تقرير: «حماس» ترغب بهدنة لأكثر من شهر وبعملية إفراج بطيئة عن الأسرى

رجل يعلق صور الأشخاص الذين تحتجزهم «حماس» رهائن على منزل محترق بالقرب من حدود غزة في جنوب إسرائيل (إ.ب.أ)
رجل يعلق صور الأشخاص الذين تحتجزهم «حماس» رهائن على منزل محترق بالقرب من حدود غزة في جنوب إسرائيل (إ.ب.أ)
TT

تقرير: «حماس» ترغب بهدنة لأكثر من شهر وبعملية إفراج بطيئة عن الأسرى

رجل يعلق صور الأشخاص الذين تحتجزهم «حماس» رهائن على منزل محترق بالقرب من حدود غزة في جنوب إسرائيل (إ.ب.أ)
رجل يعلق صور الأشخاص الذين تحتجزهم «حماس» رهائن على منزل محترق بالقرب من حدود غزة في جنوب إسرائيل (إ.ب.أ)

كشفت مصادر فلسطينية مطلعة على مباحثات تبادل الأسرى بين «حماس» وإسرائيل، أن الحركة تخلت عن شرط الوقف الدائم لإطلاق النار، على أن تُفرج عن نحو 40 محتجزاً إسرائيلياً، مقابل وقف إطلاق النار لمدة تزيد على شهر وتصل إلى 40 يوماً، وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة.

وتريد «حماس» أيضاً في المقابل الإفراج عن عدد يتم الاتفاق عليه من الأسرى الفلسطينيين، وعودة المواطنين من الجنوب إلى الشمال، وزيادة وتيرة إدخال المساعدات كخطوط عامة للموافقة.

وأوضحت المصادر لـ«وكالة أنباء العالم العربي»، أن «حماس» أبلغت الوسطاء القطريين والمصريين بموقفها هذا، فيما نقلت الأطراف رد «حماس» إلى إسرائيل التي كشف موقع «واللا» العبري نقلاً عن مسؤول لم تسمه، أن مجلس الحرب رفض خلال اجتماعه الأخير عرض الحركة.

وصرّح مصدر بأن مطلب «حماس» هو الإفراج عن محتجز إسرائيلي واحد في كل يوم من أيام التهدئة.

وأضاف: «المباحثات الخماسية التي تشارك فيها مصر وقطر والولايات المتحدة، بالإضافة لطرفي الصراع (حماس) وإسرائيل مستمرة، لكن حتى الآن لم يتم التوصل إلى اتفاق».

أشخاص يحملون صور الرهائن الذين تحتجزهم «حماس» في غزة خلال احتجاج للمطالبة بالإفراج عنهم (إ.ب.أ)

لكن صحيفة «يديعوت أحرونوت» قالت أمس (الاثنين)، إن المطالب التي تطرحها حركة «حماس» لإتمام صفقة تبادل أسرى جديدة مع إسرائيل تبدو مبالغاً فيها.

وأشارت الصحيفة نقلاً عن مسؤول لم تسمه، إلى أن الردود التي وصلت من الوسيط القطري لا تشير إلى احتمالية التوصل إلى اتفاق وشيك. وقال المسؤول: «(حماس) تضع شروطاً خيالية، وإسرائيل ليست مستعدة لقبولها».

واجتمع مجلس الحرب الإسرائيلي الأسبوع الماضي، وبحث في الردود الأولية التي حملها الوسيط القطري، والذي عاد مرة أخرى إلى حركة «حماس»، وسمع منها ردوداً جديدة ونقلها لإسرائيل.

وأضاف المسؤول الإسرائيلي: «الأمر أكثر تعقيداً مما كنا نعتقد. (حماس) عادت للمطالب بوقف الأعمال العسكرية، وهذا لا يمكن قبوله».

وقالت المصادر الفلسطينية لـ«وكالة أنباء العالم العربي»، إن حركة «حماس» تريد أن تكون التهدئة المنشودة أطول عمراً من الاتفاق السابق، لكنها على استعداد لتطبيق معايير الاتفاق السابق، بحيث يتم الإفراج عمن تبقى من النساء غير المجندات وفق الآلية السابقة ذاتها، التي كانت تتضمن إطلاق سراح 10 من الأطفال والإسرائيليات المحتجزات يومياً، مقابل إفراج إسرائيل عن 30 أسيرة وطفلاً.

