«الشرق الأوسط» تنشر أسماء 5 قياديين في «الحرس الثوري» قتلوا قرب دمشق

بينهم لبناني وعراقي وإيرانيان... وتدفق ألف مقاتل من العراق

صورة متداولة في مواقع التواصل للمزرعة التي طالها القصف في قرية الذهبية جنوب حلب
صورة متداولة في مواقع التواصل للمزرعة التي طالها القصف في قرية الذهبية جنوب حلب
TT

«الشرق الأوسط» تنشر أسماء 5 قياديين في «الحرس الثوري» قتلوا قرب دمشق

صورة متداولة في مواقع التواصل للمزرعة التي طالها القصف في قرية الذهبية جنوب حلب
صورة متداولة في مواقع التواصل للمزرعة التي طالها القصف في قرية الذهبية جنوب حلب

كشفت مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط»، أن العدد الأكبر من قتلى الميليشيات الإيرانية في سوريا ممن سقطوا نتيجة الغارات الجوية الأخيرة التي استهدفتهم، قضوا قرب العاصمة دمشق، بينهم مسؤولون كبار من جنسيات مختلفة.

وشهدت ليلتا الجمعة والسبت الماضيتان، ضربات مكثفة شنتها طائرات يعتقد أنها إسرائيلية وأميركية، استهدفت مقرات ومستودعات وقواعد تابعة للحرس الثوري الإيراني والجماعات المرتبطة به، في مناطق مختلفة من سوريا، بينها مواقع وقواعد عسكرية قرب مطار دمشق الدولي.

تصاعُد الدخان فوق العاصمة دمشق بعد غارة إسرائيلية (أرشيفية - رويترز)

وتحدثت المعلومات الأولية عن مقتل 12 قيادياً وعنصراً من هذه الميليشيات. وبينما قالت وسائل إعلام محلية إن الضحايا سقطوا نتيجة الضربات التي وقعت على الحدود بين سوريا والعراق، فجر السبت، كشفت مصادر خاصة لـ«الشرق الأوسط» أن العدد أكبر من ذلك.

الإعلام التابع لـ«حزب الله» اللبناني، أقر من جانبه بمقتل 4 من كوادره «في الهجمات التي استهدفت منطقة البوكمال» قرب دير الزور، على الحدود السورية - العراقية، بينما نفت وسائل إعلام تابعة لـ«الحرس الثوري» سقوط ضحايا في صفوف الحرس نتيجة الضربات الجوية والصاروخية التي طالت مواقع ومقرات عسكرية في محيط مطار دمشق الدولي.

لكن مصادر ميدانية مطلعة، أكدت لـ«الشرق الأوسط»، أن قادة ميدانيين في «الحرس الثوري»، من جنسيات مختلفة، بينهم إيرانيان اثنان على الأقل، قتلوا في غارة استهدفت اجتماعاً للحرس جنوب دمشق بالقرب من مطار العاصمة.

وسائل إعلام سورية نقلت يوم الجمعة، عن مصدر عسكري رسمي، أن إسرائيل نفذت «عدواناً جوياً ضد بعض النقاط بالمنطقة الجنوبية»، كما كشف المصدر عن هجوم آخر «استهدف عدداً من النقاط في محيط دمشق، وأسفر عن وقوع بعض الخسائر المادية».

استدعاء لمناقشة خطط!

من جهتها، أكدت مصادر «الشرق الأوسط» المعلومات التي تحدثت عن مقتل مجموعة من قادة الميليشيات التابعة لـ«الحرس الثوري» في الهجمات التي وقعت قرب دمشق، ليلة الخميس - الجمعة.

وتنقل المصادر عن مسؤولين محليين في قوات «الحرس الثوري»، أن مجموعة من قادة الميليشيات الأجانب في الحرس، العاملين بمحافظة دير الزور، شرق سوريا، استدعوا إلى دمشق يوم الخميس 28 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، من أجل «مناقشة بعض التطورات والخطط»، لكنهم سقطوا بين قتيل وجريح بسبب قصف استهدفهم.

صورة أرشيفية لمجموعة من الميليشيات التابعة لإيران في دير الزور (المرصد السوري لحقوق الإنسان)

وحسب هذه المصادر، تم التعرف حتى الآن على 5 من هؤلاء القياديين القتلى، معروفين لدى العناصر المحليين في سوريا بأسمائهم الحركية، وهم:

«الحاج محمود» لبناني، قائد أهم قطاعات «حزب الله» في محافظة دير الزور (شرق سوريا). «الحاج رعد» عراقي، وهو مسؤول الحشد الشعبي العراقي في المحافظة. «الحاج علي» إيراني، مسؤول استخبارات الحرس الثوري في المنطقة الشرقية. «الحاج نوزت» أفغاني، وهو المسؤول عن المجموعات الأفغانية في مجمل سوريا، بالإضافة إلى قيادي إيراني آخر في دير الزور يعرف باسم «الحاج علي».

رضي موسوي مسؤول الدعم اللوجيستي لـ«فيلق القدس» في سوريا قضى بغارة إسرائيلية في حي السيدة زينب قرب دمشق (وكالة تسنيم)

تعزيزات بألف مقاتل

وحول ما إذا كانت هذه الضربة رداً على استهداف ما يسمى «المقاومة الإسلامية في العراق» على قاعدة «خراب الجير» الأميركية بشمال شرقي سوريا، استبعد المحلل السياسي السوري محمد حسان في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» هذا الاحتمال، عادّاً الضربة بمثابة «عملية نوعية» جديدة، بعد 3 أيام من قتل المسؤول الكبير في الحرس الثوري الإيراني رضي موسوي في ضاحية السيدة زينب قرب دمشق يوم 26 ديسمبر.

