت)، ضربات جديدة على غزة، في وقت حذرت الأمم المتحدة من أن القطاع الفلسطيني المحاصر بات «مكانا للموت وغير صالح للسكن»، بحسب «وكالة الصحافة الفرنسية».

وذكر صحافيون في «وكالة الصحافة الفرنسية» أن ضربات إسرائيلية استهدفت فجر السبت مدينة رفح في الطرف الجنوبي من قطاع غزة حيث لجأ مئات آلاف الفلسطينيين في الأسابيع الأخيرة محاولين الفرار من الاشتباكات.

والجمعة، أفادت مصادر استشفائية فلسطينية عن سقوط 35 قتيلا في دير البلح في وسط القطاع.

وفي شمال غزة، حيث أطلق الجيش الإسرائيلي عمليته البرية في نهاية أكتوبر (تشرين الأول)، تتواصل عمليات القصف.

أطفال يسيرون بالقرب من جثث الفلسطينيين الذين قتلوا في غارة إسرائيلية (رويترز)

وقال أحد سكان جباليا (شمال) لـ«الوكالة الفرنسية» أمس (الجمعة) بعد غارة إسرائيلية: «الحي بكامله مدمر ولا أعرف إلى أين سيعود الناس. أين سنعيش؟».

وأضاف: «انظروا إلى هذا الدمار. لكن رغم ذلك سنبقى مصممين. لم نهرب إلى الجنوب أو إلى مكان آخر. بقينا في السكة (جباليا)، حيث كانت منازلنا».

وحذر منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة مارتن غريفيث من أن القطاع الفلسطيني المحاصر بات «بكل بساطة غير صالح للسكن».

وقال في بيان: «بعد ثلاثة أشهر على هجمات 7 أكتوبر الفظيعة، باتت غزة مكانا للموت واليأس»، و«يواجه (سكانها) تهديدات يومية على مرأى من العالم».

فلسطينيون يفرون من الهجوم البري الإسرائيلي في وسط قطاع غزة ويتجهون جنوبًا عبر دير البلح (أ.ب)

من جهتها، أعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة «حماس» اليوم، أن حصيلة القصف والعمليات البرية الإسرائيلية في قطاع غزة بلغت 22722 منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر.

وأوضحت الوزارة في بيان أن هذه الحصيلة، وغالبيتها من النساء والأطفال، تشمل 122 قتيلا قضوا في الساعات الأربع والعشرين الماضية. الى ذلك، بلغت الحصيلة الإجمالية للجرحى 58166 شخصا.

وتفيد منظمة يونيسيف أن المواجهات وسوء التغذية والوضع الصحي أحدثت «دورة من الموت تهدد أكثر من 1.1 مليون طفل» في هذا القطاع الذي كان يسوده الفقر حتى قبل بدء الحرب.

وتعهدت إسرائيل «القضاء» على «حماس» بعد الهجوم غير المسبوق الذي شنّته الحركة على جنوب الدولة العبرية في 7 أكتوبر.

وأدى الهجوم إلى مقتل نحو 1140 شخصا غالبيتهم مدنيون، وفق تعداد «وكالة الصحافة الفرنسية» استنادا إلى أرقام رسمية إسرائيلية. كذلك اقتيد نحو 250 شخصا واحتُجزوا رهائن، ولا يزال 132 منهم داخل القطاع.

وأدى القصف الإسرائيلي على القطاع، مترافقا مع هجوم بري اعتبارا من 27 أكتوبر، إلى مقتل 22600 شخص غالبيتهم نساء وأطفال، وفق وزارة الصحة التابعة لـ«حماس».

«آت لا محالة»

وأكد غريفيث «نواصل المطالبة بإنهاء فوري للنزاع، ليس من أجل سكان غزة وجيرانها المهددين فحسب، بل من أجل الأجيال المقبلة التي لن تنسى أبداً تسعين يوماً من الجحيم والهجمات على المبادئ الإنسانية الأساسية».

لكن إسرائيل شددت على أن عمليتها في غزة ستستمر حتى «عودة» الرهائن و«القضاء» على قدرات «حماس» العسكرية التي لا تزال «كبيرة» وفق الولايات المتحدة.

وحذر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري من أن «2024 سيكون عام القتال»، مشيرا أيضا إلى «مستوى عال جدا من الاستعداد» للقوات عند الحدود مع لبنان والتي باتت مسرحا لتبادل قصف يومي مع «حزب الله» منذ 8 أكتوبر.

وازدادت الخشية من اتساع النزاع. فقد قتل نائب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» صالح العاروري بضربة في ضاحية بيروت الجنوبية الثلاثاء، اتهمت الحركة و«حزب الله» والسلطات اللبنانية إسرائيل بتنفيذها.