وكشف مصدر عن موافقة «حماس» على الإفراج عن أسرى فلسطينيين من ذوي الأحكام «المتوسطة»، مشيراً إلى أنها لم تعد تشترط الأسرى ذوي الأحكام العالية مقابل الإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين، إضافة إلى إطلاق سراح كل من تم اعتقالهم من قطاع غزة خلال العملية البرية ضمن معادلة 3 معتقلين فلسطينيين مقابل محتجز إسرائيلي واحد.

وقال المصدر إن عملية الإفراج ستتنوع حسب الأوضاع الميدانية واللوجيستية بما يصل في النهاية إلى إطلاق سراح ما يزيد على 40 محتجزاً إسرائيلياً بقليل، بما يتضمن نساء ورجالاً مسنين.

وطلبت «حماس» وفق موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي، خروج الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة بشكل كامل مقابل هذا العرض.

وصرحت المصادر التي تحدثت لـ«وكالة أنباء العالم العربي» بأن التفاوض عبر مصر وقطر، وبالتنسيق مع الولايات المتحدة، تسارع بشكل ملحوظ في الساعات الأخيرة، مشيرة إلى بذل جهود حثيثة من القاهرة والدوحة وإجراء اتصالات مكثفة، في محاولة للوصول إلى اتفاق تهدئة يفضي إلى وقف إطلاق نار دائم في نهاية المطاف.

وأعلنت وسائل إعلام إسرائيلية موافقة مجلس الحرب على تهدئة لمدة أسبوعين، مقابل الإفراج عن 40 إلى 50 محتجزاً إسرائيلياً، والإفراج عن أسرى فلسطينيين من ذوي الأحكام العالية، ما يعني أن إسرائيل توافق على تهدئة يوم مقابل إطلاق سراح 3 محتجزين، و«حماس» توافق على تهدئة يوم لكل محتجز إسرائيلي، وهذا هو محور النقاش الآن.


مقالات ذات صلة

«هدنة غزة»... مساعٍ إلى «حل وسط» لإبرام الاتفاق

شؤون إقليمية فلسطينيون يفرون من مخيم البريج للاجئين في وسط قطاع غزة (أرشيفية)

«هدنة غزة»... مساعٍ إلى «حل وسط» لإبرام الاتفاق

جهود مكثفة للوسطاء لتقريب وجهات النظر خلال مفاوضات الهدنة بقطاع غزة، في ظل حديث إعلامي عن «شروط جديدة» أخرت إعلان الاتفاق.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
المشرق العربي فلسطيني يحمل طفلاً مصاباً في غارة إسرائيلية على مخيم النصيرات وسط غزة (رويترز)

بينهم 7 أطفال.. مقتل 12 شخصاً من عائلة واحدة في غارة إسرائيلية على غزة

أعلن الدفاع المدني في قطاع غزة مقتل12 شخصاً من عائلة واحدة، بينهم 7 أطفال، في غارة إسرائيلية.

«الشرق الأوسط» (غزة)
الخليج مندوب فلسطين رياض منصور يتحدث خلال اجتماع لمجلس الأمن في مقر الأمم المتحدة (أ.ب)

السعودية ترحب بقرار أممي حول التزامات إسرائيل

رحّبت السعودية بقرار للأمم المتحدة يطلب رأي محكمة العدل الدولية بشأن التزامات إسرائيل تجاه الفلسطينيين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
خاص منازل فلسطينية تتعرض لأضرار بالغة خلال قصف إسرائيلي في بيت لاهيا (رويترز)

خاص «هدنة غزة»: «شروط جديدة» تؤخر إعلان الصفقة المرتقبة

مصادر مصرية وفلسطينية، تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، تشير إلى «شروط جديدة طرحها رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وأخرى من (حماس)».