جندي عراقي يراقب من خلال منظاره الأوضاع قرب من الحدود العراقية - السورية عند معبر البوكمال (رويترز)

وأضاف أن المعلومات الواردة من المنطقة تؤكد أن حراكاً غير مسبوق يشهده القسم الذي تسيطر عليه الميليشيات الإيرانية من محافظة دير الزور، على الطرف الغربي من نهر الفرات، حيث تدفقت، خلال الأسبوع الماضي، كثير من القوافل التي تحمل تعزيزات من المقاتلين تجاوز عددهم الألف.

حسان، الذي ينحدر من محافظة دير الزور، والمتخصص في رصد ومتابعة الجماعات المتطرفة والميليشيات الإيرانية هناك، رجح أن يكون هدف الضربات التي استهدفت ريف المحافظة، فجر السبت، وهي غالباً أميركية، التعامل مع هذه التعزيزات بالفعل، أما استهداف الاجتماع الذي جرى قرب مطار دمشق قبل يوم واحد «فتقف خلفه، على الأرجح، إسرائيل»، كما يقول.

البوكمال: ضربة موجعة

وكان ما لا يقل عن 10 قتلى من المجموعات التابعة لإيران قد سقطوا ليلة الجمعة - السبت الماضيين، بينهم 4 لبنانيين وعراقي، و5 سوريين من منتسبي «حزب اللّه» والحرس الثوري، نتيجة غارات لطيران مجهول، استهدفت مدينة البوڪمال شرق دير الزور.

وحسب وسائل إعلام محلية، فإن الغارات دمرت رتلاً لشاحنات مقبلة من العراق، قرب ساحة الهِري، بريف البوكمال، كما دمرت موقعين قرب «مشفى عائشة»، وموقعاً قرب مبنى الهجانة، وموقعاً آخر قرب «مشفى بدر» كما نسفت منزلاً قرب الحدود العراقية.

الناشط الإعلامي زين العابدين العكيدي، وهو ابن المنطقة، أكد لـ«الشرق الأوسط»، أن الغارات التي استهدفت المنطقة «كانت كثيفة وقوية، نتج عنها عدد كبير من القتلى والجرحى، وأصيب كذلك بالغارات 6 سائقين عراقيين من المتعاقدين مع الحرس الثوري، كما قتل أحدهم».

علي أحمد سعد أحد مسؤولي الحرب الكيماوية بـ«حزب الله» قتل في سوريا (معرفات الحزب)

وأضاف، أن «غالبية الضحايا سقطوا نتيجة الغارات التي استهدفت مقرين للميليشيات؛ أحدهما مستودع ذخيرة لحزب الله قرب مشفى عائشة، أما القتلى السوريون فهم من منتسبي الفوج 47 التابع للحرس الثوري الإيراني».

من جانبه، نعى «حزب الله»، يوم السبت، 4 من عناصره قال إنهم قتلوا في سوريا، وقد سبق أن نعى في ضربة سابقة علي أحمد سعد الذي تعرفت عليه مصادرنا المحلية بعد نشر صورته، مؤكدة أنه أحد مسؤولي الحرب الكيماوية في الحزب، وكان يتنقل بين عدة مناطق في سوريا.

حلب: قصف مخازن أسلحة

وبالتزامن مع الضربات التي استهدفت ريف دير الزور، قصفت طائرات مجهولة أيضاً، مستودعات تابعة للحرس الثوري بريف حلب الجنوبي، ما أدى لمقتل حارس وإصابة اثنين آخرين بجروح.

وبينما أكدت حسابات إخبارية محلية سقوط هذا العدد من الضحايا، جميعهم سوريون، في الغارة التي استهدفت قرية «الذهبية» قرب المطار العسكري، كشف أحد الشهود من سكان القرية لـ«الشرق الأوسط»، أن القصف طال مزرعة تستخدم مخزناً للأسلحة والمعدات من قبل الحرس الثوري الإيراني.

وحسب الشاهد، فإنه من النادر استهداف المستودعات في هذه القرية، بينما يتكرر استهداف مصانع تجميع وإنتاج الأسلحة الخفيفة والمتوسطة في قرية توركان المجاورة، التي يسيطر عليها «لواء الباقر» التابع لإيران.

«قصف مكثف وضربات نوعية»، هكذا يصف المراقبون للتطورات في سوريا الغارات الأخيرة التي استهدفت شخصيات وقواعد ومخازن تابعة لميليشيات «الحرس الثوري» الإيراني، الأمر الذي يرجح مزيداً من التصعيد، بالتزامن مع استمرار الحرب في غزة.


مقالات ذات صلة

«الدبلوماسية الغامضة» تقرّب إيران من السلاح النووي

شؤون إقليمية مدير «الوكالة الدولية للطاقة الذرية» رافائيل غروسي ورئيس «الطاقة الذرية» الإيرانية محمد إسلامي في أصفهان (أ.ف.ب)

«الدبلوماسية الغامضة» تقرّب إيران من السلاح النووي

ازدادت المخاوف الأميركية والدولية من أن إيران صارت أقرب من أي وقت مضى من صنع سلاح نووي، ما يعد «تهديداً مميتاً» لإسرائيل وينذر بزعزعة إضافية للشرق الأوسط.

علي بردى (واشنطن)
شؤون إقليمية قاآني يستمع إلى مسجدي على هامش مراسم أربعين محمد هادي حاجي رحيمي الذي قضى في ضربة جوية إسرائيلية على القنصلية الإيرانية بدمشق (أرنا)

مسجدي منسقاً لعمليات «الحرس الثوري» في الخارج

كشفت وسائل إعلام إيرانية عن تعيين السفير السابق لدي العراق، إيرج مسجدي منسقاً عاماً لقوات «فيلق القدس» المكلفة العمليات الخارجية في «الحرس الثوري».