وجدّد الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله الجمعة التأكيد على أن الرد على اغتيال العاروري «آت لا محالة»، وأن مقاتلي الحزب «على الحدود» هم الذين سيردون.

وكثف المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران في اليمن هجماتهم على سفن تجارية في البحر الأحمر، بينما تستهدف مجموعات أخرى في العراق وسوريا القوات الأميركية المتمركزة في البلدين باستخدام صواريخ ومسيّرات.

وفي هذا السياق، من المقرر أن يجري مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل محادثات مع مسؤولين في لبنان نهاية هذا الأسبوع، بينما يزور وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن تركيا في إطار جولة إقليمية تشمل إسرائيل والضفة الغربية، وخمس دول عربية هي مصر والأردن وقطر والسعودية والإمارات، إضافة إلى اليونان.

وسيبحث بلينكن في «منع اتساع رقعة النزاع»، على ما أفاد متحدث باسم وزارة الخارجية.

غزة بعد الحرب

وثمة ملف آخر محتمل على جدول أعماله هو مستقبل غزة على المدى الطويل.

وعرض وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الخميس للمرة الأولى خطة لمرحلة ما بعد الحرب، لا يكون بموجبها لـ«حماس» أي دور في شؤون حكم القطاع.

بموجب هذه الخطة، لن تكون في القطاع الفلسطيني بعد انتهاء القتال «لا حماس» ولا «إدارة مدنية إسرائيلية».

وشكّل الحديث عن «اليوم التالي» للقطاع، وإدارته المدنية والعسكرية، بندا رئيسيا في النقاشات الدائرة منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في 7 أكتوبر. وبقيت التساؤلات عن شكل إدارة القطاع، خصوصا بشقّها الأمني، من دون إجابات واضحة.

وكشف غالانت الخطوط العريضة لهذه الخطة قبل أن يقدّمها إلى المجلس الوزاري الحربي برئاسة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، المنقسم بشأنها.

وقال الوزير لصحافيين إنّه وفقا لهذه الخطة «ستستمرّ» العمليات العسكرية في غزة إلى حين «عودة الرهائن» و«تفكيك القدرات العسكرية والحكومية لحماس» و«القضاء على التهديدات العسكرية في قطاع غزة».

وأضاف أنّه بعد ذلك تبدأ مرحلة جديدة هي مرحلة «اليوم التالي» للحرب والتي بموجبها «لن تسيطر (حماس) على غزة».

وأكد غالانت الخميس أنّه بموجب خطته «لن يكون هناك وجود مدني إسرائيلي في قطاع غزة بعد تحقيق أهداف الحرب»، وأن هذه الخطة تقضي مع ذلك بأن يحتفظ الجيش الإسرائيلي بـ«حرية التحرّك» في القطاع للحدّ من أيّ «تهديد» محتمل.

وقالت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا في تصريح لمحطة «سي إن إن» التلفزيونية الأميركية الجمعة إن «غزة أرض فلسطينية ستكون جزءا من الدولة الفلسطينية في المستقبل (...) لا يعود لإسرائيل أن تقرر مستقبل غزة».

وقال زياد عبده (60 عاما) وهو فلسطيني فر من القتال إلى رفح «المستقبل سيكون إعادة الإعمار خصوصا. انظروا إلى المستشفيات المدمرة، والمدارس المدمرة. لم يتبق شيء».

لكن بالنسبة إلى الوزيرين الإسرائيليين المنتميين إلى اليمين المتطرف إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش فإن مستقبل غزة يكمن في رحيل الفلسطينيين وعودة المستوطنين اليهود.

وذكرت منظمة «السلام الآن» غير الحكومية الإسرائيلية في تقرير جديد أن عدد المستوطنات العشوائية والطُرق الجديدة المقامة للمستوطنين قد ازداد «بشكل غير مسبوق» في الضفة الغربية المحتلة منذ بداية الحرب في قطاع غزة.

واستنادا إلى هذه المنظمة، أقيمت تسع «بؤر استيطانية» في الضفة الغربية منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل و«حماس».

وشهدت الضفة الغربية التي يحتلها الجيش الإسرائيلي منذ 1967 ارتفاعا حادا في أعمال العنف منذ بداية الحرب في غزة، وزيادة في أنشطة بعض المستوطنين الهادفة إلى «تهميش» الفلسطينيين هناك، وفق منظمة «السلام الآن».

وقالت المنظمة إن الحرب المستمرة منذ ثلاثة أشهر في غزة «يستغلها مستوطنون لتثبيت حالة أمر واقع على الأرض وبالتالي السيطرة على مساحات أكبر من المنطقة (ج)»، وهي جزء من الضفة الغربية تتركز فيها المستوطنات.