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
الولايات المتحدة​ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي جو بايدن (أرشيفية - رويترز)

من هم المسؤولون الأميركيون الذين استقالوا احتجاجاً على سياسة بايدن في غزة؟

دفع دعم الرئيس جو بايدن لإسرائيل خلال حربها المستمرة منذ أكثر من 14 شهراً في غزة أكثر من 10 مسؤولين في الإدارة الأميركية إلى الاستقالة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

الشتاء يضرب غزة... ووفاة رضيعة بسبب البرد القارس

أحفاد رضا أبو زرادة في خيمة بخان يونس (أ.ب)
أحفاد رضا أبو زرادة في خيمة بخان يونس (أ.ب)
TT

الشتاء يضرب غزة... ووفاة رضيعة بسبب البرد القارس

أحفاد رضا أبو زرادة في خيمة بخان يونس (أ.ب)
أحفاد رضا أبو زرادة في خيمة بخان يونس (أ.ب)

يضرب البرد القارس الفلسطينيين، البالغ عددهم نحو مليونَي شخص، الذين نزحوا؛ بسبب الحرب الإسرائيلية، في حين توفيت رضيعة من البرد، وفق وسائل إعلام فلسطينية.

وتوفيت، أول من أمس (الجمعة)، الرضيعة عائشة عدنان سفيان القصاص (20 يوماً)؛ نتيجة البرد الشديد داخل خيمة في منطقة مواصي خان يونس، حسبما ذكرت وسائل إعلام فلسطينية.

ويكافح كثير من الفلسطينيين منذ 14 شهراً لحماية أنفسهم من الرياح والبرد والأمطار، وسط برد قارس يضرب القطاع. كما أن هناك نقصاً في البطانيات والملابس الدافئة، وقليلاً من الخشب لإشعال النار، كما أن الخيام والأقمشة المشمعة التي تعيش فيها الأسر أصبحت مهترئة بشكل متزايد بعد أشهر من الاستخدام المكثف، وفقاً لعمال الإغاثة والسكان.

وتقول شادية عياده، التي نزحت من مدينة رفح إلى منطقة المواصي الساحلية، إنه ليس لديها سوى بطانية واحدة وزجاجة ماء ساخن لحماية أطفالها الـ8 من الارتعاش داخل خيمتهم الهشّة. وتتابع لوكالة «أسوشييتد برس»: «نشعر بالخوف في كل مرة نعلم فيها من توقعات الطقس أن الأيام الممطرة والعاصفة مقبلة؛ لأن خيامنا ترتفع مع الرياح. نخشى أن يؤدي الطقس العاصف القوي إلى تدمير خيامنا ذات يوم بينما نحن داخلها».

رضا أبو زرادة التي نزحت من شمال غزة مع عائلتها وسط أحفادها في خيمتها بخان يونس (أ.ب)

مع انخفاض درجات الحرارة ليلاً، تخشى أيادا أن يمرض أطفالها الذين يفتقرون للملابس الدافئة. وقالت إن أطفالها عندما فروا من منزلهم لم يكن لديهم سوى ملابس الصيف. وقد اضطروا إلى اقتراض بعض الملابس من الأقارب والأصدقاء للتدفئة.

مخاوف من انتشار أمراض الشتاء

وتحذِّر الأمم المتحدة من أن الناس الذين يعيشون في ملاجئ مؤقتة قد لا يصمدون في الشتاء. وقالت الأمم المتحدة، في تحديث يوم الثلاثاء، إن ما لا يقل عن 945 ألف شخص يحتاجون إلى إمدادات الشتاء، التي أصبحت باهظة الثمن في غزة. كما تخشى الأمم المتحدة من أن تتفشى الأمراض المعدية، التي انتشرت في الشتاء الماضي، مرة أخرى وسط ارتفاع سوء التغذية.

وفي هذا الصدد، قالت لويز واتريدغ المتحدثة باسم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إن الوكالة كانت تخطط طوال العام لفصل الشتاء في غزة، لكن المساعدات التي تمكَّنت من إدخالها إلى القطاع «ليست كافية حتى للناس». وزَّعت «الأونروا» 6 آلاف خيمة على مدى الأسابيع الأربعة الماضية في شمال غزة، لكنها لم تتمكَّن من نقلها إلى أجزاء أخرى من القطاع، بما في ذلك المناطق التي شهدت اشتداد المعارك.