عادل السالمي (لندن)
المشرق العربي منجم خنيفس للفوسفات في محافظة حمص وسط سوريا

احتكار نقل الفوسفات السوري يعيد للواجهة ملف الهيمنة الإيرانية - الروسية

جدل مثار حول احتكار أحد المتنفذين في سوريا خطوط نقل الفوسفات أعاد إلى الواجهة ملفّ الهيمنة الإيرانية ـ الروسية على الفوسفات السوري

«الشرق الأوسط» (دمشق )
شؤون إقليمية قائد «فيلق القدس» إسماعيل قاآني (يسار الصورة) بجانب قادة «الحرس الثوري» الإيراني (تسنيم)

قاآني يتوعد دولاً أوروبية تصدت لهجوم إيران على إسرائيل

توعد مسؤول العمليات الخارجية في «الحرس الثوري» إسماعيل قاآني القوى الأوروبية الثلاث فرنسا وبريطانيا وألمانيا لمشاركتها في التصدي لهجوم شنته إيران على إسرائيل.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
شؤون إقليمية متظاهرة تحمل صورة الرهينة الفرنسية سيسيل كوهلر 23 مارس الماضي المعتقلة في إيران منذ عامين (أ.ف.ب)

طهران تتهم باريس بالتدخل في «القرارات القضائية»

احتجَّت إيران، الثلاثاء، على مواقف «تدخّلية وغير مهنية» من الحكومة الفرنسية، بعدما اتهمت باريس طهران بممارسة «دبلوماسية الرهائن» بسبب احتجازها مواطنين فرنسيين.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)

إطلاق نار كثيف وانفجارات جنوب غرب مدينة غزة

جنود إسرائيليون خلال عمليات عسكرية في قطاع غزة (ا.ف.ب)
جنود إسرائيليون خلال عمليات عسكرية في قطاع غزة (ا.ف.ب)
TT

إطلاق نار كثيف وانفجارات جنوب غرب مدينة غزة

جنود إسرائيليون خلال عمليات عسكرية في قطاع غزة (ا.ف.ب)
جنود إسرائيليون خلال عمليات عسكرية في قطاع غزة (ا.ف.ب)

قال المركز الفلسطيني للإعلام إن أصوات إطلاق نار كثيف وانفجارات دوت في جنوب غرب مدينة غزة في شمال القطاع صباح اليوم السبت.

وأضاف المركز أن اشتباكات ضارية تدور أيضاً بين الفصائل والقوات الإسرائيلية في مخيم جباليا بشمال القطاع، حيث تواصل القوات الإسرائيلية عملية عسكرية منذ عدة أيام.

وفي رفح جنوب قطاع غزة، تعرضت مناطق جنوب وشرق مدينة رفح لقصف مدفعي مكثف وهجمات بطائرات الهليكوبتر.

كما استهدفت غارة إسرائيلية منطقة الفراحين شرق بلدة عبسان الكبيرة في خان يونس.

وفي وقت سابق، قال تلفزيون الأقصى إن شخصين قُتلا مساء أمس جراء استهداف طائرات إسرائيلية لمنزل بوسط رفح.

كما أطلقت طائرات إسرائيلية عدة صواريخ صوب مدرسة فيصل بن فهد غرب مخيم جباليا، مما أدى لمقتل مواطن وإصابة آخرين.


معارك غزة تحتدم مع بدء تشغيل «الميناء الأميركي»

صورة وزعتها القيادة المركزية الأميركية للرصيف العائم قبالة غزة مع بدء استقباله المساعدات الإغاثية لسكان القطاع (سنتكوم - أ.ف.ب)
صورة وزعتها القيادة المركزية الأميركية للرصيف العائم قبالة غزة مع بدء استقباله المساعدات الإغاثية لسكان القطاع (سنتكوم - أ.ف.ب)
TT

معارك غزة تحتدم مع بدء تشغيل «الميناء الأميركي»

صورة وزعتها القيادة المركزية الأميركية للرصيف العائم قبالة غزة مع بدء استقباله المساعدات الإغاثية لسكان القطاع (سنتكوم - أ.ف.ب)
صورة وزعتها القيادة المركزية الأميركية للرصيف العائم قبالة غزة مع بدء استقباله المساعدات الإغاثية لسكان القطاع (سنتكوم - أ.ف.ب)

بدأت أولى الشاحنات المحمّلة مساعدات جرى نقلها إلى الميناء الأميركي العائم قبالة غزة، توزيع حمولاتها في القطاع المحاصر، بينما قال الجيش الإسرائيلي إنَّ قتالاً يدور في جباليا شمال القطاع «ربما يكون الأكثر ضراوة» في المنطقة منذ بدء هجومه البري في 27 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

في هذه الأجواء، يشعر المسؤولون في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بأنَّهم استنفدوا فرص إقناع تل أبيب بتبني رؤية واشنطن حول كيفية إنهاء الحرب في غزة، وتحقيق السلام الدائم في الشرق الأوسط، وصار الجانبان أكثر تباعداً من أي وقت مضى.

وأفيد، الجمعة، بأنَّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وافق على البحث عن بديل لخطته التي تتضمن فرض حكم عسكري على القطاع، وذلك بسبب تقرير للجيش يُظهر أنَّ حكماً عسكرياً سيكلف نحو 5.4 مليار دولار في السنة، بالإضافة إلى خسائر بشرية.


