فصيل عراقي يقصف قاعدتين للقوات الأميركية في شرق سوريا

أنباء عن إعادة انتشار جماعات موالية لإيران

مركبات عسكرية أميركية في شمال شرقي سوريا (أرشيفية - الجيش الأميركي)
مركبات عسكرية أميركية في شمال شرقي سوريا (أرشيفية - الجيش الأميركي)
TT

فصيل عراقي يقصف قاعدتين للقوات الأميركية في شرق سوريا

مركبات عسكرية أميركية في شمال شرقي سوريا (أرشيفية - الجيش الأميركي)
مركبات عسكرية أميركية في شمال شرقي سوريا (أرشيفية - الجيش الأميركي)

قصفت جماعة عراقية مسلحة، قاعدتين للقوات الأميركية في شرق سوريا بالصواريخ والمسيرات، وسط أنباء عن إعادة انتشار للفصائل الموالية لإيران قرب الحدود العراقية - السورية.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان الاثنين، إن فصائل موالية لإيران شنت هجوماً بالصواريخ والطائرات المسيرة على قاعدة أميركية في الحسكة بمحافظة دير الزور.

وذكر المرصد أن 11 صاروخاً سقطت في حقل كونيكو للغاز، الذي تتمركز فيه قوات أميركية، بالتزامن مع هجوم بالطائرات المسيرة، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية حتى الآن.

وفي وقت سابق، أعلنت جماعة عراقية تنفيذ هجوم بالطائرات المسيّرة على قاعدة «الشدادي» الأميركية في سوريا.

وأوضح بيان الميليشيات، التي تسمي نفسها «المقاومة الإسلامية في العراق»، أن هذا الهجوم يأتي رداً على ما قال إنها «المجازر» في قطاع غزة، لافتاً إلى استمرار استهداف ما وصفها بمعاقل «العدو».

إعادة انتشار

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الاثنين، بأن فصائل موالية لإيران تعيد نشر قواتها في مناطق سيطرتها بعد الضربات الإسرائيلية.

وقال التقرير إن مناطق وجود المسلحين شهدت «استنفاراً أمنياً وعسكرياً»، وتنفيذ اعتقالات لأشخاص بتهمة العمالة لإسرائيل.

ونقل المرصد عن مصادر أن المسلحين اعتقلوا 5 أشخاص في منطقة البوكمال بريف دير الزور الشرقي، كما تم اعتقال شخصين في منطقة مطار النيرب العسكري بتهمة العمالة لإسرائيل.

ويأتي هذا التحرك بعد أسبوع على مقتل رضي موسوي مسؤول «إمدادات» قوات «الحرس الثوري» والجماعات المسلحة الموالية لإيران في سوريا.

وتواصل الجماعات المسلحة الموالية لإيران قصف القواعد العسكرية في كل من العراق وسوريا لاستهداف القوات الأميركية المتمركزة في هذه القواعد، حتى تجاوز عدد الضربات أكثر من 105 ضربات.

وكانت «المقاومة الإسلامية في العراق» قد أعلنت الأحد، أنها استهدفت مركزاً لـ«التجسس الفني تابعاً لإسرائيل» في شمال شرقي أربيل يوم الأربعاء الماضي، «بالأسلحة المناسبة».

البيشمركة تتوعد بالرد

ورفضت حكومة إقليم كردستان تلك المزاعم، مؤكدة عدم وجود أي مقرات إسرائيلية في الإقليم، معلنة عن تعرض مقر لقوات البيشمركة في أربيل للاستهداف بطائرتين مسيرتين مفخختين.

وقالت إن الخسائر اقتصرت على الأضرار المادية فقط. وقال المتحدث باسم حكومة الإقليم بيشوا هوراماني في بيان، إن الهجوم الذي وصفه بالخطير نفذته «قوة غير شرعية»، محملاً حكومة بغداد المسؤولية عنه.

في هذا الصدد، قالت وزارة شؤون البيشمركة الاثنين، إنها لها حق الرد «بالصورة المناسبة» على هجوم بالمسيرات استهدف مقراً لقواتها.

وأدانت الوزارة الهجوم في أربيل، قائلة إن «قوات بيشمركة كردستان، ومن أجل حماية أرضنا وشعبنا سيكون لها حق الرد بالصورة المناسبة... ندعو الحكومة العراقية وكل أصدقائنا في التحالف الدولي إلى مساندتنا في إيقاف هذه الهجمات اللامسؤولة».

وكان المتحدث باسم الحكومة العراقية باسم العوادي، أكد الأحد، رفض الحكومة الاتحادية أي اعتداء على أراضي العراق، بما في ذلك بإقليم كردستان الواقع بشمال البلاد.

وقال العوادي في بيان نشره المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي محمد شيّاع السوداني، إن الحكومة الاتحادية «من واجباتها حفظ الأمن والاستقرار في عموم العراق، ولا تفرق بين مواطنيها».

وقال المتحدث باسم الحكومة العراقية: «انطلاقاً من واجباتها وصلاحياتها الدستورية، فإن الحكومة العراقية تجدد موقفها الرافض للاعتداءات التي تستهدف أي أرض عراقية، سواء في الإقليم أو باقي المحافظات، وتؤكد مضيها بملاحقة المتورطين من أجل تسليمهم إلى القضاء».