أحد أحفاد رضا أبو زرادة يجلس على التراب مرتدياً جوارب ممزقة خلال اللعب بالقرب من خيمتهم بخان يونس بقطاع غزة (أ.ب)

وتابعت واتريدغ أن نحو 22 ألف خيمة عالقة في الأردن، و600 ألف بطانية و33 شاحنة محملة بالمراتب كانت راكدة في مصر منذ الصيف؛ لأن الوكالة ليست لديها موافقة إسرائيلية أو طريق آمن لإحضارها إلى غزة، ولأنها اضطرت إلى إعطاء الأولوية للمساعدات الغذائية التي تشتد الحاجة إليها. وقالت إن كثيراً من الفرش والبطانيات تعرضت للتدمير منذ ذلك الحين؛ بسبب الطقس والقوارض.

وقالت ديون وونغ، نائبة مدير برامج المنظمة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، إن «لجنة الإنقاذ الدولية تكافح من أجل جلب ملابس الشتاء للأطفال؛ لأن هناك كثيراً من الموافقات التي يتعيَّن الحصول عليها من السلطات المختصة». وقالت وونغ: «إن قدرة الفلسطينيين على الاستعداد للشتاء محدودة للغاية في الأساس».

أحفاد رضا أبو زرادة يتدفأون على نيران من الورق الكرتون في خيمة في خان يونس (أ.ب)

وقالت وكالة تابعة للحكومة الإسرائيلية المسؤولة عن تنسيق شحنات المساعدات إلى غزة، في بيان، إن إسرائيل عملت لأشهر مع المنظمات الدولية لإعداد غزة للشتاء، بما في ذلك تسهيل شحن المدافئ والملابس الدافئة والخيام والبطانيات إلى القطاع، وفق «أسوشييتد برس».

قُتل أكثر من 45 ألف فلسطيني في الحرب في غزة، وفقاً لوزارة الصحة في غزة. كما أن أكثر من نصف القتلى من النساء والأطفال. ويقول الجيش الإسرائيلي إنه قتل أكثر من 17 ألف مسلح، دون تقديم أدلة. ويقول المفاوضون إن إسرائيل و«حماس» تتجهان نحو اتفاق وقف إطلاق النار، الذي سيشمل زيادة المساعدات إلى المنطقة.

في الوقت الحالي، فإن الملابس الشتوية المعروضة للبيع في أسواق غزة باهظة الثمن بالنسبة لمعظم الناس، كما قال السكان وعمال الإغاثة.

«أخاف أن أستيقظ من النوم»

قالت رضا أبو زرادة، (50 عاماً)، التي نزحت من شمال غزة مع عائلتها، إن البالغين ينامون مع الأطفال بين أذرعهم لإبقائهم دافئين داخل خيمتهم، وتابعت: «تمشي الفئران علينا في الليل لأننا لا نملك أبواباً والخيام ممزقة. البطانيات لا تدفئنا. نشعر بالصقيع يخرج من الأرض. نستيقظ متجمدين في الصباح». قالت: «أخاف أن أستيقظ ذات يوم لأجد أحد الأطفال متجمداً حتى الموت».

رضا أبو زرادة التي نزحت من شمال غزة مع عائلتها وسط أحفادها في خيمتها بخان يونس (أ.ب)

في ليلة الخميس، حاربت آلام الركبة التي تفاقمت بسبب الطقس البارد لقلي الكوسة على نار مصنوعة من قصاصات الورق والكرتون خارج خيمتهم. كانت تأمل أن تدفئ الوجبةُ الصغيرةُ الأطفالَ قبل النوم.

وفي السياق، يخشى عمر شبيت، النازح من مدينة غزة والذي يقيم مع أطفاله الـ3، أن يؤدي إشعال النار خارج خيمته إلى جعل عائلته هدفاً للطائرات الحربية الإسرائيلية. وقال: «ندخل خيامنا بعد غروب الشمس ولا نخرج لأن الجو بارد جداً وتزداد البرودة بحلول منتصف الليل. ابنتي البالغة من العمر 7 سنوات تكاد تبكي في الليل بسبب البرد».