مقالات ذات صلة

إسرائيل تراجع رسالة واشنطن حول تحسين الوضع الإنساني في غزة

شؤون إقليمية أطفال يبحثون في الركام عما يسكن جوعهم في خان يونس بغزة (أ.ف.ب)

إسرائيل تراجع رسالة واشنطن حول تحسين الوضع الإنساني في غزة

قال مسؤول إسرائيلي في واشنطن إن إسرائيل تراجع رسالة من مسؤولين أميركيين كبيرين طلبا فيها من إسرائيل تحسين الوضع الإنساني في غزة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية إسرائيل هي الهدف الأول للعمليات السيبرانية التي تنفذها إيران منذ بدء الحرب في غزة (رويترز)

«مايكروسوفت»: إسرائيل الهدف الأول للعمليات السيبرانية الإيرانية منذ أكتوبر 2023

أصبحت إسرائيل الهدف الأول للعمليات السيبرانية التي تنفذها إيران منذ بدء الحرب في غزة بينما كانت الولايات المتحدة أول أهدافها سابقاً.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الولايات المتحدة​ أطفال يبحثون بين النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

بلينكن وأوستن يُعربان لإسرائيل عن قلقهما بشأن المساعدات لغزة

حذّرت الولايات المتحدة إسرائيل من احتمال تأثّر المساعدات الأميركية لها في حال لم يسجَّل تحسُّن في تأمين دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي مقر وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» في غزة (رويترز)

الجيش الإسرائيلي يعلن قصف عيادة تابعة لـ«الأونروا» في شمال غزة

كشف الجيش الإسرائيلي، اليوم (الثلاثاء)، أن قواته العاملة في منطقة جباليا شمال غزة أغارت على عيادة تابعة لوكالة «الأونروا» كانت «تُستخدم لتخزين الأسلحة».

«الشرق الأوسط» (غزة)
الولايات المتحدة​ أميركا وكندا تفرضان عقوبات على جهات داعمة لفلسطين بعد تصنيفها منظمات إرهابية (إ.ب.أ)

أميركا تفرض عقوبات على جماعة «صامدون» المناصرة للفلسطينيين

فرضت الولايات المتحدة، الثلاثاء، عقوبات على ما قالت إنها جهة دولية رئيسية لجمع التبرعات للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التي تصنفها واشنطن منظمة إرهابية.


فرقة إسرائيلية خامسة لتعزيز التوغل البري

 متطوعون من الصليب الأحمر يرفعون أشلاء ضحايا لبنانيين قتلوا بغارة إسرائيلية على بلدة أيطو بشمال لبنان (أ.ب)
متطوعون من الصليب الأحمر يرفعون أشلاء ضحايا لبنانيين قتلوا بغارة إسرائيلية على بلدة أيطو بشمال لبنان (أ.ب)
TT

فرقة إسرائيلية خامسة لتعزيز التوغل البري

 متطوعون من الصليب الأحمر يرفعون أشلاء ضحايا لبنانيين قتلوا بغارة إسرائيلية على بلدة أيطو بشمال لبنان (أ.ب)
متطوعون من الصليب الأحمر يرفعون أشلاء ضحايا لبنانيين قتلوا بغارة إسرائيلية على بلدة أيطو بشمال لبنان (أ.ب)

دفع الجيش الإسرائيلي بفرقة عسكرية خامسة إلى الحدود مع لبنان، لاستكمال مراحل التوغل البري من المحاور الحدودية كافة، إذ تبدأ من مزارع شبعا في جنوب شرقي لبنان المحاذية لهضبة الجولان السوري المحتلة، بالتزامن مع جبهتين واسعتين أولاهما في القطاع الشرقي، حيث يحاول الجيش الإسرائيلي التوغل في القرى الحدودية، مثل مركبا ورب ثلاثين، والثانية في القطاع الغربي حيث تشتد الجبهة على أطراف بلدة عيتا الشعب.

وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بأن «فرقة عسكرية خامسة بدأت تشارك في العمليات البرية في جنوب لبنان»، مشيرة إلى أن «الفرقة 210 بدأت تنفيذ عمليات برية محدودة في مزارع شبعا بالقطاع الشرقي للحدود مع لبنان».

وبهذه العملية، ستكون القوات الإسرائيلية أطلقت عملياتها العسكرية البرية على كامل المنطقة الحدودية مع لبنان، لمسافة تمتد لنحو 100 كيلومتر.

بالموازاة، أفادت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أمس الثلاثاء، بأن إسرائيل أصدرت أوامر إخلاء عسكرية تؤثر على أكثر من ربع مساحة البلاد. وقالت ريما جاموس أمصيص، مديرة المفوضية في الشرق الأوسط، إن أكثر من 25 في المائة من أراضي لبنان يخضع لأوامر إخلاء الآن. وأضافت: «الناس يستجيبون لهذه الأوامر، ويفرون دون شيء معهم تقريباً».