تطوّر «تكتيكي» في عمليات «حزب الله»

جنود لبنانيون ومتطوعو الصليب الأحمر ببلدة النجارية حيث شنّ الطيران الإسرائيلي غارة أدت إلى مقتل طفلين سوريين وعنصر في «حزب الله» (أ.ب)
جنود لبنانيون ومتطوعو الصليب الأحمر ببلدة النجارية حيث شنّ الطيران الإسرائيلي غارة أدت إلى مقتل طفلين سوريين وعنصر في «حزب الله» (أ.ب)
TT

تطوّر «تكتيكي» في عمليات «حزب الله»

جنود لبنانيون ومتطوعو الصليب الأحمر ببلدة النجارية حيث شنّ الطيران الإسرائيلي غارة أدت إلى مقتل طفلين سوريين وعنصر في «حزب الله» (أ.ب)
جنود لبنانيون ومتطوعو الصليب الأحمر ببلدة النجارية حيث شنّ الطيران الإسرائيلي غارة أدت إلى مقتل طفلين سوريين وعنصر في «حزب الله» (أ.ب)

تشهد المواجهات بين «حزب الله» وإسرائيل تصعيداً غير مسبوق مع تسجيل تطوّر «تكتيكي» في عمليات الحزب اللبناني، لكن ذلك يبقى، كما يبدو، «تحت سقف الحرب الواسعة».

وسُجّل، في الساعات الماضية، عمليتا اغتيال في مناطق بالعمق اللبناني؛ الأولى في الجنوب بقضاء صيدا، والثانية في البقاع على الطريق الدولية التي تصل لبنان بسوريا.

وأدت الغارة الأولى إلى مقتل عنصر في «حزب الله» وطفلين سوريين، في حين استهدفت الغارة الثانية في مجدل عنجر مسؤولاً في «كتائب القسام»، وفق ما أشارت المعلومات المتوافرة. وردّ «حزب الله» على الاغتيالات، بعمليات عدة، استهدفت إحداها، عبر هجوم جوي بالمُسيّرات الانقضاضية، مقر كتيبة ‏المدفعية في جعتون، وأخرى قاعدة تسنوبار اللوجستية في الجولان السوري بـ50 صاروخ ‏كاتيوشا.

ويبدو التصعيد، الذي تشهده الجبهة الجنوبية اللبنانية، متوقعاً، وفق ما يرى خبراء، مع تأكيدهم أن ذلك سيبقى تحت «سقف الحرب الواسعة» لأسباب مرتبطة بالقرارين الأميركي والإيراني المعارضين لتوسعها.


أسلحة جديدة يستخدمها «حزب الله» في هجماته على إسرائيل... ما هي؟

صاروخ «ألماس» الإيراني (أرشيفية)
صاروخ «ألماس» الإيراني (أرشيفية)
TT

أسلحة جديدة يستخدمها «حزب الله» في هجماته على إسرائيل... ما هي؟

صاروخ «ألماس» الإيراني (أرشيفية)
صاروخ «ألماس» الإيراني (أرشيفية)

يعلن «حزب الله» اللبناني بين الحين والآخر عن أسلحة جديدة في نزاعه مع إسرائيل، كان آخرها الخميس، مسيّرة تطلق صواريخ قبل الانقضاض على أهدافها استخدمها للمرة الأولى منذ بدء التصعيد قبل 7 أشهر، فما أبرز هذه الأسلحة الجديدة؟

مسيّرات هجوميّة مسلّحة

وأعلن «حزب الله»، الخميس، تنفيذ عملية «بمسيّرة هجوميّة مسلّحة» مزوّدة بصاروخين من طراز «إس - 5» على موقع عسكري في المطلة في إسرائيل، قبل أن تنفجر. ونشر مقطع فيديو يوثّق تحليق المسيّرة باتجاه الموقع حيث توجد دبابات، ولحظة إطلاقها الصاروخين ثم انفجارها.

مواصفات الصاروخ «إس - 5» (وسائل إعلام تابعة لـ«حزب الله»)

وهي المرّة الأولى التي يعلن فيها الحزب استخدام سلاح مماثل منذ بدء تبادل القصف مع إسرائيل غداة اندلاع الحرب في قطاع غزة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) بين إسرائيل وحركة «حماس». وقال الجيش الإسرائيلي إن 3 جنود أصيبوا، الخميس، جراء انفجار المسيّرة.

وذكرت تقارير وزّعها إعلام «حزب الله» أن وزن الرأس الحربي للمسيرة يتراوح بين 25 و30 كيلوغراماً من المواد شديدة الانفجار.

ويقول المحلّل العسكري العميد المتقاعد خليل حلو لوكالة «الصحافة الفرنسية»، إن أهمية هذه المسيّرة هي في قدرتها على شنّ هجمات من داخل الأراضي الإسرائيلية، لافتاً إلى أن الحزب يستفيد من قدرته على إرسال «مسيّرات يتمّ التحكّم بها بسهولة وتحلّق ببطء على علو منخفض من دون أن تلتقطها الرادارات».

كان الحزب أعلن، الأربعاء، تنفيذ هجوم «بعدد من الطائرات المسيّرة الانقضاضية» على قاعدة إسرائيلية غرب مدينة طبريا على مسافة أكثر من 30 كيلومتراً من الحدود مع لبنان، في هجوم يقول محللون إنه الأكثر عمقاً داخل الأراضي الإسرائيلية منذ بدء تبادل القصف.

صواريخ موجهة وثقيلة

وخلال الأسابيع الأخيرة، أعلن الحزب شنّ هجمات يصفها بـ«المركّبة» استخدم فيها مسيّرات انقضاضية مع صواريخ موجّهة تستهدف مواقع عسكرية وتحركات جنود وآليات.

كما أعلن مؤخراً استخدام صواريخ موجّهة وأخرى ثقيلة من نوع «بركان» و«ألماس» الإيرانية و«جهاد مغنية»، نسبة إلى قيادي في الحزب قُتل عام 2015 في سوريا.

صاروخ «بركان» الإيراني (وسائل إعلام تابعة لجماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع طهران)

ورغم ذلك، يقول حلو إن «حزب الله» لا يزال يعتمد بالدرجة الأولى في هجماته على صواريخ «كورنيت» المضادة للدروع، والتي يتراوح مجالها بين 5 و8 كيلومترات، وقد يستخدمها لمسافة أبعد.