وعبرت حكومة بغداد عن استغرابها من تصريح المتحدث باسم حكومة إقليم كردستان، الذي حمل فيه مسؤولية هجوم تعرض له مقر لقوات البيشمركة، عادّة أنه تضمن «اتهامات غير واقعية وغير مسؤولة».

وذكر العوادي أن تصريح متحدث حكومة كردستان تضمن «خلطاً لمعلومات مضللة وأكاذيب باطلة، خصوصاً الادعاء بتجويع المواطنين في الإقليم»، مشدداً على أن ذلك «يمثل تحاملاً غير مبرر على السلطات الدستورية ومسؤوليتها الحصرية في حماية سيادة البلد».


مقالات ذات صلة

ما المتوقع عراقياً في استراتيجية إيران؟

شؤون إقليمية إيرانية تمرّ أمام لوحة إعلانية مناهضة لإسرائيل كُتب عليها بالعبرية: «في الدم الذي سفكتَه ستغرق» (إ.ب.أ)

ما المتوقع عراقياً في استراتيجية إيران؟

ثمة من يعتقد أن إيران ستركز اهتمامها في مناطق نفوذها في العراق بالتزامن مع تهديدات إسرائيلية بشن هجمات على فصائل عراقية

المحلل العسكري
خاص عائلة صدام وتبدو حلا إلى يساره (أ.ف.ب) play-circle 03:44

خاص جمال مصطفى: عرفنا في المعتقل بإعدام الرئيس ونقل جثته للتشفي

ليس بسيطاً أن تكون صهر صدام حسين، وسكرتيره الثاني، وابن عشيرته، وليس بسيطاً أن تُسجن من عام 2003 وحتى 2021... فماذا لدى جمال مصطفى السلطان ليقوله؟

غسان شربل
المشرق العربي جانب من الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية في بيروت (رويترز)

العراق لمجلس الأمن: إسرائيل تخلق مزاعم وذرائع لتوسيع رقعة الصراع

قالت وزارة الخارجية العراقية إن بغداد وجهت رسائل لمجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة والجامعة العربية و«التعاون الإسلامي» بشأن «التهديدات» الإسرائيلية.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي الضابط الأميركي كيفين بيرغنير يعلن للصحافيين في بغداد اعتقال علي موسى دقدوق 2 يوليو (تموز) 2007 (أ.ف.ب - غيتي)

تقرير: مقتل القيادي بـ«حزب الله» علي موسى دقدوق بغارة إسرائيلية في سوريا

قال مسؤول دفاعي أميركي إن قائداً كبيراً بـ«حزب الله» اللبناني كان قد ساعد في التخطيط لإحدى أجرأ وأعقد الهجمات ضد القوات الأميركية خلال حرب العراق، قُتل بسوريا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين (الخارجية العراقية)

بغداد: المنطقة تحت النار وهناك تهديدات واضحة من إسرائيل لنا

قال وزير خارجية العراق فؤاد حسين، الجمعة، إن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وجّه القوات المسلحة باتخاذ إجراءات بحق كل من يشن هجمات باستخدام الأراضي العراقية.

«الشرق الأوسط» (بغداد)

مقتل 3 فلسطينيات بسبب «ربطة خبز» في غزة

فتاة فلسطينية نازحة تأكل كسرة خبز في مخيم برفح جنوب قطاع غزة (د.ب.أ)
فتاة فلسطينية نازحة تأكل كسرة خبز في مخيم برفح جنوب قطاع غزة (د.ب.أ)
TT

مقتل 3 فلسطينيات بسبب «ربطة خبز» في غزة

فتاة فلسطينية نازحة تأكل كسرة خبز في مخيم برفح جنوب قطاع غزة (د.ب.أ)
فتاة فلسطينية نازحة تأكل كسرة خبز في مخيم برفح جنوب قطاع غزة (د.ب.أ)

قُتلت 3 سيدات فلسطينيات، صباح السبت، بعد إطلاق نار أمام أحد المخابز العاملة في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، في مشهد جديد يكشف عن حجم المأساة التي وصل إليها سكان القطاع في ظل تفاقم الظروف الإنسانية والحياتية. ووقع الحادث أمام مخبز «زادنا 2» في شارع البركة بدير البلح، حينما تم إطلاق نار في المكان، وسط تضارب للروايات حول ظروف إطلاق النار، وإذا ما كان مباشراً أو نتيجة خطأ.