ويستخدم الحزب كذلك صاروخ «كونكورس» الروسي، وهو أيضاً من الصواريخ الموجهة المضادة للدروع والتي تتخطى القبة الحديدية ويمكن اعتراضها بالدبابات فقط.

ويمتلك «حزب الله» ترسانة أسلحة ضخمة، وإن كان لا يُعرف حجمها، إلا أنها تطورت وتوسعت على مدى السنوات الماضية. وأعلن في مناسبات عدّة أنه بات يمتلك أسلحة وصواريخ متطورة عدة قادرة على بلوغ عمق إسرائيل.

ومنذ 7 أشهر، يخوض «حزب الله» وإسرائيل حرب «استنزاف» يومية، كما يصفها محللون، اختبر خلالها الطرفان بعضهما وأساليب الهجمات والتكتيكات العسكرية.


مقتل أحد قادة «كتيبة جنين» بقصف جوي إسرائيلي على جنين

مسلحان فلسطينيان خلال تشييع فتى قُتل بنيران إسرائيلية في جنين خلال أبريل الماضي (رويترز)
مسلحان فلسطينيان خلال تشييع فتى قُتل بنيران إسرائيلية في جنين خلال أبريل الماضي (رويترز)
TT

مقتل أحد قادة «كتيبة جنين» بقصف جوي إسرائيلي على جنين

مسلحان فلسطينيان خلال تشييع فتى قُتل بنيران إسرائيلية في جنين خلال أبريل الماضي (رويترز)
مسلحان فلسطينيان خلال تشييع فتى قُتل بنيران إسرائيلية في جنين خلال أبريل الماضي (رويترز)

أعلن الجيش الإسرائيلي، مساء الجمعة، أن طائرة حربية قصفت منزلاً في مخيم جنين بالضفة الغربية.

وبحسب وسائل إعلام اسرائيلية، فإن القصف في جنين استهدف خلية كانت تخطط لهجوم. وأفادت وسائل إعلام فلسطينية لاحقاً بأن القتيل هو أحد قادة «كتيبة جنين» ويُدعى إسلام خمايسة.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن مسلحاً فلسطينياً قُتل وأُصيب ثمانية آخرون في الغارة الإسرائيلية على مخيم جنين للاجئين بالضفة الغربية المحتلة.

وأعلن الجناح المسلح لحركة «الجهاد الإسلامي» في بيان مقتل «القائد إسلام خمايسي».

وأضافت الوزارة في بيان، أن المصابين الثمانية «حالتهم مستقرة»، ويتلقون العلاج في مستشفيين.

وذكر البيان: «خمس إصابات بشظايا حالتهم مستقرة وصلت إلى مستشفى جنين الحكومي، كما وصلت ثلاث إصابات بحالة مستقرة إلى مستشفى ابن سينا»

وقال الجيش الإسرائيلي إن الغارة نفذت بطائرة مقاتلة وأخرى هليكوبتر وهو أمر نادر الحدوث في الضفة الغربية التي شهدت تصاعداً في أعمال العنف قبل فترة طويلة من اندلاع الحرب في غزة.

وقالت إسرائيل إنها قصفت مجمعاً يستخدمه مسلحون مركزاً للعمليات وأكدت مقتل خمايسي، قائلة إنه مسؤول عن عدة هجمات على إسرائيليين.

وأضافت أن الضربة "نُفذت لإزالة تهديد وشيك"، دون الإفصاح عنه.


واشنطن تُجلي 17 طبيباً أميركياً من غزة

أشخاص وشاحنات تحمل مساعدات إنسانية بالقرب من معبر كرم أبو سالم (أ.ب)
أشخاص وشاحنات تحمل مساعدات إنسانية بالقرب من معبر كرم أبو سالم (أ.ب)
TT

واشنطن تُجلي 17 طبيباً أميركياً من غزة

أشخاص وشاحنات تحمل مساعدات إنسانية بالقرب من معبر كرم أبو سالم (أ.ب)
أشخاص وشاحنات تحمل مساعدات إنسانية بالقرب من معبر كرم أبو سالم (أ.ب)

أجلت الولايات المتحدة، اليوم (الجمعة)، 17 طبيباً أميركياً كانوا عالقين في قطاع غزة منذ أن سيطرت إسرائيل على معبر رفح الحدودي مع مصر، حسبما قال مسؤولون.

وقال مسؤول أميركي، فضّل عدم الكشف عن هويته، إن دبلوماسيين أميركيين رتّبوا عملية مغادرة الأطباء الـ17 عبر معبر كرم أبو سالم باتجاه إسرائيل.

وأوضح ناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية أن «بعض الأطباء الأميركيين الذين كانوا عالقين في غزة غادروا الآن بأمان ووصلوا إلى بر الأمان بمساعدة السفارة الأميركية في القدس».

وأضاف: «كنّا على اتصال وثيق بالمجموعات التي ينتمي إليها هؤلاء الأطباء الأميركيون وكنّا على اتصال بعائلات هؤلاء المواطنين الأميركيين»، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقال مصدر مطّلع على مجريات العملية إن ثلاثة أطباء أميركيين آخرين كانوا جزءاً من الفريق الطبي التطوعي قرروا البقاء رغم عدم اليقين بشأن الموعد الذي ستتاح لهم فيه فرصة جديدة للمغادرة.

ومنذ سيطرة القوات الإسرائيلية على الجانب الفلسطيني من معبر رفح في 7 مايو (أيار)، لم تعد تمر أي مساعدات إنسانية من هناك.

وتهدد إسرائيل ورئيس وزرائها بنيامين نتنياهو منذ أشهر بشنّ هجوم في رفح، مؤكدة أنه ضروري لتحقيق هدف «القضاء» على حركة «حماس»، رغم التحذيرات الدولية، ومن بينها الأميركية، من تبعات هذا الهجوم على حياة المدنيين.


سقوط صاروخ من طائرة إسرائيلية على بلدة يهودية في غلاف غزة

جانب من الأضرار التي لحقت بالمستوطنات في غلاف غزة ضمن عملية «طوفان الأقصى» أكتوبر 2023 (رويترز)
جانب من الأضرار التي لحقت بالمستوطنات في غلاف غزة ضمن عملية «طوفان الأقصى» أكتوبر 2023 (رويترز)
TT

سقوط صاروخ من طائرة إسرائيلية على بلدة يهودية في غلاف غزة

جانب من الأضرار التي لحقت بالمستوطنات في غلاف غزة ضمن عملية «طوفان الأقصى» أكتوبر 2023 (رويترز)
جانب من الأضرار التي لحقت بالمستوطنات في غلاف غزة ضمن عملية «طوفان الأقصى» أكتوبر 2023 (رويترز)

بعد ثلاثة أيام من مقتل خمسة جنود إسرائيليين بأيدي رفاقهم الجنود في منطقة مخيم جلاليا بقطاع غزة، كُشف النقاب اليوم (الجمعة)، عن سقوط صاروخ من طائرة إسرائيلية مقاتلة في بلدة يهودية في غلاف القطاع. ووقع هذا الحادث، صباح الجمعة، إذ سقط صاروخ كبير زنته 500 كيلوغرام، من طائرة مقاتلة من طراز «إف 15» تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي، بين المنازل في بلدة ياد بمنطقة أشكول.

وبحسب مصادر عسكرية، فإن الصاروخ كان يستهدف إحدى بلدات غزة، لكنه انحرف عن مساره وأصاب هدفاً إسرائيلياً من دون أن ينفجر. ووفقاً لشهود عيان، هرع محاربون وممثلون عن القوات الجوية إلى مكان الحادث لفحص ما إذا كان الصاروخ يحتوي على مواد متفجرة لم تنفجر.

وتستعد البلدة لتنفيذ تفجير محكم للصاروخ، ولذلك تم إبعاد السكان الذين يعيشون في دائرة قريبة من موقع الحادث، بتوجيه من الشرطة. وبدأت القوات الجوية تحقيقاً في الحادث لمعرفة أسبابه وتداعياته.

وجاء في رسالة سلمت للأهالي: «في ساعات الصباح، تم رصد سقوط صاروخ من طائرة تابعة لسلاح الجو في ساحة أحد المنازل في بلدة ياد. وتعمل القوات الأمنية على إخلاء مكان الحادث. تقييم الوضع يجري من قبل متخصصين». وعدّ الجيش هذا الحادث نادراً وخطيراً، فيما أكد خبراء أنه لو انفجر الصاروخ لكان تسبب في أضرار جسيمة وخسائر بشرية.


كاردينال القدس يوجه رسالة من غزة إلى العالم لوقف الحرب

الكاردينالية مع أطفال في غزة (صور البطريركية)
الكاردينالية مع أطفال في غزة (صور البطريركية)
TT

كاردينال القدس يوجه رسالة من غزة إلى العالم لوقف الحرب

الكاردينالية مع أطفال في غزة (صور البطريركية)
الكاردينالية مع أطفال في غزة (صور البطريركية)

في ختام الزيارة إلى مدينة غزة والتقاء المنكوبين فيها من جراء الحرب الإسرائيلية، وجه بطريرك القدس للاتين، الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، رسالةً إلى قادة العالم يناشدهم فيها العمل من أجل وقف الحرب وتحقيق السلام العادل، الذي يلبي طموحات الشعب الفلسطيني.

وقالت اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس في فلسطين، إن زيارة الكاردينال بيتسابالا، في ظل العدوان الإسرائيلي المتواصل للشهر الثامن على التوالي، هي رسالة بالغة الأهمية تحظى بتقدير الفلسطينيين قيادةً وشعباً.

وأكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، رئيس اللجنة الرئاسية رمزي خوري، على «أهمية وأثر هذه الزيارة وانعكاسها على أبناء الشعب الفلسطيني، وبشكل خاص على المواطنين الذين لجأوا للكنائس منذ بداية حرب الإبادة الإسرائيلية ضد شعبنا».

وتوجه خوري برسالة لقادة الكنائس في العالم، داعياً للصلاة من أجل الشعب الفلسطيني ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية لأنحاء القطاع كافة.

الكاردينال يترأس قداساً في كنيسة غزة (صور البطريركية)

وكان الكاردينال بيتسابالا قد وصل قطاع غزة، يوم الخميس، في زيارة رعوية إلى كنيسة العائلة المقدسة للاتين في مدينة غزة. ويتضمن الوفد المرافق للكاردينال كلاً من المسؤول في جمعية «فرسان مالطا» أليساندروا دي فرانسيس، وراعي كنيسة غزة الأب جبرائيل رومانيلي، وآخرين.

والتقى الكاردينال أبناء الرعيّة الذين يعانون من العدوان الإسرائيلي منذ أكثر من سبعة أشهر، والذين لجأوا إلى الكنيسة بعد أن دمرت بيوتهم، لتشجيعهم وإيصال رسالة أمل وتضامن ودعم.

وترأس الكاردينال قداساً في كنيسة العائلة المقدسة، والتقى فعاليات الكنيسة، كما زار كنيسة القديس بورفيريوس للروم الأرثوذكس، وتفقد الأضرار التي لحقت بالكنيستين ومحيطهما جراء القصف الإسرائيلي.

وتعدّ هذه الزيارة المرحلة الأولى لمهمة إنسانية مشتركة بين البطريركية اللاتينية ومنظمة «فرسان مالطا»، بالتعاون مع «منظمة مالتيزر الدولية» وشركاء آخرين، بهدف تقديم الغذاء والمساعدة الطبية للمواطنين في غزة.