فلسطينيون في دير البلح ينتظرون الحصول على خبز (أرشيفية - رويترز)

وتقف يومياً ولساعات، طوابير طويلة من الفلسطينيين أمام المخابز للحصول على «ربطة» خبز واحدة تتكون من نحو 22 رغيفاً، ومن بينها المخبز الذي وقعت أمامه الحادثة، وهو يعد من أشهر المخابز، كما أنه الوحيد الذي لم يتوقف تقريباً عن العمل، قبل أن يضطر لإغلاق أبوابه بعد الحادثة المؤلمة. وبينما قال أصحاب المخبز، إن النساء قُتلن بعد إطلاق نار من خارج المخبز، بعد تدافع وقع خارجه، وإن مصدره ليس من الحراس الذين يقفون للتنظيم ولحماية المخبز من السرقة، بل كان نتيجة إشكالية خارجه بين أفراد من عائلتين، قال شهود عيان إن إطلاق النار تمّ من قبل أحد الحراس، لكنه لم يكن مباشراً، بل كان نتيجة انفلات سلاحه منه بعد إطلاقه النار في الهواء.

فلسطينيون أمام مخبز مقفل وسط غزة (أرشيفية - أ.ب)

وقال مصدر صحافي من دير البلح لـ«الشرق الأوسط»، إن عائلة المتهم بإطلاق النار اضطرت لترك منزلها خوفاً من عملية انتقامية ضدها، مشيراً إلى أن النساء اللواتي قتلن هن نازحات من مدينة غزة. وأوضح المصدر أن مُطلِق النار كان يقف أمام المخبز للمشاركة والمساهمة في حمايته، ضمن اتفاق جرى بين أصحاب المخبز وعوائل دير البلح؛ لتمكين المواطنين من الحصول على الخبز في ظل المجاعة الكبيرة التي باتت تزداد صعوبةً في مناطق وسط وجنوب القطاع. ويوجد في دير البلح نحو 850 ألف نازح، يضاف إليهم أكثر من 300 ألف نسمة من سكان المدينة.

فلسطيني يلوح بيده بعد الحصول على ربطة خبز في مدينة غزة (أرشيفية - أ.ف.ب)

ودفع الحادث مخاتير ووجهاء المدينة للتدخل لمحاولة منع تفاقم الأوضاع فيها، وأن تكون هناك ردة فعل انتقامية تخرج عن سيطرة الجميع. وحمَّل بعض المواطنين عبر شبكات التواصل الاجتماعي، المخاتير والوجهاء والشخصيات المختصة المسؤولية عن الحادث، بعد أن قرروا تخصيص كميات الطحين التي تدخل إلى دير البلح، لصالح المخابز، وبيع «ربطة واحدة» فقط لكل عائلة، لإتاحة الفرصة أمام العوائل الأخرى للحصول على حصة مماثلة. ورأى البعض أنه كان من الممكن أن يتم توزيع كيس طحين واحد على كل عائلة بدلاً من زيادة الازدحام على المخابز، وتحميل المواطنين فوق طاقاتهم بالانتظار لساعات طويلة جداً، من أجل الحصول على ربطة واحدة لا تكفي لوجبة طعام واحدة فقط.

فلسطيني يعبِّر عن فرحته بعد حصوله على أرغفة الخبز من مخبر في غزة (أرشيفية - أ.ف.ب)

ويصل سعر «ربطة الخبز» الواحدة داخل المخبز بعد اصطفاف طابور لساعات طويلة إلى 3 شواقل (أقل من دولار واحد بقليل)، بينما يصل السعر خارجه إلى 30 أو 40 شيقلاً (ما يعادل نحو 11 دولاراً)، في حين وصل سعر كيس الطحين الواحد في وسط وجنوب القطاع، إلى 1000 شيقل أو أكثر (أي ما يعادل نحو 255 دولاراً). ويعاني وسط وجنوب قطاع غزة، من نقص حاد في توفر كميات الطحين بفعل الإجراءات الإسرائيلية وسرقة المساعدات من قبل بعض عصابات اللصوص، إلا أن الأوضاع في الشمال بالنسبة لتوفر الطحين أفضل حالاً بعد أشهر من المجاعة التي عانى منها سكان تلك المناطق، واضطروا حينها لطحن أكل الحيوانات من أجل سد رمق جوعهم. وبدأت هذه المعاناة في وسط وجنوب القطاع منذ نحو شهر فقط، مع توقف إمدادات المساعدات الغذائية، وسرقة غالبية ما كان يتم السماح بدخوله، الأمر الذي أدى لمفاقمة الوضع الإنساني. وأفاد المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، بأن القوات الإسرائيلية منعت ثلثي عمليات المساعدات الإنسانية المختلفة، البالغ عددها 129، من الوصول إلى قطاع غزة، الأسبوع الماضي. وأجبر الواقع الحالي، أصحاب المخابز لنشر مسلحين لحماية الطحين المتوفر لديها، ومنع سرقته من قبل عصابات اللصوص المنتشرة بشكل كبير. ولجأت بعض المخابز لاستئجار أولئك المسلحين على هيئة حراس أمنيين، في حين اتفق وجهاء ومخاتير وجهات مختصة مع مسلحين من عوائل لحماية المخابز في مناطقهم التي يعيشون فيها. ويتخوف السكان من استمرار إسرائيل في التلاعب بإدخال كميات مساعدات كافية، الأمر الذي سيفاقم من حالة المجاعة التي تزداد حالياً في مناطق وسط وجنوب القطاع بشكل أكبر من الشمال الذي عاش هذه الظروف بشكل أقسى لأشهر عدة.