وقال الكاردينال بيتسابلا في رسالة مسجلة لأبناء كنيسة العائلة المقدسة في غزة، نشرتها البطريركية اللاتينية خلال الزيارة: «أنا الآن معكم، أحبكم وأرافقكم وأتابع أخباركم. ثقوا تماماً أننا نعمل ونسعى من أجل سلام عادل وشامل وحقيقي».


الجيش الإسرائيلي يعلن العثور على جثث 3 محتجزين في غزة

جندي إسرائيلي خلال العمليات العسكرية في غزة (موقع الجيش الإسرائيلي)
جندي إسرائيلي خلال العمليات العسكرية في غزة (موقع الجيش الإسرائيلي)
TT

الجيش الإسرائيلي يعلن العثور على جثث 3 محتجزين في غزة

جندي إسرائيلي خلال العمليات العسكرية في غزة (موقع الجيش الإسرائيلي)
جندي إسرائيلي خلال العمليات العسكرية في غزة (موقع الجيش الإسرائيلي)

أعلن الجيش الإسرائيلي، الجمعة، العثور على جثث 3 محتجزين إسرائيليين في قطاع غزة، وفقاً لـ«وكالة أنباء العالم العربي».

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، إن «حماس» هي من قتلت المحتجزين الثلاثة، وهم يتسحاق غلرانتر، وشاني لوك، وعميت بوسكيلا، في أثناء هروبهم من حفل موسيقي أقيم في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) بمحاذاة حدود غزة، ونقلت جثثهم إلى القطاع.

وأضاف أدرعي، في بيان، أن جثث المحتجزين الثلاثة انتُشلت من داخل قطاع غزة في إطار عملية مشتركة للجيش الإسرائيلي وجهاز «الشاباك».

وتابع: «علماً بأن وحدات خاصة قد شاركت في هذه العملية التي جرت بناءً على توجيه استخباري لهيئة الاستخبارات العسكرية وقيادة الأسرى والمخطوفين، وكذلك استناداً إلى معلومات جرى الحصول عليها خلال التحقيقات التي أجراها جهاز (الشاباك)».


منظمات إغاثية دولية تحذر من تحديات متزايدة في عملياتها في قطاع غزة

طفلة فلسطينية مصابة تستلقي على سرير أمام مستشفى ميداني تابع للصليب الأحمر جنوب غزة (رويترز)
طفلة فلسطينية مصابة تستلقي على سرير أمام مستشفى ميداني تابع للصليب الأحمر جنوب غزة (رويترز)
TT

منظمات إغاثية دولية تحذر من تحديات متزايدة في عملياتها في قطاع غزة

طفلة فلسطينية مصابة تستلقي على سرير أمام مستشفى ميداني تابع للصليب الأحمر جنوب غزة (رويترز)
طفلة فلسطينية مصابة تستلقي على سرير أمام مستشفى ميداني تابع للصليب الأحمر جنوب غزة (رويترز)

تواجه منظمات الإغاثة الإنسانية تحديات متزايدة في تقديم المساعدات في قطاع غزة، الذي دمرته الحرب، وتخشى أن يؤدي هجوم إسرائيلي واسع النطاق في رفح إلى توقف عملياتها.

وقال مدير منظمة غير حكومية أوروبية، طلب عدم كشف هويته: «هناك احتياجات ضخمة، وسيكون هناك طلب على المزيد والمزيد منها، وستصل بشكل أقلّ فأقلّ إلى السكان».

وبدأ الجيش الإسرائيلي في السابع من مايو (أيار) عمليات عسكرية على الأرض في رفح المكتظة بمئات آلاف النازحين وسيطر على الجانب الفلسطيني من معبر رفح الحدودي مع مصر. وتوقف منذ ذلك الحين دخول المساعدات إلى القطاع المحاصر من هذا الممر الحيوي الذي يدخل منه خصوصاً الوقود، العنصر الحيوي لسكان القطاع وللمستشفيات فيه.

كما يواجه قطاع غزة صعوبات في إدخال المساعدات من المعابر الأخرى، إما لأنها مغلقة وإما لأنها تعمل بقدرة محدودة بسبب الحرب المستمرة منذ أكثر من سبعة أشهر.

واندلعت الحرب بعد هجوم غير مسبوق شنته حركة «حماس» الفلسطينية في إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، وتسبب بمقتل أكثر من 1170 شخصاً، بحسب تعداد لوكالة الصحافة الفرنسية استناداً إلى أرقام إسرائيلية رسمية.

شاحنات تحمل مساعدات أمام معبر رفح البري بين مصر وقطاع غزة (رويترز)

وتعهدت إسرائيل بالقضاء على «حماس»، وأدت الحملة الإسرائيلية في غزة منذ ذلك الوقت إلى مقتل ما لا يقل عن 35303 أشخاص، معظمهم من المدنيين، وفقاً لوزارة الصحة في غزة.

نقص المحروقات

أعلنت منظمة الصحة العالمية، الجمعة، أنها لم تتلقَّ أي إمدادات طبية في قطاع غزة منذ السادس من مايو عندما أمر الجيش الإسرائيلي المدنيين بمغادرة شرق رفح.

وقال المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية طارق ياساريفيتش في جنيف إن «إغلاق هذا المعبر يضعنا في وضع صعب فيما يتعلق بتنقل العاملين في المجال الطبي، فضلاً عن تناوب موظفي الأمم المتحدة والفرق الطبية».

وأضاف، خلال مؤتمر صحافي: «الأهم من ذلك هو أن آخر الإمدادات الطبية التي تلقيناها في غزة كانت قبل السادس من مايو».

وتابع: «تمكنا من توزيع بعض الإمدادات ولكن النقص كبير، بشكل خاص المحروقات اللازمة لتشغيل المستشفيات». وأكد ياساريفيتش أن «المشكلة الأكثر أهمية حالياً هي نقص المحروقات».

وأوضح المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية أن هناك حاجة إلى ما بين 1.4 و1.8 مليون لتر من المحروقات شهرياً لاستكمال أنشطة المؤسسات الصحية والشركاء الآخرين في هذا القطاع.

وأضاف: «حتى يوم أمس (الخميس) ومنذ إغلاق المعبر، دخل إلى رفح 159 ألف لتر فقط لجميع الشركاء العاملين في المجال الإنساني، وهي كمية غير كافية».

ومن بين المستشفيات الـ36 في غزة، لم يعد هناك سوى 13 مستشفى تعمل بشكل جزئي، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية. ودخلت دبابات الجيش الإسرائيلي إلى رفح في السابع من مايو ولا تزال تحتل الجانب الفلسطيني من معبر رفح مع مصر الحيوي لدخول الوقود الضروري للعمليات الإنسانية في القطاع.

عملية معقدة

وتمّ إغلاق معبر كرم أبو سالم بين إسرائيل وغزة لأيام عدة في أوائل شهر مايو بعد أن أطلقت «حماس» صواريخ في اتجاهه، وفق الجيش الإسرائيلي. والمعبر مفتوح رسمياً حالياً، لكن المنظمات الإنسانية تقول إنها لا تستطيع تسلّم المساعدات الآتية من إسرائيل بسبب نقص الوقود والقتال في المنطقة.

مستشفى ميداني تابع للصليب الأحمر في منطقة المواصي جنوب قطاع غزة (رويترز)

وتندّد منظمات عدّة برفض السلطات الإسرائيلية الاستجابة لطلباتها الوصول إلى مناطق معينة.

ويقول أحد موظفي الأمم المتحدة في القدس، طلب عدم الكشف عن اسمه، إن دخول العاملين في المجال الإنساني أو دخول المساعدات الإنسانية عبر معبر كرم أبو سالم إلى قطاع غزة، «يترافق مع مخاطر كبيرة، إذ إن المنطقة منطقة قتال». ويقول مدير منظمة «الإنسانية والإدماج» في الأراضي الفلسطينية: «لا نستطيع إخراج فرقنا، فالظروف الأمنية غير مستقرة للغاية».

وتشير المنظمات إلى أن التواصل مع السلطات الإسرائيلية هو إجراء شاق. إذ تقوم المنظمات غير الحكومية بكثير من الإجراءات البيروقراطية. يتمّ الاتصال عبر الأمم المتحدة التي تقوم بدورها بإبلاغ إدارة التنسيق والارتباط الإسرائيلية التي تبلغ «كوغات» (وحدة التنسيق التابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية والمسؤولة عن إدارة الشؤون المدنية في الأراضي الفلسطينية المحتلة) وفي هذه المرحلة فقط يتمّ إخطار الجيش الإسرائيلي.

وتقول تانيا هاري، مديرة منظمة «غيشاه»، وهي مركز إسرائيلي للدفاع عن حريّة التنقل: «شهدت المنظمات حوادث حتى بعد حصولها على الضوء الأخضر من مكتب تنسيق أعمال الحكومة»، مضيفة: «هذا يظهر بوضوح أن هناك خطأً ما في التواصل». وتحاول بعض المنظمات غير الحكومية الآن التواصل مباشرة مع السلطات الإسرائيلية لتجاوز المشكلة.

وتدهورت ظروف العمل بشكل كبير في الأسابيع الأخيرة، وفقاً لتقارير منظمات، لا سيما بعد إخلاء المناطق التي كان من السهل نسبياً الوصول إليها، والتي أصبح بعضها مسرحاً للقتال.

صعوبة الوصول

ويؤكد مسؤولو المنظمات غير الحكومية أن القانون الإنساني الدولي يتطلب من أطراف النزاع السماح بتوزيع المساعدات.

فلسطينيون ينزحون من رفح إلى خان يونس نتيجة العملية العسكرية الإسرائيلية جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

وقال موظف في منظمة «الإنسانية والشمول» غير الحكومية ومقرها باريس، الذي طلب عدم كشف اسمه: «من الواضح أنه التزام، وبالنسبة لنا، إبلاغهم برحلاتنا التي من المفترض ألا يمنعوها، وسيلة لتذكيرهم بمسؤوليتهم، إذا كانت هناك مشكلة».

وأضاف: «لا يمكننا إخراج فرقنا، بينما الظروف الأمنية غير مستقرة للغاية». ويشدّد العاملون في المجال الإنساني على أن إسرائيل، بوصفها القوة المحتلة، مطالبة بموجب القانون الدولي بضمان وصول المساعدات إلى المدنيين في غزة.

وقال متحدث عسكري، الخميس، إن الجيش على اتصال بالمنظمات الدولية «في الوقت الحقيقي» ويضمن «أفضل طريقة ممكنة للتواصل في أسرع وقت ممكن».

وحتى لو تم تجنب اجتياح واسع النطاق لرفح، تقول الوكالات الإنسانية إن الظروف غير مناسبة للعمل.

وأصبحت الطرق الرئيسية والعديد من الطرق الأخرى غير صالحة للاستخدام بسبب الدمار، كما أدى النقص الحاد في الوقود الذي ازداد منذ الاستيلاء على معبر رفح، إلى الحدّ من استخدام السيارات.

ويقول مسؤول منظمة تضمّ نحو 50 عاملاً في غزة: «نحن نذهب فقط إلى الأماكن التي يمكننا المشي إليها». ويقول مسؤول إنساني مقيم في القدس، تحدث أيضاً شرط عدم الكشف عن هويته، إنه يدرك أن «الضرورات العسكرية» تنشأ في الصراعات وقد تحدّ من عمليات الإغاثة.

لكنه أضاف أنه في حرب غزة، يتم رفض طلبات التنقل في كثير من الأحيان، و«بالكاد نستطيع إحضار شيء. لا يمكننا العمل بهذه الطريقة».